حليمة أبكر.. مأساة يندى لها الجبين..!! بقلم خالد مريود

حليمة أبكر.. مأساة يندى لها الجبين..!! بقلم خالد مريود


06-29-2017, 09:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1498768658&rn=0


Post: #1
Title: حليمة أبكر.. مأساة يندى لها الجبين..!! بقلم خالد مريود
Author: زهير عثمان حمد
Date: 06-29-2017, 09:37 PM

08:37 PM June, 29 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


ويأتي العيد يُلمْلِمُ أطراف الفواجع والمواجع ويبسطُ كف الآسي والحرقة التي تملأ الفؤاد وشفاف القلب أحيانا، وطعمُ العيدِ والحلوى عند البعضِ والبعضُ يتوسد الفقر والبؤس والمسغبة وأقدامٌ تقو ص في وحل السياسة النتن تبحث مناصب علها تقيها ضرَّائنا.
والحاجةُ (حليمة أبكر)هُناك بعيداً في أطراف مدينة الفاشر تتوسدُ حرقةً وفقراً يتفطر لهُ القلب ولا يوصف.. فقرٌ ومئات الآلاف من الفار هات والجلاليب البيض والعمائم يفوح عطرها يتسلل من بين خُلالات "صريف" بيتها.
نعم تشُّم الحاجة حليمة كل تلك العطور الفواحة وهى تَسْنُدُ ظهرها على "شعبة" تتوسط تلك راكوبتها المتهالكة وعلى يمينها ابنها المقعد وعطرها العرقُ الجبين المنسال يُبلل تلك الوسائد المحشوة من بقيا ملابس الصبية التي كانت تجمعها سلفاً في عصر "مُرَّوتها"من الأزقة والطرقات.
نعم.. يأتي العيد بالجديد والفرح إلا عند الحاجة "حليمة" التي فرحها في عيدنا دمعةٌ على الخدِّ وهى ترى بأم عينها فلذات كبدها.. أحدهم مقعد كسيح والثاني مختل العقل والثالث بنتٌ تعافر السقام والأوجاع وتتلوى بعد ذهاب عقلها..!! فعن أيٌّ عيدٍ نتحدث.؟ وعن أيِّ فرحٍ وفينا مثلُ الحاجة حليمة وكم مثلها.؟.
قُصَّةٌ في الحلق.. وألمٌ ظل يلازمني منذ أن رأيتها أواخر رمضان قبل أيام.. فهي ليست امرأةٌ فقط فقدت بصرها وأقعدها المرض حين كانت تجمع بقايا الذرة المتناثر على الأرض من سوق الفاشر الكبير لتنظفه وتسحنهُ دقيقاً وقوتاً لأبنائها وما تعول..!!
بل هي مأساةٌ وفاجعةٌ إنسانية يدمى لها القلب وفينا ألفُ ألف منظمة وجمعية وجهةٍ تدعى الإنسانية تجرجر أذيال الخيبة وتجمع الملايين لتنفقها في ربطاتُ العنق والعمائم المزركشة والملونة.. (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً).. منذ الذي يقيل عثرة الحاجة (حليمة أبكر)..؟
وحده "عبد الواحد يوسف" والى شمال دارفور وفى ظلمة الليل البهيم الحالك يبحث عن مثلها دون ضجيج أو ضوضاء.. فيطرق بابها والليل قد أسدل أستاره.. بابٌ صغير يؤدى إلى كوخ "قطية" صغيرة إلى جانبها راكوبةٍ تميل جهة الجنوب يفصل بينهما حائط صغير"صريف" من القش تداعى نصفه وتهاوى كأنه يقبل تراب الأرض التي يقف عليها.. وأمام تلك القطية التي بلا (سدادة) او باب جلست الحاجة حليمة تستقبل القبلة تسبح ربها فينحني لها (الوالي) يمدُّ يدهُ مسلماً فلا تسمعه ويهمس أحدهم في أذنها.. "دا الوالي يا حاجة حليمة" فترد بصوتٍ خافتٍ مهدود "حبابو" وتسند قفاها بإحدى يديها تحاول الوقوف فيجلسها ويجلس إلى جانبها ويقف أمامنا النائب(كجالا) الذي لولاه ما عرفنا ولا عرف الوالي الحاجة حليمة.
ويشرح مأساة جارته يشير إلى ابنها المقعد والى ابنها الثاني الذي كان يجلس خلفنا مختل العقل بثياب رثةٍ وممزقة والى بنتها المقعدة ومختلة العقل ايضاً.. ويتقاطر الدمعُ من حكايتها وعجباً لصبرها وجلدها على مصابها..!
حالةٌ من الوُجُوم والصمتِ تطبق وتحيط المكان.. ويسأل الوالي "عبد الواحد" الحاضرين واحداً تلوى الآخر ثم يوجه وفورا ببناء غرفتين للحاجة حليمة وأبنائها وسورٌ للمنزل وتأمين صحي ومبلغ يسد حاجتها ثم نغادر المكان..
لكنَّ حكاية الحاجة "حليمة " لم ولن تغادرنا ونحن الذين شيدنا للمجدِ والكرم صروحاً.. نحن الذين فينا (درَّاج العاطلة .. وشيَّال التقيلة.. ومقنع الكاشفات) فينا وفينا..!
نداءٌ وصرخةٌ نطلقها من المساحة (سكة قلم) لعلَّ قلوباً ترقُّ وتنحنُّ فَتُقرض الله قرضاً تجدهُ هناك وصك تفوز به يوم تنفد الصكوك.. فهل من مغيث..؟؟
*سطر أخير*..
*رقم النائب (كجالا) لمن يريد الوصول للحاجة حليمة (0918044412)*.