عشق بعد الموت ..

عشق بعد الموت ..


03-07-2017, 06:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1488865497&rn=30


Post: #1
Title: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 06:44 AM
Parent: #0

السماء تبدو حزينة في هذا الصباح، فتحتْ طرف شمسها بتكاسل وألم ، فسالتْ خيوط دمعها صفراء لامست خدي النيل قبالة المدينة الحالمة ... اليوم جمعة مباركة ، يوافق الثلاثين من يونيو عام الفين وثلاثين ، ويصادف الذكرى الاولى لرحيل صديقي العزيز "ثروت"
نهضت باكرا - على غير عادتي أيام العطلات- لكي اقابل صديقي الحبيب ، لقد اشتقت اليه كثيرا ، مضى عام منذ ان فارقنا بجسده وبقي جزء من فكري ومستقبل ايامي ، لبست كامل ثيابي وتهندمت كيوم تقابلنا لأول مرة في مؤتمر الحزب ، أذكر حينها أننا تواعدنا عبر أحد منتديات التواصل والنقاش، واتفقنا على أن نلتقي عند ملتقى النيلين ، في بقعة مباركة قبالة جزيرة توتي.
رأيته لأول مرة وسيما رشيقا ، وقال أنه عرفني من أناقتي وكرافتتي الحمراء ، وأتذكر تماما ذلك الصوت الانثوي المخملي الذي قطع علينا حبل التعارف في نفس المكان والزمان وهو يناديني :
- ازيك "يا أحمد" !
عرفتها قبل أن اشيح بوجهي عن صديقي الجديد ، إنه صوت صديقتي "جاسي" ، فتاتي المخملية فارهة الخُلق رفيعة الذوق والخَلقْ ، أطلت بوجهها السماوي من نافذة سيارة فخيمة ، و اتانا سحرها وصوتها ليلفتنا بنفس قوة جذب وجهها الصبوح ، أقسم حينها أن رائحة عطرها التي فاحت عبر نافذتها غطت رائحة زهر الشط الفواح وأشجار "دقن الباشا " وقت لقاحها ، وأيقنت أن صديقي استنشق من عبيرها بمثل ما فعلته تماسيح النيل وأهل الضفة الأخرى ، لذا لم تدهشني تلك النظرة المشرقة التي انطلقت من عيني "ثروت" وهو يتطلع إلى جمالها الأخاذ ، قبل أن ينظر في اتجاهي بريبة ويقول :
- دي معاك انت؟
- لا دي زميلة دراسة ، الظاهر جابها الدرب من هنا..
ومن هذه البقعة المباركة بدأت قصة اعجاب وارتباط سرمدي بين حبيبة وصديق ، عرفتها للأخير خطأً بأنها مجرد زميلة .






Post: #2
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: يحي قباني
Date: 03-07-2017, 06:49 AM
Parent: #1

Quote: اليوم جمعة مباركة ، يوافق الثلاثين من يونيو عام الفين وثلاثين

تلاتين يونيو عام 2030 واقع يوم أحد ...
ازيك يا مستنير :)

Post: #3
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 07:04 AM
Parent: #2

ازيك يا قباني ياحبيب
وصباحية معطرة بالورود
Quote:
تلاتين يونيو عام 2030 واقع يوم أحد ... ازيك يا مستنير

أولا شكرا على الملاحظة اللماحة
وأنبه فقط لأن درب الاستنارة هنا
رايح في خضم ما بعد البعد التاسع
ثانيا : يوم 30/ يونيو 2030 واقعة جمعة بتوقيتهم
راجع التقويم الجديد ..
كما أن التاريخ هنا ليس بالميلادي..

Post: #4
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: درديري كباشي
Date: 03-07-2017, 07:10 AM
Parent: #3

غلطة ضيعت ناس كتار وأتت بحبايب لحبيباتهم ...

عشان كدا يقال الأثنين لا يتخلان عن الشفافية

الحب والديمقراطية

الله ينور عليك يا مستنير

Post: #5
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 09:59 AM
Parent: #3

تلاتين يونيو عام 2030 واقع يوم أحد ...
------------------------------------------
يوم 30/ يونيو 2030 واقعة جمعة بتوقيتهم راجع التقويم الجديد .. كما أن التاريخ هنا ليس بالميلادي
----------------------------------------------------------------------------------------------------
معلومة + ابداع = امتاع للقاري البتساهل يتابعكما
.
.
باقي القصة فهمتها بطريقتي الخاصة طريقة حسبو شتت قصبو

شكرا جزيلا

Post: #6
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 03-07-2017, 10:08 AM
Parent: #5

تحياتي عمر التاج
وضيوفه
القصة مرقت منها صفر معاك الصفرين . الظاهر السلطة افسدت ذائقتي الادبية بمنعها للكتب وسمحاها بدخول البلياردو
لكن خشيت للمسنوح ود البوش . داير احكها معاهو
يورينا فهم شنو
ومن هسة انا مغالطو

Post: #7
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 10:33 AM
Parent: #6

لكن خشيت للمسنوح ود البوش . داير احكها معاهو يورينا فهم شنو ومن هسة انا مغالطو
--------------------------------------------------------------------------------------------
يا اخوي اتا زول لاتملك من الحس الادبي التكتح
وايضا كذلك لاتملك من الفن السريالي المقدس جناح بعوضة
واتا ذاتك اعترفت بضنب كيبورك بان ذوقك الادبي فاسد
فكيف لك ان تحكها معي وانا زول بفهم الادب بالطريقة البتريحني
وعشان اقرب ليك الفهم يعني اسع قصة الاديب عمر التاج دي انا فهمتها بطريقة حسبو شتت قصبو
وهكذا تفهم اللوحات التشكيلية ما شايف الناس بكونوا واقفين قداما والموسيقى التصويرية شغالة
اها في واحد بفهم اللوحة دي انها تعرب له عن حالته عندما يقلب الهوبة في العنقريب وكراعو في السوكري
ونفس الزول الواقف جنبو بفهما بانها مدينة غامضة تعج بالفواحش الليلية والصباح رباح
وانا القدامك دا اسع فهمت القصة دي بانو الزول جر زنبلك الساعة لمن اصبعو خدر وشاف شوف العين
او ربما عاد بالزمن للوراء البعيد وحضر قيلة حبوبتو ذاتا
.
.
عبدالحفيض تعال حج ياخ

Post: #8
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 10:40 AM
Parent: #7

