عندما تجرح الأيام‏..فمن يداوي؟.

عندما تجرح الأيام‏..فمن يداوي؟.


03-11-2017, 07:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1489257521&rn=3


Post: #1
Title: عندما تجرح الأيام‏..فمن يداوي؟.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-11-2017, 07:38 PM
Parent: #0

06:38 PM March, 11 2017 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصريا المصيرك تنجرح............. ‏مرت فجأة علىّ خيالت صورتها بملامحها الدقيقة الآسرة و صوتها الهاديء و هي ‏تدندن في شجن و انسجام واضح بالأغنية التي كانت شائعة في تلكم الأيام ( يا ‏المصيرك تنجرح............. بالسلاح البيه مرة جرحتني..) لم تقصد كلمات الأغنية ‏لديها أو لدينا معنىًً محدد و لكنها يبدو أنها تتماهى معها بحجم الشجن الذي تتضمنه ‏‏.فأحببنا جميعنا تلك الأغنية بل طلبها البعض في برنامج ما يطلبه المستمعون.‏‏ كنا نهفو للالتفاف حولها و الاحتفاء بها و نحن مجموعة كان كل واحد منا يهواه في ‏في داخله بصمت. ‏ثم ظهر من بيننا الذي مالت إليه.‏‏ هو صديقنا الأثير و لم يترك ذلك في نفوسنا الغضة أي غيرة أو حسد.‏و هكذا تنازلنا ل:(س) بروح رياضية. و ظل الود يظلل علاقتنا الجميلة.‏......

Post: #2
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-11-2017, 08:43 PM
Parent: #1

ثم ظهر من بيننا الذي مالت هي إليه.‏
‏ هو صديقنا الأثير و لم يترك ذلك في نفوسنا الغضة أي غيرة أو حسد.‏
و هكذا تنازلنا ل:(س) بروح رياضية. و ظل الود يظلل علاقتنا الجميلة.‏

كانا ينويا أن يتوجا حبهما بالنهاية السعيدة
و لكن كانت العوائق الاجتماعية تحول دون ذلك.‏
و تأخر الرباط بينهما.‏
ثم مرت ىالأيام و الشهور و كنا نكبر كل يوم و تكبر أحلامنا و لكنها سرعان ما ‏تتوارى أمام قسوة الواقع و إمكانات التحقيق.‏
فتفرقت بنا السبل و تلقّفتنا الدروب و استسلمنا للأسفار و الغربة فتفرقنا أيدي سبأ.‏

Post: #3
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-11-2017, 09:09 PM
Parent: #2

و كنت حينما يصفو الخاطر و تنزاح عن خاطري ركام الهموم و المشاغل نتذكر ‏تلك الأيام الجميلة و نتذكر سنوات الصبا الباكر.‏
نسافر و نعود للوطن في فترات متباعدة و نسأل عن الأحبة و الزملاء و رفقة ‏الطريق.‏
و يسوقا التذكار بطبيعة الحال لاجترار السؤال الذي يظل بلا جواب:‏
ماذا صنع الزمان بحبهما ؟.‏
و كثيرا ما كنا نتنمنى رؤيتهما يحضنهما عشهما و يحف بهما أبناؤهم اللذين طالما ‏حلما بانجابهم في .‏
كانا يحلمان ببناء عش متواضع و أن ينجبا من البنين اثنين و من البنات اثنين. هو ‏يُسمّي
الولدين على اسمي والده و جده لوالده و البنتين تسميهما هي كيف ما شاءت.
و هكذا ‏كانا يحلمان و ينثران على المجموعة في شغف أحلامهما الشابة البريئة.‏
كان يعمل في وظيفة صغيرة لا تكاد تجعل الحلم حقيقة و كانت هي في سنوات ‏دراستها الأخيرة.‏
لم تكن الوظيفة تتسع لاحلامهما الطامحة .سافر هو للعمل في الخارج . و ‏
حاول و حاول و حاول ‏
و أخيرا وجد طريقا ينفذ منه لتحقيق حلمه.‏
ققرر السفر للخارج. ...
......... ‏

