هل سنحتاج إلى دليل لإثبات الشرف المصري في عدم تورطنا بدارفور؟!

هل سنحتاج إلى دليل لإثبات الشرف المصري في عدم تورطنا بدارفور؟!


05-25-2017, 10:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1495748774&rn=0


Post: #1
Title: هل سنحتاج إلى دليل لإثبات الشرف المصري في عدم تورطنا بدارفور؟!
Author: ghariba
Date: 05-25-2017, 10:46 PM

09:46 PM May, 25 2017

سودانيز اون لاين
ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية
مكتبتى
رابط مختصر

هل سنحتاج إلى دليل لإثبات الشرف المصري في عدم تورطنا بدارفور؟!

بقلم: صباح موسى
تابعت على مدى اليومين الماضيين إتهام الرئيس البشير الرسمي لمصر بأنها دعمت الهجوم الأخير بدارفور، وضبط القوات السودانية لمدرعات مصرية على أرض المعركة، وإنتظرت رد فعل مصري على هذه الإتهامات، وجاء نفي سريع من الخارجية المصرية على ذلك، مؤكدة إحترام مصر الكامل لسيادة السودان على أراضيه. في الحقيقة كنت أحتاج لرد أقوى لسلطة أعلى في مصر لأن الإتهام قاسي ولا يقبله أي مصري حر يحترم بلاده، فسياستنا عدم التدخل في شئون الآخرين والسودان على وجه الخصوص، وأنا أتابع ملف السودان منذ أكثر من 10 سنوات، ولم أذكر على مر حياتي الصحفية إتهام لمصر بهذه الدرجة من سدة القيادة بالسودان، إلى أن رد الرئيس السيسي أمس بنفي قاطع لهذا الحديث، مؤكدا أن مصر تدير سياستها بشرف في زمن عز فيه الشرف... حديث السيسي حمل في طياته مرارة وأسى وكأنه لم يكن يتوقع ذلك من الرئيس البشير تحديدا والذي تربطه به علاقة شخصية وحميمية كانت صمام أمان حقيقي لإنهيار العلاقات المصرية السودانية...
رغم قوة تصريح السيسي إلا أن الحديث لابد أن يكون له برهان على الأرض، خصوصا وأن الخرطوم لديها أدلة دامغة ومدرعات عرضتها مؤكدة أنها مصرية، تحدثت إلى مصادر مصرية أكدت لي عدم صحة هذا الحديث، وقالوا هل نحن بهذه السذاجة لو كنا نريد أن ندعم حركات دارفور هل نقدم لهم معدات تدل علينا، ألم نكن نستطيع تزويدهم بمعدات مختلفة؟! مؤكدين أن مصر لم تفعلها ولن تفعلها أبدا متعجبين من هذه الإتهامات في هذا التوقيت، ورغم وجاهة التبرير المصري إلا أننا مازلنا أمام معادلة تميل لصالح السودان والذي يؤكد أنه يملك دليل إدانة ضد مصر، كما طلبت الخرطوم لجنة دولية للتحقيق في الأمر لتأكيد إتهامها، إضافة إلى تأكيد مصادر سودانية مطلعة لي بأن حديث البشير صحيح وأن المدرعات مصرية 100%.
ولمزيد من البحث عن الحقيقة التي لامست لأول مرة وتر حساس بداخلي بعيدا عن الآداء المهني، ولا أخفي أنني أحاول أن أثبت أن حديث البشير خاطئ من باب الشرف المصري الذي تحدث عنه السيسي، ولكنني لن أثبت بدون دليل أو برهان لأن الشرف يحتاج لأمانة ونزاهة...
بحثت عن طرف المعادلة المضاد عن مناوي وتوصلت إلى أن الرجل بباريس وتحدثت إلى الناطق الرسمي لحركته ونفى لي محمد حسن هارون الناطق الرسمي لحركة مني أركو مناوي بدارفور ماجاء على لسان الرئيس البشير بشأن ضبط مدرعات مصرية في معركة دارفور الأخيرة.
وقال هارون في إتصال هاتفي معي من (باريس) إن البشير دائما يلجأ لمثل هذه الأساليب لتغطية خسارته وهزيمته، ولذلك خلق الفتنة والصراع مع دول الجوار ومصر على وجه الخصوص، مضيفا أن هذه المدرعات ملك للحكومة وعددها 40 مدرعة دمرنا منها 7 مدرعات، وكشف أن هذه المدرعات كانت تعرضها الحكومة السودانية في معرض أديكس 2017 الأخير بالإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن مصر لا تدعم أيا من الحركات بدارفور، مبينا أنه كانت هناك 3 معارك في يوم واحد، وقال إننا إنتصرنا في شمال دارفور واستولينا على 51 عربة من الحكومة وخلفت المعركة 214 قتيل في صفوفها، بينهم النائب الثاني لحميدتي قائد قوات الدعم السريع واسمه حمدان إضافة إلى رتب مختلفة لأكثر من 50 ضباط، مؤكدا إنتصار قواته في هذه المعركة، وقال واجهنا الحكومة بـ 55 عربة مقابل 800 لها وكبدناهم خسائر فادحة، كما أكد موقف حركته الثابت من وقف إطلاق النار ووقف العدائيات مع اليوناميد وبعدها برلين وأن الحركة لم تكن تنوي الحرب، وقال إننا لم ننقض إتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن قواتنا كانت تمر في إتجاة المناطق التي نسيطر عليها، وقوات الحكومة هي التي بادرت بالهجوم علينا، وكنا في حالة دفاع عن النفس، مؤكدا التزام حركته بكل الاتفاقيات، وتابع سنظل ندافع عن أنفسنا إذا استمرت الحكومة في حشدها العسكري من قوات الدعم السريع والجنجويد والجيش، ولكننا سنتنصل عن وقف إطلاق النار إذا واصلوا الهجوم علينا، كما أكد سعيهم لتحقيق السلام الذي يوقف القتل ويعالج كل المشاكل.
كان هذا نص حديث الناطق الرسمي لحركة مناوي، ولكن هل يرجح الكفة المصرية أم أنه من الطبيعي أن ينفي وألا يفصح عن مصادر دعمه، في إعتقادي قد يسهم ولو بنسبة ضئيلة في تبرئة مصر من الإتهام ولكننا مازلنا بعيدا عن البراءة الكاملة...
بعيدا عن العواطف المصرية التي تخيم على المشهد المصري والذي يشن هجوما مضادا على الرئيس البشير والحكومة السودانية نحن نحتاج إلى إثبات عدم تورطنا والذي أظنه سهلا على القيادة لو كان حقيقيا، كما أنه من المهم إظهاره إثباتا لحديث الرئيس السيسي، وأذًكر أن سياسة عدم الإثبات لن تجدي في هذا الموضوع لأن الحكم أصبح بيد الرأي العام في مصر والسودان وهنا مكمن الخطورة، وأنبه إلى أنه أي طريقة لإحتواء الموقف من الحكومتين في مصر والسودان لن تجدي، وستترك أثرا سالبا في نفوس الناس، فهناك الملايين في البلدين ينتظرون الحقيقة وعلى المخطئ تحمل مسئوليته كاملة أمام شعبه والعالم.

