من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985م.. تعالوا نوثق

من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985م.. تعالوا نوثق


04-24-2017, 05:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1493051709&rn=6


Post: #1
Title: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985م.. تعالوا نوثق
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:35 PM
Parent: #0

04:35 PM April, 24 2017 سودانيز اون لاين
تراث-اليمن
مكتبتى
(1)
صديق"، هذا هو اسمه، شاب ريفي بسيط التحق بالجامعة قبل الانتفاضة بأشهر. تعرف على "الحزب" فسارع بالانضمام إليه وأبدى حماساً كبيراً للعمل العام، وبدأ فوراً في كتابة قصائد تمجد الحزب وتروج لأفكاره.
هذا الحماس والاندفاع جعل بعض الرفاق يشكون فيه، فقد يكون مّرسلاً من جهاز الأمن لاختراق التنظيم في الجامعة.
قلت لهم أنا سأتولى مهمة التحقق من ذلك. دعوته لكي يسكن معي بالمنزل في أمدرمان. وبعد يومين فقط كنت موقناً بصدقه، وببراءته من الشكوك التي حامت حوله.
قبيل الانتفاضة، أبلغوني فى أحد الأمسيات بمهمة جديدة للكتابة على الجدران لمدة ساعة بعد منتصف الليل، وحددوا لي رفيقا قالوا انه سيكون معي، فطلبت ألا يرسلوا لي أحداً، وأن يكون "صديق" هو شريكي في هذه المهمة.
لم أخبره بالأمر، وقبيل موعد بدء المهمة باقل من ساعة، قلت له دعنا نذهب لشراء رغيف من الفرن.
أخبرته في الطريق، فكان فرحه عظيما بالمشاركة في الكتابة على الجدران لأول مرة في حياته.
قلت له إنني سأكتب وسيقوم هو بمراقبة الشارع، وعليه تنبيهي إذا رأى أي شخص أو سيارة قادمة من بعيد. اتفقنا أن نبدأ أولا كتابة الشعارات داخل الحارة، قبل الخروج إلى الشوارع الرئيسية حتى نكون قد كتبنا أكبر عدد من الشعارات إذا تمت مداهمتنا في شارع رئيسي.
قلت له أذا تمت مداهمتنا علينا أن نجري كل واحد منا في إتجاه مختلف حتى نشتت عناصر الأمن، وأن عليه في حال المطاردة العودة الى البيت (بيتنا)، أما أنا فسألجا الى أحد بيوت سكان الحي، فهم يعرفوني وأعرفهم.
شرحت له كيف يتصرف وماذا يقول في التحقيق إذا تم القبض علينا، وشددت عليه أن لا يعطي عناصر الامن أية معلومة يطلبونها سوى اسمه الحقيقي.
كتبنا العديد من الشعارات داخل الحارات، ثم توجهنا إلى شارع شبه رئيسي. رأينا من على البعد سيارة تحوم في المنطقة، ولكنا واصلنا الكتابة، حتى خرجنا الى الشارع الرئيسي، رأينا السيارة مجددا، ثم راقبناها وهي تختفي في شارع جانبي، وواصلنا الكتابة لنتفاجأ أن السيارة تظهر من شارع قريب جدا إلينا. قلت لرفيقي: سنهاجمهم بالطوب، ونجري.
كانت سيارة الهايلوكس تقل نحو 8 أشخاص، أو اكثر، مسلحين ببنادق رشاشة ومسدسات، وكان بعضهم يقفز من السيارة أثناء تحركها نحونا ليقطعوا علينا طريق الهرب.
وقفت الهايلوكس أمامنا بأمتار وقفز منها بقية المسلحين وهم يرفعون اسلحتهم ويصيحون: اقيفوا هنا، اقيفوا، سلم نفسك.
وبدأنا الركض. ركض صديق معي في نفس الاتجاه، وخلفنا ركض المسلحون وهم يصيحون: أضربه، عطله، أديه طلقه.
شعرت في لحظة أن هناك شيء ما حدث خلفي، فالتفت أنظر، كان صديق جاثياً على الارض ويداه مرفوعتان، وحوله المسلحون، فكرت للحظات ماذا: افعل؟ وما كان أمامي سوى مواصلة العدو.
***
في السادس من أبريل انتصرت الانتفاضة وخرج جميع المعتقلين السياسيين من السجون، باستثناء صديق.
بدأنا رحلة البحث عنه في مقار الأمن، والسجون، وأقسام الشرطة. يومان ونحن نبحث دون فائدة. وكان من أقسى وأفظع ما حدث أن كلفني الحزب، مع رفاق آخرين، بأن نبدأ البحث عنه في مشارح المستشفيات

