~ بمزيد من الحزن و الأسى تبكي و تحتسب نيويورك ابنها الصابر الشيخ: عوض عريبي~

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))
صدق الله العظيم

****

بمزيد من الحزن و الأسى و بقلوب حزينة مكلومه، و مطلق التسليم بقضاء الله و قدره تحتسب تبكي و نيويورك ابنها الصابر الشاكر:

عوض الله بشير محمد عريبي

الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم السبت الموافق 9 سبتمبر 2017
بعد صبر و صراع طويل مع المرض قابلة بصبر المؤمن الصابر الشاكر المحتسب

الفقيد شقيق كل من: الطيب عريبي، بنيويورك و احمد، مصطفي، و جعفر بالسودان.
و خال حمزة عريبي، بنيويورك

و يقام العزاء اليوم السبت عقب صلاة المغرب و صلاة الجنازة عقب صلاة العشاء بمسجد الاحسان ببروكلين، نيويورك
و سوف يواري الجثمان بارض الوطن

و العزاء موصول لكل الأهل بداخل و خارج السودان

و نبتهل إلى الله العلى القدير أن يتقبله بواسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته وان يلهم آله و ذويه و أصدقائه و معارفه الصبر و السلوان و حسن العزاء و أن يتقبله قبول حسن مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا.


إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

*
**

اللهم أرحمه وأغفر له وأعف عنه واحسن اليه واجعل الجنة مثوآه
انا لله وانا اليه راجعون

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لاهله

لاحول ولا قوة إلا بالله .
انت يا الصابر عند الله جزاك . قصة صبرك علي المكتوب
تبكي الحجر . ألف رحمة عليك يا رفيق .

الاخ. عبدالرحيم منصور. أحسن. الله. عزاكم. في الوالد والتعازي لكل الاسرة خارج وداخل السودان
وأحسن عزاكم وفِي اخونا عريبي ونسأل الله. لهم الرحمة والمغفرة

اللهم ارحمه واغفر له واجعل الجنة مثواه
والهم اهله وذويه الصبر والسلوان..

إنّا لله و إنّا إليه راجعون

اللهـم .. يا حنَّان يا منَّان يا واسع الغفران اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله و وسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقِّه من الذنوب و الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس
اللهـم .. أبدله داراً خيراً من داره و أهلاً خيراً من أهله و زوجا خيراً من زوجه و أدخله الجنة و أعذها من عذاب القبر و من عذاب النار
اللهـم .. إن كان محسنا فزد في حسناته و إن كان مسيئة فتجاوز عنه يا رب العالمين
اللهـم .. آنسه في وحدته و آنسه في وحشته و آنسه في غربته
اللهـم .. اجعل قبره روضة من رياض الجنة و لا تجعله حفرة من حفر النار
اللهـم .. ارحمه تحت الأرض و استره يوم العرض و لا تخزِهِ يوم يبعثون
اللهـم .. يمِّن كتابه و يسِّر حسابه و ثقِّل بالحسناتِ ميزانه و ثبِّت على الصراط أقدامه و أسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك و مصطفاك صلى الله عليه و سلم
اللهـم .. أمِّنه من فزع يوم القيامة و من هول يوم القيامة و اجعل نفسه آمنةً مطمئنة، و لقِّنه حجَّته
اللهـم .. حل روحه محل الأبرار و تغمَّده بالرحمة أثناء الليل و النهار برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهـم .. انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهـم .. انا نتوسل بك إليك ونقسم بك عليك أن ترحمه و لا تعذبه.
اللهـم .. شفع فيه نبينا و مصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا.

اللهم آمين


عبدالرحيم منصور
نيويورك
*
**

عوض عريبي.. إنت يا الصابر عند الله جزاك

نشر في الانتباهة يوم 03 - 10 - 2014

كل معالم نيويورك، سمائها وصخبها وناطحات سحابها وبناياتها العالية، وأضواء ميادينها وساحاتها، ونجومها وحياتها الضاجة السريعة المتعجلة، وجسورها وقطاراتها وأسواقها ومشاهيرها وتكنولوجيا الحياة الرغدة وأسواقها ومتاجرها وفناراتها ومنائرها، كلها لا تساوي شعاع الضوء المنبعث من غرفة في الطابق الثالث من مستشفى في نهاية الجزء الشمالي من مانهاتن «مستشفي هنري كارتر للنقاهة» Henry Carter nursing facilty 122 st park eve»، وسط أغلى وأغنى بقعة في العالم الفسيح ومجمع عصب الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية.

