مكائِدُ المجازِ

مكائِدُ المجازِ


10-16-2017, 09:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1508141093&rn=0


Post: #1
Title: مكائِدُ المجازِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-16-2017, 09:04 AM

08:04 AM October, 16 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



إلى يونس عطاري

مكائِدُ المجازِ
●○●○●○●○●


لا تُبهِجُ المجازَ بِنقصِكَ في تمامِهِ الدّؤُوبِ
فإنهُ بِرسيمُ الغفلةِ، محارةُ الحزنِ...
هبْ أن شمساً هبّتْ بِغفلةٍ عن اللّيلِ
أترى؟
يصعُبُ على وردةٍ في الأصِيصِ أن تخلدَ لِلنّزقِ والغزلِ
فحينها سترتفِعُ الشِّفاهُ، تهوي كالمطارِقِ على جسدِ الشّهواتِ المكشُوفِ لِلشّمسِ
ذلك ما لن يحدُثَ تحدِيداً، إلا إن اِنجرفتَ في مكائِدِ المجازِ
أترى؟

1
سأصنعُ بِفُرصةٍ مُؤاتِيةٍ
نوافِذَ وأبوابَ عدِيدةً لِعِطرِكِ
مشغُولٌ لِدهرٍ بِالولهِ الحارِّ
والهمسِ المُتكوثِرِ على شفتيكِ.

2
إعلانٌ مُسدَّدُ الغُصّةِ
-----------
أُصادِفُ غُصّةً لائِذةً بِصدرِي
لا أعرِفُ متى ومن أينَ جاءتْ
مُحتشِدةٌ، لا تنصرِفُ أو تجِفُّ
أو تسكُت؟
فمن أضاعَهَا عليهِ أن يُبرِقَ نبضَهُ
لِنبضِي بِهُدُوءٍ
فلا يُزعِجُ وغصّتِهِ غصّاتِي المُتلاطِمةُ.

3
هيا نُفكِّرُ في الهربِ من رُوحينَا.

4
الشّارِعُ يمتطِينَا وهو يبتسِمُ.

5
بِحقِيبةٍ جِلدِيّةٍ قدِيمةٍ
يلُمُّ الشّارِعُ ملامِحِي المُبعثرةِ

6
كُلُّ الزّوايا النّابِضةِ في الشّارِعِ
مُهيّأةٌ لِأُنثَى ستقِفُ كما ينبغِي لِتُغرِقَهُ بِالغواياتِ

7
الحنِينُ كلبٌ يركُضُ جيئةً وذهابا
على الشّارِعِ.

8
ستعثُرُ إن اِصطادَ بابُكَ هواءٌ شرِسٌ أو هوىً شاسِعٌ
على حقيبةٍ خالِيةٍ مُمزّقةٍ بِنشازاتِ وجهٍ عتيقٌ.

9
في الرّابِعةِ من عُمرِ المُكُوثِ في تأمُّلِ الشّارِعِ
لن تسمعَ البتّةَ صرخةَ حجرٍ يتحطّمُ.

10
هل تمكّنَ الشّكُّ من ملامِحِكَ
حين جرفَ الشّارِعُ أخيلتَكَ
من الحقِيبةِ؟

11
ما الذي بوسعِ الشّارِعِ ألا يفعلُهُ؟ سألنِي المُستحِيلُ، ولم يُجِبْهُ التّعجُّبُ.

12
اِنتخبتُ البُكاءَ بِقلبِي على غِيابِكَ عن الشّارِعِ
أنتَ كُنتَ سبّابتهُ يا صدِيقِي.

13
مرايا اللّيلُ بِوسعِهَا أن تصنعَ قهوةً لِلشّارِعِ
فيُفرِطُ في اِحتِساءِ النّبِيذِ نِكايةً في الوهجِ الذي يُسبِغُهُ عليهِ البُنُّ.

14
كُنْ شارِعاً.

15
ما أفعلُ دُونَ يديكِ؟
تُناوِلانِنِي عصبَ المسافاتِ
فأرتِقُ القلبَ
واِنتصبُ..
ما أفعلُ دُونَ تمامِ ضِحكتِكِ؟
أُمسِّكُ أوتارَ الغمامِ
وأُغنِي
أُغنِي مِلءَ الاِبتِهاجِ
واِنتصِبُ
ما أفعلُ دُونَ نبضِ اِنتِباهِكِ؟
ﻷِوجاعٍ تُشمِّرُ عن سواعِدِهَا
و (ترمِي بِشررِ)ها
على شُجُونِي المُتأهِّباتِ
فلا تقدِرُ عليّ ﻷني بِحرزِكِ أحتمِي
واِنتصِبُ..
.
.
.
.
.

16
اِستعنتُ بِحارِسِ الطّلِّ
بِعتادِهِ الذي يستمِيلُ بِهِ:
شفاهُ العِطرِ لِلقُبلِ
وتلهو بين يديهِ:
أحاسِيسُ العاشِقين....
كي يمنحَ لِكُلِّ رونقٍ
من راحةِ رُوحِكِ:
صِفتَهُ

17
قالَ:
تُشرِقُ رُوحِي المكسُورةُ
بين أصابِعِكِ
والمدى كُلُّهُ
يرقُصُ لِبعثِي ونشُورِي.

18
قالتْ:
تأرجحَ على سارِيةِ أشجانِكَ
بِنبضِ قلبِي
وأحذرْ أن تُسقِطَهُ
في مغبّةِ الغِيابِ.

19
قالَ:
مللتُ هذه الحياةَ الميّتةَ
تقِفُ مُنتصِبةً على أبوابِنَا
تنقُرُ خشبَهَا المُتآكِلَ من الصّدأ.

20
اِمرأةٌ أشرقَ الرُّواءُ بِأركانِ جسدِهَا
فطفِقتْ تكتُبُ بِإصبعِهَا في فضاءٍ مُحتشِدٍ
"غيمةً"
فاِرتعشَ الكونُ بِالمطرِ.
16/10/2016