Post: #2
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:39 PM
Parent: #1

(2)
قبل يوم واحد تقريبا من بدء مظاهرات الإنتفاضة أبلغوني في وقت متأخر من اليوم بحملة جديدة للكتابة على الجدران تبدأ في الواحدة صباحا وتستمر حتى الثانية صباحاً، وحددوا لي المنطقة التي سأكتب فيها بمشاركة رفيق آخر.
لم يسلموني أي بخاخ او بُوهية (بوية) وفرش للكتابة، كما كان يحدث في الحملات السابقة للكتابة على الجدران، قالوا لي: "دبرها بنفسك". وكانت الحكومة قد منعت حينها بيع عبوات "الاسبراي" (بوية البخاخ) وأوقفت استيرادها بعد أن شاع استخدامها في كتابة الشعارات المناوئة لها على الجدران.
كان الوقت متأخراً، ولم أجد أي مَغَلق (محل بيع أدوات ومواد البناء) مفتوحاً لشراء البوهية التي سأكتب بها. تذكرت "مَغَلقا" في زاوية بيت بشارع "الثورة بالنص" أعتقد أن صاحبه يسكن في ذات البيت.
ذهبت إلى هناك، كان الوقت قد تجاوز العاشرة مساء، وكان المَغَلق مُغلقا، والكهرباء مقطوعة. طرقت باب البيت، ففتحه رجل لا أستبين ملامحه بسبب الظلام، قلت له: عفوا ياعم، آسف جدا على الازعاج، لكن انا محتاج بوهية من المغلق ضروري جداً
قال لي: يا ولدي بوهية شنو في الليل ده؟ ما تجي الصباح.
قلت: لا والله، محتاجنها أسه في الليل ده، لأنه بكرة عندنا عرس في البيت.
عاد الرجل إلى عمق منزله، ثم رجع بعد لحظات وهو يحمل مصباحأ يدوياً. فتح المغلق من باب صغير داخل البيت، ودخل، ودخلت وراءه..
قال لي: عايز بوهية لونها شنو؟
قلت: سوداء (كنت قد عرفت بالتجربة أن الكتابة على الجدران باللون الأحمر تبهت وتُمحى بعد فترة بتأثير أشعة الشمس).
قال لي مستغربا: عندكم عرس وعايزين تضربوا بوهية سوداء؟
قلت مرتبكا: أاي نحن عايزين نضرب الجزء الأسفل من المطبخ عشان نغطي لون الدخان.
لحظات، ذهب وأحضر لي علبة بوهية حمراء، ومعها فرشة!
قلت له: دي حمراء يا حاج، أنا عايز بوهية سوداء.
قال لي: الحمراء ثورية أكتر يا ولدي!
لم انطق بعدها بكلمة. أخرجت الفلوس من جيبي لكي احاسبه، فحلف بالله ألا ياخذ فلساً واحداً. ثم همس وهو يربت على كتفي مودعا: اعملوا حسابكم يا ولدي.

Post: #3
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:42 PM
Parent: #2

3)
كنت في مظاهرة حاشدة بشارع الجامعة، كنت أردد الهتاف فيردده خلفي المتظاهرون، فبادر بعضهم برفعي على اكتفاهم.
قوة كبيرة من قوات الأمن المركزي وأمن النظام هاجمت المظاهرة لتفريقها بالقوة. ولانني كنت أقود المتظاهرين، فقد استهدفني عناصر الأمن بشكل خاص، فبدأت المطاردة. جريت بأكثر مما لدي من قوة، وخلفي أربعة منهم، استطاع أحدهم الوصول إلىّ، أمسك بقميصي من الخلف، ولكن القميص تمزق واستطعت الافلات. انحرفت سريعا ناحية شارع الجمهورية وواصلت الركضت للحظات حتى وجدت جماعة يصلون الظهر في ساحة صغيرة تحت إحدى البنايات العالية، اندسست وسط صفوف المصلين وأدعيت أنني أصلي معهم. كان رجال الأمن قد وصلوا الى ذات المنطقة ووقفوا يتلفتون بحثا عني.
انتهت الصلاة وبدأ المصلون يتفرقون، وانا جالس في برش الصلاة أفكر في كيفية التصرف.
يد نسائية لمست كتفي من الخلف، التفت فوجدت امرأة مشلخة، في العقد الخامس من العمر تقريباً، قالت لي: تعال معاي. نهضت معها متردداً اخذتني من يدي ودخلت البناية العالية، ثم خرجنا من باب آخر لذات البناية، كانت سيارتها تقف هناك، دعتني للركوب، فركبت.
كنت ساكتا ومتوجسا طوال الطريق، ولكنها قالت: انا كنت في مكتبي في العمارة وشفتك من الشباك لمن جيت دخلت وسط المصلين والكلاب ديل ساكنك.
في بيتها أصرت على ان استحمى وأن أرتاح وارقد قليلاً. أحضرت لي غداء شهياً، وأعطتني قميصاً بديلاً لقميصي الممزق، وشبشبا، لانني قد قد فقدت حذائي أثناء المطاردة.
ودعتها شاكرا، وخرجت أبحث عن مظاهرة أخرى.

