ولكن السودانيين لا بواكي لهم

07:36 AM November, 13 2017

سودانيز اون لاين
محمد الحسن حمدنالله-برستول بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر

في موسم الإجازات هنا في بريطانيا يستغل الأجانب خطوطهم الوطنية للذهاب إلي بلادهم لقضاء العطلة والعودة إلا السودانيين فلا ناقل وطني لهم فيتفرّقون علي خطوط الطيران المختلفة الأماراتية القطرية المصرية الأردنية التركية الأثيوبية وهلمجرا السفر علي غير الخطوط الوطنية معناه الترانزيت وطول زمن الرحلة وملل الإنتظار في محطات الترانزيت مع الشكوي المتكررة من تخلُّف أو ضياع العفش

من المحزن والمخجل في آنٍ واحد أن تصل الخطوط الجوية السودانية إلي لندن في خمسينيات القرن الماضي وتتوقف رحلاتها في الألفية الثالثة! ومن ما يزيد الأسي أن دولاً أفريقية وعربية وآسيوية أصغر من السودان جغرافيةً وتاريخاً وإقتصادياً تصل خطوطها الجوية إلي بريطانيا ويتمتع مواطنوها بميزة السفر المباشر إلي بلدانهم

بالاضافة لقيمة التذاكر بالعملة الصعبة تذهب بعيدا عن خزانة بلدك ..

العزيز محمد علي طه الملك التحية والإحترام شاكر المرور والإضافة ما ذكرته صحيح وهو ضياع عُملة صعبة السودان في أشد الحاجة إليها اليوم حيث وصل الدولار إلي أرقام خرافية مقابل الجنيه السوداني علي أن المثير للدهشة هو حديث الحكومة عن تحقيق تنمية في الثلاثة عقود الماضية في غياب وسائل المواصلات بدءاً بالخطوط الجوية مروراً بالنقل النهري والخطوط البحرية وإنتهاءً بالسكة حديد والطرق البرية المسفلتة التي تربط الولايات!

التنمية التي يعنونها يا عزيزي هي التي يثري مدخولها جيوبهم وجيوب الفاسدين من مناصريها ..
من الذي يمكنة الاستثمار دون شريك منهم سهمة في الشراكة هو التمكين ؟

وهو كذلك أخي الدكتور محمد علي طه الملك حيث أصبحوا هم الوطن والوطن هم وما عداهم لا قيمة لهم! رد الله غربة السودان

علي المستوي الشخصي سافرت إلي السودان مع أسرتي علي مختلف الخطوط ولعل أفضلها وأكثرها مباشرة كانت ال BMI وهذه أيضاً توقفت منذ مدة طويلة تليها في قِصر فترة الترانزيت الأردنية والمصرية والأكثرها راحة هي الأماراتية والقطرية رغم طول فترة الترانزيت لكن الأسوأ وعلي غير ما توقعت كانت الخطوط السعودية حيث سافرت والأسرة عليها في العام ٢٠١٤ كانت سفرية الذهاب مريحة والترانزيت ساعتين فقط في مطار الملك خالد في الرياض الذي أدهشني تواضعه برغم ثراء المملكة ومقارنته بمطارات دول الخليج المجاورة! أما العودة فكان أمرها مختلف تركت عندي إنطباع سئ عن الخطوط السعودية التي أتمني أن لا أستغلها مستقبلاً ولو كانت مجاناً

تحركنا من الخرطوم مساءً كانت الطائرة أيربص من الحجم الصغير ومليئة عن آخرها بالركاب ويبدو أن أكثرهم مغتربين عائدين من الإجازات بعد تقديم وجبة الطعام تجاهل المضيفون والمضيفات جمع الأطباق الفارغة ليتمكن الركاب من إعادة الطاولات إلي مكانها الطبيعي إستعداداً للهبوط وذلك من دواعي السلامة حتي نزلت الطائرة في مطار جدة وبقايا الطعام والمستهلكات أمام الركاب! عند نزولنا كنا نعلم سلفاً أن الترانزيت سبع ساعات وكنا مهيئين لذلك بعدما فشلت محاولة العُمرة مع الوكالة التي سافرنا عن طريقها المهم أمضينا فترة الإنتظار في النوم علي المقاعد وفي المصلي وكنت أعتقد أن الترانزيت إذا زاد عن ساعتين يؤخذ الركاب إلي فندق في المطار للراحة وقد حدث لي ذلك مع الخطوط المصرية المهم عندما إقتربت مواعيد فتح البوابة تم زيادة زمن المغادرة ثلاث ساعات! حدث ذلك فقط في شاشات العرض دون إذاعة ذلك عبر مكبر الصوت طبعاً كان تصرُّف يدعو للغضب وليس هناك أي إعتذار أو أياً من موظفي الخطوط لشرح ما حدث وعندما صعدنا أخيراً إلي الطائرة كنا نتوقع أن يعتذر طاقم الطائرة عن التأخير لثلاث ساعات ولكنهم لم يشيروا إلي الأمر من قريب أو بعيد مما يدلل علي عدم إهتمامهم بالركاب وصلنا بالسلامة ولله الحمد ولسان حالنا يقول هذا فراقٌ بيننا وبين الخطوط السعودية أعلم أنه كان بإمكاني مقاضاة الخطوط السعودية لكني وبمجرد خروجي من المطار قذفت بباقي التذاكر وبطاقات الصعود إلي الطائرة في أقرب سلة مهملات حتي لا تذكرني بهذه التجربة المريرة الناتج عن سوء إدارة في الخطوط الجوية السعودية