عبدالحفيظ اقوليك حاجة
انا زمان في الثانوي العام لا عندنا كهرباء ولا شفناها ولا سمعنا بيها
وفي نفس المرحلة بدرسونا الكهرباء والمقاومة والتوصيل على التوازي والتوالي
طيب ح افهموا كيف وانا ما شفت الكهرباء ولا بعرفها ؟
كنت بفهما بطريقتي الخاصة
متخيل الكهرباء دي مطرة والمقاومة ام رويق والقبلي شايل
والتوصيل بالتوالي السنبرية ام قدوم
والتوصيل بالتوالي بقرة خالي الرضي
وعلي الجزمة قفلت العلوم جت بالفهم دا ودخلت حنتوب اول المركز ولمن مشيت حنتوب وشفت الكهرباء
قت بت الكلب الشعيرية
اها شنو ليك ؟
لازم تطور فهمك لمستوى الحدث وتستوعب

Post: #9
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 11:34 AM
Parent: #8

تحيات من سحيق اعماقي لك يا درديري
وشكرا وافرا لمخيلتك النافذة وحسك الاريب
اذ كانا هنا حضورا
أما عن توقعك فهو في محله ..
فخطأ كالذي قلته سيضيع كثيرين في هذه القصة
وهذا البورد.
Quote:
غلطة ضيعت ناس كتار وأتت بحبايب لحبيباتهم ... عشان كدا يقال الأثنين لا يتخلان عن الشفافية الحب والديمقراطية

Post: #10
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 11:54 AM
Parent: #9

ود البوش الحبيب الأديب
اسد البطانة والغابة ، لعلك شديد وقوي ياخي ..
Quote:
معلومة + ابداع = امتاع للقاري البتساهل يتابعكما . . باقي القصة فهمتها بطريقتي الخاصة طريقة حسبو شتت قصبو شكرا جزيلا

مؤكد أن فهمك لمسار القصة في مسارها الصحيح علي المستوي الفني
أما من حيث مسارها الاجتماعي فهو صحيح (برضو)
والمسار السياسي في القصة مجرد ديكور لا يعبر عن حزب أو جهه معينة
حتي اسد الغابة والصحراء دي ماعندها علاقة باسد العرب او افريقيا
وكذلك التواريخ ، والبعد الزمني ، فهو خارج اطار عالمنا
والعنوان نفسه جئنا به ليعبر عن رحلة في عالم الغيب لا الشهادة
ده كله عشان مايندرع فيني واحد ويقول لي انت قاصدني
وبمناسبة الفن السريالي الذي خلته في القصة أهديك قصيدة سريالية طريفة..

Post: #11
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 12:04 PM
Parent: #10

الصديق عبد الحفيظ ابوسن
شيح العرب والعجم ، الف مرحب وعوافي
Quote:
القصة مرقت منها صفر معاك الصفرين ..
الظاهر السلطة افسدت ذائقتي الادبية بمنعها للكتب وسمحاها بدخول البلياردو

القصة أكيد حا تقع لك في جرح ، اقصد في ذائغتك الادبية لانها متوافقة مع الفيرشن بتاعك
بس أديها الهناية الجاية ديك وأكيد حاتقول لي بس عرفتها .
وعلي قولك الحكومة منعت الأدب ، وسمحت بالرقص في الصالات ( ماقلنا قلة الأدب)

Post: #12
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 03-07-2017, 12:18 PM
Parent: #11

حباب الاحبة
عمر
ودالبوش
ود البوش دة بلفخ ساي من طرف
ان صابت بلعب العيتنوبة
وان خابت برضو بلعب العيتنوبة
دوار جمل نسيبتو
شن عرفتو كمان بأكل الشوكة والسكين
عمر يا صاحب
رغما كثافة ترميزك وقباني حكاها معاك محولك من الادب الحديث للواقعية الاشتراكية
رغما عن كثافة الترميز مقروءا مع احداث اليوم وقعت لي القصة وكنت منتظر بدلالة يتبع التي حذفتها
لعلك احسست انك قلت كل ما قلته
عذرا لحرف البوست
لكن مشاغبة صحبي غلبتني

Post: #14
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 12:30 PM
Parent: #12

ود اب سن ما عندك كلام اسكت ساهي مرقت كييييييت
قت ليك سوي ليك طاحونة وعرس مرة مجنونة ابيت تسمع الكلام

Post: #13
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: اسامه العريفي
Date: 03-07-2017, 12:21 PM
Parent: #11

وهكذا تفهم اللوحات التشكيلية


ياسلام عليك لوحتي لها تاثير انا لو عارف كده
كنت خليتها لليك

تحياتنا اخونا عمر

Post: #15
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عماد قريش
Date: 03-07-2017, 12:43 PM
Parent: #13

غلطة ضيعت ناس كتار وأتت بحبايب لحبيباتهم ... عشان كدا يقال الأثنين لا يتخلان عن الشفافية الحب والديمقراطية الله ينور عليك يا مستنير

تحياتى أخى درديرى والتحايا لصاحب البوست وضيوفه الأكارم
الغلطة دى زى غلطة المصرى فى القصة التى لاتصلح أن تحكىز قصة السودانى فى مصر
وفيها قال المصرى (الغلطة ماغلطة عباس .. الغلطة غلطة الجاب المقاس)
وأصبحت مثلا

Post: #23
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 04:56 PM
Parent: #15

اهلا وسهلا بك صديقي عماد قريش
النكتة رغم اني ماسمعتها لكن
عباس الغلط في المقاس ده
مافي طريقه تدوهو فرصه
يصلح غلطو

Post: #16
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 12:45 PM
Parent: #13

ياسلام عليك لوحتي لها تاثير انا لو عارف كده كنت خليتها لليك
------------------------------------------------------------------
لوحة الوالد العريفي ربنا يطول في عمرو كانت صاحبتي عديل كدا
وبعد شلتها اضطريت اصاحب الكديسة
واوعك تقول لي العلاقة شنو بين لوحة ابوي التشكيلية والكديسة الزرقاء ؟

Post: #17
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 01:17 PM
Parent: #16

تحياتي مجددا اخي الفف ود ابا سن ..
Quote:
رغما كثافة ترميزك وقباني حكاها معاك محولك من الادب الحديث للواقعية الاشتراكية رغما عن كثافة الترميز مقروءا مع احداث اليوم وقعت لي القصة وكنت منتظر بدلالة يتبع التي حذفتها لعلك احسست انك قلت كل ما قلته