Post: #4
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:44 PM
Parent: #3

(4)
اتفقت النقابات على الانتظام في موكب كبير يوم الأربعاء الثالث من أبريل لتسليم مذكرة للسلطات تطالبها بالتنحي الفوري، وتعلن في ذات الوقت الإضراب السياسي العام حتى الإطاحة بالنظام.
تقرر أن تبدأ المسيرة من أمام كلية طب جامعة الخرطوم.
كُلفت في ذلك اليوم بتوزيع بيان، داخل الموكب، صادر عن "تجمع الشعب السوداني".
استلمت.نسخ البيان في "حدائق مايو"، التي اسميناها بعد أيام "حدائق 6 أبريل"، خبأتها داخل فردتي الشراب الذي أرتديه، وتوجهت راجلا إلى موقع تجمع الموكب.
كانت القوات الحكومية تحاصر المكان من جميع النواحي، وكان الاطباء قد كسروا الباب الخلفي لمستشفى الخرطوم، بعد أن منعتهم قوات الامن من الخروج، واحتشدوا في شارع المستشفى.
اصطف المئات من رجال الشرطة والامن المركزي وأمن النظام في جميع الطرق المؤدية إلى مكان تجمع الاطباء لمنع جموع المواطنين المتدفقة من الوصول للمشاركة في المسيرة. وعزمت انا حينها على التسلل إلى هناك لتوزيع البيان. اتيت من الناحية الشمالية قادما من جهة سينما كلوزيوم فلم أستطع المرور، حاولت بعض الشوارع الجانبية في الاتجاه الشرقي، فكانت جميعها مغلقة، أخذت لفة واسعة للقدوم من ناحية السكة حديد ولم أستطع الدخول، عدت إلى شارع فندق مريديان المقابل لشارع المستشفى، وكان مكتظا، كبقية الشوارع، بالمحتجين، فيما يصطف جنود الشرطة في مواجهتهم. كان هناك ضابطا يقود هؤلاء الجنود، يوجههم ويخاطب الجماهير المحتشدة في هذه الناحية طالبا منهم التراجع خطوات للوراء والجلوس على الأرض.
لسبب ما اطمأنيت قليلا لهذا الضابط، فتجرأت وتقدمت نحوه، فيما يرمقني الجنود ويدعوني بعضهم للتراجع، أشرت للضابط باصبعي أستأذنه أن يسمع مني كلمة، تقدم نحوي خطوات، فالتقينا في منتصف المسافة القصيرة بين المحتشدين والجنود، قربت وجهي من أذنه وهمست: عندي بيان لازم أوزعه في المسيرة هناك، لو سمحت خليني أمر.
اعتدل الضابط، وهو يشير إلي بيده للمرور، ثم يشير للجنود بأن يفسحوا لي الطريق.

Post: #5
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:46 PM
Parent: #4

(5)
عندما ذاع سوار الدهب بيان "انحياز الجيش للشعب" واستلام السلطة صباح السبت 6 أبريل كنت في مظاهرة حاشدة في كبري النيل الأزرق متوجهة من بحري إلى الخرطوم للالتقاء بمظاهرة ضخمة أخرى كانت قادمة، في ذات الوقت، من أمدرمان للخرطوم.
لم نكن على علم بالبيان بعد. وفي منتصف الكبري كانت هناك سيارة تزحف وسط المتظاهرين، سمع سائقها البيان من راديو السيارة، فأراد الاحتفال بسقوط النميري وإعلام المتظاهرين بما حدث، فأخرج قبضة يده من النافذة ورفعها عاليا وهتف: الله أكبر، لا إله الا الله.
ولكن هذا الهتاف كان قد ارتبط لدى المتظاهرين بحركة الاخوان المسلمين بقيادة الدكتور حسن الترابي، وبتحالفهم الطويل مع نظام مايو، فهاجموا السيارة، حاصروها وبدأوا يضربونها بقوة بقبضات أيديهم ويركلونها بارجلهم حتى بدأت تتحطم، وامتدت أيادي البعض تصفع وتلكم السائق ولو لم يتحول، حينها، غضب الناس الى فرح غامر عندما بدأ يسري بينهم خبر سقوط النظام لمات ذاك الرجل بين أيديهم.