ينبعث نور عرفاني وضياء إيماني بهي ساطع من نوافذ غرفة مجهزة بكل التقنيات الطبية، لرجل مريض، ظل هكذا قرابة خمسة وعشرين عاماً لا يتحرك منه إلا لسانه وإيماءات خفيفة برأسه وحركة من يده اليمنى، كل نيويورك وبهجتها وزحامها وإيقاعاتها وجمالها ونظامها ونظافتها ومظاهرها العصرية المتقدمة، من هذه الغرفة الصغيرة المرتبة المنظمة يتوسطها سرير طبي خاص مزود بلوحة تتحكم في حركته علواً وهبوطاً وتتحكم في كل الأجهزة الملحقة به وبالتجهيزات الطبية المختلفة.
يرتفع السرير بظهر المريض إلى الأعلى على هيئة الجلوس تقريباً، ووسطه توجد طاولة وضعت في مستوى رأسه في مواجهة وجهه، وعلى الطاولة ثبت جهاز حاسوب لوحي «آي باد» ووضع هاتف متوسط الحجم، وأمام السرير على الجزء الأيسر من الغرفة كرسي متحرك خاص بأحدث التجهيزات التي تتحكم في حركته، وعلى الحائط على اليمين علقت أوراق عليها أرقام هواتف مختلفة داخل الولايات المتحدة وخارجها، وعلى منضدة قريبة توجد بعض الاحتياجات الخاصة من أكواب وأطباق ومستلزمات أخرى، وعلى طرف من الغرفة في محاذاة السرير الطبي، دولاب من جزءين، مغلق بإحكام فيه متعلقات شخصية وعطور وملابس.

