ما تيسّرَ من السّكِينةِ...

ما تيسّرَ من السّكِينةِ...


08-07-2017, 11:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1502103363&rn=0


Post: #1
Title: ما تيسّرَ من السّكِينةِ...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-07-2017, 11:56 AM

10:56 AM August, 07 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

********
(1)
الأوراقُ حُزمةُ اِشتِهاءٍ
تُشبِعُهَا الأفكارُ
والجسدُ صحراءٌ
يُعبّئُهَا الكوثرُ
(2)
كُلُّ ساعةٍ تعبُرُ دُونَ اِرتِيابٍ
تدّخِرُ اِبتِسامةً لِلعوزِ
فكُنْ بـِ (نُورِكَ) سبّاقاً
إلى أنيابِ اللّحظةِ.
(3)
لسنا على النّقيضِ
تكتُبُ لُغتَكَ من شُوارِدِ الرُّوحِ
وترتمِي بِأحضانِ الأحلامِ
مُجرداً من تشاكُسِ دمِهَا.
(4)
هذا النّهارُ الحائِرُ لو أمعنتَ
إن هُوَ إلّا الظِلُّ الأخِيرِ
المُنفلِتُ من أجسادٍ ثرثارةٍ
تحجُبُ عن بِلادِي
-بِدعوَى الإِنقاذِ-
قُرصَ الشّمسِ.
(5)
لو تيسّرَ لِرجُلٍ كمِثلِيَّ
أن يلِّمَ بِكفِّهِ الرِّيحَ
لأطلقَ كُلَّ الأنفُسِ العرجاءَ إلى هُناكَ



تُرى
ما سيبقى إذن؟
(6)
الجُمعةُ عِيدٌ قصِيرٌ الخُطَى
إلّا أن قفزتَهُ لا يرصُدُهَا تصوُّرٌ.
(7)
لأيّامٍ ظلّتْ نافِذتِي تفترِشُ الأرضَ الجرداءَ
ترُومُ ربيعاً تحمُّلُهُ أُنثَى حبستهَا الفِطنةُ
واِتكأتْ في غنجٍ على ذُوبِ أحاسِيسِي البيضاءَ
(8)
نظرتُ لِلتّوِّ إلى أثرِ رائِحتِهَا بِجُبِ السّكِينةِ
فألفِيّتُهُ قد غمسّ بِقهوتِي شهدَهُ
ونادَى نشِيجِي العابِرَ
كي يُطرِّزَ بِرُوحِهِ
قطراتَ النّدى الدّفاقةِ
(9)
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل * لولا مخاطبتي إياك لم ترني
(المتنبي بطبيعة الحال)

والحالُ أن ما رُكِّبَ من بناتِ الخيالِ
على حالٍ لِرجُلٍ
تقولبَ على وطنٍ يصرخُ
ولا نراهُ.
(10)
الخيطُ في ثوبِ الحبِيبةِ
يهترِئُ تحتَ ضرباتِ الرّغبةِ
المارِقةِ من عينِينِ
تذوّقَتَا في تتبُّعِهِمَا
لذّةَ الفِتنةِ.
(11)
أخرُ يومٍ في التّأمُّلِ قطعَهُ
صوتٌ خارِجَ الحيّزِ المملُوءِ
بِالسّكِينةِ....
لا يرتحِلُ الرّجُلُ إلى الجنّةِ باكِراً
فإنها الأُنثَى
وأبداً تظلّ مُنتهَى القِطافِ.
(12)
لن أكتُبَ شيئاً ذِي بالٍ
ومن أمامِ عينِيّ
تتضاءلُ الأشياءُ
يثِبُ النُّعاسُ.
(13)
أخرُ ضحكةٍ من القلبِ
لم أغتصِبْهَا من تفجُرِ الأسَى
أسِنتْ بين خاطِرٍ مُجرحٍ
وذاكِرةٍ اتلفتُهَا السُّنُونُ.
(14)
ليس لِزاماً على الميّتِ
النُّهُوضُ من جُثتِهِ
يُمكِنُهُ الحُصُولُ على معلُوماتٍ مُتنوِّعةٍ
عن كيف يُمسِي طيفاً في جسدٍ.
(15)
ضجِيجٌ صامِتٌ
1/
حين يبتسِمُ الضّجِيجُ
يلُوذُ الصّمتُ الحائِرُ بِوجهِي
لِيزدرِدَ ملامِحِي
ومعاً نشِدُ بِالرُّوحِ
قُصُوراً لِلأخيلةِ
لِيقطنَهَا الشِّعرُ.
2/
لم أكُنْ بارِعاً قطُّ
في حقنِ ضحكتِي بِالتّأتأةِ
أدعُهَا في فضاءِ النّاسِ الثّائِرِ
وأهرعُ إلى ضجِيجِي الجوّانيّ.
3/
لستُ ممن يتتلمذُ الكلامُ على بصِيرتِهِمْ
أظنّنِي أكثرَ حِنكةٍ
في تغطِيسِهِ بِروائِحِ الوهمِ
وجرّهِ إلى حدائِقِ الرّملِ.
4/
لِلمدينةِ عجلتُهَا
تدُورُ
وتُحدِّقُ إلى دِفءِ همسِكَ
بِاحتِقارٍ.
5/
بردٌ يقرُصُ قمِيصَ الوقتِ
فتمشِي الرّعشاتُ بِحواسِ الشّجرِ
وتترى الضِّحكاتُ بِميازِيبِ الحزنِ.
أنجبتنَا الأُمنيّاتُ
ثم دستَنَا بِماءِ النِّيلِ
كي نقتاتَ من همسِهِ الجبّارِ
رقصاتَ الرُّوحِ
في مدى الأساطِيرِ والشِّعرِ.
5/5/2012م