تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟

تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟


09-06-2017, 09:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1504731566&rn=0


Post: #1
Title: تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 09-06-2017, 09:59 PM

08:59 PM September, 06 2017

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر


في عالم اليوم لا مكان للدولة المتواضعة في امكانياتها العسكرية ,
فمقدرات البلدان العسكرية دائماً ما تمثل الحماية لسوقها و لتجارتها ,
وبرغم التقدم الكبير لكوريا الجنوبية في الصناعة والاقتصاد والمشاركة الفاعلة في السوق الرأسمالية التي تقودها امريكا ,
الا ان الامبراطورية الامريكية تهاب اصبع السبابة الكوري الشمالي ,
ولا تتهيب أقتصاديات كوريا الجنوبية العملاقة و المنداحة في السوق العالمية ,
ولعلها مقولة ميكيافيلي (ان يهابك الناس خير من ان يحبوك) ,
هي ما يترجم حال التراشق الكلامي الذي جرى بين الولايات المتحدة الامريكية و كوريا الشمالية ,
فتجربة نجاح قنبلة متقدمة تقنياً مثل التي اجرتها الاخيرة قبل ايام ,
لن تجعل سيدة العالم تنام ملء جفنيها ,
خاصة وان السوق اليابانية و الصينية واقتصاديات النمور الاسيوية ,
جميعها تصب في معين امريكا الاقتصادي ,
وحقول هذه الانشطة الاقتصادية الضخمة تقع على مرمى حجر من بيونغ يانغ ,
فقد يستغرب الكثيرون من سلوك دويلة مساحتها مائة وعشرون الف كيلو متر مربع ,
بعدد سكان لم يتجاوز اربعة وعشرون مليون نسمة ,
ان تتجرأ على مواجهة الولايات المتحدة الامريكية ,
التي لها ترسانة عملاقة من حاملات الطائرات و الغواصات و الجيوش المنتشرة في جميع اركان الارض ,
هل يعتبر هذا المسلك الكوري الشمالي ضرباً من ضروب الجنون و التهور ؟؟؟
وهل هو السعي بالقدمين نحو الهلاك والحتف؟؟؟
إنّ الابتزاز هو الذي يقود العلاقات بين الدول و الانظمة في زماننا هذا ,
من يحمل في يده زر تحكم القنبلة التي تستطيع تفجير الكرة الارضية ,
هو من يقدر على املاء شروطه على الآخر ,
وهو من يقوى على حماية شعبه وارضه ,
ان التحالفات الاقليمية و الدولية ,
جميعها تنقاد انقياداً اعمى لهذا المبدأ اللا اخلاقي ,
الا وهو (الابتزاز) ,
ونلحظ ان هذه القوى و هذه التحالفات , تتدرج في تسلسل هرمي من اعلى الى اسفل ,
من حيث مناوئتها للولايات المتحدة الامريكية ,
فالدب الروسي الذي خرج من كهفه الجليدي تواً ومعه حلفائه ,
قد قام بقصف مواقع داعشية في سوريا باحثاً له عن موطيء قدم ونفوذ ,
في جغرافيا صراع المصالح ,
ثم يأتي بعد هذا الحلف جمهورية الصين الشعبية ومن معها ,
وهذا الحلف طابعه المهادنة في تعاطيه مع اليانكي الامريكي ,
ففي اعقاب الخطوة الجريئة التي قام بها الشاب (كيم) ,
ابدت الصين عدم ترحيبها بهذه الخطوة ,
فالصين لا تريد ان تخسر اسواقها الجديدة , المفتتحة حديثاً في افريقيا و اوروبا ,
فلن تنجر الصين وراء جرأة هذا الشاب الطموح ,
وكما هو معلوم , ان اكبر مدين تجاري للصين هي الولايات المتحدة الامريكية ,
لذا , سوف تظل جمهورية الصين الشعبية ممسكة بالعصا من منتصفها ,
حفاظاً على علاقتها مع هذا الذبون الذي يبتلع في جوفه ديونها الخرافية ,
فهي ديون مستحقة السداد لهذا الدائن الذي اقتحم السوق العالمية بسرعة وانتشار واسع النطاق ,
فالصراع التقليدي بين امريكا وكوريا الشمالية لن يقود الى المواجهة العسكرية ,
كما يظن البعض , فهذه حروب باردة , تقف ورائها قنابل كهروميغناطيسية و هيدروجينية ونووية حارقة.
سوف تمارس كل الانظمة القوية ابتزازها للولايات المتحدة الامريكية ,
وستصل معها الى صيغ توافقية للمضي قدماً في دنيا المال والاعمال ,
اما البلدان الفقيرة و النامية , فهي من سيموت تحت اقدام صراع هذه الفيلة ,
لقد سيطر الامريكان على الشق الغربي للكرة الارضية , لكنهم واجهوا تمرداً متمكناً من الشق الشرقي لهذه الارض ,
لقد باتت النظرية الامريكية لعولمة شعوب هذه البسيطة غير ممكنة التحقق ,
في ظل وجود قوى حديثة لها هذا النفوذ الاقتصادي والعسكري الكبير ,
ان هذا التحذير الذي وجهه الشاب (كيم) الى العم (ترمب) , سوف يرسم مساراً جديداً للسياسة الخارجية الامريكية تجاه كوريا الشمالية ,
لقد سمعنا الرئيس الامريكي يتحدث قبل بضعة ايام , و يقذف بمفردات كاللهب , فيها وعد ووعيد , تجاه هذا الطموح الكوري الشمالي ,
لكنه وبعد ان وضع هذا الشاب الثلاثيني الكرة امام قدمي ترمب ,
لم يبد الرجل السبعيني أي ردة فعل تتناسب مع ماسبق وان تفوه به من كلمات شجاعة ,
لقد تأكد لكل مراقب أن هذه اللعبة شبيهة بصراع الديكة .
بعد ان ازدانت اجزاء من كوكب الارض بشاهق البنيان , المزخرف والجميل , والداعي للرفاهية ورغد العيش ,
مع تسهيل وتيسير هذه الحياة العصرية الرائعة , لن تعمل شعوب هذه البلدان على إحراق وتفتيت كوكب الارض ,
لانها هي الاكثر إستفادة وافادة من مخرجات حضارة ما بعد الحربين ,
كما ان هذه الشعوب تعتبر صاحبة إرث عميق في التاريخ الانساني ,
وهي الاكثر اكتواءً بنيران الحروب المهلكة , حديثاً وقديماً ,
لذلك , كل الذي يطرح في هذا الفضاء الاعلامي العالمي , ما هو الا مناورات من اجل التنافس الاقتصادي حول مصادر الطاقة و المياه و ثروات باطن الارض في السوق العالمية ..