نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ والمُوسِيقى والشَّارِعِ...

نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ والمُوسِيقى والشَّارِعِ...


03-28-2017, 08:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1490687951&rn=5


Post: #1
Title: نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ والمُوسِيقى والشَّارِعِ...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-28-2017, 08:59 AM
Parent: #0

07:59 AM March, 28 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


******
1
قلبِي أسِيرُ أدمُعِكِ المُراقةِ منذ عشرةِ أعوامٍ
لا تُعِيدِيها ثانيةٌ أبداً
فقط خبرِيها أن حجراً ضخما
كان يقطِنُ بصدرِي
قد تفتّتَ في كوثرِها الغدِقِ.
2
قلبِي ليس معملُ نبضٍ لِلحُبِّ فحسبُ
هو ذاكِرةٌ تُرى
فأصنعْ بخيالِكَ خيطاً بريئاً
ثم دعهُ لِلرِّيحِ
سُرعانَ ما يظهرُ لي بمعرضِ الصُّور.
3
في اللّيلِ يُمسِي كُلُّ شيءٍ
بأقدامٍ تتسلّلُ نحو قلبِ الجِدارِ
الضّحِكُ، القُبلاتُ، الذِّكرياتُ اللألأةُ بالقُرنفُلِ....
أجهدُ في إِبقاءِ رُوحِي قيدِي
فرطُ إِغواءِ الجِدارِ.
4
اِمرأةُ السّابِعةِ نفسُها
جهرنِي صمتُها المُصوّبُ
إلى هشاشتِي
بإِتقانِ موتى يُثرثِرُون.
5
الشّاهِدُ أن حريرَ الرُّوحِ
وقفَ على اِرتِعاشٍ باطِشٍ بالمسامِ
فهندسَ الطُّمأنينةَ في القلبِ
ثم سرى في الجسدِ.
6
ما الذي يمُوسِقُ حقلَ نبضِي بعينيكِ
غير ظِلِّي يا ظِلُّهُ؟
7
القلبُ معملُ الأحاسِيسِ
والحُرُوفُ معاوِلُ
فالشِّعرُ دمٌ إذن
يُفتِّشُ عن عُرُوقِ الشّجنِ.
8
قلبِي عينٌ تُقطِّرُ النّبضَ
أدمُعَ حارةٍ لِخللٍ في الشّارِعِ.
قلبِي جُمهُورٌ يُدقِّقُ في تذاكِرِهِ
كي لا يفُوتَهُ العرضُ الأخيرُ
لِمسرحِيّةِ (فِتنةُ الحيِّ).
قلبِي غرائزُ مفتُولةُ الخطُوِ
متى امعنتْ في الرّتقِ
اِتّسعَ فتقُها
واِستيقظتِ الحواسُّ.
قلبِي أُغنيّةٌ دون مُوسِيقى
عارِيةً كما الأنسامِ
لِسُننِ الغِواياتِ البِكرُ.
9
والشّارِعُ مغلُولُ المِزاجِ
إزاءَ الغِبارِ الذي طلعَ عليهِ
من غيابةِ النّزقِ الفظَّ
ليجلِدَهُ
يحشُدُ ما نحّينَا بأرواحِنا العالِقةِ بأهدابِهِ
من شُرُورٍ تترصّدُهُ..
10
لقد بنيتَ على الماءِ
جوهرةً لعينيكَ
فهل أمنِتَ الموجَ؟
11
كم من رُوحٍ مسّتْ رُوحَكَ
بزهرِ مراياها
فألفتكَ حافٍ خلا من حنِين.
ومرّتْ عليكَ المسافاتُ
أأنتَ جِسرٌ شيّدتهُ الشُّجُونُ؟
"جادكَ الغيثُ"
إن ظنّكَ الشّارِعُ لِسانٌ
ظنّكَ المُجُونُ جُنون.
12
الأصابِعُ ملّتِ التِّجوالَ
لعل الحُرُوفَ اِرتوتْ من دنِّها
لعل الجُملَ قصائِدُ؟
13
يُغنِّي
كأنما اِنهتكتْ حُنجرتُهُ في غيابةِ الشّجنِ
فاِستعانَ بمِزمارِ الجِنِّ
لِرشقِ رُوحِيّ اليتيمةَ بشوقٍ مَاضٍ إليكِ، آتٍ مِنكِ
أُمِّي.
عن أغنية (ست الحبائب) لفائزة أحمد، مشاركة أداء (كاظم الساهر)...
14
اِبتهِجْ أيها الزّمنُ المُنتفِخُ بالغِيابِ
لقد تخفيتُ بِنجاحٍ في كان
خلّيتنا نُجابهُ اللّحظةَ المُتدحرِجةَ
