في البدء التحية لكم و للشعب السوداني في الذكرى الثالثة و الثلاثين لإنتفاضته المجيدة التى اطاحت بنظام نميري و اهديكم كلمات الشاعر محمد عبد الخالق و غناء الأخ الصديق طارق ابوعبيدة، ريثما ادلف لموضوع البوست
فوضنا امرنا للشارع المدود صوب القصر اقسمنا اننا لن نتراجع حتى النصر و الرصاص الرصاص الرصاص و الموت المؤكد بين ثانية و اخرى وحملنا حبنا الحاقد حزمة من هتافٍ و اغاني تمترسنا بالحزن الجماعي بان في احداقنا طفل يغني ياوطن يا وطن افتح ذراعيك و طوقنا اليوم تخرج زاهياً مزدانا بالدم المدفق في النواصي
اين كنتم ابان انتفاضة مارس/ابريل المجيدة؟ كيف قضيتم اخريات مارس و مشارف ابريل؟ ماهي زكرياتكم في تلك الأيام التاريخية؟ ماهي المواقف الطريفة القاسية المؤلمة المحزنة التى مررتم بها في تلك الأيام؟
هي محاولة لإستنطاق زملاء و زميلات المنبر ليحكوا زكرياتهم في تلك الأيام الخالدة
كنت حينها برلوماً في جامعة الخرطوم، و كان قدمنا قدم خير حيث فاز تحالف التنظيمات الوطنية بقيادة الإتحاد و سمي لاحقاً بإتحاد الإنتفاضة، و كان عمر الدقير رئيس الإتحاد و كانت ناهد جبر الله السكرتيرالعام للإتحاد، وفي فبراير 1985 اندلعت احداث عنف في الجامعة بين الإتجاه الإسلامي و تحالف التنظيمات الوطنية استمرت ليومين متتاليين اغلقت بعدها الجامعة لأجل غير مسمى، و حملت حقيبة ملابسي من داخلية فلسطين و عدت لمنزلنا في ام درمان حي ابي روف
كان الجو السياسي العام مشحوناً في فبراير و مارس و ينذر بشيء يلوح في الأفق، فاشتدت ازمة الخبر و ضاق الناس في معيشتهم كما ضاقوا بالنظام
في 26 مارس انطلقت مظاهرة هادرة من جامعة أم درمان الإسلامية التفت حولها الجماهير و هي تندد بغلاء المعيشة و ازمة الخبز و ارتفاع سعره إن وجد، كما هتفت الجموع ضد النظام و نادت بإسقاطه
في الفترة من 27 مارس و حتى الثاني من ابريل تواصلت المظاهرات و اشتعلت في كل الأحياء صباحاً و مساء الأمر الذي انهك قوات الإحتياطي المركزي في التصدي للمتظاهرين في كل الأحياء، وفي نفس الفترة تنادت نقابات الأطباء و المحامين و اساتذة الجامعات و نقابة الصيارفة و بدأوا في التنسيق و العمل لإسقاط النظام
كنت عضواً في إتحاد الشباب السوداني الذي كان يعمل سراً في تلك الفترة المايوية و الذي اصدر بياناً في 31 مارس يدعو فيه للعصيان المدني، و تم تكليفي و زميلين آخرين بتوزيع البيان و رميه داخل البيوت بعد منتصف الليل من فوق اسوار المنازل في شارع بيتنا و الشارعين الموازيين له في اتجاهي الشمال و الجنوب و كانت حوالي 64 منزلاً، كما تم تكليف كل الزملاء بتوزيع البيان بنفس الطريقة في شوارع منازلهم و الشوارع المتاخمة لها، و ايضاً كلفنا بالدعوة للعصيان المدني الكامل يوم 3 ابريل شفاهة في تجمعات الأصدقاء و الأهل و المعارف
اذكر انني انطلقت على ظهر دراجة في عصر الثاني من ابريل الى بيت خالتي اسماء و داعة الله رحمة الله عليها في حي العمدة شرق و دعوتها و زوجها العم عباس عبد اللطيف للعصيان المدني بدأً من صباح الغد وأكدا التزامهما بالعصيان، ثم انطلقت لمنزل جدي وداعة الله الحسن في حي العمدة غرب و دعوت اخوالي محمد و عادل للعصيان و مازحت جدتي لأمي الحاجة فاطمة رحمة الله عليها و قلت لها "يا حبوبة بكرة عصيان مدني" فقالت لي "يا ولدي انا شغل ما عندي و الله إلا اضرب ليكم من سوات الأكل"