الهُدنةُ المُتوهَّمةُ

الهُدنةُ المُتوهَّمةُ


05-14-2017, 08:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1494746221&rn=0


Post: #1
Title: الهُدنةُ المُتوهَّمةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-14-2017, 08:17 AM

08:17 AM May, 14 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

○○○○○○○○
1
أيها الحَزنُ تريّثَ قليلاً
ألا نحتاجَ معاً إلى هُدنةٍ
وإن مُتوهّمةً؟

2
أحلَمُ بِالغِناءِ فيجِيءُ كقوسِي عينيكِ
أجرِي نهرَ هِيامٍ ورِقةٍ
أحلَمُ بِالبِلادِ فينفجِرُ قلبِي من الضِّيقِ.

3
بلى، كُلُّ هذا الكلامِ المُتشابِكِ السّابِحِ في سماواتٍ مُتاخِمةٍ لخطوٍ نصنعُهُ رُويداً رُويداً فيما بينِنَا، كُلُّ هذا الكلامِ ذوّبتهُ اللّحظةُ في زورقٍ ورقِيٍّ، وحين هممتُ بشُربِهِ، خطفتهُ غمامةٌ عابِرةٌ وأعادتهُ لِجسدِي على هيئةِ اِرتعاشةٍ خمدتْ لما أردتُ مُراقصتِهَا لِوهلةْ.

4
كانوا يعُودُونَ فُرادى
وكُنتُ أمضِي جمعا.

5
لا تزالُ نوافِذُ القلبِ
تصطفِقُ من دفقِ الهواءِ
ضِدُّ الزّمنَ والعادِيّاتَ
وتخثُّرَ الرّعشةِ والشّجنْ
...

6
اِختِراقٌ
إلى ناهدة دوغان...
ــــــــــ
لِينتصِرَ العُمرُ، ويطوِي في عضُديهِ: شجنَ اللّيل.
ويُلقِي حين يحِنُّ القمرُ: ضفائِرَ ألقٍ، شادتْ بين نهارِ السّعدِّ: هديل.
هذا القلبُ توضّأَ من رُوحٍ شدّتْ من أوتارِ الحُورِ: دلِيلْ.
لاقتكِ الأوراقُ اليّانِعةُ، وصفقَ لِمرآكِ بِجهةِ الآتِي من عُمرٍ: سِحرٌ ونخيل.
14/5/2016م



Post: #2
Title: Re: رشفاتُ الغِناءِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-14-2017, 08:19 AM
Parent: #1

○○○○○○
1
النّاسُ كُثرٌ على الحياةِ
فالحياةُ بسِيطةٌ ولا تحتمِلُ
كُلَّ أنفاسِهِمْ في سُوحِها المُشتعِلةِ
هُمْ الرَّاكِضُونَ مُباشرةً
نحو قلبِها الدّافِئ.

2
وقد تكدّستِ الملائِكةُ كُلِّهَا حولكَ
ملائِكةُ الطِّيبُ، المحبّةُ، السِّحرُ، المسافاتُ، الأخيلةُ....
الملائِكةُ المُوجِبُ
جميعُها يزحمُ بعضَها بعضاً
فلا تدعُها كُلُّها تدلِفُ إليكَ
وأعرِفُكَ مُشرِعاً كُلُّ بابٍ
أَغلِقْ واحِداً على الأقلِّ
واحِداً فحسب
فيدلِفُ عبرَهُ مارِدٌ ما، جِنِيٌّ، شيطانٌ كبِيرٌ...
فيحجُبُ عنكَ أذىً
يُهدهِدُ قلقِي الكثيرَ...

3
رشفاتُ الغِناءِ
ــــــــــــــــــــ
إِرهاصاتُ الاِرتِشافِ
*****
- الخرِيفُ القادِمُ إذن!!
ألقتها والدُّوارُ يكبُرُ وأحِسُّ فِراشِي يُحلِّقُ
وجسدِي يتقافزُ فوقَهُ..
لأنها أدركتْ هشاشةَ نسجِي حيالَ الرّحِيلِ رغم ما يقطِنُ محيايّ من صلابةٍ..
أو لعلها تحلِبُ ما يكمُنَ من دِفءٍ (أحوِّشُهُ) فلا يُفلِتُ الزِّمامُ..
ترغبُ أبداً في شِدَّةِ اللِّينِ لا لِينَ الشِّدّةِ..
قُلتُ بيني جاهِراً لأنفاسٍ أقطِنُها (صفعها البينُ وحورها إلى دِبلُوماسِيّةٍ جرباءٍ)
قُلتُ:
- لكنهُ وشِيكٌ!!
فأجفلتْ..
فعاجلتُ:
- لا سيِّدتِي، لا يُكدِّرنَ صفوكِ سمجِي..
ومن ثم اِنتهرتُ العِباراتَ وأسقطتُها بهمهمةٍ بئيسةٍ..
- ما تقُولُ!!
- لا مُولاتِي، لستُ أنا، هو الحديثُ يُركِّبُ ذاتَهُ لِيلِيقَ، لعلهُ عجزَ الأسفِ!!
- لا عليكَ حبِيبِي، وإنما سنمضِي، ذا قرارُ!!
- معاً..
حسناً
من الجيّدِ إِلقائِي العِبارةَ المُرصّعةَ بِالحنانِ دونَ اِبتِذالٍ..
تناولتَها
فكفّ اِنسِيابُ الرّغبةِ الكسيحةِ
وتوردّ القلبُ
واِستلقتْ البشاشةُ التي تُمِيتُنِي أكثرُ..
ثم إني أمسكتُ الصّباحَ حِينُها!!
...
ملامِحُ الغِناءِ
*****
" دعِينِي وهذا الصّباحُ يدعَكُ راحتيهُ
أمحُو شهوةَ النُّعاسِ عن مُخيّلةِ السّماءْ..
دعِينِي أُجرِّبُ الوُقوفَ بغتةً بِهُوّةِ الهُدُوءِ
أنتقِي شفةَ النِّداء..
ولتكُنْ طُقُوسُنَا:
هسيسُ الرُّوحِ، شُرفةُ الغِناء.."
.
.
.
13/5/2016م