على مرأىً مِنكَ تمُرُّ جَنازتُكَ

على مرأىً مِنكَ تمُرُّ جَنازتُكَ


06-17-2017, 11:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1497695796&rn=0


Post: #1
Title: على مرأىً مِنكَ تمُرُّ جَنازتُكَ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 06-17-2017, 11:36 AM

10:36 AM June, 17 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


■■■■■■

1
خُذْ هذا الإِناءَ المملُوءَ بِالخواءِ
إلى النّافِذةِ
ثمة مطرٌ يُصارِعُ وحشتَهُ
جيّاشُ الرُّوحِ
لم تقرأهُ من ذِي قبلَ حنايا حُنُوٍّ
وهو لكَ أيهذا المُفتّتَ في الجِهاتِ.

2
إن كُنتَ سرِيعاً في اِلتِقاطِ الصُّورِ
فسيتكوّنُ لديكَ في المُحصِّلةِ
ألبُومُ مُوسِيقى مُفخّخةٌ بِالشّجنِ تارة
وأخر لِموتى جرّاءَ الحياةِ
أخيراً جدًّا
ستمُرُّ جنازتُكَ على مرأىً مِنكَ.

3
كُلُّها
الجِيادُ الجائِعةُ، الحزِينةُ، المسلُولةُ الأطرافُ، الكِلابُ النّافِقةُ، الأفيالُ المشلُولةُ، الضِّحكاتُ، المطرُ الذي رفضتْهُ الأرضُ، الزّهرُ، البُيُوتُ، المساءاتُ المهزُومةُ جرّاءَ ما جرَى في وضحِ الفضائِحِ، ...، كُلُّ شيءٍ، كُلُّ شيءٍ
يرفعُ عقِيرتَهُ بِالشّتائِمِ المُقدّسةِ
يمضِي لا يلوِي على شيءٍ نحوَ الهاوِيةِ المغرُوسةِ في التّوهانِ
فِراراً من الجُورِ قارِضُ الأرواحِ كفأرٍ قذرٍ.

4
الحنِينُ إِبرةٌ تنغزُ خاصِرةَ الزّمنِ
والمسافةُ مقعدٌ خالٍ في شارِعٍ مهجُورٍ.

5
مُشرّداً كان الجمالُ حتى اِستقرّ أمام عينِيّ فيكِ، أنتِ تنامِينَ وكُلِّي -وأنا قِطعةٌ مِنكَ- أحرُسُكِ...
تُفكِّرُ الأُمُّ، تتأمّلُ
*
بِزوارِقِ اللُّطفِ، حجرُكِ، أتأرجحُ بين ذبذباتِ الهدهدةِ واِهتِزازُ الحنوِ، لا يربكُنِي هذيانٌ، أو تُضعضِعُنِي ريحُ وجلٍ...
تحلمُ الطِّفلةُ، تبتسِمُ
*
هل لِطِفلةٍ آتيةٍ في حُللِ النّضارِ من شارِعِ الجوارحِ أن تستدِلَّ على قلبِي المتبُولِ واِحتِراقاتِهِ على أشُدِّهَا إِثرَ الاِنتِظارِ...
أصرخُ، أبرمُ شارِبَ الحُبِّ بِعصبِيّةٍ لِيلتفِتَ كُلِّيّةً جِهتِها حتى تجِيءُ..

6
أعمى القلبِ
لا تُبصِرُهُ المرايا
كيفما مرّرَ لِملامِحِها
صرخاتَهُ المرِيرةَ
حتى إن سدّدَ رسمَ
صقلِها لِلزّمنِ
واُمتحِنتِ النّفسُ في نفسِهِ
من كُلِّ شاكِلةٍ ولُونٍ.
17/6/2016م