من قيدِ الغدِ بالوجلِ
نُغمِضُ القلبَ عن السّاعةِ
نتقلّبُ في التّوهانِ.
15
لا أنفكُ أذكُرُ الضّحكاتِ المُؤكّدةِ
ذلك في عُمرٍ محبُوسٍ لِي
ولا أعرِفُ من أيِّ بابٍ ألِجُ إليهِ.
16
ثمة أبجدِيّةٌ لا محالةَ
غير هذِي التِي اِلتفّتْ بها ظُنُوني
بردانةٌ وتظلُّ
ثمة أبجدِيّةٌ لا تُكتبُ
فيتهجّأها طيفٌ أو يتسوّرُها تأويلُ
ثمة أبجديّةٌ أقربُ إلى أن تلِيقَ بِكِ
أُمِّي.
17
سيُنضِجُ الهمُّ رُوحَكَ
على مواقِدِ الرُّؤى البعِيدةِ
رميتُ إِليها الأمانِيَّ
لِتوفِرَها لحبوِ مراياكَ البريئةَ
نحو ذاتِها في الشُّرُوخِ.
18
هذه العتمةُ المُخيّمةُ على الأصابِعِ
أما من ضوءٍ يزدرِدُها؟
آخيتُ الصّلدَ والفيافِيّ
فإذا بِكَ في كفِّ العُصفُورِ حجرٌ
لا يستنكِفُ الماءُ الدُّوائرَ
تهيئهُ لِلاِرتِطامِ بالجبلِ
اِمرأةٌ مسّتْ ضفائِرَها بأسرارِها
اِستدعتْ الرِّياحَ والقُبلاتَ والمطرَ
ألفِيتُكَ العُصفُورُ، دمُكَ الحجرُ
فلتجرحَ اللّيلَ بالغزلِ.
19
وقفَ ظِلُّكَ في المُنتصفِ
ويسألُنِي الشّارِعُ مشاوِيرَهُ
والبابُ عن حطبِ الحياةِ
لا شيءَ سيدفعُنِي خارِجَهُ
عِناقُ الظِلِّ ومعنى اللّهبِ.
20
أتذكّرُكِ
كأن لا شُغلَ لذِاكِرتِي إلا تذكُّرَكِ.
21
ستحزنُ المُوسِيقى
إن لم تُعانِقْها رُوحُكَ
يترنّحُ جسدُكَ في مسافاتِها.
22
الذي لم أذكُرْهُ:
اِبتِسامتَكِ عدلتْ وجهِي
متى اِستطعتُ اِستِخدامُهُ
نبعتُ كنهرٍ طيّ أطلسٍ قديمٍ.
23
ليس الحزنُ ذاتهُ
أنهُ لمسُّ نارٍ حيّةٍ لجِلدِكَ
دون اِنتِباهٍ.
24
الحزنُ مُتجوِّلٌ ليليٌّ
يُضِيءُ اِنقِباضاتِ وجهِكَ للرِّفاقِ
فيستدفِئُونَ بأسرارِهِ المبثوثةِ بِتعارِيجِ صمتِكَ.
.........
25
سأصعدُ إلى هذا العُلُوِّ الشّاهِقِ
إلى بيتِنا الطِّينيِّ
لاِنتظِرَ الحياةَ بذاتِ الجَناحينِ
أُعانِقُها، نتهادَى على الدُّرُوبِ
حتى يقبِضَ علينا الشُّوقُ اللّحظةَ
فيُدحرِجُنا لِشهقةِ الاِبتِداءِ.
26
عبر نافِذةِ الشّارِعِ المُواربةِ
سنخرُجُ: ظِلِّي وأنتِ
إلى حيثُ التقِيكِ.
27
أرقبُ القِططَ الحبيسةَ في مسامِكِ
فيما أُسلِمُ اِنقِباضاتِي لخربشاتِ التي تمُوءُ.
28
المسافاتُ أيضاً
تُجهِشُ بالبُكاءِ
جرّاءَ الحنِينِ المُهرُوِلَ جِيئّةٍ وذهابا
في مساراتِها المُمهّدةِ لِلغائبِين.
29
الصّمتُ غابةٌ في طرفٍ وعِرٍ
من العالمِ
إن كُنتَ حارِسُها
فتكتْ بِكَ الوُحُوشُ
ضلّلكَ الشّجرُ
فكُنْ ناقُوسَ النِّسيانِ المُعلّقِ
بقدمِها وهي تسِيرُ لِعناقِ الظّلامِ.
30
تعالوا فُرادى
أو على حين غِرّةٍ من صحوٍ
بذاتِ المِيلِ جِهةَ اللّيلِ
ليلقَى قلبٌ سهلاً
يصعدُ صوتٌ لجبلٍ
تعالوا ملأى بالصّمتِ
عسى
ألا يتفتّتُ نسجُ المُوسِيقى
عسى
ألا يقرُبُ الحُبّ خللُ.
31
رافقتُ الشّارِعَ في فِرارِهِ
عن رائحةِ شواءٍ يُقلَّبُ
بأصابِعِ الحُرُوفِ العاريةِ.
32
الشِّعرُ غُبارُ الجِراحِ
حين تثورُ الرِّمالُ في الرُّوحِ.
33
أُعمِرُ نافِذةً أُخرى
متى هدمُوا الأولى
أنا بنّاءٌ بطُوبِ الذّاكِرةِ.
34
مكائِدُ الأصابِعِ
ـــــــــــــــــــــ
إلى تغريد محمد