اصدقك قولا انني كنت أنوي فقط
اعطاء ملخص فوري لقصة قصيرة جدا
تحكي وقائع قصة طويلة جدا ..
القصة بدأت قبل عام واحد فقط ،
ولكن عمرها الحالي الف عام أو تزيد مما تعدون .
مداخلتك المعبرة عن فك بعض الترميز و حديث بعض الاصدقاء
شجعني للمزيد من السرد واضافة بعض الفصول
وان كنت أظنها تمامة موية إلا أني أنظر بها نحو مستقبل الحكاية
تحية لك ولصديقك ود البوش علي اضفاء روح حميمة للبوست

Post: #18
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 01:26 PM
Parent: #17

خرجت من بيتي بضاحية شمبات ميمما وجهي شطر الرميلة، قدت سيارتي الجديدة مسرعا وتجاوزت كبري بحري العتيق ، وعند مخرجه سرت نحوي موجة باردة من دعاش النيل، أو كهذا خلتها رغم احكام النوافذ ، دفعتني الموجة والمنظر لأغير رأي في الاستمتاع بتكيف السيارة ، ففتحت الزجاج بجواري حتى اخره وتأملت الخضرة والماء الحسن ، وقبل أن أنحرف لداخل العاصمة ومبانيها المكتظة بشارع الجامعة ، جذبني الشاطئ اليه من جديد وأبت السيارة الانحراف فواصلت طريقي علي شارع النيل، وهنا خطرت لي فكرة عظيمة ، لماذا لا ألتقي بصديقي "ثروت" في نفس المكان الذي التقينا فيه أول مرة ؟ أليس زيارتي له في قبره في منطقة الرميلة هي زيارة اعتبارية لا تتجاوز كونها مناجاة عبر الفضاء الذي تعارفنا فيه لأول مرة ، ألم يتركنا بجسده للأبد وبقيت روحه فينا لعام كامل ، أليس وجودي في تلك البقعة المباركة دليل وفاء لهذه الروح السرمدية والجسد العظيم ..
اقنعتني نفسي بتغيير الخطة ، وأدركت ان الفاتحة تجوز على الميت في أي مكان أو عند أي انسان عزيز لديه ، وهل هناك من هي أعز عليه وعلي نفسي من "جاسي"، وهل هناك مكان أعز على صديقي من سرج شاطئ التقى فيه بصديقه ورفيقة دربه ؟.
تكالبت علي نفسي الخواطر وأنا اسير بمحاذاة الموج ، أردد قصار السور و أدعوا له في خشوع ، وعندما وصلت إلى مكان الاجتماع كانت في انتظاري مفاجأة هزت كياني وأنستني الغرض الذي جئت من أجله ، يا إلهي .. هاهي "جاسي" أمامي، تجلس في نفس المكان وتعيد ذا الزمان ، تقف منتصبة صوب النيل ، أو لعلها تتجه للقبلة التي كنت ادعوا اليها ان يجمعني الله بعشقي القديم يوم القيامة ، خصلات شعرها التي أدمنت عزفها من قبل تأملتها وهي تتماوج خلفها وأمامي كأنها تراقص ماء النيل ، نعم إنها هي ، لقد رايتها اولاً ، لا ، لقد شممت عطرها قبل الاول ، هاهي امامي من جديد و كأنها تنتظرني ، أو لعل ذلك المكان على موعد مع لقاء ثلاثتنا من جديد ، ثلاثة ارواح وجسدين.

Post: #19
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 03-07-2017, 02:02 PM
Parent: #18

على موعد مع لقاء ثلاثتنا من جديد ، ثلاثة ارواح وجسدين
-------------------------------------------------------------
شفت اللوحة دي يا ود اب سن ؟
عاين ليها سمح
عاين ليها من زاوية تانية
عاين ليها بالجنبة
وعاين لصورة الكاتب سمح
وعاين للعنوان
وعاين لي جاي
الجسدين ديل ما فضل ليهم الا يقدو سلك البرزخ حيث الروح الثالثة في انتظارهم
الكتابة دي شايلة كفنها في يدها وبتمسخ الحياة كلو كلو اخير تختاها يا تاج

Post: #20
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 03-07-2017, 02:41 PM
Parent: #19

هوي يا عمر مرق ودالبوش دة ما يجوط ليك الحكاية .. دة زول ما بعرف فن اللارواية .. بعرف الزمن الصاعد لاعلي بس .. ما بعرف ليك البعد الرابع واختلاط التداعي بسير الحدث
هوي يا ود البوش دة كلام بنفهمو نحن الادباء ديل بس
تعرف يا ود البوش الحج بدورو ابو صحبي قال لي الحج متعب لكن العمرة لذيذة
عمر التاج .. الحزن حالة تخص صاحبها دون فرض طقس محدد .. وألذ حزن ما اختلط بالعشق والذكري
واصل

Post: #21
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: يحي قباني
Date: 03-07-2017, 02:56 PM
Parent: #20

Quote: اقنعتني نفسي بتغيير الخطة ، وأدركت ان الفاتحة تجوز على الميت في أي مكان
أو عند أي انسان عزيز لديه ، وهل هناك من هي أعز عليه وعلي نفسي من "جاسي"،
وهل هناك مكان أعز على صديقي من سرج شاطئ التقى فيه بصديقه ورفيقة دربه ؟.

حلوة يا ود التاج ... رعم انها حركة جبانة ...ههههه
_____________________________________
الجماعة مغتربين كانوا في إجازة و مشوا المقابر يزوروا ابوهم و يدوهوا الفاتحة ...اختلطت عليهم القبور ...
و في مساطيل في طرف المقابر غمتوا كواميتهم و را ضهورهم ( رغم الريحة ضاربة ) بس اعتمدوا على اتجاه الهوا ...
لما الشباب طولوا يتغالطوا وين قبر ابوهم ...ده يقول كان في شجرة هناك ..
و التاني يقول لا قصاد عمود النور الفي الشارع ...و الكواميت بي هناك قربت تحرق ليهم كفوفهن ...
قام واحد من المساطيل و قال ليهم ... انتو المرحوم ده دابرين تدوهوا الفاتحة و لا ناويين تدوهوا مصاريف ؟*

فكلامك الفوق صاح يا ود التاج ... و الحي ابقى من الميت ههههه ...
______________________________________________
* النكتة قديمة ... لكنها حبكت ...

