عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة فريدة يقوم بها حفيد بار‏

عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة فريدة يقوم بها حفيد بار‏


10-23-2017, 05:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1508734280&rn=0


Post: #1
Title: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة فريدة يقوم بها حفيد بار‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 05:51 AM

04:51 AM October, 23 2017

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة فريدة يقوم بها حفيد بار‏
هي تجربة فريدة حقا تفيض بالإنسانية و بحفظ الجميل..تجاه تلك الجدة...‏
ترى أي شعور داهمها و هي تمر بتلك التجربة من جديد؟
‏ و أي مشاعر تفجرت داخلها؟
و أي إحساس بالحياة و الوجود أحست بها؟

Post: #2
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 05:53 AM
Parent: #1


Post: #3
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 05:57 AM
Parent: #2

إنها الجدة ذلك الكنز المدفون ضمن متاع المنزل..‏
و هي الجدة ذلك الكائن المنسي ضمن ما أنستنا إياه مشغوليات الحياة .‏
الجدة ذلك الشخص الذي صار صورة في إطار نحتفظ به كذكريات( كما صورة أوشيك في قصيدة صلاح أحمد ابراهيم)...
.......... و ‏نسينا أو تناسينا أنها تعيش بيننا....و أنها حملت و لا زالت تحمل همومنا و أحلامنا..‏
...........إنها الجدة التي نسينا أنه كائن من لحم و دم و مشاعر و عواطف‏

Post: #4
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 06:04 AM
Parent: #3

الجدة التي حملت و و لا زالت تحمل بذرة وجودنا في هذه الدنيا..‏
وهي مستودع أحلامنا و ذكرياتنا و آلامنا و تجاربنا..‏
فكيف جمدنا بكل قسوة تفاصيل حياتها و ذكرياتها و مشاعرها في الثلاجة...‏
هل هي انانيتنا؟
أم أنها فعلا مشغوليات الحياة؟
أم هي العولمة و قساوتها؟
أم هي كل ذلك و أكثر؟

Post: #5
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 06:08 AM
Parent: #4

مصري يعيد جدته لذكريات الطفولة بجلسة تصوير رومانسية

لم يكن مألوفا لدى المجتمع المصري أن تظهر عجوز في العقد الثامن من عمرها، لا سيما وأنها من وسط صعيدي تغلب عليه العادات والتقاليد، في جلسة تصوير خاصة وهي تلهو وتلعب كالأطفال.

أميرة فكري
صحيفة العرب: [نُشر في 2017/10/23، العدد: 10790، ص(24)]
القاهرة – آثر الحفيد أحمد محمد أن يعيد جدته فاطمة إلى ذكريات الطفولة، بعدما اصطحبها في نزهة خاصة إلى الحديقة الدولية بمحافظة المنيا، بجنوب مصر، حتى يرسم البهجة والسعادة على وجهها، بعدما كادت تنسى ملامح الناس لأنها لم تخرج من منزلها طيلة 30 عاما منذ وفاة زوجها.

ووجد الحفيد أن عقد جلسة تصوير خاصة معها ستكون لحظة فارقة في حياتها لتستعيد ذكريات الماضي حين كانت فتاة صغيرة، فهي لم تقف أمام الكاميرا طوال عمرها إلا عند استخراج بطاقة الهوية الشخصية من مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، كما أنها تعيش وحدها حياة بائسة، اعتادت فيها أن ترتدي الملابس السوداء حزنا على رحيل زوجها.

وظهرت الجدّة في الصور بملامح هادئة وتجاعيد عكست حكمةَ وصبرَ ومشقةَ 80 عاما، حتى أنها لم تخلع عنها الجلباب الأسود التقليدي الذي ترتديه نساء الصعيد.

واتفق محمد، الحفيد العشريني، مع صديقه عبدالله محمد، الذي يهوى التصوير، على أن يرافقه وجدته إلى نزهة من نوع خاص لالتقاط الصور التذكارية لهما.

