البلُّورُ المفطُورُ

البلُّورُ المفطُورُ


08-26-2017, 08:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1503733569&rn=0


Post: #1
Title: البلُّورُ المفطُورُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-26-2017, 08:46 AM

07:46 AM August, 26 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



○○○○○○○
1
في النِّهايةِ
على رُسُلِهُمْ سيمشُونَ بِجسدِكَ المغسُولِ
والملفُوفِ بِعنايةٍ
إلى اللّحدِ...
بلى، بذاتِ الأيادِي المُلوَّنةِ بِدمِكَ
يا وطنُهُمْ
والذي لا يعرفُونَهُ
أنّكَ ما شُبِهَ لهُمْ، فيما أنتَ محضُ مقطعٍ صغِيرٍ في قصِيدةٍ تتخلّقُ بِرُوحِ طِفلٍ
يُلوِّحُ مرّةً واحِدةً خلفَ الجُمُوعِ السّائِرةِ بِنعشِكَ
مرّةً ويختفِي.

2
كُلُّ الذي ربّينَاهُ عبرَ الأزمِنةِ
خنقُهُ الحنِينُ المُعبّأُ في قنانِي المسافاتِ.

3
في شِتاءِ الرُّوحِ ربِيعٌ أُغلِقَ قلبُهُ.

4
سألتَهُ
دعْ رعشاتَ الحرائِقِ ترسُمُ رونقَكَ؟

5
هِي الطّعنةُ في مقتلٍ إِذن
ليسَ فِي رِيشِ الطّائِرُ عينٌ لِقياسِ
سُرعةَ الخنجرِ
والقلبُ يُلاحِقُ تضعضُعَهُ رائِحةُ غنجٍ في أخِيلةِ مُتسكِّعةٍ بِالجِوارِ
فالعينانِ الكفِيفتانِ في شُغلٍ
إذ الظِّلُّ بِضحكِهِ المُتمرِّسِ يُنادِمُ الشّمسَ
حتى ينصرفانِ
والخنجرُ ماضٍ مُضِيءٌ بِحقِيقةِ الاِختِزالِ
حياةٌ بِحياةٍ لإِفساحِ المجالُ.

6
كيف أصِلُ، والعُمرُ اِستنفدَ بحثاً عن البابِ؟

7
والمُوسِيقى حِصانُ الكلامِ
إلا أنّهُ هُوَ الذي يقُودُهَا لِلشَّوارِعِ الوعِرةِ
بأشجانِهِ والملامِ
فيما العربةُ: الثَّمِلُ المُتجوِّلُ بِصمتِهِ في المقامِ.

8
يُمسِكُ بِي الحَزنُ بِكُلِّ ما يملِكُ من خطاطِيفٍ وأصابِعٍ.

9
هكذ يقضِي الشّاعِرُ!!!
-------
1)
كبلورٍ مفطورٍ
يُصدَّعَهُ الصَّانِعُ...
يستشرِيُّ الضَّبابُ
دُمُوعُهُ:
وجهٌ كالِحٌ تُفصّدَهُ الأشجانُ
عيناهُ:
بحرٌ هادِرٌ بِالقاعِ
والأوراقِ
كم من مرّةٍ
أعرضتْ عنه الأيّامُ!
في اللّيلِ...
يلتفُّ برداناً بِالشِّعرِ
يصحُو على الرِّيبةِ
لو يتُوهُ...
(يمُوتُ مثلاً)
يخرُجُ أخرٌ
يرتدِي طُرُقَ العصرِ
2)
مرّةً...
نجا من أصابِعِهِ
تَملّصَ:
كأسُ نبِيذٍ
اِمرأةٌ يُغطِّيهَا جسدٌ من رغبةٍ
صفعَهُ الشِّعرُ
مرّةً...
هامَ بِالطُّرُقاتِ
اِلتقطَهُ قاعُ الأرصِفةِ
مرّةً...
تناومَ بِذاكِرةِ طُفُولةٍ ماكِرةٍ
اِنتعشَ بِسراوِيلٍ مُبلّلةٍ
مرّةً تِلوَ مرّةٍ...
قفزتْ عَبراتُهُ لما رأى:
طُفُولةً مُهدرةً بِالقُسوةِ
جُثثاً لا تلوِي على شيءٍ
تسِيرُ في فضاءِ العتمةِ
الـ يُغطِّيهُ
أخرُ مرّةٍ...
صادفتَهُ اِبتِسامةٌ داستَهَا مُجنزرةٌ
هتفَ:
هكذا يَقضِي النّشازُ!!!
26/8/2016




Post: #2
Title: Re: البلُّورُ المفطُورُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-26-2017, 10:03 AM
Parent: #1



