هزلُ الكُونِ

هزلُ الكُونِ


08-23-2017, 09:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1503477152&rn=1


Post: #1
Title: هزلُ الكُونِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-23-2017, 09:32 AM
Parent: #0

08:32 AM August, 23 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


*******
1
من تضارِيسِ ملغُومةٍ بِالهشاشةِ
أعبُرُ بحرَ النّارِ إلى أُخرَى شدِيدةِ الاِتِّضاحِ
قبلَ المُنعطفِ الأخِيرِ.

2
قالتْ:
شامِخةٌ أرعَى القصائِدَ في حُقُولِ أحاسِيسِي بِانتظارِكَ
وما يُبرِقُ حولِي حُرُوفٌ في نُزهتِهَا اللّيلِيّةِ
نبتتْ إِبّانَ تمايُلِهَا الغواياتُ من كُلِّ لونٍ.

3
أنفشُ ريشِي على الأسَى
كي أُحطِّمَهُ وأحُطُّ بِجَناحِي عليهِ.

4
أستدِينُ لِصوتِكِ صلاةً
أُغنيّةً رفِيعةً من أرفُفِ الرُّوحِ
تعالِي
ما جدُّكَ في هزلِ الكُونِ، جدُّكَ الطُّرفةُ، فهل لِابتِساماتِ القلبِ في أوجِ الأسَى سِوَى جدِّكِ؟
أعرِفُ أن البحرَ بنطالُكَ، ترسُمِينَهُ فيُرمِّمُ موجَهُ الغِناءُ
أعرِفُ
ومعرِفتِي حُجّةُ جهلِي عليّ
يسِمُنِي الاِتِّزانُ بِالخِفّةِ
أعرِفُ
فأسفلَ كفّتِهِ أخفيتُ ثِقلِي
...
هكذا تغمُرِينَ نوافِذَ اللّيلِ بِابتِسامِكِ
فيخُشُّ ضوءُ الوردِ لِعِناقِ عبيرِكِ.

5
لا احتمِلُ اﻷنَ اِحتِمالِي
أحمِلُنِي في عُلبةِ الصّمتِ إلى زهرةٍ لا تذبُلَ..
ألهُو بِشجرِ أشجانِي ويُطرِبُني المحوُ..!!

6
تجتاحُ الوردةَ حقِيقةُ أنك منذُ نجوتَ
عقِيمٌ مِنكَ..!!
ولكن..
ما الجدوى من غَرقِكَ في ترمِيمِ حدائِقَ شاسِعةً
يغمُرُها العُقمُ..!!

7
العالمُ يتقشَّرُ جرّاءَ نهبِ لُصُوصُ الحياةِ لِلسَّابِلةِ..

8
الحياةُ تُعبِّئُ أورِدةَ الموتَى بِاﻷرِيجِ

9
الرَّونقُ يموِّهُ مَلامِحَهُ ويهجُوهَا قبل أن يتلاشَى من العالمِ...

10
كيف اِستدارتْ جِهاتُكَ
فيما أنتَ جِهةٌ لم تلقّفَهَا بوصلةٌ
فاِستقرّتْ بِغيابةِ الجِهاتِ
وأضحتْ خلاءٌ..!!

11
تغرِسُكَ الصُّورةُ في ريقِ اﻷلوانِ
فتنسابُ اللُّغةُ المجنُونةُ
عُرساً لِلضّوءِ..

12
خُذنِي يا شجنَ الإيقاعِ إنّي رُوحُ الطّائِرِ في زهوِكَ

13
أُوشِكُ أن أقترِبَ إليّ إنّ لم أُضلِلُّنِي
فيكِ..

14
ندهنُ شجرةَ النّوايَا بِرائِحةِ العصافِيرِ اﻷتية من القصِيُّ
نُلوِّنُ اللّيلَ المُستلقِي في كفِّ الموتِ الوحِيدةِ بِشُحُوبِنَا المُرتّبُ
نصعدُ يصعدُ فيلقانَا في أخيلتِهِ الهارِبةِ من أوتارِهِ...
إنا فواصِلُ المداراتِ لا نحيَا ﻷنا أثرٌ
لا نرتكِبُ الموتَ ﻷنّهُ نشِيدُنَا المثقُوبُ لِلبقاءِ....

15
أخرِجنِي من سؤُالِكَ أيُّهَا الشّكُّ
أنا محضُ لافِتةٌ مَقلُوبةٌ..!!

16
يلتفُّ بيّ الشُّحوبُ
كأُغنِيّةٍ مسرُوقةٍ من مقبرةٍ..!!

17
ما معنى أن يغمُرَ عطرُكِ رُوحِي
وأنا لم ألتقِكِ بعدُ؟

18
رِهنُ مِروحةُ الزّمنِ، رِهنُ رقصةِ الحياةِ
بِساقِينِ ضالّتينِ نُضلِّلُ الحربَ والموتَ
نُزلزِلُ الإنصاتَ لِلوراءِ
إنا ننسُجُ لِدائِرةِ الوُجُودِ من أجسادِنَا الرّبِيعَ
ثم نتغلغلُ بِأرُواحِنَا الشّارِدةَ في المتاهةِ.

19
لن أُكمِلَ هذا الشّارِعَ إلى حيثُ الضّوءِ يُلوِّحُ هُناكَ، لقد وصلتْ.

20
شارِعٌ ذاهِبٌ في شِرعتِهِ
+++
على حِينِ غِرّةٍ يتذكّرُ المرءُ أنّهُ نسِي يدَهُ في الشّارِعِ فيخرُجُ على عجلٍ من شرنقةِ البيتِ دُونَ قدميهِ ويلحقُ بِقطارِ الأنفاقِ تحتَ الإِنشاءِ بِتذكِرةِ ذهابٍ فحسبَ ويعُودُ بعدَ قلِيلٍ في حالٍ يُرثَى لهُ مُمسِكاً تحتَ إِبطيهِ أُذنيهِ زاحِفاً على رأسِهِ...
23/8/2016