اعتذر عن ( الفتلة ) غير المقصودة ...

Post: #29
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-08-2017, 11:22 AM
Parent: #21

سلامات ياقباني
Quote:
والحين ابقى من الميت هههه

ناس الحديد يقولوا العربية شاسي
لكن نحن في عربيتنا دي الكلام على الروح

Post: #34
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-12-2017, 06:22 AM
Parent: #20

Quote:
الحزن حالة تخص صاحبها دون فرض طقس محدد .. وألذ حزن ما اختلط بالعشق والذكري

تحية خالصة لك العزيز ابوسن
وشكرا لتصويبك لبعض ما ورد في النص من أخطاء
ومرحبا بك قارئا وناقدا ومصححا للقصة في كتابتها الاولى

Post: #28
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-08-2017, 09:57 AM
Parent: #19

احتراماتي يا ود البوش
كلامك ده اكل فيني جنبتين
Quote:
الجسدين ديل ما فضل ليهم الا يقدو سلك البرزخ حيث الروح الثالثة في انتظارهم ، الكتابة دي شايلة كفنها في يدها وبتمسخ الحياة كلو كلو اخير تختاها يا تاج

ولوما خايف المعاني تختل كنت غيرت التعبير ده إلي:
(خمستنا ، ثلاثة أرواح وجسدين) ، عشان أفصل تماما بين الكلمة والمعني
وزي ما قلت انت ، الكتابة زي دي شايلة كفنها ،
وانا بتخيل القصة دي مرات بحس باني دخلت القلم في عش الغيب
ولكن بجيني العزاء من باب الارتباط والتفريق بين الواقع والخيال

Post: #22
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 04:49 PM
Parent: #13

مرحبا أسامة العريفي
والاف التحايا لك يا شقيق
فن اللوحات التشكيلية ده فن عجيب مترع بالخيال
ولا ادري لم لم ينظم الكتاب حرفا موازيا اسمهوه النص التشكيلي

Post: #24
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: جلالدونا
Date: 03-07-2017, 05:09 PM
Parent: #22

زمان لمّا فتحت ليكم بوست ... كيف اقرا اللوحة التشكيلية ...
جيتو طابقين طرف جلاليبكم فى خشومكم و وقعتو فينى شلّيت و كفّيت
هسّى بقى ليكم حار مالو
الزول ده ربط الحاضى بالمستقبل و عضّى بنان الندم و.. بس
غايتو ياعمر شايف اكرموك بى مستنير
لكن بمين الله شوية عليك
مكانك مستنير المستنيرين

Post: #25
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-07-2017, 09:45 PM
Parent: #24

Quote:
زمان لمّا فتحت ليكم بوست ... كيف اقرا اللوحة التشكيلية ... جيتو طابقين طرف جلاليبكم فى خشومكم و وقعتو فينى شلّيت و كفّيت هسّى بقى ليكم حار مالو الزول ده ربط الحاضى بالمستقبل و عضّى بنان الندم و.. بس

اهلين حبيبنا جلال
ومرحب بك رائدا لفن التتشكيل ومفسرا لرموزه
ولعلك ستجد في رموز الزمن هنا ايقونة عمودية ترتكز عليها أقدار الناس
ولعلنا في القصة نعود الي زمننا هذا لنربطه بما الت إليه جاسي واخواتها
أما عن :
Quote:
غايتو ياعمر شايف اكرموك بى مستنير لكن بمين الله شوية عليك مكانك مستنير المستنيرين

فدي المصطلحات النحن كنا بنحارب فيها في تلاتة صفحات
في النهاية جاتنا تارة .. وبري بري انا من الاستنارة
ملحوظة: (بري دي تقرأ بالهمزة علي الياء لتميزها من بتاعة يا عمر ديك وتلك قمة الاستثارة بالثاء)

Post: #26
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-08-2017, 07:01 AM
Parent: #25

"جاسي" كانت أصغر الزهرات في بستان جدها العمدة ، أطلت علي الدنيا بفرح غامر ، ونبتت وسط فرسان يسدون عين الشمس، اختها الكبرة "نانسي" واسمها الحقيقي"رمانة" كانت فعلا رمانة منطقة بري وضواحيها ، تعلقت بها قلوب الشباب وهام بها الكبار عشقا والصغار تتييمًا ، حتى إمام المسجد العتيق ترك منصبه الكبير في الهيئة الدينية ، وتفرغ لنشر الدعوة في حي العمدة ، وفي نهاية الأمر تخلي عن ذقنه وشيبه ووقاره وبرك في الدار يعالج بالذكر ويحصن من العين ويستعين بالطاعات لكي تقربه لقلب محبوبته.
ولما علم والدها "الخبير" بأمرها بعث إليها من بلاد الفرنجة لتلحق به وتكمل تعليمها هناك، ولم تخيب الفتاة ظنه ، فلقد تفوقت في الدراسة كما تفوقت في جمالها ، و تخصصت في فرع نادر من العلوم الطبيعية استوطنت به وسط أولاد العم سام ، وتصادف أن زاملها أحد أمراء العرب في غربتها ، فاستدرج قلبها وأكرم نزل نفسها ، قبل أن يخطفها على ظهر طائرته البيضاء ، ويسكن بها قصرا يطل بجنباته الستة على ماء الخليج.
خروج "نانسي" من بيت العمدة مثل علامة فارقة في تاريخ المنطقة ، فقد نزح اثر ذلك جمع غفير إلى وسط الخرطوم ، و تهدمت على المدينة بيوتها وقبابها ، فتسارع العشاق إلى الموت بجوارها زرافات ووحدانا لتتشكل تبعا لذلك اكبر مقبرة في شرق الخرطوم ، أما معالم المنطقة فقد تبدلت تبديلا ، وحتى المسجد العتيق هجره الناس بعد أن تنصر إمامه ، واحتمي الحواريون بشيوخ الختمية شرقا .
بروفيسور "الخبير"- والد "جاسي" - بعد زواج ابنته الكبري جاء محملا بالعلم والمال واشترى عمارة ضخمة في وسط العاصمة ، أسكن فيها جاسي الصغيرة وإخوتها الصبية ، ثم اشترى أرضا فيحاء بنى فيها أكبر مستشفى خاص بالمنطقة ، وترك لزوجته الطبيبة المتخصصة في المخ والأعصاب إدارتها ، وبعد ذلك امتلك عمارة أخر جعلها وقفا للمساكين، وخصص فيها دارا لأنشطة الحزب ولقاء خليفتهم الكبير.
كل هذا و"جاسي" الصغيرة تدب فيها خيرات جدها العمدة ونبوغ أهلها في هدوء وروية، وقبل ان تبلغ عامها السادس ارتوى جسدها بماء الأنوثة وعقلها بحب البحث والتنقيب ، وتصادف أن اشتعلت في تلك الفترة البلاد بحمي السياسة والغيرة الحزبية ، فشهدت العاصمة صراعا مدمرا بين العسكر والعلم ، وفي النهاية كان سلاح الذخيرة حاسما ، تفوق على سلاح المعرفة بحزم عاصف، وأخرج "جاسي" وأهلها من بلادهم ، مخلفين معمارهم وأراضيهم معلقة مغلقة ، ودار الحزب ينعق فيه الخراب.

