غندور شكري.. وحكاية السباك.. تأملات ... جمال عنقرة

غندور شكري.. وحكاية السباك.. تأملات ... جمال عنقرة


04-23-2017, 01:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1492907676&rn=1


Post: #1
Title: غندور شكري.. وحكاية السباك.. تأملات ... جمال عنقرة
Author: ghariba
Date: 04-23-2017, 01:34 AM
Parent: #0

00:34 AM April, 23 2017

سودانيز اون لاين
ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية
مكتبتى
رابط مختصر

تأملات
جمال عنقرة
غندور شكري.. وحكاية السباك
حكاياتي اللطيفة مع صديقي البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني عديدة، وأحرص دائما علي وتوثيقها. فعندما كان رئيسا للإتحاد العام لنقابات عمال السودان زار مصر في مهمة عمل رسمية وكان يسكن في فندق شبرد، فطلب من مسؤول العلاقات العامة باتحاد العمال المصريين الذي يرافقه أن يحضر له (قفل) لإغلاق الشنطة، ولأن أهل السودان يقولون للقفل (طبلة) طلب غندور من الرجل طبلة، فأحضر له (طبل) إيقاع فكتبت مقالا أسميته (غندور والطبل). ولما حضرت دعوة الغداء التي أقامها البروف غندور علي شرف وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري في النادي الدبلوماسي بالخرطوم قبيل المؤتمر الصحفي الذي عقداه عقب اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة، فلما حضرت قال غندور للوزير شكري مداعبا، (طبعا جمال ده عميل مصري) فرد عليه شكري ضاحكا، (يا عم كلنا عملاء).
والحكاية التي استحضرتها لحظة اعتلائهما منصة المؤتمر الصحفي وبداية الحديث، وقعت أحداثها قبل نحو ثلاثين عاما في مصر، وتحديدا في مصر الجديدة حيث كنت أسكن في شارع الأندلس خلف الميرلاند، حيث تسكن ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان يسكن هناك أيضا جمال نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. فحدث عطل سباكة في الشقة، فاتصلت بشركة صيانة لترسل لي سباكا، فلما وصل وجد العطل طفيفا جدا لم يستغرق إصلاحه ثلاث دقائق، فلما سألته عن قيمة الإصلاح طلبا مبلغا كبيرا، فاستكثرته وقلت له هذا العطل لا يستحق ذلك، فرد علي، (انا معك لا يستحق ذلك، وفي قصة طويلة بتاعة الطابور سيبك منها، لكن يرضيك واحد زي بطول بعرض ياخد المشوار ده كله، طالع نازل، ويأخذ أقل من كده؟) فاقتنعت بمنطقه وأعطيته ما يطلب. فلما بدأ الوزيران شكري وغندور حديثهما