الملعب السیاسي في السودان ملعب أمني، ولا توجد فیه خانة شاغرة لفكر أو تنظیر..

الملعب السیاسي في السودان ملعب أمني، ولا توجد فیه خانة شاغرة لفكر أو تنظیر..


09-28-2017, 09:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1506631061&rn=0


Post: #1
Title: الملعب السیاسي في السودان ملعب أمني، ولا توجد فیه خانة شاغرة لفكر أو تنظیر..
Author: عمر التاج
Date: 09-28-2017, 09:37 PM

08:37 PM September, 28 2017

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر

المفكِّر الإسلامي د. التجاني عبد القادر لـ(الصيحة) :وشهد شاهد من اهلها
* لماذا لم تعُد راغباً في البقاء بالخرطوم مفضلاً المنافي الاختيارية؟
- أعتقد أن الإقامة في الخرطوم تقتضي في الوقت الراھن أن یكون المرء ذا سعة في المال وقوة في البدن وصلة قویة بالسلطان وقدرة عالیة على اللف والدوران وھي "میزات" غیر متوفرة لدينا.

- . * في تقديرك أين ذهبت الحركة الإسلامية ومن المسؤول عن غيابها أو تغييبها؟
- عمد نظام الإنقاذ منذ عھده الباكر إلى تقسیم الحركة الإسلامیة القدیمة إلى ثلاث فئات، فئة تقضي نحبھا في الجنوب، وفئة تستوعب في أجھزة الدولة، وفئة تُحوّل إلى فائض عمالة، تستنفر عند الضرورة القصوى ثم تُسرّح.

* حدَّثني كثير من الإسلاميين عن التجاني عبد القادر المفكر البارع بل يجزم البعض بأنك الأقرب للترابي في كثير من النواحي مع ذلك فضّلت الابتعاد عن الملعب السياسي؟
- لقد تحول "الملعب السیاسي" كما ترى إلى "ملعب أمني"، ولا توجد فیه خانة شاغرة لفكر أو تنظیر لا یتسق مع المنظومة الأمنیة الحاكمة.

* في حالة حدوث تغيير بالسودان هل سيجرف التيار الإسلاميين بصورة استئصالية أم إن وجودهم في المعادلة السياسية أمر لابد منه؟
- لا أعرف شیئاً عن طبیعة التغییر القادم الذي تتحدث عنه، ولا عن المدى الذي سیبلغ، ولكن إذا وقعت "ثورة" اجتماعیة كبرى ضد النظام الحاكم فلا یُستبعد أن یكتوي بنارھا الإسلامیون والمندرجون تحت النظام وربما یتطایر شررھا إلى الواقفین منھم على الرصیف؛ فالثورات كالنیران تقضي على الأخضر والیابس.
*إذن مستقبل الإسلاميين على المحك؟
- مع ذلك، فإن تاریخ السودان الحدیث یعلمنا أن كل عھد بائد یستطیع أن یعید نفسه في "العھد الجدید"، وأن ما بعد الثورة لا یختلف كثیراً عما قبلھا، وأن السدنة" سیصبحون وزراء؛ ذلك لأن الشرائح الفوقیة الحاكمة تنتمي إلى طبقة سیاسیة واحدة، ذات أصول اجتماعیة متقاربة، وتطلعات شخصیة متشابھة وترابطات عائلیة ومشاركات تجاریة.
* لديك مقولة خالدة فحواها أنك مصدوم من تطاول الإسلاميين الغبش في البنيان، إلى شئ تعزو تحوّل إخوانك الإسلاميين من طور العبادة والزهد إلى طور الرأسمالية الدنيوية؟
- نموذج الانفتاح "النیولیبرالي" الذي تندفع فیه الدولة، قد حطّم مؤسسات القطاع العام، وحوّل كل قطاعات الحیاة إلى مؤسسات ربحیة ھو المسؤول بالطبع عن حالة الھرولة الشدیدة نحو العقار" كملاذ آمن ضد حالة الانكشاف والإفقار المتعمد التي تعرَّض لھا أفراد المجتمع، وقد كان بعض الإسلامیین أسرع من غیرھم في ھذا الاتجاه لعلاقاتھم الوطیدة بأجھزة الدولة ولإحساسھم المبكر باتجاه التحوّل، كان المأمول أن یصلحوا "نموذج" الرأسمالیة المتوحشة، لا أن ینخرطوا فیه، وذلك ھو موضع انتقادي لھم.