لكن الجو كله في الغرفة يضفي عليه وجود هذا الرجل الصبور بهاءً غريباً، وأكثر من ذلك الدعاء والمرح الفياض زيارات الناس من كل جنس ولون من شتى بقاع العالم والمسلمين منهم خاصة المسلمين الأمريكيين السود، وكأن الغرفة هي منهل من مناهل الإيمان وبقعة من الصلاح نادرة في فجاج ظلماء.
«ب»
يرقد في هذه الغرفة التي تلغي كل بديع ومدهش وجميل من نيويورك، السوداني الصبور «عوض عريبي» أشهر معلم من معالم نيويورك، فهناك تمثال الحرية الذي يزوره السياح وزوار المدينة وساحة تاميز إسكوير ومنطقة غراند زيرو منطقة برجي التجارة العالمية اللذين فجرا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والبرج الجديد الذي شيد في مكانهما ومتحف الحادثة وضحاياها، وهناك برج الأمبير ستيت، والبرودوي والوول ستريت وعشرات المتاحف والمسارح ودور العرض، ومبنى الأمم المتحدة، لكن طبقت الآفاق شهرة المريض السوداني الأكثر مكوثاً في المستشفيات النيويوركية.
ولا تنقطع زيارات العرب والمسلمين والآسيويين ومن أمريكا اللاتينية عن زيارة الرجل، للدعاء لهم فهو عندهم من رجال الله الصالحين لو أقسم على الله لأبره، ينضح الإيمان العميق والصبر على الابتلاء من وجهه الضحوك وابتسامته المرتسمة على وجهه وهو راقد في مكانه لربع قرن تقريباً من الزمان.
وتجد عنده الدعاء الصادق والإيمان العجيب بالابتلاء.. يتزودون منه، تتضاءل الدنيا في أعين من يعوده، يتلقى كل من يرتاده درساً في حقيقة الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
«ت»
ولد عوض عريبي في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي في منطقة شبشة الشيخ برير بولاية النيل الأبيض، وهاجر إلى دول عربية قبل أن يستقر في الولايات المتحدة نهاية عقد الثمانينيات في مدينة نيويورك، جاء بأحلامه وطموحاته للعالم الجديد، ونفسه مملوءة بقين وروحه متوثبة للعمل والكد والمثابرة.
لكن قدر الله نافذ، فبعد سنتين من وصوله نيويورك في عام 1991م بينما هو يقطع أحد الطرق في منطقة بروكلين الشهيرة، شعر بعمى مفاجئ ثم صوت سيارة مسرعة نحوه، وحدث حادث مفجع ورهيب فقد ألقته السيارة عند اصطدامها به في الجانب الآخر من الطريق، وطار في الهواء لمسافة عشر أمتار تقريباً ليرتطم بسيارة أخرى.. ولم يجد نفسه إلا بعد أيام طويلة وليالٍ في مستشفى، وآفاق من غيبوبة طويلة امتدت لأسابيع، ليجد نفسه يعاني من كسر في عموده الفقري سبب له إعاقة وعجزاً كاملاً وضربة في العنق.. ولا يتحرك أي طرف من جسده.
وهو على هذه الحال منذ عام 1991م حتى اللحظة، يتلقى العلاج من تلك اللحظة، ولم يتعافَ من الإعاقة الكاملة في جسده، والإصابة في العنق والصدر سببت له ضيقاً في التنفس حيث لا يستطيع التنفس إلا بمده بالأوكسجين بشكل مستمر.. وليس لديه طرف يتحرك إلا رأسه ولسانه الذاكر لله الحامد له المستغيث به لا سواه، وأصابع يده اليسرى التي يحركها ببطء ليضغط على أزرار الهاتف ليتصل أو يلمس بها لوحة التحكم على السرير، ولديه أداة أطول من قلم الرصاص فقليلاً يمسكها بأسنانه يحرك بها أيقونات الحاسوب اللوحي «الآي باد» ليفتح برامج القرآن الكريم والتلاوة وكتب الفقه والحديث، ويستطيع من جسده كله تحريك يديه ورأسه يمنة ويسرة، ولسانه الذي ينطق به.
