**** الجالية اليمنية في عطبرة .. ماض مشرف وتاريخ ناصع ****

**** الجالية اليمنية في عطبرة .. ماض مشرف وتاريخ ناصع ****


09-18-2017, 04:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1505747987&rn=0


Post: #1
Title: **** الجالية اليمنية في عطبرة .. ماض مشرف وتاريخ ناصع ****
Author: الهادي الشغيل
Date: 09-18-2017, 04:19 PM

03:19 PM September, 18 2017

سودانيز اون لاين
الهادي الشغيل-السعودية - جدة
مكتبتى
رابط مختصر

الجالية اليمنية في عطبرة .. ماض مشرف وتاريخ ناصع

بقلم : الهادي محمد عمر الشغيل :

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم).

من منا ينسى الشعب اليماني الجميل المعروف بخصال التسامح القيمي والمتوارث والمضمخ بطينة الوفاء والمعجون بماء النبل والطهر والعفاف ، شعب زين مدينة عطبرة في حقبة سابقة وتغلغل فيها وصار جزءاً من نسيجها الاجتماعي ، عاشوا بين ظهرانينا ردحا من الزمن في جو من الإلفة والمودة والحب والوئام وتوطدت العلاقات معهم وتعززت الروابط الاجتماعية وصاروا الأقرب لنا ونتج عن ذلك في انصهارهم في مجتمعنا وتزاوجهم مع مجتمعنا العطبراوي ، من منا ينسى المرحوم محمد صالح السده الذي كان يعتبر من شيوخ اليمنيين في عطبرة رجل كريم أسهم في توطيد العلاقات وحظي بحب العطبراويين وكان أباً حانياً صاحب حكمة ثاقبة يعالج مشاكل اليمنيين ويعمل على تسويتها ، من منكم لا يعرف محل ( أحمد وعلي) أصحاب أرقى المحلات المشهورة لبيع الملابس الجاهزة والأحذية في قلب سوق عطبرة والذين كانوا يعتبروا علامة فارقة في سوق عطبرة حظوا بشهرة بلغت الآفاق وأصبحوا من رموز عطبرة وروادها ، هل تذكرون التاجر ناصر صاحب أكبر متجر في السوق والذي يضاهي المولات الحالية تجد فيه كل ما يخطر ببالك يفد إليه الزبائن من كل أنحاء عطبرة لعلمهم أن كل ما يطلبونه سيجدونه لا محالة .




دعونا ننعش الذاكرة ونعود للوراء ونتذكر خارطة السوق القديم ومواقع مطاعم اليمانيين جوار موقف التاكسي والتي كانت تفتح أبوابها بعد الفجر مباشرة وحتى الحادية عشرة مساءاً ، كانت أشبه ما تكون كخلية نحل ترى فيها الحركة الدؤوبة والزحام الشديد وهي تقوم بتقديم أجمل وجبات الفول الشهية والمعتقة بالسريني ( ليمون + شطة + خل + ثوم) مما يجعل الفول لذيذ المذاق تشتم رائحته النفاذة الجميلة من بعد ، أذكر من تلك المطاعم مطعم المطيري ، مطعم مسعد ، مطعم ناصر ، مطعم مقبل ، مطعم العم شناكه بسوق القيقر .. الخ ، لا ريب أن هؤلاء اليمنيون هم من حببوا إلى الشعب العطبراوي الفول الشهي حتى أصبح وجبة رئيسية نجده في موائد الإفطار والعشاء.
ما أروع تلك الأيام نحن نرى طوفان عمال السكة الحديد وهم يغزون تلك المطاعم عن بكرة أبيها وقد حشدوا معهم فحول البصل والجبنة والطماطم والجرجير وزيت السمسم وقرون الشطة الخضراء في منظر جميل يبعث في النفس الحبور ، ما يزال منظر اليماني المحاسب يجول في خاطري وهو أعلى من الجميع على دكة أسمنتية قرب الباب وبيده الماركات وهو ينادي بصوت جميل على الفول مرغباً الزبائن في الدخول للمطعم وتناول الفول ، ومايزال في مخيلتي الحركة السريعة لذلك اليماني وهو أمام الجرة وقد اكتظ أمامه الزبائن وهو يقوم بتعبئة الصحون بحركة ديناميكية منتظمة ومهارة نادرة أشبه بالماكينة.
منذ خروج اليمنيين من عطبرة عند اكتشاف البترول في اليمن في بداية الثمانينات وهجرتهم المعاكسة عائدين إلى بلدهم اليمن السعيد إختفى بريق المدينة وتضاءل ألقها فخفتت حركة المدينة وأظلمت سماؤها المضيئة وعلتها سحابة من الحزن ، كيف لا وهم بلا شك جزء من تاريخ عطبرة صاغوا الوجدان العطبراوي بنبلهم وطهرهم وعفافهم ، سنظل نذكر هؤلاء القوم ماحيينا فهم اصحاب قلوب صافية كالثلج في النقاء والشمس في الصفاء خلت قلوبهم من الضغائن والحسد يكنون ويحملون للعطبراويين كل ود وتقدير .
ودمتم سالمين ،،،