أدركت أنهما لن يقولا 10% مما تطرقا إليه وتبادلا الرائ حوله، ولقد أفصحا عن ذلك فيما بعد وهما يجيبان علي أسئلة الصحفيين، ولكن لا يمكن لزيارة مهمة كهذه، واجتماعات أهم بين وزيرين عظيمين، يتابعها الناس في كل مكان، تنتهي دون أن يعقدا مؤتمرا صحفيا، فوجدت لهما العذر، وقبلت منهما ما أفصحا عنه من مخرجات اللقاءات، ولذات السبب وجهت لهما سؤالين لأنه لا يمكن أن أكون حاضرا لشان يخص العلاقات السودانية المصرية، ولا أسأل، فسألت، ووجدت اجابتهما كافية شافية.
المهم في زيارة السيد سامح شكري للخرطوم، ومقابلته مع السيد الرئيس عمر البشير، والمباحثات التي أجراها مع نظيره السوداني البروفيسور غندور، هي كما قال عنها غندور وضعت العربة في الطريق، وأقول وضعت الحصان أمام العربة. فأن يكون الوزيران رأس الرمح في إدارة ملف العلاقات السودانية المصرية، فذلك مكسب كبير، ويبشر بخير، ليس لأنهما المسؤولان عن هذا الملف فحسب، ولكن لأنهما الأقدر علي إدارته، والأحرص علي العبور به كل المطبات والحفر، وخلفهما الرئيسان البشير والسيسي، ومن قبلهما، ومن بعدهما الله تعالي، وهو أقوي الناصرين.
وأكثر ما أسعدني فيما أفصحا عنه أن الأجهزة المتناظرة في البلدين ستجلس مع بعضها وتتحاور حول قضاياها، وتحسمها، وفي ذلك يجلس مجلسا الصحافة في البلدين ويتوصلا معا إلي ميثاق شرف صحفي يلتزم به أهل المهنة في البلدين، وأرجو أن يستعجل الذين بيدهم الأمر ذلك، ويستوعبوا مع المجلسين نقابة الصحفيين هنا وهناك، والمهتمين بملف العلاقات السودانية المصرية من الصحفيين والإعلاميين، وبعض المخضرمين المهمين في هذا الشأن. ثم أن وضع حلايب بيد الرئيسيين المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، هو الوضع الطبيعي، وأرجو أن يأتي بحثها بعد حسم بعد القضايا الملحة التي تقود إلي التوتر، وتفتح ملف حلايب بسخونة، ومن ذلك ما أشار إليه الوزيران من تطابق لوجهات نظرهما في كل القضايا الإقليمية والدولية، وأساس ذلك أنه مع تنسيق المواقف يكون لكل دولة الحق في بناء علاقاتها الخارجية، دون أن يكون ذلك علي حساب الأخري، وبدون أن يشكل ذلك حساسية. ومثلما يجوز لمصر أن تتعامل مع دولة جنوب السودان المستقلة ذات السيادة كما تشاء، يجوز للسودان أن يتواصل مع قطر وتركيا وغيرهما. وليت القيادة في البلدين توفق في تنسيق العلاقات الخارجية، لأن في ذلك مصلحة للبلدين والشعبين معا.