Post: #6
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-24-2017, 05:48 PM
Parent: #5

(6)
لم يفرح السودانيون مثلما فرحوا عندما سقط نظام نميري في يوم السبت السادس من أبريل. تحولت مظاهرات الغضب، التي كانت قد عمت كل المدن، إلى كرنفالات فرح ورقص وغناء. هستريا فرح جماعية اجتاحت الناس فتعانقوا في الشوارع، بكوا، وضحكوا وتقافزوا. إختفت الهتافات والشعارات الجادة والصارمة لتحل محلها أهازيج مرحة موقّعة راقصة:
- ما قال بجي ماله ما جاء؟ 🎶🎵🎼
- السفاح شرد.. ووووووينو؟ 🎵🎶🎼
كان يرددها الرجال والنساء والأطفال راقصين في الشوارع والساحات. رقصوا العرضة، والكمبلا، والصقرية، والشونجا، والتونجي، استدعوا ايقاعات ونغمات الدلوكة والنقارة والطمبور، وتمايلوا ونقزوا فرادى وجماعات.
وبلغت النشوة بالكثيرين أن مزقوا اموالهم النقدية لأنها تحمل صورة نميري، كانوا يمسكون تلك الاوراق ويرفعونها عالياً بين أصابعهم وهم يمزقونها مزقا صغيرة، ثم يشتتونها في الهواء، وعندما تسقط على الأرض يجري الجميع نحوها لكي يدوسونها بارجلهم. يفعلون كل ذلك وهم منتشون يغنون:
الجنيه أبو عمة.. شرطوه. 🎶🎵🎼
الجنيه ابو عمة.. أحرقوه. 🎶🎵🎼
الأمهات فتحوا أبواب بيوتهن على مصارعها، كُنّ يزغردن ويوزعن الماء والعصير والطعام على حشود المبتهجين في الشوارع. وكذلك فعل اصحاب البقالات والاكشاك والمطاعم والكافتيريات، جميعهم بدأوا في توزيع الطعام والمشروبات مجاناً، اصحاب المركبات العامة رفضوا أن يأخذوا أجرة من الركاب في ذلك اليوم، أما اصحاب السيارات الخاصة فكانوا يقفون من تلقاء أنفسهم لاقالة الراجلين.
لعدة أيام بعد ذلك كان حال الناس مختلفاً، ابتسامات عراض كانت تكسوا الوجوه، وإحساس بديع بالعزة والثقة في النفس يملأ النفوس، محبة طاغية ملأت الناس تجاه بعضهم البعض، فلم يعودوا يتشجارون ولا يتصايحون، وتشعبت أيادي العون بينهم، فيما كانت أيدي التآمر والعجز تحيك مخطط الإجهاض والردة.
***
(7)
ظهر صديق بعد عدة أيام من إنتصار الانتفاضة، كان وضعه الصحي في درجة من السوء لا يمكن وصفها أبداً، فقد تعرض لصنوف من التعذيب لا يحتملها أحد.
كان جلد وركيه مسلوخا لأنهم ربطوه في مؤخرة السيارة وسحلوه. ظهره كان ممزقا ومدمى بفعل السياط والعصي، تنتشر الدمادل والحروق في كل جسمه بسبب اطفاء السجائر على جسده، كانت فروة رأسه ملتهبة لأن معذبيه كانوا يشدونه من شعره الطويل حتى يرفعون أقدامه من على الأرض.
كل ذلك لأنهم كانوا يريدون منه أن يخبرهم من كان معه في ليلة القبض عليه، ويدلهم على مكانه. ولكن صديق لم يقل شيئا، خبأ عنهم حتى اسمه، وعندما تداعى نظام الاستبداد أخذوه وسلموه لقسم الشرطة باسمه المستعار.
له (صديق عدلان) أهدى هذه الذكريات عن الانتفاضة.ظهر صديق بحمد الله بعد عدة أيام من إنتصار الانتفاضة، كان وضعه الصحي في درجة من السوء لا يمكن وصفها أبداً، فقد تعرض لصنوف من التعذيب لا يحتملها أحد.
كان جلد وركيه مسلوخا لأنهم ربطوه في مؤخرة السيارة وسحلوه. ظهره كان ممزقا ومدمى بفعل السياط والعصي، تنتشر الدمادل والحروق في كل جسمه بسبب اطفاء السجائر على جسده، كانت فروة رأسه ملتهبة لأن معذبيه كانوا يشدونه من شعره الطويل حتى يرفعون أقدامه من على الأرض.
كل ذلك لأنهم كانوا يريدون منه أن يخبرهم من كان معه في ليلة القبض عليه، ويدلهم على مكانه. ولكن صديق لم يقل شيئا، خبأ عنهم حتى اسمه، وعندما تداعى نظام الاستبداد أخذوه وسلموه لقسم الشرطة باسمه المستعار.
له (صديق عدلان) أهدى هذه الذكريات عن الانتفاضة.
ابريل 2017