لسانه طيلة هذه الفترة كما يقول هو.. لم يتحرك إلا بذكر الله وقراءة القرآن والسلام على الناس ورد التحية، لم يغتب أحداً أو يذكر إنساناً بسوء ولم يتطرق بما يشين لأي من الناس.
ما يقرب الخمسة وعشرين سنة.. لا يذكر في الدنيا غير الخالق البارئ المصور العزيز الجبار اللطيف الخبير، لا يقرأ غير كلامه، ولا يتأمل إلا في بديع صنعه وخلقه، ولا يراجع إلا حديث رسوله وحبيبه المصطفى «ص».. فما النتيجة؟!
«ث»
يقول عوض عريبي.. ويا لها من تذكرة لمن أراد «إنني بهذا الابتلاء.. أرقد هنا منذ عام 1991م، أعيش في نعمة من الله لا أستطيع أن أعددها ولا أوفيها، فتح الله عليَّ وأنعم بما لا أتصوره ولا تعرفونه ولا يعرفه أحد ...».
وهناك من يزوره ويذرف الدمع على حالته، فجسده ضمر ويداه تيبستا على العظام ولا يظهر منه غيرهما ورأسه ووجهه.. فيقول لمن يبكي وتطفر دموعه: «لماذا تبكون.. أنا أفضل منكم جميعاً.. أحسن حالاً.. وأعلم وأرى من الله ما لا تعلمون ..» ثم يضحك ملء فيه وتظهر علامات الرضاء على وجهه الباسم.
ويقول: «لم أجد طوال حياتي نعمة من نعم الله عليَّ، مثل نعمة الابتلاء الذي أنا فيه..»!!
ولا تلبث وأنت معه أن تشعر بالغرفة تمتلئ وتمتلئ الممرات بالزوار من الجنسيات الأخرى وعارفي فضله.. العرب الخليجيون بمختلف مقاماتهم يحرصون على زيارته ويطلبون منه الدعاء لهم.. فيدعو الله بصوت مرتفع للجميع، المسلمون من الأمريكيين السود ..لا يفارقونه.. يطلبونه في التضرع ويسألونه في مسائلهم، ويوفق بينهم في خصوماتهم، ولسانه يدعوهم للخير والصلاح والفلاح والنجاح.. جنسيات أخر من مسلمي آسيا وأندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان وآسيا الوسطى وإيران وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.. لا ينقطعون عن زيارته.
السودانيون يجتمعون عنده كل ساعة وكل يوم وليلة، من البعثة الدبلوماسية والجالية والمقيمين في نيويورك وبقية أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، كل منهم ينسى الدنيا غلظتها وضغوطها عنده عندما يقف عند حافة السرير الطبي لديه.
«ج»
عوض عريبي.. وهو طريح الفراش لعقدين ونيف من الزمان، لا يرى في حاله إلا نعمة من نعم الله عليه، يظل في مدينة مثل نيويورك وما أدراك ما هي؟ قريباً من الإله.. قلبه أوسع من هذه المدينة والدنيا بأكملها.
وعندما يقول لك أنا في نعمة من الله وفضل، تنبع وتنبعث من عينيه ومضات غريبة!! ويلوح بريق وضيء لماع وعيناه في جحريهما تتوالد الأبعاد من أبعاد.. هناك فتوحات ربانية تتراءى أمامه.. يحس بها زواره لكنهم لا يرونها.. أعطاه الله هذا الصبر.. وقد وصف الرحمن الصبر بأنه جميل، فجمال الصبر على الابتلاء في وجه هذا الرجل النادر.
إذا كانت الولايات المتحدة بكل تقدمها الطبي التكنولوجي وتقدم العلوم في مجال الطب.. لم تستطع تعويضه وعلاج حالته، فإن الآفاق التي يتحرك فيها.. والسماء التي تحلق فيها روحه بحناحين هما الصبر والدعاء.. هي دليل على أننا كبشر ما أوتينا من العلم إلا قليلاً.. وأن وراء الصبر وحمد الله وشكره الفوز والخلاص.. وأمر المؤمن كله خير.. ومن أراد أن يتعلم ذلك ويشاهد هذه المعاني.. ويقاربها ويقارنها.. فليتعلم من هذا الرجل الرباني العجيب.

