أيها القاضي: ليتك تكون عادلاً !

أيها القاضي: ليتك تكون عادلاً !


07-11-2017, 08:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1499759363&rn=0


Post: #1
Title: أيها القاضي: ليتك تكون عادلاً !
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-11-2017, 08:49 AM

07:49 AM July, 11 2017 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر:
كان اللص في تلك الليلة قد قرر في نفسه شيئاً.
قرر أن يرتقي سور ذلك المنزل الذي الكائن وسط الشارع. المنزل الذي تشي جدرانه برغد ‏العيش و ابوابه المهيبة بلمعة النعيم.
و كان اللص كلما مرّ بالشارع يستفزه السور العتيد و يتحداه بارتفاعه المانع كلما نظر إليه.‏
لكنه في تلك الليلة قرر أن يودع حياة القفز في الظلام بغزوة أخيرة و سريعة لذلك المنزل.
يأخذ فيها ما غلى ثمنه و يريح نفسه من ‏مغامرات السطو و سلب الحقوق.
لكن حظه العاثر أوقعه في قبضة أصحاب المنزل الذين سلموه سالماً للشرطة . ‏

Post: #2
Title: Re: ليته يحكم بالعدل
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-11-2017, 09:03 AM
Parent: #1

استلمه ذاك الشرطي المكتنز الخدين و أمسك به مكبّلاً بعنفِ رياضيِّ محترف يدي اللص من الخلف.
ثم بعد برهة ليست ‏بالطويلة احاط عنقه بيده اليمنى ليمنعه من التفكير في الهرب.
و لكن الهرب كان بعيداً عن تفكير اللص الذي بدا مستسلما . إذكان ‏عقله ذاهلاً يفكر في يمكن أن يُوقع به من تعذيب و إهانة قبل تقديمه للعدالة.‏
داخل المخفر كان الشرطي ‏(الدابي) هو المسئول.
كان (الدابي) معروف بعنفه و تجبّره . إضافة بكونه‏معلم بارز في تلك المنطقة. و على ‏الأخص في (شارع الاستقلال) في ذلك المخفر الواقع في أول الشارع.
و كان (الدابي)هو المسئول عن المركز ليس فقط بحكم ‏الشرائط الثلاثة التي تزين كتفه.‏

Post: #3
Title: Re: ليته يحكم بالعدل
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-11-2017, 09:28 AM
Parent: #2

كان الجميع في ذلك الشارع يعرف (الدابي). و كان الجميع يتحاشى الوقوع بين يديه و البعض يحاول كسب وده.
أما هو فكان لا ‏يسلم من بطشه او ابتزازه من يقع في يده .‏ خاصة إن كان خارج دائرة من يعرفهم أو لديه ارتباط ما معهم..
كان (الدابي) يحمل ‏القانون في جيبه و أحياناً في يديه الغليظتين عندما تخلوان من عصا و هو يتظاهر بتقييد بلاغٍ ما.
و كثيرا ما كان القانون يطل ‏في جرأة و وقاحة من عينيه الكبيرتين الجاحظتين حينما تتفحصان الجيوب و حينما تنتظران تأثير تلك النظرات الليزريةو
النهرة ‏ الزاعقة اللتان تجعلان من يقف أمامه رغبة في الفكاك من شِراكه، يدفع في سهولة.سهولة لا يضاهيها إلا انسياب النقد من ماكينة صرافٍ ‏آلي ‏. ‏

Post: #4
Title: Re: ليته يحكم بالعدل
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-11-2017, 10:27 AM
Parent: #3

كان اللص يقف في انكسار، حائر النظرات تبدو على ملامحه الذلة و الهوان.
كان الوهن قد سرح في كل جسمه بعد أن ‏قضى الليل كله واقفا في زنزانة المخفر الكئيبة .
كان يقف و قد بدأت نظراته مستسلمة استسلام طائر تحت السكين. ‏
الدابي يقف منتصباً مرتديا قميصه الرسمي الأنيق الموشى بالشارات النحاسية اللامعة.
المتهم قبالة المتهم و هو ينظر إليه ‏بين لحظة و أخرى كأنه يخشى أن يطير. المتهم يعرف الدابي. و من لايعرفه في تلك المنطقة فقد طبقت شهرته الآفاق..و ‏أي شهرة تلك ؟
فقد كان أغلب ضحاياه هم من الباعة الجائلين و بائعات الشاي و سائقي الركشات و اصحاب عربات الكارو، ‏و من يُوقِعَه حظه العاثر بين يديه. ‏
كان رؤساؤه يعرفون سطوته و تنمّره على الجميع دون استثناء، و يعرفون توحشه الزائد عن الحاجة في أغلب الأحيان.
‏لكنهم كانوا يغضون الطرف عن كل ذلك. كانت علاقة القربى التي بالوزير الكبير في الحكومة هي حصنه الحصين أمام ‏أي لوم أو نقد قد يوجهه له رؤساؤه .‏