Post: #27
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: اسامه العريفي
Date: 03-08-2017, 07:15 AM
Parent: #26

زمان لمّا فتحت ليكم بوست ... كيف اقرا اللوحة التشكيلية ... جيتو طابقين طرف جلاليبكم فى خشومكم و وقعتو فينى شلّيت و كفّيت هسّى بقى ليكم حار مالو

يا جلالدونا البوست بتاعك داك قفلوا ليك اخونا حمد عبدالغفار كما اذكر بكلمة واحدة بس قال ليك التشكيليني ديل غتيتين ، الوالد تشكيلي تصدق حتي هذه
اللحظة ما سألتو سؤال واحد اللوحة دي بتعني شنو لأن بكل بساطة ما حيرد عليك أو يشرح ليك الحاصل في اللوحة

Post: #30
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-08-2017, 08:24 PM
Parent: #27

اهلا بك يا عريفي
وشكرا على التعليق
ولا شك أن التشكيل كفن راقي يختصر الاف الكلمات ليعبر عن المشهد
والعكس صحيح في أن بعض المشاهد المتعددة التي يمكن جمعها في سلسة صور متحركة (فيديو)
يمكن اختصارها في كلمة.

Post: #31
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-09-2017, 05:54 AM

خمسة أعوام مرت على لقاء البقعة المباركة الثاني الذي جمعني بـ "جاسي" على الشط الخصيب ... اليوم ثلاثاء شتوية باردة ويصادف الذكرى السادسة لرحيل صديقي العزيز "ثروت" ، اشرقت شمس هذا الصباح على غير عادتها حمراء داكنة لا ضوء فيها ، الغيوم السوداء غطت سفوح العمارات وقمم ابراج الخرطوم ، وهيئة الارصاد أصدرت تحذيرها المغلظ للمواطنين بضرورة البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى ، وقبل ذلك أعلن مجلس الوزراء عن عطلة رسمية ليومين بسبب سوء الأحوال الجوية ، ووجه الشرطة والجهات الامنية بضرورة توزيع مظلات الثلوج الالكترونية للمواطنين الذين يضطرون لعبور الشوارع .
و في الطريق السريع ( الهاي وي) المعلق فوق سماء الخرطوم كانت سيارتي "الباليستية" الحديثة تنطلق بنا صوب الشمال ، أنا و " جاسي" والعشق ثالثنا ، الطريق القاري الذي يمر فوق العاصمة المثلثة يعبر البلاد من أقصى الشمال وحتى أطراف نمولي ، ويربط السودان الجديد بمصر وأوغندا بينما ينتهي طرفه الجنوبي في دولة جنوب افريقيا.
وعلى الأسفلت المخلوط بالفسفور في هذا الطريق كانت السيارة المضادة للثلوج تعبر بنا أطراف مدينة بحري برفق وتنفلت خارج حدود الولاية المركزية في البلاد ، بدأ المذياع الذكي يطلق تحذيرا جديدا مما دفعني لتمرير أصبعي على شاشة الحاسب المعلق أمامي حتى يرتفع الصوت إلى مستوى التوتر الذي يسكن داخلنا ويزيح بعضا منه ، استمعنا باهتمام للنداء الثاني: (نرجو أن نلفت عناية المواطن الكريم بضرورة البقاء في منازلهم خلال الساعات القادمة نسبة لتعرض البلاد لموجة جديدة من الثلوج، وننوه عزيزي المواطن على الطرقات القومية بضرورة الالتزام بالتعليمات المرورية لرجال الشرطة الآليين والإرشادات الالكترونية على الطرقات.(
ورغم سيل التحذيرات إلا أن السيارة انزلقت بنا عبر النفق الكبير لتحط بهدوء على الطريق القومي الأرضي ، ومع موجة الضباب الكثيف البارد اضطررت لتفعيل القيادة الالية في السيارة ، وحرصت على تشغيل جهاز التدفئة المركزي في السيارة ثم قمت بالضغط على آلة تذويب الثلج على سطح المركبة ، وأتبعتها بجهاز تحريك المنشات الأمامية والخلفية والجانبية لتزيح كرات الثلج التي بدأت تتراكم على النوافذ ، ولم تمر سوى لحظات حتى أغمضت السماء أعينها ولم يعد يرى في الأفق غير شبكة الانارة الأتوماتيكية القوية التي تقف شامخة على طول الطريق وتحيل نهاره المظلم نهارا جهارا.
- تعرفي يا "جاسي" ، دي اول مرة اشوف لي شمس سوداء بالطريقة دي
- لانك ماعشت في بلاد برة يا "حمودي"
- كيفن ماعشت في بلاد بره ، انا ما عشت نص عمري بين الخليج والمملكة .
- الخليج ده انا مابعتبره من بلاد بره ، اسع فرقتو شنو من جوبا بتاعتنا دي ، ما ساعة واحدة وتأجر ليك طيارة من محلات الليموزين وتوصلك جوة دبي.
- الكلام ده هسه يا جاسي، لكن لو بتتذكري زمن الشباب، قبل سنة 2020 لو بتتذكري لمن كان السفر تاشيرة وخدمة وطنية وتلتلة مطارات ، الواحد يجهز للسفر يومين.
– زمان يا "حمودي" لاكان في ثلوج ولا ضباب ولا أنفاق ولا هاي وي ، السودان ده حمانا الله كان سخانة تقطع النفس.
- كدي خلينا من السخانة أسع ، ماتذكرينا بالله أيام العذاب يا "ريحانة" !
- ريحانة؟
قالتها باستغراب حميم ..
- أخيرا اتذكرتها يا "أحمد" ؟
نعم .. الان تذكرتها "ريحانة"، و نطقت الاسم دون أن يسقط في يدي ، بل تحول الجو الدافئ بعد ذكرها ، للحظات أكثر حميمية بين رجل ستيني وأمرأة خمسينية ، يجتران الذكريات والأنفاس في جو متخم ملبد بالجليد .

