حَمامةٌ مكسُورةَ الجَناحِ

حَمامةٌ مكسُورةَ الجَناحِ


02-28-2017, 07:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1488263064&rn=0


Post: #1
Title: حَمامةٌ مكسُورةَ الجَناحِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 02-28-2017, 07:24 AM

06:24 AM February, 28 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



..............
1
حتى إن اِلتفتَ عُنقُ القصِيدةُ
إلى أُنثى ثانِيةٍ
رأيتُها أنتِ..

2
أُهمهِمُ باِسمِكِ
في الغابةِ
لتستحِيلَ أُغنيّاتٌ
مُوسِيقاها لونُ رُوحِكِ..

3
هززتُ السَّطرَ المخطُوطُ لكِ
حتى طارَ إلى البابِ
فكان نشِيدُ الحُبِّ المجنُون..
.
تفهمُنِي النَّسماتُ، بناتُ سماءِ حُبلى بِالثَّمرِ اليانِعِ بِالعِطرِ لِأفواهِ الغرقى في ملكُوتِ النَّظرِ لِأعلى بِالدَّعواتِ...
لكِني
قُمْتُ بِمحوِ ظِلالِ العِشقِ
كشفتُ الصّدرَ لِنُورٍ يهجُرُ نُورَهُ
ويشقى بِكشطِ الأورِدةِ المملُوءةِ بِزهرٍ برِّيٍّ.

4
كفَّي مدِينتُكِ
مطبخُكِ لو أردتِ
مِرآتِكِ
أرضُكِ التي عليها تمشِين
...
كفَّي طرِيقتِي في القولِ:
أحِبُّكِ.

5
رُوحُ الشَّارِعِ أصابِعُهُ
فلما اِنتزعتُها في ربِيعٍ ما
غمستُها في النِّسيانِ والصَّمتِ
سِرتُ في العُريِ عبر النَّوافِذِ المُوصدةِ..!!

6
تِلمِيذٌ نهِمٌ أنا
أنسى الدَّرسَ كُلَّما أغلقتُ دفتِي كِتابَهُ..!!
هكذا أوحى النِّسيانُ لِلذَّاكِرةِ الهرِمةِ..

7
وقالتِ الشَّمسُ لِلشَّارِعِ:
كُن لي
أكُن ساعِدكَ
وأجلِدُ عنكَ عُراةَ الحِسِّ
بِنصلِ الوُضُوحِ..!!

8
اِفعلْ ما اِقتضتهُ السَّلالِمُ
وخُذْ من الماءِ قُوتَ الطَّرِيقِ..!!

9
أُروِّضُ حياتِي بِإِيحاءاتٍ مُجلجِلةٍ
فيمشِي سِمُّها في عُرُوقِ العدمِ..!!

10
أراكِمُ مُوتِي
وأفِرُّ إليهِ عبر المتاهةِ
بِقلبٍ حيٍّ..!!

11
ك
أن
العُشاقُ
شقُّوا صُدُورَهم
وبعثروا مكنُونَها بقلبِي..!!

12
قالت:
حسناً
ليس عِندِي خلا الحِيلةَ القدِيمةِ نفسها
أن أُحِبَّكَ كُلِّي
واحتضِنُ الوِسادةَ.

13
القِطّةُ الهارِبةُ عبر النّافِذةِ
من الطّابِقِ التّاسِعِ
أرعبَها عزفِي لمُوسِيقى مطُويّةٍ في صفِيرٍ.
سمِعتُها تُخربِشَ البابَ بعد دقائِقَ
همّمتُ بِفتحِهِ لكني تذكرتُ
أني لا أحِبُّ تربِيةَ القِططِ
فأخبرتُها أن تحضُّرَ في الغدِ.
نظرتُ عبر العينِ السِّحرِيِّةِ
فوجدتُها تستعطِفُني بأدمُعٍ ثرثارةٍ
وفي يدِها اليُسرى وردةٌ حمراءُ
وقِنِّينةُ نبيذٍ.
عُدتُ لِسريرِيّ ومُوسِيقايّ النّاشِبةِ بِحلقِي قد تدلّتْ إلى رُكبتِي
فألفيتُ على السّريرِ وردةً بيضاءَ وكأسَ عَرقٍ وحمامةً مكسُورةَ الجناحِ.
إلى: صلاح فائق

28/2/2017م