وقال عبدالله “كان الأمر مفاجئا بالنسبة إليّ، فأنا اعتدت الخروج في جلسات تصوير بين زوجين أو عشيقين أو اثنين في مرحلة الخطوبة، ولأول مرة في حياتي أقوم بتصوير مثل هذه اللحظة، بين جدة وحفيدها.. لا أنسى لحظات السعادة التي عاشتها هذه الجدة”.

وأضاف لـ”العرب” أن “جلسة التصوير استغرقت 4 ساعات، شعرت حينها أن هذه السيدة صاحبة الثمانين عاما عادت إلى شبابها، فهي عاشت خلال مدة التصوير حياة جديدة لم تكن تتوقعها أو تنتظرها”.

وأوضح أن بعض وسائل الإعلام تواصلت معه عندما رأت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان حريصا على إظهار الاعتزاز بهذه التجربة.

وما ضاعف من سعادة الجدّة أن حفيدها أحضر إليها مجموعة من البالونات ذات الألوان المبهجة، وظل يلهو معها بهذه البالونات، وألبسها تاجا على رأسها من الورد الأزرق والأبيض وكأنها عروس في ليلة زفافها، وكأنهما شاب وفتاة تربطهما قصة حب طويلة، ثم تبادلا لعب “الكوتشينة” وسط الحديقة.

وبحسب المصوّر لم يكن سهلا على أحمد إقناع جدته بهذا الأمر، فهي عجوز لا تخرج من منزلها إلا للجلوس أمام الباب لتقضي يومها بين استرجاع الذكريات تارة، والتحدث مع جيرانها تارة أخرى، حتى يحل المساء وتخلد إلى النوم، وتستيقظ في اليوم التالي لتكرر نفس السيناريو.

ويُعتبر أحمد الحفيد الثامن عشر للجدة فاطمة، ولم يكن يريد سوى أن تعيش لحظة فارقة لم تعشها من قبل، كي تستكمل عمرها، ولا تفقد الأمل في أن تعود طفلة صغيرة تلهو وتلعب، وحقق ما لم يتصور حدوثه، ونسي هموم الماضي وأنها أصبحت عجوزا لا يتذكرها أحد.

وقال الحفيد لـ“العرب” إنها “عادت إلى المنزل بعد جلسة التصوير وهي مبتسمة، لأنها خرجت من حالة الحزن التي كانت تعيشها، وأوضح “كنت أبحث عن شخص يسعدني يوم إجازتي من عملي، ولم أجد سوى جدتي”.


Post: #6
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-23-2017, 06:12 AM
Parent: #5

إنها الحياة و حلاوتها حينما نفكر في الآخرين
حينما نفكر في الضعفاء و المنسيين و المحرومين..‏
إنها حلاوة الحياة بتقاسم الفرح و اللحظات الحلوة
بإدخال السرور على الآخرين
بانتزاع ضحكة او ابتسامة من قلب نسى الفرح و الابتسام
فلنعيد للدنيا حلاوتها و رونقها...بفعل بسيط

Post: #7
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 10-23-2017, 06:34 PM
Parent: #6

تحياتي محمد عبدالله الحسين
دائما تتحفنا بالمواقف الإنسانية النبيلة .. المفرحة
لك كل التقدير
..
لكن قبل أن أدخل في تفاصيل الموضوع.. خشيت أن يكون المقال عن ذلك الهندي الذي أتى فعلا عجيبا في فهمه لإسعاد جدته..
لكن الحمد لله كان مقالك جميلا رائعا..
ومعذرة أن تكون مداخلتي غير جميلة كمقالك
فهي عن ذلك الهندي الذي أقدم على الزواج من جدته..
وهذا هو الخبر مع الصورة..

https://abunawaf.com/%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D8%AC%D8%AF%D8%AA%D9%87-%D8%AE%D8%A8%D8%B1-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D9%87/https://abunawaf.com/%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D8%AC%D8%AF%D8%AA%D9%87-%D8%AE%D8%A8%D8%B1-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D9%87/