* تناولتَ في محاضراتك الأخيرة بجامعة الخرطوم العلاقة بين الدولة والمجتمع، كيف تنظر لعلاقة دولتنا مع المجتمع؟
- لا تختلف علاقة دولتنا بالمجتمع عن التشخیص الذي أشرتُ إلیه في المحاضرة فھي دولة قابضة تقودھا مجموعة ذات عصبیة متآكلة مما یجعلھا تبحث في كل مرحلة من مراحل حكمھا عن عصبیة جدیدة من "الصنائع" تعتمد علیھم في تأمین وجودھا، كما تعتمد من ناحیة ثانیة على الاختراق الكامل لكل مؤسسات المجتمع السیاسي والأھلي بحیث لا تظھر قیادة أو تنشأ علاقة أو تقوم جمعیة إلا وھي تحت السیطرة الكاملة لأجھزة الاستخبارات، ثم تعتمد أخیراً على بعض القوى الإقلیمیة المرتبطة بمراكز الرأسمالیة العالمیة.

*ما الذي يباعد بين الدولة والمجمتع؟
- الذي یباعد (أولاً) بین الدولة والمجتمع في الحالة السودانیة الراھنة عامل اقتصادي، إذ أن الدولة تنشط من ناحیة في فرض الضرائب الباھظة على المواطن، وفي وتحصیلھا، ولكنھا ترفض من الناحیة الأخرى أن یكون لھذا المواطن الحق في مساءلة الدولة عن الأوجه التي تُصرَف فیھا تلك الضرائب، ناھیك عن محاسبتھا. والذي یباعد (ثانیاً) بین الدولة والمجتمع عامل أخلاقي، إذ أن قیادة الدولة تأمر الناس بالبر وتنسى نفسھا، وتأمرھم بالتقشف وترفل في أثواب الرفاھیة، وتسحب الدعم عن القطاع التعلیمي والصحي الذي یلوذ به عامة الناس وتضعه في القطاع الأمني والسیادي والذي یباعد (ثالثاً) بین الدولة والمجتمع ھو أن الدولة لا تھتم بالإنسان من حیث ھو إنسان، وإنما تھتم بالإنسان الذي یستطیع أن یؤثر سلباً أو إیجاباً على أمنھا، كأن یكون ذا عصبیة قبلیة نافذة، أو قدرة على حمل السلاح والخروج به إلى الغابات النائیة، أو نحو ذلك من التشكیلات ذات القدرة على الصراخ والإیذاء. ویترتب على ذلك أن تكون الأجھزة الأمنیة ھي الوسیط الوحید بین المجتمع والدولة، فتنتفي بذلك السیاسة بمعناھا المعروف، ویذھب كل مواطن لیبحث عن "رایة" یقف تحتھا لیتقي شرور القمع الأمني والإقصاء الحزبي.

*هل من أمل في لم شمل الإسلاميين؟
- لیس لم شمل الإسلامیین بأكثر أھمیة من لم شمل الوطن، دعنا ننسى أنفسنا ونفكر في الوطن أولاً، وفي الإنسان المسحوق الذي لا یستطیع الخروج منه ولا یقوى على البقاء فیه، فإذا أخرجنا نحن الإسلامیین من ذواتنا وانخرطنا في أعمال البر الإنساني العام فإن شملنا سیلتئم. إن الحركة الإسلامیة لیست غایة في ذاتھا، وإنما ھي وسیلة لترقیة المجتمع وتنمیته وإصلاحه، فإذا أصابھا العطب والعجز فلا ینبغي أن نعكف علیھا ونبدد الطاقات في معالجة أمراضھا، وإنما ینبغي تجاوزھا لوسائل أكثر نجاعة.
* عبد الوھاب الأفندي قال إن من یحكم السودان حالیاً ھو تحالف الأمن والقبیلة والرأسمالیة؟
- في الواقع إن ھذه عبارتي، وقد وردت في مقال قدیم نشر بصحیفة الصحافة عن الرأسمالیین الإسلامیین، ولا أظن أنھا من أقوال الأستاذ عبد الوھاب، على أننا نقف على جانب واحد من الرأي في ھذه المسالة.