Post: #32
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-09-2017, 03:06 PM
Parent: #31

*

Post: #33
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-11-2017, 07:33 PM
Parent: #32

تعلقت عيناي للحظات بالمرآة المعلقة أمامي استرق النظر إلى صورة "جاسي" الجالسة بجواري ، تأملت ملامح وجهها وجسدها التي بدلها الزمن ، تذكرت نظراتها المشرقة وأنفاسها العطرة وقوامها المرسوم بعناية عندما قابلتها لأول مرة وأسميتها "ريحانة" ، حدث ذلك في خريف عام 2020 داخل الطائرة المغادرة من الدوحة الى الخرطوم ، أجلسنا القدر على مقعدين متجاورين فتبادلنا التحايا كعادة السودانيين وبعض المجاملات الخفيفة ثم التزمنا الصمت حتى نهاية الرحلة ، وبعد ان غادرت الفتاة الطائرة لاحظت وجود حقيبة يد نسائية صغيرة تحت مقعدها ، تناولتها سريعا ولحقت بصاحبتها داخل صالة الوصول ، اقتربت منها وأنا أمد إليها الحقيبة قائلا :
- إذا سمحت يا أخت ! الشنطة دي بتاعتك؟
خطفتها بحركة الية ونظرت إليها مشفقة قبل أن ترد:
- أيوه حقتي ، شكرا ليك يا اخ ، وين لقيتها ؟
- لقيتها في الطيارة تحت مقعدك ، ياريت تتفقديها وتتأكدي انه ما فيها حاجة مفقودة.
- فتحتها على عجل ونظرت فيها فصدرت منها تنهيدة تنم عن الراحة ، لاحظت بعض السلاسل الذهبية تنساب من بين أصابعها الرقيقة قبل أن تخرج يدها من الحقيبة وفيها حزمة من البطاقات البلاستيكية ، مدت لي بواحدة وقالت :
- دي البطاقة عشان تتأكد .
- لا ابدا مافي داعي ، أصلا ما عندي شك فيك ، وتحت امرك في أي خدمة.
أشارت الى سطح الحقيبة الصغيرة وهي تقول :
- شكرا ليك للمرة التانية ، ولكن للضمان أهو الاسم على الحقيبة.
- تنبهت الى وجود ديباجة صغيرة مكتوبة في طرف الحقيبة مكتوب عليها بخط ذهبي انيق " د. جاسي الخبير"
- ده اسم منو؟
- اسمي طبعا ، ما أنت لو شفت البطاقة كنت أكدت من الاسم.
- لا لا كده انت شككتيني زيادة!
قلتها ممازحاً ..
- ليش ، أقصد شككتك كيف ؟.
- في الحقيقة دي أول مرة أقابل واحدة اسمها "جاسي" ، وده ما الاسم الكنت خاتيهو ليك.
ابتسمت بلطف وقالت:
- بالله ؟ طيب كنت خاتي لي منو؟
- "ريحانة" ..
لا أدري لم رمقتني بهذه النظرة الغريبة الفاحصة المترعة بالدهشة والاستغراب ، ولم ادر وقتها ما الذي ألهمني هذا الاسم غير احساس صادق بأنها ستكون ريحانة حياة من يمتلكها ، حاولت أن أقطع سيل نظراتها فلم أجد غير الاشارة إلي سير العفش ، مضينا لاستلام الحقائب ونحن نتجاذب اطراف الحديث كرفيقين حميمين ، وقبل أن تفارقني قالت لي:
- ماعارفة ليش حاسة أني شفتك قبل كده ، "وشك" ما غريب علي يا ...
- أحمد ، باشمهندس "أحمد عثمان الحاج " .
بعد يومين من فراغ الاجازة جاءتني رغبة الكتابة ، ولم أجد غير ضرب الغزل من رفيق ، فأملت علي نفسي أبيات قصيرة تصف فتاة احلامي ، وتحكي بعض فصول لقائي ب "جاسي"، ودون وعي مني أنزلتها في منتدي الشعر التابع لموقع سودانيزاونلاين دوت كوم باسم "ريحانة" ، ولم تمر عليها غير قراءتين حتي تداخلت احداهن وكتبت قائلة :
- هل انت احمد الباشمهندس؟
- لا أنا احمد الشاعر، مرحبا بك وشكرا على تداخلك الكريم .
- أنا "جاسي" التي قابلتك في المطار قبل يومين ، الان رأيت صورة البروفايل وعرفت لم بدأ لي وجهك مألوفا.
تحولت بها للصفحة الخاصة وكتبت لها:
- اذن فقد كنت صديقتي الاعتبارية على الموقع قبل ان ألتقيك حقيقة .
- نعم وقبل ان تؤلف لي هذه القصيدة.
- ومن قال أنها عنك؟
- لأنك كتبتها باسمي ووصفت فيها لقاءنا في المطار.
- ولكن انت اسمك "جاسي".
- نعم ، ولكن ريحانة ده اسمي الحقيقي السماني ليه أبوي "الخبير"،
- طيب و "جاسي" دي شنو؟
- اسم "جاسي" ده حق أمي ، أسمتني على جدتها ذات الجذور اليونانية ، وبقى هو اسم الشهرة لأن ابي لم يكن حاضرا عند ولادتي ، ولما جاء من أوروبا سماني "ريحانة" على أمه الجعلية واستخرج شهادة ميلادي بهذا الاسم.
- لكن لاحظت اسمك في البطاقة الوطنية الرفعتيها لي في المطار مكتوب "جاسي".
- ملاحظتك قوية رغم انك رفضت تمسك البطاقة في يدك ، ولكن لك أن تتخيل أن أبي غير اسمي واسم اختي بعد فترة من ولادتنا ، واستخرج شهادتي الميلاد باسم "رمانة" و ريحانة"، وقال ما عايزين نتشبه بالخواجات، ولكن أمي احتفظت بشهادتي القديمة وبقى هو الاسم الساير بعد سفر ابوي.
- وأهل أبوك من وين أصلا؟
- أهل أبوي جعليين من نهر النيل ، لكنهم رحلوا منها بدري للعاصمة ، وجدي هو الاسس منطقة بري .
- يعني اسم "جاسي" هو اسمك بتاع الخواجات " و ريحانة" هو الاسم البربطك بجذورك وأهل أبوك في ضواحي نهر النيل.
قلتها مبتسما في محاولة لتقريب حدود الإلفة بيننا ، مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور ، أرض أجدادنا المشتركة وجمهور القبيلة الواحدة وميادين الود النبيل.
و في تلك الاثناء التي كنت احادثها عبر الماسنجر، كنت أبحث عن اسمها في قائمة الكتاب في المنبر ، ولاحظت أنها كتبت اخر موضوع في منتدي القصة القصيرة قبل ساعتين ، فتحت صفحتها بسرعة فأدهشنى كثيرا عنوان قصتها .
-أحمد ده منو يا جاسي؟
- أحمد ياتو؟
أرسلت لها رابط موضوعها بعنوان (أحمد وريحانة : قصة قصيره) ووضعت علامة الاستفهام ملحا علي السؤال ..
توقفت جاسي عن الكتابة دقائق حسبتها ساعات ، فكتبت لها من جديد:
- أحمد بطل القصة دي؟
صمتت لحظات أخري ثقيلة ، ثم افلتت منها الكلمات مرتعشة من كيبورد تقطر حروفه خجلا ..
- دي مجرد حكايات في دفتر الخواطر يا صاحب.
(لا لا .. دي مش مجرد خواطر في دفتر الحكاوي ، دي أقرب ما تكون خواطر القدر في بال اثنين ، توافق فيها حدس الشاب في اسمها، وخواطر الفتاة في اسمه وقصتهما)
دارت في ذهني تلك الخاطرة وأنا أطالع بعض مشاهد قصتها ، وتوقفت لساعات طوال في الفصل الثالث الذي يروي تفاصيل لقائنا الثاني على البقة المباركة بجوار النيل ، في يوم الذكرى الاولى لوفاة صديقي "ثروت".