Post: #8
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-24-2017, 06:36 PM
Parent: #7

الأخ الأمين عبدالرحمن عيسى ‏
تحياتي
و شكرا على كلماتك التي تجيء كوسام فأنت (استاذ و رئيس قسم) كما يطلق ‏عليك الأخ عبدالباسط الأردني(تحياتي ‏‏(محمد عبدالله الحسين ‏‎‏
دائما تتحفنا بالمواقف الإنسانية النبيلة .. المفرحة‎‏
لك كل التقدير)...‏
و مثلك لا يفسد بدخوله بل يزيد الموضوع ألقا و بعدا جماليا و معرفياً..‏
و شكرا على القصة الموازية.‏
طبعا يا أستاذ الأمين.‏
طبعا القصة في لفتة انسانية عميقة من طرف كان من المتوقع أن يكون على ‏مسافة غير قليلة من حفظ الجميل لهذه ‏الجدة..‏
و لكن يبدو أن للجدة تأثيرها عليه في طفولته و ما رآه منها من طيبة و حكمة ‏بلاشك.
و هنا نتذكر ما ورد في صورة ‏الكهف بتأثير صلاح السلف في الخلف(..و ‏كان أبوهما صالحاً..).‏
أرجو أن لا تحرمنا يا استاذ العظيم من مداخلاتك و تعليقاتك الثرة.‏
و دمت أخي العزيز


Post: #9
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 10-24-2017, 07:00 PM
Parent: #8

حبيبنا الزول الجميل محمد عبدالله ..
يا سلام يا محمد لقد قرأت لك عبارة هي :

(( فكيف جمدنا بكل قسوة تفاصيل حياتها و ذكرياتها و مشاعرها في الثلاجة...‏
هل هي انانيتنا؟ ))

هذه القصة عشتها مع جدتي وأكتشتف أن الحبوبة تحمل ذكريات ومشاعر ..
لذا وقفت طويلاً عند عبارتك أعلاه ..

وسوف أنقل لك الصورة بالكامل عن جدتي رحمها الله عندما حاولت أن آخذها من بيتها إلى منزلنا

آسف للاطالة ولكننا أصبحنا في حالة توارد خواطر في الموضوع
هذا الموقف قبل أكثر 40 عاماً .. رحمها الله ..

