(صرخةٌ لاجِئةٌ بِالغَابِ)

(صرخةٌ لاجِئةٌ بِالغَابِ)


05-08-2017, 02:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1494249854&rn=2


Post: #1
Title: (صرخةٌ لاجِئةٌ بِالغَابِ)
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-08-2017, 02:24 PM
Parent: #0

........

Post: #2
Title: Re: (صرخةٌ لاجِئةٌ بِالغَابِ)
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-09-2017, 06:21 AM
Parent: #1


1
رتِّبَ لِمجِيئِهَا عُنفُوانَكَ
في الرُّوحِ تلقَى طرِيقاً نحوهُ
ذا إن خالجتْ جسدُكَ
اِرتِعاشاتُ الزُّومبِيّ في مِشيتِهِ

2
كُنتَ سهماً مُنفلِتاً في بريّةٍ مُعذبةٍ
حتى اِعتنقكَ الماءُ الأسِنِ
اِصطدمتْ بِقطراتٍ تتضخّمُ
في أخيلتِكَ الشِّرِيدةِ

3
لن تُزهِرَ الأماكِنُ أسفلَ الدّرجِ
خُطُواتُكَ في الظّلامِ راكِضةً
فيما المسافاتُ عبثٌ

4
قُبلتَكَ قبلَ قليلٍ
خدشتْ أُتونَ رُوحِكَ
لقد سحقتَ غورَهَا بِالاِنتِقالِ

5
اِمرأةٌ رأتكَ زُجاجةً
فغمرتْ عُنقَها الطّوِيلِ
بِعبثِ الأصابِعِ

6
الرّكضُ حربٌ لِساقينِ مُعطّلتينِ
عن المشيِ في اِتِّجاهاتٍ مُخالِفةٍ
بِمعنى أنكَ عُدتَ من النّافِذةِ لِلبابِ
لِتلتحِقَ بِاللّهوِ

7
الحنِينُ سائِقُ أُتُوبِيسٍ مخمُورٍ
ينزِلُكَ في المحطّةِ التّالِيةِ
لِموعِدِكَ مع المطرِ

8
تعضِّينَ شفتَكِ
فتختلُ مدِينةٌ في أصابِعِي
أُسقِطُ البحرَ في جوربٍ قريبٍ
ما بها الجماهِيرُ لا تُصفِّقُ؟

9
بدأتَ لِلتّوِّ في الصُّعُودِ
فألقتْ الأقدارُ
أريجَ رُوحِكَ تِباعاً
فبلغتَ القِمّةَ مُعدمُ الإِيقاعِ
مقطُوعُ الوترِ

10
هدّأ قارِبُكَ في المداراتِ
فيما اتلاطمُ على ضِفّتيِّ المشاعِرِ
جمرٌ يرُدُّنِي إلى جمرٍ
أنا الماءُ الذي يزأرُ بين الأزاهِرِ
...

11
المُرعِبُ حقاً أن تنتبِهَ
أمامكَ جحافِلُ تفِرُّ وخلفِكَ
إن اِلتفتَ فاتكَ الوُصُولُ
أو أوشكتَ خطفكَ الموتُ
....

12
فِرّ فوراً لِمعركةٍ ثانِيةٍ
إذ أن ما مرَّ عليكَ خيالٌ
خرقتُهُ عينٌ
فِرّ...

13
حتى حِينَ مرَّ طيفُكِ المهُولِ
زارَ حقلَ رُوحِي
اِضطربتْ أوراقُ القلبِ
اِنسكبَ مِدادُها في النّهرِ الرّاكِضِ

14
عليكَ بِغرسِ غِيابِكَ بِزهرةٍ ما
ثم لا تدعُها لِلرِّيحِ

15
من هرولَ في السّهوِ
اِختطفتْهُ الأعيُنُ المُحتقِنةُ بِالأسَى

16
اللّيلُ يخرُجُ علينَا من كفنٍ
والنّهارُ من نهرٍ رقراقٍ
ونحن نُتقِنُ لِكُلِّ وقتٍ
نحيب يليقُ

17
يا لِقلبِي
ومشيتُ أشرحَ لِلشَّارِعِ
معنىً غمستْهُ النّهاراتُ
في أنهارِ اﻷصابِعِ
فالفِيتُهُ قد اِستضاءَ بِنُبّلِها
في المضائِقِ
فها إن نبضِي
في تلفُتِهِ وتدفُقِهِ
أقلَ من أن يطالَ الدّقائقِ

18
أيُّ وحيٍّ شرّدتْهُ الشُّوارِدُ
فجاءَ خِفِيّةً من هزِيمِ القلقِ
سابِحاً في حقلِ الغرائِبِ
بِفمِهِ الماءُ وبِرُوحِهِ الشّفقُ

19
لم أيقظنِي هذا اللّيلُ
ونامَ!

20
أنها النِّهايةُ الباهِتةُ تلكَ التي اِنغرزتْ أنصالُها في حياةِ شابٍ نشأَ في بِيئةٍ مُتآكِلةٍ حتى اِنتمىَ مرّةً إلى الطّفحِ بِزعمِ النّجاةِ من سُلطةِ التآّكُلِ لكنهُ وجدَ أنهُ لا يقِفُ على أرضٍ وإنما صُلِبَ على أستارِ الوُصُولِ.
8/5/2016م