من دربكَ على كُلّ هذا الصّمتِ
هو طيفٌ في ذاكِرةٍ ثقبَها الموتُ
....
الأصابِعُ مناجِلُ اللُّغةِ
ليس من سبيلٍ إلاها
لتوزِّعَ الرُّوحُ رحِيقَها وحرِيقَها
لِلغوايةِ.
....
فإن محصتَ الصّمتَ إذن
فإِنهُ بعضُ مكائِدِ الرُّوحِ للأصابِعِ.
....
رأيتُ قصِيداً هائِماً في الرُّوحِ
فهل عِناقُهما من البراءةِ بمكانٍ؟
....
لن أذكُرَ القِصّةَ كامِلةً
فبعضُ الجواسِيسِ سيُسرِّبُونَ
معضِلةَ الرُّوحِ للأصابِعِ
فلا تمنحُ أرضَها المملُوءةَ بالغِواياتِ كُلّ لونٍ -نِكايةً-
أيّ مدىً لأُغنيّاتٍ جدِيدةٍ.
....
الصّمتُ زهرةٌ شرِيّدةُ العِطرِ في بساتِينِ الرُّوحِ
ماذا أفعلُ لأجرحهُما بالاِلتئِامِ؟
35
جُنديٌّ أخرٌ في هذه اللّحظةِ اِنتهرتْ صدرَهُ رصاصةٌ
فأنقبضَ قلبُ أُمٍّ، طعنتْ إِصبعَها إِبرةٌ، فأدركتْ أن ابنَها يتدفّقُ بعضَ دمِهِ ولِلدِّيدانِ الشّرِهةِ ما تبقى...
لكن ما بها رُوحِي قُصّتْ أجنِحتُها فلم تعُدْ تُحلِّقُ حولَ جُثّتي؟
36
هكذا أيها الجُرحُ
تسبُقُ الرُّوحَ إلى النُّهوضِ
من غفوةٍ على فِراشِ الأخيلةِ
لِتغرِزَ بينها أنصالَك
...
37
أركُضْ
خلفُكَ كونٌ لا يكِلُ
يسعى لِيضعَ طوقاً عليكَ
ويجُرُكَ نحوهُ.
38
حقِّقَ لِضحكتِكَ
لو أردتَ
حياةٌ صاخِبةً في حياتِي الميّتةَ
وانتخِبَ نخباً
لتُعلِي من زخمِ
سُفُوحِكَ الصّاعِدةُ
نحو تِلالِ قلبِي
التي علتْ فوقَ السُّفُوحِ
باِنتِعالِي التّعالِي على الضِّيقِ
على الجِراحِ
تعالَ
فالأبوابُ على مصارِيعِها لكُلِّ صاعِدٍ
وأنتَ على ضِفافِها
قد كُتبِتَ من الحاضِرينَ
فلا تُمارِي.
39
اﻷخيلةُ كالعصافِيرِ التي تمشِي قُبالةَ أصابِعِكَ، فتنزِلُ عليها من اِزدِحامِكَ باﻷسرِ والتّربِيتِ...
تأسِرُها فتحوِّلُها لنهرٍ راقِصٍ على دِيباجةٍ، بِبراعةٍ تُهندِسُ حُليِّها وحُللِها لِتستأنِفَ المشيَ قُبالتَكَ مُجدّدا...
تُربَتُ على أُخرى بحيثُ أنها غمرتَكَ بالاِقتِرابِ ورضِيتَ عن حجلِها وستعُودُ بيومٍ ﻷسرِها، أنتَ فقط تتحيّنُ المُلائِمَ من أمكِنةٍ للأسرِ...
28/3/2016م


Post: #2
Title: Re: نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ وال
Author: Elmosley
Date: 03-29-2017, 01:50 PM
Parent: #1

جملك متفرد في النقاء

Post: #3
Title: Re: نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ وال
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-03-2017, 09:03 AM
Parent: #2

الموصلي الفنان الجميل
شكراً لعبورك الذي يشبهك

Post: #4
Title: Re: نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ وال
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-03-2017, 09:15 AM
Parent: #1



بديع ..

أو هي الكلمة التي قفزت لبالي يا صاحبي

Post: #5
Title: Re: نُصُوصٌ آيِلةٌ لِلجُرحِ، لِلنَّحِيبِ وال
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-05-2017, 08:30 AM
Parent: #4

محبة دائمة لك


وهي الجملة التي من اللائق قولها في كل محفل أنت فيه
بالروح أو بالروح والجسد...