*
**

اللهم ارحمه واغفر له واجعل الجنة مثواه
والهم اهله وذويه الصبر الجميل

أحسن الله عزاءكم

*
**

~~~ في يوم تاريخي احتفت نيويورك بالصابر الشاكر الشيخ: عوض عريبى – كالعادة صور كميات ~~~

http://sudaneseonline.com/board/471/msg/%7e%7e%7e--%d9%81%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d...e%7e-1323984115.html

*
**

شكر و عرفان من الأخ: عوض عريبى - كالعادة توجد صورشكر و عرفان من الأخ: عوض عريبى - كالعادة توجد صور

*
**

اللهم ارحم عبدك الصابر واغفر له وتقبله القبول الحسن,
اللهم أكرم نزله وتجاوز عن سيئاته وضاعف في حسناته,
اللهم احشره مع زمرة الصديقين والشهداء
فقد كان مثالا للصبر على البلاء
وكان اذ يراه خيرا ونعمة ,
والعزاء لكم أخي عبدالرحيم في فقد الوالد
سائلين المولى عز وجل ان يكرم نزله
وان يتقبله القبول الحسن.
انا لله وانا اليه راجعون.
ست البنات.

اللهم ارحم عبدك عوض عريبي وادخله الجنة واجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم انك بشرت الصابرين بان لهم جنة عرضها السماوات والارض، وقد كان عبدك
عوض صابرا على المرض ولم يشتك وكان دائم الدعاء ، فاللهم اغفر له وارحمه
والهم اهله وذويه الصبر الجميل.
وانا لله وانا اليه راجعون

عوض عريبي، نهر الصبر الجميل

محادثة تلفونية قبل سنوات بيني و بين المرحوم عوض عريبي، عليه الرحمة.
انا: السلام عليكم أخي عوض.
عوض بصوت مفعم باليقين: وعليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته، منو معاي؟
انا: معاك أخوك المعز عبد المتعال، من ولاية كونيتيكت.
عوض هاشاً ، باشاً من خلال نبرات صوته: يا سلام ياخي، مرحب بيك، و بي كونيتيكت، بتعرف الطيب من كونيتيكت،
انا: بعرفوا ،
عوض: دا بلدياتنا، من ناس شبشة.
انا: التحية ليك و ليه، في الحقيقة، لقيت تلفونك في سودانيز أونلاين، حبيت أتعرف بيك و اطمئن عليك، انشالله انت كويس.
عوض: انا أحسن منك، قالها ضاحكا، وهو الذي قضى سنوات طويلة جدا على فراش المرض، اندهشت جدا لرده، لم أتوقع ردا يجبرني على احترامه و ابتلاعه لهمه بهذا الشكل، قلت له من خلال دهشتي:
اتمنى ان تكون أحسن مني، فصوتك ممتلئ باليقين و الصبر.
قال لي ضاحكاً و بجرأة و صبر:
هل سألت نفسك، لماذا قلت لك أنني أحسن منك؟ قبل ان أجيب عليه، استطرد بحماس مشبعا بالإيمان العميق ، يظن الكثيرون أنني في ضيق و الم بسبب المرض، و الله يا اخي معز، أنني في نعمة كبيرة لا يعلمها الكثيرون، قد تكون أكثر من نعم الله عليك.
شردت قليلاً ، تحسسّت إيماني، و نعم الله الكثيرة، مقابل عجزه و ضعفه و مرضه الشديد، قلت لنفسي الامارة بالتساؤل، كيف يقارن نعمه وهو المريض، بنعمي و انا السليم، و يعلن أنه في حال أحسن من حالي؟ انتبهت سريعا أنه لم يقصد من مقارنة النعم، الا خيرا لي و له، و انه يحاول تذكيري بنعمة الله علي، و أنه رغما عن مرضه الشديد لا يزال يشكر الله على بقية نعمه، تملكني الرعب من فكرة تجاهلنا لنعم الله، و من سيطرة الشكوى حين يصيبنا أدنى مكروه، عرفت حينها أنني أواجه ملكاً متوّجاً بالإيمان في عرش الصبر العظيم.
قلت له و قلبي ينفطر ألماً و حزناً:
أدام الله عليك نعمه.
حدثّني بعدها بقصته، روى لي الكثير عنه و عن أسرته، كيف أنه قضى اكثر من عشرون عاماً نزيلاً في المستشفى، و كيف عبر نهر الحزن تحته بهدوء.
تدافعت اشجاني و انا بين حزني لفجيعته، و دهشتي لصبره ، قلت لنفسي ، أي رجل هذا الذي يقاوم الألم بضحكة شديدة العذوبة؟ من اي امشاج تكونت خصائصه التي بهرتني بهذا الشكل؟ كيف لنفس تواجه الموت يوميا و لمدة تجاوزت العشرون عاما ان تبتسم و تنتصر.
قلت له و أنا المهزوم بمتاع هذه الدنيا، مقابل بطلاً يقاوم المرض: ان كان يشتهي اي شئ؟ طعاماً معين، او اي شئ يمكنني ان أقدمه له؟
قال لي متوسلاً:
نعم ، لدي طلب، طلب مهم، أتمنى ان تنفذه لي:
قلت بفرح غامر:
ماهو؟
قال لي اسألك الدعاء لي، و ان تسأل من تعرفه ان يدعوا لي.
