اللُّجّةُ

اللُّجّةُ


03-02-2017, 10:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1488445902&rn=0


Post: #1
Title: اللُّجّةُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-02-2017, 10:11 AM

09:11 AM March, 02 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


.....


1
الأحزانُ بِمِزاجٍ رائِقٍ
تشرعُ في تقطِيعِ مِزقٍ
تتعاقبُ عليها السَّنواتُ..

2
أبيي
ـــــــ
ها هي على مرمى آهةٍ
تُجرِّبُ الصُّراخَ بِأفواهٍ من حجرٍ.
اِشتعلتْ
(مثل عِناقٍ بِمُخيِّلةِ العاشِقِ)
لأنها تذرِفُ (حِين تستفحِلُ الأشجانُ بِالجِياعِ)
أرِيجاً وسماحاً ووتر.
لم تمُدَّ لِسانَها كالفاتِناتِ إلى السَّماءِ
كي تتلقَّفَ المطرَ..
لكنما
والوردُ في قسماتِها
أنبتت جعبتُها: الخيرَ، فنالتْ من الأقربينِ
الشَّكَّ في ملامِحِها
وطوَّقُوها بِالحذرِ..
ومثل الغُزاةِ
سيأتُونَ في أسمالِ التَّدلِيسِ
لقطفِ الأرِيجِ
يدُسُّونَ لِسانَها في الخرابِ
وينسلُونَ بِليلٍ إلى الحضرِ.

3
أهمهِمُ بِاسمِكِ في الغابةِ
لِتستحِيلَ أُغنِيَّاتٌ
مُوسِيقاها لونُ رُوحِكِ
...

4
أتبعُها، تتبعُنِي...
خلف المشهدِ يتعانقُ ظِلَّانا التَّعِبينِ.
..
إن أدركتَ ما وسوسَ به الظِّلُّ لِلظِّلِّ
لانتصرتُ لِرُؤَىً مبصُورةٍ في الوِجدانِ
عن مغزى هوىً زركشَ ثوبَ العاشِقِ بِالزَّهرِ..
..
البِنتُ العائِدةُ من كآبةِ الطلاسِمِ
من فرّكَ فكَّ الأخيِلةِ بِأصابِعِ المِدادِ
اِجتاحَ قلبَها غرامٌ سكرانَ لِيدٍ من حجرٍ تُفتِّتُ جسدَها على مرايا الغِوايةِ.
..
حتى الأمسِ الأوَّلِ من مارِسِ
كُنتِ فراشةٍ جسُورةٍ تُرفرِفُ في فضاءِ الرُّوحِ
..
ظننتُكِ رفعتِ قلبَكِ عن السَّطحِ
لكِنَّكِ تختبِرِينَ قلبِي، أعنِي هذا السَّطحَ المُخربشَ بِالقصائِدِ الدّامِعةِ
..
ها أنا أعرقُ
إنها سِيرتُكِ المُتشعِّبةُ
تذهبُ بِبساتِينِي إلى الصَّحراءِ
.......
يكفِي.

5
والشَّارِعُ بيتُ الذي لا بيتَ لهْ..
بيتُ اﻷحاسِيسِ الهارِبةِ، أو الذّابِلةِ، أو الذّائبةْ....
بيتُ النُّفاياتِ، بيتُ العصافيرِ مقصُوصةِ اﻷجنحةْ، بيتُ الدّجاجِ الذي استغلَ خُرمَ سجنهِ، بيتُ الضّلالاتِ، بيتُ الضّجيجِ، واﻷبواقِ..
بيتُ القهوةِ والشِّيشةِ والشّاي والشُّويِ والشُّوكِ واﻷشواقِ...
بيتُ اللّافِتاتِ التي تُخلخِلُ أرواحَنا، وتُغطِّي جُيوبُنا المُترفةُ بالحُمّى أُنُوفَها، فلا .....
بيتُ السِباباتِ العاريةِ والمُتبرِجةِ، بيتُ الغَزلِ، والهَزلِ، والجِدّ
.
.
.
بيتي..