Post: #7
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: Nasr
Date: 04-25-2017, 03:47 PM

واصل يا رعاك الله في هذا الحكي الشجي

Post: #8
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-25-2017, 05:07 PM
Parent: #7

شكرا يا ناصر. عايز الناس يحكوا برضوا ويوثقوا لهذا الحدث العظيم، فهو لم.يتل حظه من الاهتمام والتوثيق

Post: #9
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: عمار عبدالله عبدالرحمن
Date: 04-25-2017, 05:17 PM
Parent: #8

دي صنغير ,,

وبكرة بحكي

Post: #10
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-25-2017, 05:23 PM
Parent: #9

في الانتظار

Post: #11
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: تراث
Date: 04-25-2017, 05:23 PM
Parent: #9

في الانتظار

Post: #12
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: محمد البشرى الخضر
Date: 04-25-2017, 05:24 PM
Parent: #9

شكرا استاذ تراث على التداعي و الذكريات الجميلة,للاسف انها صارت فقط ذكريات
Quote: فيما كانت ايدي التآمر والعجز تحيك مخطط الاجهاض والردة.
في انتظار المواصلة من هنا,أكثرمن بوست تناول هذه المرحلة من تاريخنا لكن دون تفاصيل كافية

Post: #13
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: Nasser Amin
Date: 04-25-2017, 07:39 PM
Parent: #12


استاذ عثمان لك الود ...
متابعة لذكريات ايام خالدة

Post: #14
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: جمال ود القوز
Date: 04-25-2017, 08:40 PM
Parent: #13


Post: #15
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: محمد على طه الملك
Date: 04-27-2017, 11:45 AM
Parent: #14