قلت له و العذاب يشق صدري لنصفين:
سأدعوا لك ما يشاء كفي و قلبي، ، استودعته الله و صبره الذي لا تضيع ودائعه و أنهيت المكالمة، و دخلت بعدها في انفعالات شتى، و حزن بحجم الجبال هائل.
أخوتي الكرام، انها وصيته لي و لكم، عوض لم يطلب مالاً، او طعاماً، او زيارة، عوض لم يشتهى متاع الدنيا الزائل،، ولا سحرها الزائف، لم يعاتبني في أحد، ولم يبكي لألمه او يحزن ، لم يطلب مني غير الدعاء له، و ان يوصيني بكم لهذا الدعاء، لو كنت قصّرت في حقه حيّا، دعوني بكم و معكم ان ندعوا له بالرحمة، ارجوكم ان تجعلوا من صلواتكم لهذا اليوم دعاء له.
عوض عريبي لم يكن إنساناً عادياً حتى يمر يوم رحيله دونما دعاء، لو الموت انتزعه منا، فالدعاء له هو أقصى امانيه، عوض كان صبرا يتجسد في هيئة إنسان قلبه عامرا بالإيمان.
عوض هزم الموت بابتسامة عذبة، مصدرها بئر إيمانه العميق، شهر ابتسامته ضد المرض، حمل سيف ضحكته و صوّبه نحو لقاء ربه، ياله من فارس جسور، و ياله من امتحان، و يالها من حكمة لو تعلمون كبيرة.
اللهم ارحمه بقدر صبره، اللهم بدّله دارا خيرا من داره، و ارحمه ، انت خير الراحمين.
المعز عبد المتعال سر الختم
نيو بريتن، كونيتيكت، التاسع من سبتمبر، 2017

لقد ابكيتنا يا عبد الرحيم منصور بقصة هذا الرجل الصابر والذي كاد ان يصل صبره
صبر سيدنا ايوب،،،فليرحمه الله ويغفر له بقدر صبره الطويل على المرض، ويجعل
قبره روضة من رياض الجنة،،،
وشكرا لك ايضا المعز عبد المتعال لحوارك الشيق مع المرحوم الذي علمكم وعلم الناس
جميعا معنى الصبر على المرض ومعنى نعم الله على العباد، ومعنى الشكر على هذه
النعم ،،،فقد هونت علينا بحوارك المفيد مصائب الدنيا ومتاعبها،،، وعلمتنا شيئا مفيدا
لم نكن نعلمه من قبل ، شيئا عظيما لم نكن ندركه وهو الصبر على الشدائد والمحن،،،
وها نحن ندعو له بالرحمة والمغفرة ونسال الله ان يسكنه الفردوس مع الشهداء والاتقياء
والانبياء، وان يلهم اهله وذويه الصبر الجميل،،،

لقد ابكيتنا يا عبد الرحيم منصور بقصة هذا الرجل الصابر والذي كاد ان يصل صبره
صبر سيدنا ايوب،،،فليرحمه الله ويغفر له بقدر صبره الطويل على المرض، ويجعل
قبره روضة من رياض الجنة،،،
وشكرا لك ايضا المعز عبد المتعال لحوارك الشيق مع المرحوم الذي علمكم وعلم الناس
جميعا معنى الصبر على المرض ومعنى نعم الله على العباد، ومعنى الشكر على هذه
النعم ،،،فقد هونت علينا بحوارك المفيد مصائب الدنيا ومتاعبها،،، وعلمتنا شيئا مفيدا
لم نكن نعلمه من قبل ، شيئا عظيما لم نكن ندركه وهو الصبر على الشدائد والمحن،،،
وها نحن ندعو له بالرحمة والمغفرة ونسال الله ان يسكنه الفردوس مع الشهداء والاتقياء
والانبياء، وان يلهم اهله وذويه الصبر الجميل،،،

لا حول لا قوه الا بالله ربنا يعوضه فى صبره واحتسابه الجنه
ويتغمده بواسع رحمته

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لاهله
وندعوا الله ان يعوض صبره جنة عرضها السموات والأرض ومغفرة

للفقيد الرحمة و لكم ولاله الصبر و حسن العزاء و انا لله و انا اليه راجعون .

الله الله الله ...الى جنات الخلد شيخنا عوض.. حيث يوفى الصابرون أجرهم وانت الصابر المخبت المحتسب إيماناً وصدقاً.. فقد كنت أيوب هذا الزمان،،، كنت مدرسة لكيفية الامتثال لقدر الله، مبتسماً للزوار ترسل البصر بعيداً كانك ترى مكانك فى مقعد الصدق مع الصابرين من النبيين والشهداء والصالحين، فإلى هناك ياشيخ عوض حيث ظللت ترنو وترجو وتقدم الصبر سودانياً مجدولاً وطويل التيلة ما أوهنته الام الابتلاء لعقدين ونيف على السرير الأبيض،، جهاز تنفس من صنع الانسان،، ولكن ماانفكت بالجسد روح موصولة بالرحمن تتنفس من حيث السدر المخضود والطلح المنضود والظل الممدود والماء المسكوب.. اللهم اجز شيخ عوض خير ماجزيت الصابرين يا رحمن يارحيم ولا حول ولاقوة الا بالله..انا لله وانا اليه راجعون... أشد على اياديكم اخوتى فرداً فرداً معزياً فى هذا الفقد الجلل.