أشواكُ اللّيلِ
```````````






1
في الحالِ يكتُبُونَ شارِعاً
فيُضحِي شاعِراً في الحالِ.

2
ضعْ الشّوقَ على رُكبتِكَ اليسارِ
وأفرزُهُ، ثم أصنعْ جِناحينِ لِكُلِّ شوقٍ على حدة
هكذا تحدّدُ لِكُلِّ شوقٍ قِبلتَهُ
لِيحمِلَ أبعاضَهُ
ويفِرُّ عنكَ..
أنتَ تعرِفُ هذه الحِيلةَ من قبلُ، فلا تجُوزُ عليكَ ههههه
حسناً
حُكّ بِأظافِرِكَ رأسَكَ المُتورِّمَ
ستجِدُ بُثُوراً صغِيرةً، أُدمِهَا
بِهذِهِ الكيفِيّةِ يُمكِنُكَ ضمانُ تبدِيدِ الأشواقِ
فهي دمٌ مُحتقِنٌ تحتَ الشَّعرِ..
لا تقبلُ ذلِكَ
حسناً
دعْ الأشواقَ المُكدّسةَ تقتُلُكَ🙉

3
خُذْ نخبكَ اللّيلِيُّ
من أخيلةٍ تعبُرُ من ثقبٍ بِالجِدارِ
ومن قُبلةٍ مطهُوّةٍ على شفةِ النّارِ
و من نزقٍ يُفجِّرُ عينيكَ بِالنّضارِ
خُذْ نخبَكَ اللّيلِيُّ
وفُكَّ عن قلبِكَ المقصُومِ الإِعصارَ.

4
قلبُ حرفٍ
<>
ما حاجتُكَ لِلقِناعِ وأنتِ مخلُوقةٌ بِالعِناقِ؟

5
ألقِيتُ أشواقِي بِيدِي
فاِستوتْ حِضناً
تأوِي إِليهِ الطُّيُورُ الغرِيبةُ.

6
متى أضعتَ وجهَكَ؟

7
أتعثّرُ وأنهضُ
المِلحُ شارِعٌ أشاعَ الشّجنَ
والمسافاتُ أطولُ من أن يُلِمّهَا
جسدٌ قدّتُهُ الرُّؤى المُبعثرةُ
في سرِيرِ اللّيلِ.

8
كأنّ الحَزنُ العالِقُ بِالرُّوحِ
خُيُوطٍ
تتسلّى الخُطُواتُ بِجذبِهَا تِباعاً
ولا تنتهِي.

9
نحنُ اللّذِينَ أتوا من هُنَا
ومضُوا من هُناكَ
وأضعنَا في المُنتصفِ
هُنَا وهُناكَ.

10
وكانتِ المسافةُ أشواكُ اللّيلِ
التي ثقبتْ بالونَ صبرِي.

11
الشَّارِع كُلُّهُ أنتِ
في صُورةٍ ما
......

12
الشَّارِعُ برِيدِيّ اليومِيُّ الذي ينقُلُ لِلسّماءِ تبرُمِي من اﻷرضِ
......

13
الشَّارِعُ يُراقِبُنِي بِعينِينِ شغُوفتينِ
ويُودِعُنِي بِدامِعتِينِ
..
..
تُرى ما الذي يُخطّطُهُ لِموكِبِي الشّارِدِ
........

14
الشَّارِعُ يقضِمُ الوقتَ
بِمُراقبةِ الحُرّاسِ وهُمْ يُنفَّضُونَ غِبارَ أفئِدتُهَمْ على عينِيهِ
حتى أهِلُّ
فينتفِضُّ
.....

15
رافقنِي الشَّارِعُ
لمّا نسِيتنِي خُطُواتِي
بِطُبُولٍ وردِيّةِ اﻹِيقاعِ
والرُّوحِ والرّائِحةِ
.....

16
الشَّارِعُ أُنثَى
لا تنسَى أن تتزيّنَ لِلعابِرِينَ
بِطائِفةٍ من الذِّكرياتِ
......

17
الشَّارِعُ يقترحُنِي باباً
فيما أنا قصِيدةٌ سِّرّيةٌ
لا يقرأُهَا إلا نبضَ حبِيبتِي
وبين أورِدتِهَا حُرُوفُهَا تنسابُ
......

18
توقفْ قليلاً يا طائِرَ الرُّوحِ
عن شدِّ لِجامَ الشّجنِ..
الرّجفةُ الأخِيرةُ قيدَ اِلتِفاتةِ طعنةٍ
وبابُ النّبضِ محلُّ طرقٍ وأقدامٍ مُغادِرةٌ.

19
ثلاثتهُنَ كُنَّ مع ذاتِ الحشدِ المُتملمِلِ
لكن
خطوهُنَّ
المُتّصِلُ بِبعضِهِ، كأفكارِهُنَّ
حملَهُنَّ وحدهُنَّ إلى الضِّفةِ الأُخرَى
فطفِقنَ يتأمّلنَ، وقاماتِهِنَّ تكبُرُ، القطِيعُ المُتقزِّمُ في الجِهةِ المُقابِلةُ.

20
كُلُّهُمْ يعلمُونَ أنّكَ البحرُ
السّمكُ المُلوّنُ والعُشبُ والنّاسُ
فإن خرجتَ من مُعادلةِ الوُجُودِ سيأسُنُ كُلُّ شيءٍ
خبِرينَا إذنْ إلى أين العزمُ بِالزُّرقةِ والرِّزقِ الذي لأجلِكَ فحسبُ وسمناهُ بِمُسمّى الحياةِ؟

21
ليس بِي حاجةٌ إلى معرفةِ ما يُخبِّئُهُ الأخرُ بِقلبِهِ، بِي حاجةٌ أكثرَ -والحياةُ أقصرُ من أن نبحثَ فيما تُخبِئهُ القُلُوبُ- إلى كُلِّ لُطفٍ مُمكِنٍ من أيِّ كائِنٍ تجمعُنِي بِهِ ثمّةَ علاقةٌ وإن عابِرةً...
ما حاجتِي، وما طاقتِي لِلخِلافِ شِكسبِير؟
ذلك أن شكسِبِيرَ قالَ: أننا بِحاجةٍ لِلخلافاتِ أحياناً لِمعرفةِ ما يُخفِيهُ الأخرُونَ في قُلُوبِهُمْ - قد تجِدُ ما يجعلُكَ في ذُهُولٍ وقد تجِدُ ما تنحنِي لهُ اِحتِراماً.
25/8/2016


Post: #3
Title: Re: البلُّورُ المفطُورُ
Author: سيف اليزل سعد عمر
Date: 08-26-2017, 10:19 AM
Parent: #2

Quote: كيف أصِلُ، والعُمرُ اِستنفدَ بحثاً عن البابِ؟


الله ما أحلى هذه الكلمات