6
ثم إنكَ لمستَ اللُّجّةَ بأظافِرِ العَزمِ
رأيتَ أنكَ عُدّتَ والصُّولجانِ بيمينِكَ
غارِقاً في الاِكتِفاءِ
غارِفاً من النُّدرةِ نقراتِ السُّكُونَ
على أصابِعِكَ..
ثم إنكَ بدأتَ في التّكالُبِ عليكَ
متى مسَّ عصِيرُ لُجّتِكَ طيفِ ضوءٍ
هرعتَ لِهراواتِكَ وطفِقتَ في تبريحِ العتمةِ بخشبِ رُوحِكَ
كي يمتصَّكَ اللّيلُ..
لا تودُّ أن تعبُرَ من كينونةِ الظِّلالِ لِبطنِ البِطريقِ
لِبقرِ حُدُوسِكَ الغائِبةَ في تحطِيمِ الصّنمِ..
فعلامَ إذن خَربشتَ اللُّجّةَ بكتِفِكَ
لن تكتفيّ مِنكَ الأسطُحُ
وستُوسِعُكَ بِكَ فيها
فاِنتخِبْ هُرُوبَكَ من وراءِ المُكُوثِ
وأهرعْ لِتمويهِ الجُثّةِ بالصّدِّ..!!

7
كَفنهُ الغَيمُ، لحدُهُ الفضاءُ
اِقتربَ مِنكَ حين رفعتْ عقيرتُكَ:
بالضُّوءِ/
بالاِنتِباه..
اشعلتُ في اِحتِشادِكَ بِكَ:
السّهوَ..
اِستللتُ لِلِّهوِ من قميصِ التّامُّلِ:
خُيُوطَ الرُّؤى..
قَدّدتُ لهُ:
لُحُونَهُ المُشرئبّةَ للرّقصِ
في سُوحِ المَجد..
لبّيتُ نداءَاتَهُ القارّةَ في زوابِعِ رُوحِكَ الوالِغةِ في الشُّطّآنِ
مُتأبِطةً لِملامِحِهِ النّاجِعةِ..!!

8
تثاؤب
ـــــــــــ
كلما قُلتُ:
اليومَ..
أدخلَ الغدُّ ظُلفَهُ
وجرّنِي لِلتَّثاؤُبِ.

9
جحِيمُ الغيرِ، بردُ اللّظى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أين هُوتي في الكلامِ
وفُوهةِ الإِنعِطافِ؟
دُرُوبي -على غيرِ قصدٍ-
تطأُ اللّيلَ والوردَ
لِمُغادِرينَ إلى جحيمِ المواقِفِ.
وما كُنتُ ممن تأسِرُهم زنازينُ الرُّؤى المُدلّاةِ
من شجرِ المعاطِفِ
يظلُّ شأو شُرُودِي شاهِقاً
حتى يُجفِّفهُ المِدادُ
بجسدِ الصّحائِفِ.
(2)
أُطوِّقُ حدسَ الأمكِنةِ
برائِحةِ الآهاتِ العتيقةِ
وأسئِلتي الجائلةِ بحقلٍ للأجوبةِ الملغُومةِ
تتبرّأُ من اِطِّرادٍ للمِدادِ بوخزاتِ الغِيابِ
على نهرٍ تبدأُ الظُّلمةُ في نثرِ المظانِ
تتعطّلُ أشجانُ الشّجرِ
كأنما للإلفةِ الحبيسةِ أقدامٌ للشِراكِ
يتخطّفُنا اللّيلُ
هكذا
منذُ حامٍ
والرُّؤى ضنينةً
أفتحُ لظى النّهارِ
فيرتدُ بردُ الذِّكرى ليمشِي كظِلٍّ لأُغنيّةٍ
جديدةٍ..!!

10
وقفتُ عند البابِ
فجاءتني في الصّدرِ المخلُوعِ
مفاصِلُهُ
أأنا الرِّيحُ أم البابِ؟

11
أنظُرْ، قالتْ...
فألفيتُ قلبِيّ مُعلّقاً بِخطاطِيفِ ظُنُونِها
ويرقُصُ...

12
الشّارِعُ حيٌّ في الخاطِرِ
يأخُذُهُ متى شاءَ
على فرسِ النِّسيانِ
أو يُبعثِرُهُ في الأشجانِ.
2/3/2016م