حسن حامد

*
**

سلام على عوض عريبى فى الخالدين

طاف بخاطرى قول الشاعر ابن الرومى وهو يصف الموت وصفا بليغا ودقيقا (الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد) وقد نعى الناعى العم الصابر المحتسب عوض عريبى وهو يسلم روحه الطاهرة الى بارئها يوم أمس السبت بنيويورك بعد رحلة طويلة مع الإبتلاء والمرض ظل يقابلها الفقيد بالتسليم والرضا والصبر، والإبتسامة الوقورة ترتسم على محاياه كلما دلف اليه فى المشفى زائر، وظل محطة مهمة لكل السودانيين المقيمين فى نيويورك والولايات الأخرى، والزائرين لأمريكا يلقى الجميع بذاكرة وقادة وهو يستذكر الأحداث والنَّاس ويسأل عن أحوالهم وعند السؤال عن حاله تأتى الإجابة الجامعة على لسانه والتى تتدفق ايمانا وتسليما (الحمد لله)، على تباين السودانيين فى نيويورك مشارب ومنابت ومواقف، فقد ظل العم عوض عريبى خيطا ناظما يجمعهم ويوحدهم، يترددون على زيارته تفقدا وسؤالا دائما عن أحواله ويخرجون منه بفيوضات من الإيمان ودروس فى الصبر والاحتساب والرضا الكامل بأقدار الله، وكان ملهما كذلك لغير السودانيين من الجنسيات المختلفة ولغير المسلمين حتى، وجد فيه الجميع مثالا حيّا لمعانى التسليم والإيمان والرضاء التام ليست مفردات تقال ولكنها سلوك يومى وحالة شاخصة مدهشة وملهمة وجديرة بالوقوف عندها والتنويه لها والعمل على تمثلها والسير فى خطاها، رحم الله العم عوض عريبى وهو يترك أثرا عظيما فى نفوس الجميع ويكتب قصة نادرة فى مقابلة الابتلاء والتعاطي معه والصبر عليه صبرا ممزوجا بالرضا ولتسليم الكامل، ولا نملك إلا أن نقول إنَّا لله وإنا اليه راجعون ونعزى أنفسنا وأهله وذويه ومحبيه فى فقده الجلل ونحسبه ولا نزكى على الله أحدا من أهل العرفان الذين يبلغون بمشيئة الله بالصبر والاحتساب والرضا التام بما قسم الله منازل رفيعة ومدارج عليا فى مسير السعى و التقرب الى الله بالطاعات والأعمال، اللهم تقبل عبدك عوض عريبى وهو بين يديك واكرم نزله ومثواه واجعله فى أعلى الجنان مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا والتعازى موصولة لآهله آلِ عريبى بنيويورك والسودان وجميع السودانيين فى نيويورك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إدريس محمد على

*
**

*
**

الأعزاء

اخلاص عبدالرحمن المشرف
احمد حمودى
Osman Musa
محمد المسلمي
Basamat Alsheikh
مهيرة
ست البنات
السر عبدالله
المعز عبدالمتعال
عمر دهب
عمر محمد ابراهيم
د.محمد بابكر


أصالة عن نفسي و نيابة عن أسرة المغفور له باذن الله اخي الشيخ: عوض عريبي، أقول لكم جميعا جزاءكم الله خير الجزاء، و سعيكم مشكور و ذنبكم مغفور، و بارك الله لكم في أيامكم و أهليكم، و لا أراكم الله مكروه في عزيز لديكم.


عبدالرحيم منصور
نيويورك
*
**

إن لله و إن إليه راجعون
رحم الله العم عوض عريبي
و أسكنه فسيح جناته ...
اللهم نور قبره و أجعله روضة من رياض الجنة
و أجعل مرضه كفارة له من كل ذنب ...
اللهم أغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ...

قبل سنوات خلت هاتفته كلمنى كأنه يعرفنى بلسان لاهج
بالحمد و الثناء ... بكيت أنا و هو الصابر المحتسب ...
مدتنى تلك المكالمة بطاقة أيجابية ...
آه للأسف كانت الأولى و الأخيرة ...
اللهم أرحمه ...

اللهم ارحمه واغفر له واجعل الجنة مثواه
والهم اهله وذويه الصبر والسلوان..

اللهم أرحمه و أرزقه الجنة عوضا لصبره ويقينه .

اللهم ألهم أبنته و أهله و اصدقاءه و معارفه الصبر و السلوان .

وصول جثمان الفقيد الشيخ: عوض عريبي وسط حضور كبير ومهيب.
رحم الله الصابر، الشاكر، العابد الشيخ: عوض عريبي.











*
**

اللهم ارحمه واغفر له

البركة فيكم أخي عبدالرحيم
(هل تعلم لو أن الراحل قريب فيصل عريبي بقطر؟)

إنا لله و إن إليه راجعون
رحم الله العم عوض عريبي
و أسكنه فسيح جناته ...