===================================

جدتي فافا

اذكر جدتي (يو فافا) وهذا الأسم أسم الدلع لإسم فاطمة بالنوبية، فقد كانت جدتي يوفافا نحلية الجسم قاسية القسمات رزينة الكلمات لا تبتسم كثيراً تتحدث بمقدار معين .. الجميع يحترمونها او بالاحرى يتهيبون منها ولا فرق عندها بين الذكور والاناث من ابنائها وزوجاتهم وكانت مميّزة حتى في مظهرها الخارجي وزيها الخاص الذي هو اشبه بالجلابية الرجالية منه الى فستان النساء .. كان فستاناً فضفاضاً مركب من قطعتين جزء علوي وسفلي متساوي العرض .. لأنها كانت مستوية الجسد بدون تضاريس خالي تماماً من الدهون والشحوم فقط عظم مكسو بجلد فقد فعل فيها الدهر الافاعيل رغم انني سمعت انها كانت من اجمل النساء في شبابها ولكن هو حكم الزمن الذي يبلي كل شيء فلا علاج لمفاعيله .. لم تكن تلتف بالثوب كما هي العادة ، بل كانت تستخدمه مثل (الطرحة) او تكومه فوق رأسها وكأنها تحمل لفافة ملابس .. وكان الاكثر غرابة تلك الجيوب الكبيرة الواسعة في طرفي الفستان والتي كانت تسع مفتاح غرفتها (الكوشر) وفي الجيب الاخر كيس التمباك (تمباك القعب الاخضر مع الجردقة) وبالدنقلاوية (تمباك دسييه) وكانت تستخدم التمباك أحياناً كوسيلة استفزاز تلجأ اليه عندما تغضب او تستاء من امر ما .. تخرج كيس التمباك وتملأ فمها ثم تقذف معها بحبة الجردقة وعندها كنت اسمع فرقعة تكسير حبات (الجردقة) كتعبير استفزازي او عدم اكثراث بالمتحدث .. أما عماتي ووالدتي فقد كانت تصيبهم الرهبة في حضورها فهي لم تكن تكف عن الانتقاد المتواصل واجزم انني لم اسمع منها كلمة شكر أو اطراء لاحداهن مهما بلغن من الاتقان والالتزام خاصة وان سطوتها على الاناث كانت اكبر أقوى .. وما كان يثير دهشتي احياناً عندما اراها تنفرد مع ذاتها وتخلع فستانها الفضفاض إلا من تلك القطعة الملتفة حول خصرها والمتدلية حتى الركبة من (توب الزراق) وهذه الربطة بالدنقلاوية تسمى (سجَا) وهي جالسة في وسط السرير بشعرها الابيض المنكوش وصدرها الضامر المغطى بشكبة من العروق والشرايين البارزة تقلب في اشياء تأخذها من صندوق (السحارة) التي احضرها جدنا من مصر ومحفور عليها اسمه بخط جميل .. وعندما تقترب من هذا الصندوق كانت تعلو وجهها النحيل تعابير غريبة خليط من الحزن والابتسامة وخروج تام من سياق شخصيتها المعهودة .. وكأنها تستحضر ذلك الماضي الجميل من حياتها وايام شبابها .. عندها أدركت لماذا لم تكن تتنازل يوماً عن مفتاح (السحارة) لأحد حتى لو كان أقرب الناس اليها .. كنت اشاهدها تفتح ادراج (السحارة) وتخرج بعض خصل الحرير وانواع من خرز السوميت ومقتنايات اخرى مثل الريال المصرى القديم (المشاهرة) تلهب بها ذاكرتها وتقلبها بين يديها المعروقتين .. من معايشة ذلك الحدث عرفت ان جدتي رغم شخصيتها القوية وسطوتها إلا انها تتمتع بعاطفة جياشة وحب مكنون وقلب ينبض بالرقة ..

مرت الايام وتغير الزمان وانتقل الناس شرقاً وغرباً وبقيت هي لوحدها في بيت جدي ومعها ذكرياتها وتتناوب على خدمتها بناتها وحفيداتها وفي يوم حر قائظ جلست الى جانبها وهي كعادتها بدون اي ملابس إلا من تلك الـ (سجا) التي تستر عورتها فطلبت منها ان تذهب معنا للاقامة في منزلنا لأنها تحتاج الى رعاية اكثر خاصة وان حفيداتها اصبحن في المدارس ولم يعد احد يتفرغ لها .. ولكنها رفضت واصرت ان تبقى هناك حتى تفارق هذه الدنيا ورغم كل الاغراءات والالحاح رفضت (يو فافا) كل توسلاتي .. وامعاناُ في الرفض تحركت نحو (السحارة) لتفتحها وتقلب مقتنياتها ، عندها تأكدت أنها لا تريد فراق مرتع الصبا وبؤرة الذكريات وكأنها تتذكر في تلك اللحظة يوم زفافها ويوم وضوعها الاول وايام عودة جدنا من مهاجره في (مصر) واستسلمت لهذا الواقع قاطعاً الوعد على ان اوفر لها كل معينات الحياة من دون اخراجها من هذا الحلم الجميل فتركتها في عالمها لتجتر ذكرياتها .. ولكني ايقنت ان المرأة من انبل المخلوقات لأن وفاءها من غير حدود او حواجز وقد تجسد ذلك في تجربة جدتي وفاءاً واخلاصاً .. ومن الخطأ ان يظن احداً منا ان هؤلاء بدون احساس او عواطف او ذكريات حتى نقذف بهن في ركن من اركان المنزل وكأنهن في انتظار اليوم الموعود .. الى رحمة الله .. ووو .. يو فافا ..