شكرا أخي عثمان لك المجد فيما قدمت ..
تداعياتك دي رجعتنا سنوات إلى الوراء ..
حيث الإرادة الجامحة نحو التغير ..
مدعومة بروح شباب غير خانع ..
سوف أبدأ من حيث أنتهيت في ستة ابريل ..
كان هو اليوم المعلن عنه للمسيرة الحاسمة والاضراب العام لاسقاط النظام ..
كنت وقتها بمدينة كسلا مقر عملي ..
غادرتها صيبحة الخامس من إبريل ووصلت العاصمة بعد الظهر ..
لكي أتمكن من المشاركة في المسيرة في صبيحة اليوم التالي..
لحسن الحظ كانت شقيقتي وزوجها رحمه الله ..
يقيمان في قلب العاصمة خلف عمارة كمال حمزة أو السفارة الأمريكية وقتها ..
خرجت مبكرا حوالي السابعة ص واتجهت راجلا إلى محكمة الخرطوم الجزئية ( مبنى البرلمان السابق ) ..
لاحظت وأنا في طريقي قلة حركة المرور في الشوارع ولكن عزيت الأمر للوقت المبكر ..
لم أجد بالمحكمة أحد سوى بعض الخفراء وقاض واحد هو مولانا عوض الخير ..
دخلت عليه متسائلا عن هذا الهدوء المريب وخلو الشوارع ووجدته أيضا في حيرة ..
كان هو القاضى الوحيد الذي وصل للمبنى بحكم أنه من سكان الديم ..
خرجت منه وجلست بمفردي على سلم بوابة دار القضاء البوابة الغربية ..
أنظر للشوارع وأنتظر وصول الجماهير الموعودة بالمسيرة ..
عند العاشره تقريبا عدت للمحكمة الجزئية ..
وعندها علمت من مولانا عوض ..
صدور بيان عسكري يعلن سقوط النظام باسم المشير سوار الدهب ..
عدت مسرعا للشارع وماهي سوى دقائق معدودة من البيان ..
حتى تدفقت الجماهير من كبرى أمدرمان ..
كانت السلطات قد اغلقت الكبراي المؤدية لسنتر الخرطوم منذ الفجر..
وظلت الجماهير المحتشدة بامدرمان محجوزة خلف الكبرى ..
وكذا حال جماهير بحري وجنوب الخرطوم ..
فتح لهم بعد بيان سوار الدهب حيث انسحبت القوات التى كانت تمنع مرورهم ..
كان المتظاهرون القادمون من أمدرمان يحملون فروع الاشجار وأغصان النيم ..
وعند بلوغهم مبنى رئاسة القضاء انضممت إليهم ..
وفجاة أنحرف بعض المتظاهرين ناحية البوابة الغربية لرئاسة القضاء..
هم يهتفون ضد رئيس القضاء وقتها وقوانين سبتمبر ..
وتقدم البعض واحاطوا بالباب وشرعوا في الخبط عليه ودفعه بقوة..
لحقت بهم وقلت لهم بأنني أحد المنتسبين لهذا الجهاز ..
وها أنا أتظاهر معكم..
أرجوكم لا تعملوا على كسر الباب ..
أو تفكروا في الدخول لإن بالمبني وثائق وحقوق وقضايا الناس فلا تضروا بهم ..
وأنا بينهم أحدثهم فتحت البوابة وخرج القاضي مولانا بادى ..
وعندما رآني ظنني ضمن المحرضين للتجمع أمام بوابة الهيئة ..
فخاطبني قائلا ( دا انت حتى معاهم يا ملك )!!!
قلت له يا مولانا أنا من زمان بحذرهم من خطورة استباحة مبني رئاسة القضاء ..
فتحدث إليهم وأبان أن رئيس القضاء قد خرج هاربا من المبنى منذ سماعة البيان العسكري..
عندها استوعب المتظاهرون الوضع فعادوا ليلحقوا برفاقهم وأنا معهم متجهين إلى القصر ..
في الطريق شاهدت عربة تحاول المرور بصعوبة بين المتظاهرين تمضي عكس اتجاهنا ..
لمحت من بالعربة وعرفته مولانا عوض الجيد أحد ثلاثي تشريعات سبتمبر ..
كدت لحظتها أن أرفع عقيرتي منبها إليه المتظاهرين ..
ثم تراجعت والتزمت الصمت لأنني قدرت أن الجهر باسمة في تلك اللحظة قد يودي بحياته ..
هذه معلومة لأول مرة افشيها لكم واعتبر مولانا عوض الجيد مدين لي بحياته ..
قبل أن نصل باحة القصر والى مقربة منه ..
ظهرت عربة بوكس ( برنسة) كما كانت تسمى وقتها عليها مكبر صوت ..
بين ركابها الأستاذه المحامية نفيسة الشيخ ..
تطلق الهتافات والأناشيد فتبعناها حتى ساحة القصر ..
بعد برهة قليلة وصلت جماهير بحرى وجنوب الخرطوم وامتلات الشوارع ..
كانت الجماهير في شوارع الصحافة والديوم وغيرها من عظيم فرحتها تذبح الذبائح ..
عدت عصرا إلى المنزل ..
ثم واصلت بعد ذلك حضور اللقاءات بدار اتحاد اساتذة جامعة الخرطوم مساءا حتى إعلان تشكيل الحكومة المدنية ..
بعدها غادرت عائدا لمقر عملي بمدينة كسلا ..
أذكر في المظاهرة كنت البس سفاري بيجي اللون وأحمل علم السودان القديم ..
حيث كلفت شقيقتي بخياطته في نفس يوم وصولي ..
ووضعته على فرع قطعته من شجرة داخل المنزل ..
كان بدار أساتذة الجامعة عدد من كمرات التلفاز ومراسلين يبدو أنهم يتبعون قنوات خارجية ..
للاسف فات علي سؤالهم عن القنوات التي يتبعونها ..
لأنهم بالتأكيد وثقوا بالصورة لكل ما دار بدار الأساتذة ..
وبثوه في القنوات التي كانوا يتبعون لها ..
شكرا مرة أخرى لاتاحة هذه الفرصة .
sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan13.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


Post: #16
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: عمار عبدالله عبدالرحمن
Date: 04-27-2017, 12:08 PM
Parent: #15

أسعد الله اوقاتكم
جامعة القاهرة الفرع
28 مارس
زنقة الامتحانات , كنا جلوسا جوار ستات الفطور ننتاقش عن الامتحانات والمذكرات
جاء من اخبرنا ان المظاهرات في أم درمان وتم حرق جمعية ود نميري التعاوينة
نسينا الامتحانات وفكرنا في التحرك لامدرمان , وذهبنا جهت حافلات ام درمان وعلمنا
من الكماسرى انها اتفضت ,,
29 مارس ,,
جضرنا لجامعة القاهرة الفرع , للامتحان
اغلق الامن الجامعة والغى الامتحانات
واعتقل بعض عناصر الاتحاد (الاتحاد كان كيزان)
تجمعنا امام بوابة الاتحاد ,
اقام التحالف الوطني ركن ارتجالي
صعد على سور الاتحاد محمد الفاتح بيرم , ومحمد عبدالمتعال ابوجودة , وياسر عرمان ,
وخاطبوا الطلاب وننددوا باعتقال الاتحاد , وطلعنا في مظاهرة
لم تكن كبيرة في الجامعة و فرقتها الشرطة من امام الجامعة
ولكنها تسللنا كافراد الى السوق جوار ميدان الامم المتحدة
وهنالك كبرت المظاهرة في السوق وبدء الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين ,
في العصر هدئ الوضع ,,
في يوم 30 مارس جامعة القاهرة كانت محاصرة وومنوع الاقتراب منها
فذهبت الى معهد الكليات التكنلوجيا (جامعة السودان حاليا)
رتبنا ركن سريع مع خالد كودي ,,, رغم ان اركان معهد الكليات التكنلوجية
الجناح الغربي كانت ضعيفة ولا يهتم بها اغلب الطلاب ولكن الركن كان ركن
كبير حضره اغلب الطلاب وحتى العاملين في الكلية (لم يكن مرتب ان يخرج الركن مظاهرة)
ولكن الحماس والحضور الكبير , تحول الركن الى مظاهرة ضخمة جدا
وخرجت بقوة من المعهد وازدادت تضخما عندما دخلت السوق العربي ,,
اواصل