اللهم نور قبره و أجعله روضة من رياض الجنة
و أجعل مرضه كفارة له من كل ذنب ...
اللهم أغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ...
وصادق العزاء والمواساة لأهلنا الطيبن بشبشة الشيخ برير
والحمد لله من قبل ومن بعد

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة تعزية وشكر

أولا يحق ويتوجب علينا أن نتوجه بصادق التعازي لإخوة ابننا الفقيد عوض عريبي بنيويورك من أبناء شبشة وغيرهم من السودانيين والجنسيات الأخرى ، الذين رافقوه ومارضوه واعتنوا به وآنسوه ، خلال فترة مرضه الطويلة ، فنحن لا نشكرهم ، بل نعزيهم ونواسيهم في رحيل أخيهم عوض الله ، لأنهم هم أصحاب الفقد الحقيقي . وقد كانوا نعم الأهل والإخوان . وقد ضربوا مثالا نادرا في معاني التفاني والتضحية بخدمتهم المتواصلة للمرحوم بلا كلل ولا ملل !! .. وقدموا ملاحم في ذلك سوف نكتب عنها ضمن ما سنكتب عن السيرة العطرة للقيد ، بإذن الله تعالى.

كما يتوجب علينا أن نشكر كل الجالية المسلمة بأمريكا، وولاياتها المتحدة الاثنتين وخمسين، وعلى رأسهم المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة الأخ السفير عمر دهب. فقد كان نعم الأخ والصديق للمرحوم طيلة فترة تواجده هنالك .. والتي ختمها بالوقوف بنفسه على تجهيز الجثمان وترحيله. وخاطب وأكرم باسمنا جموع الوافدين للعزاء بنيويورك.
كما نتوجه بالشكر للأخ معاوية عثمان خالد سفير السودان بواشنطن والذي لم ينقطع تواصله مع الأخ عوض الله ..
كما نخص بشكرنا الجالية السودانية بكندا وعلى رأسها سفيرنا هناك، على اتصالاتهم وتعزيتنا في هذا الفقد.

أما الذين نتوجه إليهم بشكرنا من أهلنا بالسودان:
فيأتي على رأسهم السيد وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور الذي زار المرحوم بالمستشفى. وحضر للعزاء بالخرطوم، واستقبل الجثمان بالمطار .. كما نشكر وفده المرافق من وزارة الخارجية ..

وشكرنا موصول للأخت وزيرة الشئون الاجتماعية الاتحادية، الاستاذة مشاعر الدولب، التي اتصلت بنا في نيويورك معزية ومستفسرة عن موعد وصول الجثمان لاستقباله بالسودان.

وشكر خاص نتقدم به للسيد الفريق: الفاتح عروة العضو المنتدب لشركة زين للاتصالات، ومندوب السودان السابق بالأمم المتحدة. الذي رابط بالمطار والنادي الوطني في استقبال الجثمان. وفاءا للعلاقة الخاصة التي تربطه بالشيخ المرحوم عوض الله ..

والشكر كذلك للأخ الوزير ونائب الدائرة السيد السماني الوسيلة الذي رابط بالمطار وصحب الجثمان إلى حيث مكان تلقي العزاء بالنادي الوطني ..

الشكر أجزله لاسرة الأخ السفير عمر دهب التي ظلت مرابطة بالنادي الوطني طيلة فترة الانتظار لاستقبال الجثمان.

والشكر كل الشكر لكل من أتي معزيا في هذا الفقد من معارف المرحوم وأصدقائه ومحبيه بالخرطوم وشبشة.

ولا يفوتنا أن نشكر بناتنا الطبيبات، زميلات ابنتنا الدكتورة إمتثال، وحيدة المرحوم. واللائي تكبدن مشاق الانتظار بالمطار. والسفر في رفقة الجثمان إلى مثواه الأخير بشبشة ..

يسرنا ويشرفنا أن نزجي كل معاني الشكر والعرفان لكل الأهل والأحباب والمعارف لوقوفهم معنا خلال مصيبة فقدنا. ونشمل في ذلك كل الذين حضروا واستقبلوا الجثمان وجاءوا معزين بالخرطوم أو بشبشة. والذين حضروا مراسم التشييع والدفن بشبشة.

الشكر لكل الذين اتصلوا، أو كتبوا عبر وسائط التواصل الإجتماعي والصحف عن المرحوم أيام محنة مرضه. وعلى رأسهم الأستاذ الصادق الرزيقي، نقيب الصحفيين السودانيين. وكل الذين كتبوا معزين ومترحمين على الفقيد.

الشكر للإخوة في رابطة أبناء شبشة بولاية الخرطوم على اللفتة البارعة لإقامة العزاء بالنادي الوطني بالخرطوم. واستقبالهم الحفي لمستقبلي الجثمان.. وكذلك الشكر للذين رابطوا لاستقبال الجثمان بالمطار.

ونكرر بأن الفقد فقدكم، والعزاء للجميع .. ولا أراكم الله مكروها في عزيز.

أسرة المرحوم الشيخ: عوض الله بشير عريبي.
الخميس 14 سبتمبر 2017 م

*
**