أين أنتم؟ لسهير عبدالرحيم

أين أنتم؟ لسهير عبدالرحيم


03-17-2017, 03:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1489719454&rn=1


Post: #1
Title: أين أنتم؟ لسهير عبدالرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 03-17-2017, 03:57 AM
Parent: #0

02:57 AM March, 17 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر



شابة في مقتبل العمر، على درجة عالية من الجمال والأناقة، طرقت أبواب مكتبي قبل يومين جلست وهي تتلفت بين الفينة والأخرى، وكأن الموت يطاردها، حادثتني من بين دموعها، كانت كلما بدأت في لملمة جراحاتها تهزمها دموع تنسحب على وجنتيها بسخاء، فلا الدموع توقفت، ولا خدودها ملت استقبالها.
سحبت منديلا من الطاولة، ومددته لها في محاولة للتخفيف عنها، نظرت في وجهي وهي تقول أستاذة سهير الموت أرحم ممّا يحدث معي، دليني ماذا أفعل.. يوميا أفكر في تجربة الانتحار؛ فالقهر، والظلم مرّ، خاصة حين يكون من أقرب الأقربين.
الفتاة (ن) فتاة من أسرة معروفة وممتدة وكبيرة تخرجت في الجامعة، ونالت درجة الماجستير في علوم الفيزياء، وتستعد لتقديم رسالة الدكتوراه، هربت من منزل ذويها منذ ثلاثة أشهر، مشكلتها ان أسرتها عقدت قرانها على أحد أبناء عمومتها قبيل ست سنوات، خلال ست السنوات لم يكمل ابن عمها مراسم الزواج، وذلك لأنه حسب قولها لا يرغب بها، وهي- أيضا- لا ترغب به، إنما تم عقد القران نزولا عند رغبة الأسرتين دون مشاورة الأطراف المعنية.
ابن عمها ذلك يعمل سائق بإحدى الولايات، وهو غائب عن المشهد كليا، لم يحرك ساكنا طوال ست السنوات، والتي كانت تتعرض فيها إلى الضرب المبرح، والحبس في المنزل، ومنع الطعام عنها.
سبق لها الهروب من المنزل، واحتمت بشرطة حماية الأسرة والطفل فرع أم درمان، والذين قاموا بالجلوس مع أفراد الأسرة، ومن ثم إعادتها مرة أخرى إلى بيت عمها، وعادت الأمور مرة أخرى إلى نفس المعاناة ضرب وتنكيل وتعذيب ورفض لطلاقها من ذلك الرجل.
الآن (ن) تخفي نفسها بعيدا عن أعين الناس تواجه تهديدا بالقتل من والدها وشقيقها وشقيق زوجها والذي يهدد باستخدام صلاحيته لا لشيء سوى أنه سائق لدى شخصية رفيعة المنصب.
قضية (ن) وطلب الطلاق أمام المحكمة منذ فترة، ولم يتم البت فيه حتى الآن، حياتها مهددة بالقتل، ومطلوب منها المثول أمام المحكمة رغم أن ذلك يعرضها إلى الخطر، ورغم توكيل محامية تنوب عنها.
قضية (ن) نضعها بين يدي الجميع، وكل منظمات المجتمع المدني، وكل الجهات المعنية بمناصرة المرأة.. ونقول لهم أين أنتم.. أدركوا هذه الفتاة؟.
حياة (ن) مسؤوليتنا- مجتمعا- ينبغي أن يعمل على رفض كل أنواع الظلم والقهر والتنكيل.
أصدقكم القول في كل مرة يرن فيها هاتفي أتوقع واحدا من أمرين إما أن أهلها ظفروا بها وقتلوها أو أنها انتحرت، وفي كلا الحالتين لنا حظ من التواطؤ في قضيتها.


خارج السور
محتفلين باليوم العالمي للمرأة علي أي أساس وأنموذج (ن) وعشرات الحالات المشابهة تعيش بيننا.