عسكرة الدولة وضياع الديموقراطية،،

عسكرة الدولة وضياع الديموقراطية،،


08-11-2017, 08:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1502479935&rn=0


Post: #1
Title: عسكرة الدولة وضياع الديموقراطية،،
Author: النعيم موسى
Date: 08-11-2017, 08:32 PM

07:32 PM August, 11 2017

سودانيز اون لاين
النعيم موسى-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



فى كل بقعة من بقاع الارض ستجد سودانياً يئن ويتألم من وضع بلاده الممزق والمتهالك اقتصاديا و ثقافيا و عرقيا و حتى دينياً، ستجده حتى داخل السودان نفسه يبكي الضياع و يفترش الجوع وسادة والمرض غطاء، متى ما عثرت على أخيك السوداني في اي بقعة ترى التعب على جسده و الهموم تسير كالغيمة على رأسه ويدور بينك وبينه الحوار الطويل والمعهود عن الأوضاع في السودان بصورة مكتئبة ومؤلمة إلى حد كبير، لم يعد هناك شيء اسمه السعادة أو مناخ الفرح أو المنافسة الشريفة على الاعمال الخيرية ، أصبح هناك شيء واحد يدير كل شيء في السودان بدءا من الأخلاق والامانة والشرف وانتهاءا بالكرم و الشهامة والشجاعة واحترام الغير والذات شئ واحد فقط اسمه (الحركة الاسلامية)، بكل تشكيلاتها من الجيش والمخابرات والشرطة.
من أراد أن يعمل فليعمل من خلالها وإلا فإن مصيره السجن والاعتقال والضياع والجوع والمرض هو وكل العمال والكادحين في المصانع والمزارع و الاسواق، لقد أصبح الإسلاميين وكلاء في كل شيء، وبدلا من التفرغ لصيانة الوطن والدفاع عنه، أصبحوا جميعا رجال أعمال، كل حسب وظيفته و رتبته، كما أن كل مؤسسات الدولة لا تستطيع أن تشتري بدءا من القلم الرصاص وكل أنواع القرطاسية وحتى أكبر شيء إلا من خلال الأمن والوطني والمؤسسة العسكرية، اللذين يلعبان دور الوسيط، حيث يضاعفان أثمان الأشياء عشر مرات أحيانا عن أسعارها الموجودة بالسوق، ويبيعانها لمؤسسات الدولة. وبالتالي أصبحت كل ميزانية الدولة تصب في جيب الحركة والجيش، الذي تفرغ للتجارة ولم يعد لديه مجال لأي شيء آخر،
الأمر الخطير هو أن الجهاز الإداري للدولة، بدءا من المحليات وحتى الوزارات، تمت عسكرته بالكامل بسياسة التمكين او فرق تسد، فالوزير لا يستطيع أن يتخذ أي قرار دون العودة لوكيل الوزارة الذي عادة ما يكون أحد جنرالات الجيش، وهو الوزير الفعلي، أما رؤساء أجهزة المدن والأحياء في كل الولايات وكذلك المعتمدون وغيرهم، فكلهم من اللواءات أو العمداء المرضي عنهم، وكل موارد الولايات أو المركز تحت يديه يفعل فيها ما يشاء.
كما أن كل المديرين وحتى السفراء وكبار المسؤولين في الدولة ممن لديهم الخبرة الفنية والإدارية قد تم استبعادهم لصالح جيل جديد من مرتزقة النظام، الحكومة تعمل بمبدأ من ليس معنا فهو ضدنا حتى في الوظائف العادية، من ثم تم تفريغ جهاز الدولة من كل الكفاءات والخبرات أو تهميشها لصالح عسكرة الدولة، وهذا أدى إلى هوة عميقة وعملية إفقار منظمة طالت فئات كثيرة من الناس،،
لذلك باختصار فإن السودان على فوهة الضياع ان لم يكن قد ضاع فعلاً..

#اللهم_ولي_أمورنا_خيارنا
#FEPS_ORG