Post: #17
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: محمد على طه الملك
Date: 04-29-2017, 02:08 AM
Parent: #16

استسمحكم عايز اجر ذاكرة الأحداث لعامين قبل الانتفاضة ..
لم يكن السادس من إبريل المجيد ضربة لازب كما يتصور البعض ..
أو مخاض أسابيع من التحركات العشوائية ..
والاحتجاجات الجماهيرية التلقائية كما يخطرف سدنة الأنظمة الشمولية ..
بل كانت خاتمة المطاف وساعة الصفر لسنوات من النضال ..
شاركت فيه سائر القوى المؤمنة بضرورات نبذ الشمولية بقدر يزيد وينقص ..
ممثلة في منظمات قوى المجتمع المدني التي ما خبأ رجاؤها يوما ..
في العودة لنظام الحكم الديموقراطي بآلياته الضامنة لتداول السلطة سلميا ..
من خلال التنافس الانتخابي الشفيف والعادل ..
تجسيدا لمفهوم الدولة التي تحترم حقوق مواطنيها ..
و تطبق مبدأ الفصل بين سلطاتها بصرامة وجدية ..
غير أن التحول الأكبر إن لم يكن الأشهر في مسيرة إرادات المقاومة العلنية السلمية المنظمة..
إبتدره قضاة السودان باستقالاتهم الجماعية في يونيو 1983م ..
عندما فاض كيل صبرهم من تطاول رئيس الدولة وهو يفتتح مبنى محكمة استئناف الفاشر ..
تطاولا تجاوز الشأن العام ودلف لما هو شخصي وقادح في أمانتهم المهنية ..
بالفاظ حادة ومذلة بثتها وسائل الإعلام ..
أشعلت عود الثقاب الممسكين به منذ أن خرق بنظامه الشمولي مبدأ استقلال القضاء ..

لم يكن العمل نحو جمع استقالات القضاة عملا يسيرا ..
فالقضاة منتشرون في مدن السودان المختلفة ..
وليس من السهل دعوتهم للتجمع في مكان واحد في ظل نظام يضع تحت يدية أعناق القضاة ..
كما لم يكن للقضاة ابتداء جسم أو كيان تنظيمي ييسر خطوهم نحو الهدف..
فهم بحكم سلطتهم الدستورية ممتنعون عن ذلك..
لقد تطلب الحال أن يكلف قاض أو قاضيان يتبرعان بالسفر لمدن وأقاليم السودان سرا ..
لجمع الاستقالات المكتوبة والممهورة بتوقيعات أصحابها ..
كنت وقتها أعمل بمدينة كسلا ..
وكان القاضي الذي تبرع للقيام بجمع استقالات القضاة العاملين بمدن شرق السودان ..
هو القاضي مولانا أحمد الطاهر النور ( محام الآن) ..
وصل مولانا أحمد الطاهر في سرية إلى مدينة كسلا ..
وجمع في نفس يوم وصوله استقالات كل القضاة العاملين بالمدينة ..
من درجة Leagl Assistant إلى درجة الـ District Court ..
ثم تحرك في اليوم نفسه الي المدن الأخرى إلى أن بلغ مدينة بورسودان في خاتمة رحلته ..
كانت مدينة بورسوان المركز لرئاسة قضاء شرق السودان ..
بها محكمتي الاستئناف والعليا بجانب المحاكم الأخرى ..
كانت المفاجأة أن قضاة المحكمة العليا ببورسودان برئاسة مولانا المرحوم ميرغني مبروك ..
الذي ترأس السلطة القضائة بعد الانتفاضة ..
كانوا قد قرروا تقديم استقالاتهم مع بقية قضاة الدرجات الأدنى ..
ذلك بالمخالفة للقرار المجمع عليه بين قضاة المحكمة العليا بالعاصمة ..
القاضي بعدم تقديم استقالاتهم منعا لحدوث فراغ دستوري في البلاد ..
مع تأييدهم لاستقالات الدرجات الأخرى ودعمهم ..
لم يتخاذل من مجمل قضاة السودان سوى قاضيان أو ثلاثة إن لم تخني الذاكرة ..
ويقال أن النميري بعد أن تراجع معتذرا للقضاة ..
وبخ أولئك القضاة الذين تخاذلوا عن تقديم استقالاتهم مع زملائهم ..
وأمر بنقلهم للعمل بديوان النائب العام ..
قلت (يقال) لأن شهادتي حول جزئية توبيخ النميري لهم سماعية ..
لقد استمر توقف القضاة عن العمل بعد تقديم استقالاتهم لثلاث أشهر متتالية ..
تعرض خلالها نظام الحكم لهزة عنيفة وانتقادات داخلية وعالمية حادة ..
مما حدا برأس الحكم إلى التراجع والاعتذار .

