أُفسِّرُ حُسنَكِ لِمِدادٍ

أُفسِّرُ حُسنَكِ لِمِدادٍ


04-13-2017, 10:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1492075070&rn=0


Post: #1
Title: أُفسِّرُ حُسنَكِ لِمِدادٍ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-13-2017, 10:17 AM

09:17 AM April, 13 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


******
1
حرائِقُ مرئِيَّةٌ لِلكفِّ
ــــــــــــــــــــــــــــ

أذِقْ الضّلالَ هوانُ التّنحّيةِ
بإِيقاعِ أصابِعِكَ في شِراكِ المسافةِ
بين الصّمتِ والكلامِ.

آنَ ما مرّتْ الرِّياحُ على الحدائِقِ
عانقتْ أزهارُها السّحابَ
رقصَ العبقُ بحِضنِ النّشوةِ.

الأوتارُ في الرّوحِ
والخيطُ غيرُ المرئِيِّ
يرتِقُها مع أُذنِ الكِتابةِ.

يُعبِّئُنِي الرّبُّ بالرُّبّى
والأوطانُ بالعوسجِ.

أحلمُ في حِضنِكِ البحرَ بالنّارِ والغابةِ
وفي البرّ بالجنّةِ
حتى إليكِ أعُودُ مُكلّلاً بالحطبِ.

أيُّ زهرةٍ أنتِ؟

أرافِقُ الحُرُوفَ إلى نوافِذِ عينيكِ
أنا أيُّ توريةٍ لا يمسّها سِواكِ.

الجِبالُ وإن اِبتلعتْ ضِحكتَكَ
إلا أنها ترمِي إليكَ بالظِلّ!

عُدْ إذن لِيرتابَ الشّجرُ في الحنِينِ
فيُمزِّقُ بأغصانِهِ القُبلَ!

ساعةٌ خلتْ مِنكَ
خبأها الوقتُ عن التّأريخِ
في حقيبتِهِ.

2
عن أيِّ سعيرٍ في الرُّوحِ
ستُخبِرُ المكلُومَ
وأنتَ مُتشظيّ الأنفاسِ
فلا ترى إلا الدّمَ؟

3
تتبّعَ نحِيبَكَ في بدنِ الخرائِطِ
أنهُ الشّجنُ الشّرِيدُ
من مرافِئ نبضِكَ.
وقفَ باِعتِدالٍ
إن مسّتْ رُوحُكَ رِقاعاً
بلّلَها بالذُّبُولِ فزعُكَ.
أنها ليست بِلادَكَ فحسبُ
لكنهُ العالمُ المُلتهِبُ كُلِّهِ
ما يفتُّ عضُدُكَ.

4
قد يسهرُ المساءُ معِي
وهو بالكادِ
خيّطَ قميصَهُ المقدُودِ
من دُبرٍ
لما اِقتحمنا أولَ مرةٍ
بضوءِ قلبٍ/ينِ
بالكادِ
سلّطنا من وشوشاتِهِ عليهِ.
المساءُ رخُوَ البدنِ
يجنحُ لِلزُّوايا الضّيّقةِ
ليحتجِبَ عن سيرِنا الهسيسِ
نحو تبدِيدِ عينيهِ.
المساءُ شِراكٌ صدئّةٌ
لا تستقُوى على المرايا/
العُشبِ/
النّدى/
المُوسِيقى...
لا ترتطِمُ بأيِّ براحِ قلبٍ
يغزُ الخطُو إليهِ.
فسلسِلَ أيها الطّائِرُ دُخانَكَ
لتلقهِ بخصرِهِ الطّريِّ
فيلقفُهُ
واتّبعَهُ بخيطِ نُورٍ
فلن تراهُ إلا وقد آبَ بلذاذاتِ
النّدى
من طيِّ يديهِ.
وبالكادِ
سيقتسِمُنا المدى بمدائنهِ
إن ذوّبنا لحدائقِهِ البُرتُقالَ
وجلبنا لابتهاجاتِهِ الخرائدِ
زيّنتْ أرواحُنا بالمُوسِيقى كتفيهِ.

5
والشّارِعُ زهو الماشِينَ
إلى تسكعُهِمِ اﻷخِيرِ
في أزاهِرِ العُزلةِ.

6
الشّارِعُ رقصةٌ
لا ينبغِي تصنِيفُها
هذا وفي البالِ أُغنِيّةً
لها شارِبٌ
وتقِفُ على قدمٍ.

7
والشّارِعُ
متى شرعتَ
في تهشِيمِ أُغنِيّةً
تلقفُها
ورتقَ ترانِيمَها المُفتّتةِ.

8
قال:
وفقتُ في وقفتِي
ببابِ الاِنتِظارِ
فلقد خرجَ إليّ عِطرُها
مُشمِراً عن رغبتِهِ
في العِناقِ.

9
في يومٍ ما
سأعرِفُ كيف أُفسِّرُ حُسنَكِ لمِدادٍ
فيسِيرُ بهِ -إن شاءَ- إلى ورقةٍ.

10
على شجرِ الفقدِ
إلى راشد سيد أحمد الشيخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعِرٌ شجرُ الفقدِ
على اﻷحاسِيسِ الشّائِكةِ
التي تعتنِقُ المسافاتَ
بأظافِرِها النّاشِبةِ بالوجدانِ.
وظِلُّ الرُّوحِ التي تضرِبُ
في شُعبِ العِناقِ
بينها ترفُ النّدى
من فيضِ كرمِ الجِنانِ.
أيُّ جَلدٍ سيقُوى
على تبدِيدِ المدى السّمحِ
الذي اُختُزِلَ في أخضرٍ
جفَ قبل اﻷوانِ؟
أيُّ أُفقٍ لهُ ستبصرُهُ الأصابِعُ
وقد اِقتنصَ التّوقُّفُ
خطوَ الجسدِ
وعُلِقتِ الرُّؤى والمرايا
في رِسغِ الأشجانِ؟
كُلُّ مُراداتِ الرّبِ بِرضى القلبِ
مُجابةً
وإن قُصِمتِ الرُّوحُ
واحتضنتِ اﻷرواحُ بعضَها
في شقشقةِ اللّطمِ
والاحتِقانِ.
13/4/2016م