وجباتٌ لِلقلبِ

وجباتٌ لِلقلبِ


04-22-2017, 10:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1492854386&rn=1


Post: #1
Title: وجباتٌ لِلقلبِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-22-2017, 10:46 AM
Parent: #0

09:46 AM April, 22 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


**********
1
الموتُ رغمَ أنهُ طاغٍ على وجهِ الحياةِ
ورغمُ نهمِهِ الضّخمِ لِبعثرةِ اﻷرواحِ في الفضاءِ
ورغمُ لجاجتِهِ في المُكُوثِ بيننا
كأنهُ الجُزءُ اﻷعظمُ المُتمِّمُ لاِكتِمالِنا
أو كأنهُ وجُودُنا كُلّهُ
ونحنُ نتزحزحُ قليلاً عنهِ، كُلُّ صُدفةٍ، نحو ظِلٍّ ما
.
.
.
إلا أنهُ قصِيرَ قامةٍ لا يملِكُ أن يلحَقَ بهاماتِنا
إلا إن سمحَ له سلمُ السّنواتِ بالصُّعُودِ دَفعةً واحِدةً
إلى حيثُ تقبعُ أرواحُنا أو تتمشّى في الأشجانِ واﻷندَاءِ
......
وهكذا غادرتْ زهرةُ شاعِرٍ/رُوحُهُ وسيبقى مُبتسِماً بأرِيجِهِ الكثِيرِ في اﻷحياءِ
أو في وداعِ اﻷبنودي.

2
لوِّحَ ما أباحَ لكَ الفضاءُ بالبترِ
إن أكُفَّ بصائِرِي ليس سِوى سِلالِ الرِّيحُ
وقد عبّأتُها بالخيلِ.

3
على كُلِّ حالٍ أنا محضُ دمعةٍ
يمكنُكَ أن تسكبَها على الثّرى
وتطمِئنُ لابتلاعِهِ لها
ومن ثم تُغادِرُ..

4
فأين الدّربُ الذي ميّعَ الماءَ
زهوَهُ وشُجُونَهُ وضرباتَهُ المُنضبِطةَ
على أكتافِ العُشّاقِ؟
أين الوُسعُ الشّاسِعُ لِلاِحتِراقِ
رِفقةَ النّدى
شلّالُ المشاعِرِ الذي يبرُقُ
في الصّمتِ والكلامِ
أين أصابِعُ البرقِ
التي لكم نقرّتْ على الرُّوحِ
فدوى بِأرجائِها الرّحِبةِ
وقعٌ ووقعٌ ووقعُ؟
أين الاِكتِفاءُ الذي كان مُكتفِياً بأرِيجِنا المُقدّسِ
وأعني رياحَ اليقِينِ/زُهدُ العارِفِين؟

5
أزهدُ في الجهرِ بـ:
أنا أُحِبُّكِ
اِمرأةٌ كَنارٌ، قُلتُ، ونارُ
حمّصتْ شهواتِي في الحنِينِ
أحصَتْ حصادِي الوفِيرَ لِلقُبلِ
قالتْ سبعمِائةَ ونيف
قُلتُ واحِدةً بطعمِ شهواتِي
أُحبُّكِ بزُهدِي عن الجهرِ
أُحِبُّكِ بِاعتِقاداتِي الأنِيقةَ
أن الماءَ زهرةُ النُّجُومِ
أن الحُبَّ سُلمُ السّلامِ لِلأُفقِ
أن جمِيعَ ما سِواكَ مِنكَ لكِ
...
قالتْ خُذْ الطّعُومَ من الشّفقِ
قُلتُ أُجهّزنِي بِكَ، فكُلِي يتجمهرُ فِيكَ
بعضِي حنوٌ، بعضِي شجنٌ
بعضِي نزقٌ، بعضِي رؤىً...
أجهرُ بِالزُّهدِ، أجهرُ بالحُبِّ
أجهرُ بالقُبلِ.

6
وجبةُ القلبِ مُتناثِرُ الأطيافِ
خلخلةُ أسقُفِهِ ومسافاتِهِ المنهُوبةَ الأطرافِ
خيمةُ أوجاعِهِ
نحِيبُهُ...
...
فيا أيها النّبضُ
كرِّسْ لعُنفُوانِها الدّؤُوبِ
كثِيرَكَ
واِنحنِي
اِنحنِي متى رأيتَ شُمُوسَ المُوسِيقى
تتسرّبُ إليكَ عبرَ المنافِذِ
لِتأخُذَكَ إلى الغِيابِ.
22/4/2015م


Post: #2
Title: الفُرشاةُ المجنُونةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-22-2017, 11:21 AM

°•°•○●●○•°○●
1
*
البابُ قد يقضِمُ طرفَ لِسانِهِ
إن اِرتمى الظِّلُّ الطُّويلُ على العتبِ.

المُواربةُ لِلبابِ هي سِّرُّ المُواقيتِ
المُؤهِلةُ لإِقامةِ حدِيقةٍ حقِيقيّةٍ
على طُولِ المسافةِ
حتى العِناقِ وتشعُّباتِهِ.

ستترُكَ أثرَها في الرّملِ
بعد عامٍ من اللّحظةِ
حين يُغطيهُ البلاطُ والأقدامُ
سيلِفُ عُنقِي نفسُ عِطرِها
وبعد عُمرينِ لِي.

شرِبنَا سمرَ الرُّوحِ
أخلينَا لِلنّزقِ الجسِيمِ تمزُّقَ الوقتِ
ضحِكنَا في المساسِ والتّماسِ
ثم وارينَا اللّيلَ في قِنينةٍ
ألقيناهُ باليمِّ...

ككُوكبٍ اِحترقَ أصلُهُ
اتمهلُ في سُوقِ الذّاكِرةِ
إلى لُحُونٍ مُفرّغةٍ مِنكِ
لأتكئَ على ظِلِّها المُبهمِ.

《...》

2
وملأتُني مللاً حتى مللتُ
ولقد عرَفتُ بأن من ملّ
فما مِن حَلٍّ لِمللِهِ إلاّ المللَ.

3
خُذِي
مُدِّي كِلتَا يدِيكِ
أنها سمواتُ عِشقِي
صاعِدةً نحو عرشِكِ.

4
من لوّنَ بفُرشاةٍ مجنُونةٍ
صرخاتِي الثّاويةَ بالقلبِ
فاِخترقتُ دمِي؟

5
وإن اِفترقنَا أيها اللّيلُ
فما ضرُّكَ لو صنعتَ لِي
من نُجُومِكَ التي تُلاعِبُ أحلامِي
سِنارةً
لاِلتقِطَ من الشّمسِ درباً
التقِيكَ خلفهِ...

6
لا أعرِفُ كيفَ ثقبتْ وردةٌ قلبِي
ولكِني
أحسستُ بنزِيفٍ حارٍ
يمشِي مُتأبِّطاً نبضِي...

7
اللّيلُ أيقظنِي البارِحةَ
لِنلتهِمَ معاً
شيئاً من الشّجنِ...

8
لا تشتكِي أظافِرِي من شيءٍ
فيما جِلدُ اللّحظةِ
مُخربِشُ الجسدِ
ودمهُ بِيدِي...
21/4/2016م