Post: #4
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-11-2017, 09:42 PM

هناك كانت الأحلام دوماً أمام عينيه. منذ أن وصل كانت اليقظة كثيراً ما توقظ منامه ‏المتجافي و هو يقاسي صبوة أشواقه و موثق عهده الأمين.‏
مرت الأيام و تبعتها الشهور..‏
قلت خطاباته إليها و توارت خلف كلماته لهفة الأشواق و سيرة الحلم الوحيد.‏
مرت الأيام و طال انتظارها.لكنها لم تفقد الأمل.‏
‏ ‏
كانت الخطابات على قِلّتها هي السلوى لمن تهدهد الأحلام منتظرة.‏
إلا أن الخطابات على قِلّتها كانت تجيء في ذلك الزمن متمهلة لا تراعي لهفة ‏المشتاق و لا أشواق المنتظر. ‏
كانت الخطابات تتسكع في صناديق البريد في المدن و الموانيْ إلى أن تصل. فتجد ‏حرارة القلوب في اشتعال و جمر الحنين في اتقاده يشتعل.‏
كان ليلها سهر و نهارها شغل و إنشغال
لا بد أن الحساد و العوازل كانوا يتابعون اخبارها في شماتة.‏
و كانت هي مثل (بنلوب) تنتظر و هي تغزل ساعات انتظارها أحلاما.‏
و كانت خطاباته تترى محملة بالشوق و الحنين و الشكوى من جمر الأشواق و لوعة ‏الفراق.‏
و كانت تكتب إليه مشجعة مؤكدة ان الحلم سيتحقق و إن طال السفر. ‏
و لكن قبل أن تتوارى صبوة السنة الأولى قل توارد الرسائل منه.‏
لم تشفق في البداية، إذ كانت تعلل ذلك لأسباب عدة و كلها منطقية:‏
‏- لعله العمل
‏- لعلها الظروف
‏- مهما لا أريد أن أثقل عليه و أزيد من همومه
و تضاءلت أعداد رسائله.‏
و شيئاً فشيئاً كان ينمو في كيانها احساس لم تشأ أن تتجاوب معه. و في دخيلة نفسها ‏كان يكبر السؤال و القلق و الانتظار.‏
‏- تُرى ما حقيقة الأمر؟
أما نحن فكنا نعايش من قريب تساؤلاتها الصامتة دون أن نجروء على السؤال.‏
و في يوم من الأيام جاءني الفرج الذي لم أكن أتوقعه.فزت بمنحة دراسية في الخارج. ‏
للقصة بقية

Post: #5
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-12-2017, 07:51 AM
Parent: #4

UP

Post: #6
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-12-2017, 10:10 PM
Parent: #5

و في يوم من الأيام جاءني الفرج الذي لم أكن أتوقعه. لقد جاءني النبأ السعيد ‏بحصولي على منحة دراسية في الخارج. أخذني الفرح بجناحين و بدأت إجراءات ‏السفر.‏
و هكذا سافرت لمدة ثلاثة أعاوام. كانت الأخبار التي تأتيني من السودان إما متقطعة ‏أو غير كاملة أو غير مؤكدة.‏
و عندما رجعت بعد انتهاء البعثة كان الشوق يحملني لمعرفة كل من تربطني بهم ‏علاقة لمعرفة اخبارهم و الالتقاء بهم.‏
و منذ الأسبوع الأول كانت قدماي تقودني إلى ذلك المكان الذي كنت أعمل فيه و ‏الذي تجمعني ذكرياتي حميمة برفقة افاضل.‏
ذهبت. لم أجد من كنت أعرفهم جميعهم تفرقوا. لم يتبقى إلا هي و (ع) الذي كنت ‏أظن أنني سأرجع و لن الاقيه لتعلقه بالهجرة و السفر.‏
جئت و كلي شوق لمعرفة أخبارهم و لكني رجعت اليوم و كلي شوق لمعرفة من و ‏أنا أسأل عن أخبارهما واحدا واحد و بالتفصيل الممل فلكل واحد منهم قصة.‏
جلست في مدخل المبنى و الذي تغير كثيراً و انتظرت.و طال الانتظار و الوجوه ‏كلها غريبة عليّ تقريباً.‏
فجأة وقف أمامي أحد الموظفين:‏
‏-أنت .....‏
‏- نعم
‏- تعال معي ‏
تبعت الموظف و صعدت معه للطابق العلوي. فعلا تغييرات كثيرة حدثت من بعدي.‏
‏ كان الموظف أثناء سيرنا الموظف يمازح هذا و يحيّ هذا و أنا قد فاض بي الغيظ ‏والملل. دفع الباب و دعاني للدخول فدخلت.
الحضور البهي و الابتسامة الودود و ‏الملامح اليفة التقطتني من الباب.‏
لم تتغير كثيرا
نفس الابتسامة و النظرات الواثقة و نفس المحيّا الجميل.‏

Post: #7
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-13-2017, 07:40 AM
Parent: #6