Post: #10
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 10-24-2017, 07:45 PM
Parent: #9

الحبيب علي عبدالوهاب
ياخي أنت تمتلك قدرة باهرة على سرد الأحداث و وصفها و في توثيق الأحداث...هذه ‏موهبة لا تتوفر لكل شخص...‏
ما كتبته عن (يوفافا) رحمها الله...لا تقل في وصفها عند وصف (الأم الكبيرة )لجابريل ‏جارسيا ماركيز..
....فقد وصفت لنا جدتك بشكل تصويري بديع و بتفاصيل فنان لدرجة أني ‏صرت أعرفها تماما و أنت ترسم تفاصيل ملامحها
و ملابسها و تصرفاتها و موقف ‏الاآخرين حيال تصرفاتها ...‏
لا يسعني بالجد إلا أن أحييك و أحيي هذه الموهبة النادرة في الوصف الدقيق و التصوير ‏البارع للأحداث و الشخصيات..‏
و بالمناسبة و أنت ترسم شخصية جدتك (يو فافا) كانت مخيلتي ترسم معك صورتها و ‏تقاسيم وجهها و عروق يديها
و أنا اقارن في نفس الوقت صورتها مع جارة لنا(شامية) و ‏هي أيضا دنقلاوية..كانت تشبه في سلوكها التربوي الذي ربت بها أبناءها
و بناتها جدتك ‏‏...فالابتسامة كانت هي العملة النادرة لديها ..و الشكوى لا تصدر منها رغم شظف ‏العيش و الضجر كذلك..
كانت في مشيتها منتصبة في ثبات كأنها أحد جنود الحراسة في ‏الجيش النازي بخطواته الثابتة البطيئة. (كما صورته لنا الأفلام)..‏
تسلم أخي علي فقد فتحت فينا ينابيع من الأخيلة و الصور الفنية البديعة و أنت تمارس ‏التوثيق التي أعتقد هي موهبة راسخة عندك
فلا تحرم القراء منها..‏
و لا أنسى هنا أن أقول أن الجدة كانت مؤسسة تربوية متفردة و كانت كما (السحارة) ‏تختزن أسرار و كنوز الأسرة المحكية و المروية .
و كانت الجدة بمثابة مركز استشارات ‏الأسرة للخبرة المكتنزة لديها بمرور السنون...و فوق كل ذلك كانت ركيزة عاطفية ‏للصغار فهي
التي توفر لهم الحماية من قسوة الآباء و هي الراوية للقصص و ‏الحكايات..و كما ذكر جبريل جارسيا ماركيز أن حكاوي جدته
كانت المحور الاساسي ‏لموهبته الحكائية.‏
لك ودي و تحياتي

Post: #11
Title: Re: عندما تستعيد الجدة طفولتها من جديد: تجربة
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 10-25-2017, 07:04 AM
Parent: #10

حبيبنا محمد مودتي ..
البوست عميق .. وهي مشكلة اليوم في كثير من العائلات لعدم الادراك والوعي
ومن خلال جدتنا والوالدة رحمها الله .. إكتشفت أن أكبر الخطأ هو نقل الام أو جدة إلى بيت الابن أو الابنة
لأنها تنزوي في ركن او في برش صلاة وكأنها تنتظر يومها وتشعر أن دورها في الحياة قد إنتهى مما يجعلها تصاب
العجز والمرض سريعاً ..

ولكن إذا بقيت في منزلها يتخيل لي أنها تعيش ذكريات شبابها وأيامها مع زوجها ..
لاحظت أن المكان هو الأهم للامهات والحبوبات .. أن تبقى في نفس البيئة .. ويوفر لها الخدمات فقط

مودتي الحبيب محمد ..