Post: #2
Title: Re: غندور شكري.. وحكاية السباك.. تأملات ... جمال
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-23-2017, 07:01 AM

هل حديث مثل هذا
Quote: (طبعا جمال ده عميل مصري)

يصدر من مسئول
إما أنه صحيح أو أن المسئول غير مسئول وكلاهما كارثة
===
كتب الأستاذ محمود محمد طه في أغسطس 1952
====
خطاب إلى اللواء محمد نجيب

في يوم 18/8/1952
الأخ الكريم اللواء محمد نجيب
تحية مباركة..
أما بعد فإن مسألة خلع الملك عن العرش، بالطريقة التي تمت بها، توفيق كبير.. ولكن ينبغي ألا تحمل أكثر مما تحمل من دلائل النجاح، وإنما يجب أن ينظر إليها على أنها مسألة لها ما بعدها.. وسيكون الحكم لها، أو عليها، على ضوء ما يحصل عليه العهد الجديد من نجاح، أو من إخفاق.. وإنه لحق أن العهد القديم قد بلغ من الفساد حدا يكاد يجعل أي عهد يأتي بعده، مهما كان حظه من الإصلاح ضئيلا، عهدا مقبولا.. ولكنه حق أيضا أن الملك السابق، رغم فساد حكمه، قد كان عامل إستقرار ضد الفوضى.. وسيكون هذا الإنقلاب شرا على مصر إن استجر بها إلى عدم الإستقرار.. والحزم يقضي بألا تستبعد هذا الإحتمال، بدافع من التفاؤل، وحسن الظن.. ذلك بأن هذا الإنقلاب ثورة.. وفي كل ثورة قدر من التفريط، والإفراط، يتداعى بأمور الناس إلى الفوضى، في يسر، وسرعة، وهم لا يشعرون.. ولا يدرأ عن مصر سوء المنقلب إلا أمران: الحزم، والفهم.. أما الحزم فيقضي بأن تتولى كل أمور مصر بنفسك وأن تكون، في غير مواربة، ولا رياء، المسئول الأول والأخير، أمام الشعب المصري، وأمام العالم أجمع، عن استقرار العهد الجديد في البلاد.. وأن تستخدم، من الساسة من شئت، ومن الخبراء، والفنيين، المصريين والأجانب، من استطعت.. على أن يكونوا مستشارين، وأعوانا، ومنفذين، مسئولين أمامك أنت، وتحاسب أنت على سيئات أعمالهم، أكثر مما يحاسبون.. ولا تخافن اسم ((الدكتاتور))، إن كنت تقدر على أن تكون ((دكتاتورا)) مصلحا.. فإن عيب ((الدكتاتورية)) ليس في ذاتها، وإنما هو في أعمالها.. فإن أحسنت، فهي خير وسائل حكم عهود الإنقلاب.. وهي خير وسائل الحكومات لدى الشعوب المتأخرة، على كل حال..
وأما الفهم فيقضي بأن تكون لك رسالة تبلغها الشعب، وتأخذه بها، وتجعل كل مرافق الحياة الإقتصادية، والإجتماعية، وسيلة إلى بلوغها.. واعلم أن الشعب لا ينصلح بمجرد توفير الرخاء المادي، ذلك بأن الإنسان لا يعيش بالرغيف وحده، كما يظن الشيوعيون.. وإنما يعيش بالرغيف وشيء وراءه، أهم منه، هو القيم الروحية التي تطهر القلب، وتصفي الذهن، وتسمو بالأخلاق.. وأنت رجل مسلم، من شعب مسلم، قد ضل الطريق إلى المناهل التي ارتوى منها أوائله، فعب من الكدر الآسن ما قعد به عن رحاب الحياة السعيدة.. فهل فكرت في رد القطيع الضال إلى المهيع الأفيح من شريعة القرآن، وأخلاق القرآن؟؟ هل فكرت أن تقوم بإنقلاب في مناهج التعليم، ومرافق الصحة، ووسائل التغذية، وأساليب السكن، على هدى الدستور الأزلي، القرآن؟؟.. والفساد في مصر ليس سببه الملك، وليس سببه الساسة، والأعوان، الذين تعاونوا مع الملك.. بل إن الملك، وأعوانه، هم، أنفسهم، ضحايا لا يملكون أن يمتنعوا عن الفساد، أو أن يدفعوه عنهم.. فإن أردت أن تلتمس أسباب الفساد، فالتمسها في هذه الحياة المصرية، في جميع طبقاتها، وجميع أقاليمها، تلك الحياة التي أقامت أخلاقها، إما على قشور الإسلام، أو على قشور المدنية الغربية، أو على مزاج منهما.. وأنت لن تصلح مصر، أو تدفع عنها الفساد، إلا إذا رددتها إلى أصول الأخلاق، حيث يكون ضمير كل رجل عليه رقيبا..
من أنت؟؟ هل أنت صاحب رسالة في الإصلاح فتسير بشعب مصر إلى منازل التشريف؟؟ أم هل أنت رجل حانق، جاء به ظرف عابر، ليقلب نظاما فاسدا، ثم يضرب ذات اليمين، وذات الشمال، حتى ينتهي به المطاف، إما إلى الخير، وإما إلى الشر؟؟
ذلك هو السؤال الذي يترقب التاريخ جوابه.. فانظر حيث تجعل نفسك.. فإنك رجل مجازى بالإحسان، مـأخوذ بالإجترام..
وشيء آخر، نحب أن نشير إليه، هو علاقة مصر بالسودان، فإنها قامت، ولا تزال تقوم، على فهم سيء.. فإن أنت استقبلتها بعقل القوي فتستطيع أن تبرئها مما تتسم به الآن من المطمع المستخفي، والعطف المستعلن، فإن السودانيين قوم يؤذيهم أن يطمع طامع فيما يحمون، كما يؤذيهم أن يبالغ في العطف عليهم العاطفون..


محمود محمد طه