وإلى الذين يتحدثون في مصر بأنه كان يجب على الرئيس البشير عدم إعلان هذا الأمر، وكان من الممكن معالجتة في دوائر وغرف مغلقة... أقول وماذا لو كان الإتهام مقلوب وضبطنا نحن رصاصة واحدة سودانية في سيناء هل كنا سنصمت؟ وهل كان إعلامنا سيتحلى بروح المسئولية لعدم إثارة المشاكل، عليكم أن تتخيلوا بأنفسكم حجم الحملة الشرسة التي كنا سنقودها ضد السودان، وبعيدا عن التخيل نحن نعلن وعلى الملأ أن السودان يدرب إرهابين مصريين على أراضيه ألم يكن أولى أن نبحث هذا الأمر في قنوات داخلية وغرف مغلقة بنفس المنطق؟ مع خطورة حديث الخرطوم بأنها ضبطت مدرعات مصرية في ساحة حرب كادت أن ترجع دارفور إلى مربعها الأولى.

خلاصة حديثي أنه رغم يقيني أن مصر لا يمكن أن تفعل ذلك، ولكننا للأسف مازلنا نحتاج لدليل قاطع لإثبات ذلك... فهل ستستجيب القاهرة للدفاع عن الشرف المصري باظهار كل دليل يؤكد صحة كلام الرئيس السيسي الذي نتمناه جميعا؟ فمثلما لا نقبل أبدا أن يتدخل أحد أي كان في شئوننا الداخلية بنفس القدر لا نقبل أبدا أن نتدخل في شئون الآخرين.