تبعات استقالة القضاة :
لم يكن قادة النظام المايوي وقتها يديرون البلاد بتكوينات حزبهم الوحيد المسمى بالاتحاد الاشتراكي ..
فقد جلبت المصالحة الوطنية وضمت إليهم تنظيمات أخرى كانت تعارضهم في السابق ..
منهم تنظيم الجبهة الاسلامية بقيادة الدكتور المرحوم حسن الترابي ..
وحسب روايات قادة هذا التنظيم فقد تشبثوا بالنظام وانخرطوا في مكوناته ..
آلين على أنفسهم أن تستمر استراتيجية تغلغلهم في النظام .والاستفادة منه ..
لكي يتسنى لهم بناء قوتهم الإقتصادية ..
وحشر كوادرهم واستقطاب غيرهم في مؤسسات الدولة والجيش ..
لقد شكل إضراب القضاة وما أسفر عنه فرصة ثمينة تقوى قبضتهم حول رقبة النظام ..
فأوغروا صدر النميري الذي خرج منهزما في معركته مع القضاة ..
وأوعزوا إليه بإعلان تطبيق قوانين شرعية على البلاد ..
وتشكيل جهاز للقضاء الجنائي من أفراد يختارون بعناية من بين الدارسين للقوانين الشرعية ..
وغيرهم من أهل الموالاة من خارج الهيئة القضائية ..
فكانت محاكم العدالة الناجزة الشهيرة بإرثها الأسوأ في تاريخ القضاء السوداني ..
أرهب بها المجتمع والقوى السياسية ..
غير أنها أي تلك المحاكم بما أبدته من قسوة وظلم وممارسة لا تمت لمبادئ العدالة بشيء..
كانت نذير شؤم ووبالا على النظام قبل غيره ..
ودافعا لتجيش الناس وتهيئتهم للثورة على وجه أخص تلك الفئات المستضعفة في المجتمع ..
الذين استهدفتهم تلك المحاكم بالجلد والقطع والصلب على رؤوس الاشهاد ..
لا بحسبانهم الأخطر على النظام الحاكم ..
بل بحسبانهم الفئة الأضعف إعمالا للمثل الشعبي ( دق القراف خلي الجمل يخاف) ..
ثم جاءت قاصمة الظهر باستهداف زعيم الحزب الجمهوري..
الذي أعدم بتهمة الردة في محاكمة صورية بئيسة تبعتها استتابة عدد من أنصاره ..
لقد انتبه الرئيس النميري مؤخرا للورطة التي زجه فيها تنظيم الإسلامين ..
فأرد أن يقتص منهم ولكن بعد فوات الأوان ..
حيث كانت المقاومة قد أنجزت شروط نجاحها وشرعت في تحريك المواجهة العلنية ..
و بخروج مظاهرة طلاب جامعة أمدرمان الاسلامية توالت الأحداث ..
وتصاعدت مسرعة بفضل الاستجابات السريعة من التنظيمات النقابية ..
والجماهير التي تراكمت فوق كاهلها الظلامات..
فكان السادس من إبريل ..
قطعا ليس هذا كل ما يمكن أن يقال عن حركة استقالات القضاة وتبعاته على النظام الحاكم آنذاك..
غير أنه الجزء الذي شاهدته وأشهد عليه..







Post: #18
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: خالد العبيد
Date: 04-29-2017, 03:52 AM
Parent: #17

عزيزي تراث
ساعود لهذا البوست الهام فقد كنت شاهدا ومشاركا وضمن المخططين لانتفاضة البراري العظيمة
تجياتي

Post: #19
Title: Re: من ذكريات انتفاضة مارس ابريل 1985.. تعالوا ن�
Author: علي دفع الله
Date: 04-29-2017, 06:36 AM
Parent: #18

في الانتظار ..