كما توقعت كان الود و الذكريات تطلان في ابتسامة عينيها القديمة. ‏
تبادلنا التحايا و السؤال عن الأحوال و المآل.‏
ثم توقف السؤال عند النقطة المهمة:‏
‏- ما أخبار (س )‏
صمتت للحظات ثم تنهدت.
‏ كان الصمت مفاجئاً لي...
لحظات والقت الي بالعبارة الثقيلة:
‏- توفي قبل عامين.الله يرحمه
لم احس بنفسي للحظات:
رجعت في الكرسي للوراء و كأنني أفر من ذلك الخبر المفاجيء
‏- كيف ذاك؟.....استغفر الله العظيم
تصمت برهة ثم تكمل و قد ارتسمت في ملامحا مسحة من حزن و اسى
‏- كنت قد عرفت بأنه قد تزوج. كانت مشقيقة إحد زملائه في الغربة كانت تعيش ‏معه.‏
‏ تم الموضوع هكذا بسرعة. كان اتصالي به قد انقطع منذ زمن. و بعد الزواج اختفى من حياتي.
-........
- لملمت مشاعري و أحزاني و ‏تناسيت الحكاية كلها .‏
-..........
- ...ثم بعد سنتين عرفت انه توفي في حادث سير.‏
صمتت ثم واصلت: ‏
‏- لم أغضب منه رحمه الله .....عرفت إنها القسمة و النصيب.‏
ثم تواصل:‏

Post: #8
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-13-2017, 08:18 AM
Parent: #7

كانت تتحدث:
- ...ثم بعد سنتين عرفت انه توفي في حادث سير.‏

‏- لم أغضب منه رحمه الله .....عرفت إنها القسمة و النصيب.‏
صمتتْ ثم واصلتْ: ‏

‏- من كان يعرف الأقدار؟
- سبحان قلتها في تلقائية
صمتنا لدقائق لم أدرٍ ما أقول بعدها.‏
في تلك الأثناء رن جرس هاتفها. و انشغلت هي بالرد. تحدثت لعدة لحظات بعبارات كانها تتضمن شرح و توضيحات.
انتهت المكالمة و و ضعت الهاتف جانبا.‏
نظرت إليها في اسى و تعاطف صامت.
قبل أن يتملكني الفضول قالت:
- هذه هي الشغالة .

وضعت الهاتف و نظرت بعيدا للحظات ثم ‏ تنهدت ثم واصلت:‏
- و كيف أحوالك الآن؟
- الحمد لله
- كيف أحوالك الآن؟ سالتها بشكل عابر لاقطع فترة الصمت التي طالت.
‏- لقد تزوجتُ قبل ثلاثة أعوام من (أ)
-؟؟؟؟
- انت لا تعرفه. تعرفت عليه عن طريق إحدى صديقاتي.
تنبّهت حواسي ثم أردفت في اسى شفيف:‏
‏- انجبت طفلة ..... لكن اكتشفنا مؤخراً انها تعاني من ثقب في القلب.‏
‏- لذا اقضى جل أوقاتي معها. و تساعدني الشغالة و هي من كنت اتحدث معها بالهاتف قبل قليل.
احسست هواء ثقيل شغل المساحة التي بيننا
‏- سبحان الله.. قلتها محاولا التخفيف من وطأة تلكم اللحظات.
فردت بتنهيدة عميقة:‏
‏- الحمد لله على كل حال.
في تلك اللحظات كان ظل ابتسامة حزينة يرتسم في محياها و الذي سرعان ما انتقل لداخلي .
ودعتها بسرعة و انا اتأمل محياً طالما كنا نتأمل رونقه و بهاءه.
‏- الحمد لله على كل حال.
قالتها و كانت كانها بلسم يمسح آخر بقايا اللقاء الحزين.
و هكذا انتهى اللقاء و صدى أغنية حزين أحسه يتردد في الفضاء:
( يا المصيرك تنجرح..)

Post: #9
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-13-2017, 09:27 AM
Parent: #8

رجاء:
حين تلتقون بها صدفة أو غيره تذكروا:
لا تنكأوا جراحها فكما اتسع قلبها لحب الجميع فقد احتملا قلبها كل عذابات الحب.
اعتذر لحجم الاسى الذي تولد لديكم و لكنها الحياة.

عندما تجرح الأيام فمن يداوي؟

Post: #10
Title: Re: يا المصيرك تنجرح........عندما تجرح الأيام‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-13-2017, 06:50 PM
Parent: #9

up