Post: #35
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-12-2017, 06:53 PM
Parent: #33

هذه القصة ليست للفهم ، بل للاحساس المجرد
لذا اذا جاء ختامها غدا ، فسنكون قد اسقطنا خمس حلقات تقرأ من الخيال ..

Post: #36
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-14-2017, 09:04 AM
Parent: #35

في فصلها الثالث من قصة "ريحانة" و"احمد" كتبت "جاسي" عن لقاء الأحبة يوم 30/6 مايلي:
( كنت أرتكز بساعدي على حاجز الرصيف الملاصق للماء ، أتأمل أمواج النيل وأسرح مع أمواج الحياة .. ويالها من حياة ضائعة تلك التي تمضي مع الدراسة والعمل ، ماذا لو تبدلت حياتي هذه بحياة أميرة في قصرها ، أو قل لو اصبحت حياة بادية بين الزرع والضرع وصاحب "الضراع " الأخضر .
قفزت سمكة صغيرة فوق سطح الماء فشعرت بالغيرة منها لما تتمتع به من حرية وسعادة ، بعد ثوان قفزت واحدة أكبر منها والتهمتها من على سطح الماء ، يالحياة التعاسة والضياع الذي تعيشه اناث البحر ، يالقدر الذي أتى بي سمكة اصارع موج النيل والصائدين و لم يضعني في حوض للزينة ، أمتع ناظر عاشقي فيحميني.
قبل أن اكمل تأملاتي أتاني صوته من خلفي ، هامسا حنونا طربا ..
- "جاسي؟"
أدركت خطواته قبل أن ينطقها ، وتوقعت كلماته قبل أن يقولها ، فقد كان طيف خطيبي يحدثني عشية فراقنا ويخبرني بخطيئتي :( كنت أعلم بحبك لصديقي ، أري في عينيك طيفه كل يوم وأعلم أنه ما قربني منك إلا ليظل معك ،وما منحني حبك إلا ليراك في حضوري ، لا أعلم ما إذا قدم حبك قربانا لصداقتي أم قدمني طُعما لحبه ، لست أدري حقيقة ما نوى ولكني اقدر حبه لك واحترامه لي)
- "جاسي "
قاطعني صوته من جديد ..
هل سيحدثني عن نفسي هذه المرة أم نفسه ، هل سيدافع عن صديقه أم حبنا ، هل سيناقشني في ملابسات فراق صديقه مني أم فراقه ؟
- "ازيك يا اجاسي"
اعرف ان "ثروت" صديقه العزيز ، وهو من قدمه من وراء حجاب لخطبتي ، وهو من شجعني لتجاوز بعدي عن صنف الخطاب ، أعلم أنه فعل كل ذلك ليبعدني عن طريقه ، وليقربني أكثر لقلبه ، ولكن هيهات أن يتبع قلبي رجل بعد اليوم .
هزني من كتفي هذه المرة حتى أيقظني من أحلامي ...
- أهلين "أحمد" ، مفاجأة سعيدة لكن ؟
- بنده ليك من ساعة ، وين كنت سارحة.
- لا أبدا ، كنت بقرأ حظي على صفحة الموية ، كيفك انت وعيالك؟
- الحمد لله ، الاولاد بسلموا عليك ، كيف أنت وصاحبي ؟ وخططتوا لي شنو في المستقبل؟
" أين هو المستقبل ياعزيزي ، لم أجده غير سراب كلما تقترب منه يبتعد منك، فاليوم الذي نحسبه في المستقبل عندما يأتي نجده قد أصبح حاضرا ، وهكذا تضيع أعمارنا في الجري وراء السراب "
- في الحقيقة .. أنا و"ثروت" افترقنا .
- يا ساتر ! بعد الشر عليكم مالكم؟
-لا ابدا ، قصتنا أنتهت عادي .
- مافي حاجة اسمها انتهت عادي، لو صاحبي غلط في حقك قولي لي ، اجيبو ليك فورا ..
- لا ابدا .. هو ما غلط لكن أصلا انا ما خلقت لارتباط أبدي، كل فترة بتقدموا لي عشرات ، وكل سنة ببقى على واحد وأفارقه ، شكلي حا أعيش كده لنهاية العمر ... مالم !
- مالم شنو ؟
وهنا توقفت "جاسي" عن الحرف المباح ، على أمل أن تواصل وتفسر ، ولكن هيهات من ممفسر غير ما فسرته أحداث المشاهد الأخيرة بعد عشر سنوات من لقائنا.

Post: #37
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 03-15-2017, 06:16 AM
Parent: #36

8-
مازلت أتأمل وجه "جاسي" عبر مرآة السيارة الأمامية ، وأغوص داخل طرحتها الوردية وأقلب ضفائرها الطويلة بأعيني ، تعثرت ببعض الشعرات وقد تغيير لونها ، وتنقلت إلى صفحة وجهها مارا على تعرجات تسللت إلى جبينها فزادته عمقا وسحرا ، بعد ذلك ملت بنظري نحو الاسفل لأكمل مهمة فحصي فرمقتني بنظرة معاتبة قطعت مسار نظراتي قبل أن تقطع حبل تأملاتي بقولها :
- ما قلت لي الذكرك شنو باسم "ريحانة" دلوقتي؟
- ريحانة دي اتخيل لي الاسم المناسب مع وجهتنا الحالية لي موطن أجدادنا وجذور أهلنا .
- على قولك .. ممكن ترجعنا كم سنة لي وراء ، خاصة أنو دي أول مرة أسافر فيها لي نهر النيل.
- معقول لكن؟
- تصدق؟ بعد خمسين سنة من حياة العواصم العربية والأوربية ، أخيرا حا أشوف موطن أجدادي .
- أنا أحسن منك ، كنت بزورها كل سنة تقريبا ، ده طبعا قبل ما يضموها لي حكومة ولاية النيل الكبرى الفدرالية.
- زمن لكن! ، الحكم الفيدرالي والدولة الحديثة ليهن عشرين سنة .
- كلامك صحيح يا ريحانة ، اخر زيارة كانت أيام الانتفاضة الانهت حكومة العسكري داك لو بتتذكريها.
- كيفن مابتذكرها ، دي ما الحكومة الضيعت قريب تلاتين سنة من عمرنا ، وخلت الشعب كله مغتربين .
- بالضبط كده ، أسع شوفي الوضع اتغير كيف!، عايني الاوربيين والاسويين الشغالين في بلدنا كترو كيف ، الليموزين الحايم معانا ده ساكت لو اتاملتيهو دي حاتلقى نصه سايقنه يابانيين وطليان.
- صدقت يا حمودي، تغيير كبير الحصل في السنوات الأخيرة ، وحتى على مستوى علاقتنا حصل تطور .
- أفضل تغيير حصل هو اننا نسافر سوا للمرة التانية في حياتنا، بس المرة دي رحلة داخلية.
- فرصة سعيدة لي انا برضه عشان أتعرف عليك أكتر ..
قالتها ساخرة ومتحسرة ..
- تتعرفي علي بعد عشرين سنة صحبة وعشرة ياريحانة؟
- ومالو؟ مش الرسول قال الزول ما بتعرفه كويس إلا بعد ما تسافر معاه؟
- لكن ده ما كلام الرسول ياحضرة "الوالي".
- سجمي الوالي ده منو؟
- لا يا ستي ، ده فضلة خيرك كان حاجة كبيرة كده في عالم الرياضة ، ... وبالمناسبة دي "نسر شندي" لاعب اليوم في كاس القارات ، لازم نمشي استاد شندي ونشجعه.
- ما تقول لي الليلة مباراتهم مع بطل ايطاليا التعبان داك.
- يازولة والله تلج ساكت نغلبهم ، ديل مابقدرو على بردنا ده .
- خلاص، بعد ما ننتهي من برنامجنا ، ونزور متاحف البجراوية ومروي الجديدة ، نجي راجعين نلحق الماتش ده.
- وماتنسي زيارة المدينة الاثرية الاكتشفوها تحت النيل قصاد حلة جدي الفكي .
- ما مشكلة ، ودي فرصة تزور أولاد خالاتك وتعرفني على ناسكم هناك، وتبقاللك صلة رحم وأجر ، وبالمناسبة في برنامج مهم ممكن ننفذه بعد الماتش.
- برنامج شنو ده كمان؟
- عندنا زيارة مهمة لي أهل صاحبك " الله يرحمو" في الدامر ، لانه الليلة عاملين ليه برنامج تأبين وحولية كبيرة في استراحة المجاذيب وكلموني أدعوك عشان تشرف معاي.
- لفتة جميلة منهم ، وطبعا دي حاتكون تاني ذكرى للمرحوم نقضيها سوا ..
- وحاتكون الاخيرة ، وفرصتك الاخيرة ، ولو ضيعتها تاني مافي ليك .
- وفرصتي الأول ضيعتها متين ؟
- يعني نسيت وقفتنا الطويلة في البقعة المباركة بشارع النيل ديك ؟ الكلها سويتها لي صاحبي وصاحبك .
(صاحبي وصاحبك .. روحي وروحك .. حبي وحبك .. اسمي واسمك ، كلها مجرد مواقع اسفيرية تلتقي فيها الأرواح ليلا ، بعد أن تهمد الأجساد المفترقة ... وأنا وأنت أيضا مجرد حسابات لالتقاء لا يلتئم في هذه الحياة ، ولكنها عندما تزحف للحياة الثانية ، فسوف لن تجد بديلا عن خروجها كروح واحدة تلتبس بعضها بعضا، تاركة الأجساد في جفائها وبعدها ، وقتئذ لن تهمنا أجسامنا ولا أشكالنا ، ولن تفرقنا الوظائف والمهن ولا الحالات الاجتماعية والثقافية ، ولن تباعد بيننا الاعمار والألوان والأجناس ، كلنا سنخرج إلى جنة عرضها كحبنا وعمرها كوقت فراقنا في الدنيا ، نلتقي فيها ونجتمع للأبد) .

..
..
انتهى الجزء الأول (العشق ماقبل الموت)
على أمل أن نلتقيكم في الجزء الاخر
بعد عام 2080 بتوقيت حبنا
في يوم آخر في بوست اخر على منابر من عشق
باذن الله

Post: #38
Title: Re: عشق بعد الموت ..
Author: عمر التاج
Date: 04-05-2017, 06:59 PM
Parent: #37

الان وقد شارفت الالفية الثالثة عل الانتهاء
فقد حان الوقت لبدء الجزء الثاني من الحكاية
مرحلة التقاء الارواح من جديد في عشق بعد الموت