الكونُ في مكانٍ آخرٍ

الكونُ في مكانٍ آخرٍ


02-27-2017, 07:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1488176671&rn=1


Post: #1
Title: الكونُ في مكانٍ آخرٍ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 02-27-2017, 07:24 AM
Parent: #0

06:24 AM February, 27 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر




.........

1
أشفقتُ على حُرُوفٍ مُتنافِرةٍ
حتى اِجتمعتْ لِاسمِكِ
فأشفقتُ عليّ.

2
تُنفِقُ عُمرَكَ
وأنتَ تفِرُّ مِنهُ
فأيُّ ثُمالةٍ لحتفِكَ
تدّخِرُها؟

3
تسألُنِي أسئِلتِي عليكَ
أما من إجابةٍ؟

4
سأصِفُ لكِ دربَ قلبِي:
في المِرآةِ أمامِكِ
حين يتزيَّنُ بِكِ شُغلُها
تطِيرُ إلى المساءاتِ الصَّاخِبةِ بِاِنعِكاساتِكِ عليها
.
إذ يُمرِّرُ الوقتُ بِألسِنةِ الكشفِ
حُرُوفَ تثنى الوسنِ بِعينيكِ
ربما الشِّفاهُ تنبسُّ باليواقيتِ
ربما قُبلةٌ
.
حسناً أدِيرِي رأسِي
المرايا
تصاويرَ المِدادِ المُقبِلِ...
.
في المدى العُلوِيِّ
حيث قلبُكِ يُهندِمُ المساءَ بِرحِيقِهِ
هو الدّربُ
طيّهُ مُنعطفاتٍ بِلا حدِّ.

5
اِرتكبتُ في سِرَّي
حوادِثَ
لو مشتْ على لهبٍ
لحدَّثتكِ بما أعطبَ الحِضنُ
شرّدَ العِناقَ في العدمِ.
منذ ألتقِيتُ براكِينَ قلبِكِ
أُبعثِرُ أناشِيدَ الهوى
في حلقِ الرِّياحِ.
إذن كيف سيُرِيقُنِي الشَّجنُ
وقد جندلتنيّ الظُّنُونُ؟
في سِرَّي حربٌ عسسُها الكلِماتُ
ساحتُها المسافةُ بين نبضينِ
وأنتِ تقبعِينَ بِنُقطةِ تجمهُرِ الحنِينِ.

6
سكبتِ الحُدُوسُ سُحُبَها السَّابِحةَ
على سماءِ رُوحٍ من الجنُوب
بينما حنِينُ القلبِ
أبقى من الجِراحِ النُّدُوب
لِيُنبِّتَ عليها زهرَ الغدِ
وتستحِثُّ الطُّيُوب

7
هناك
إلى حيث كُلُّ شيءٍ أعدّهُ مطبخُ الخيالِ
ركضَ صمتِي.

8
قلبُكِ كِتابٌ مُشرَعُ
تُعبئهُ بالمُوسِيقى
تمحُوهُ بالعطشِ.

9
كان على رونقِ رقصتِها
وهو يُعانِقُ السّحابَ
أن يتنحَّى قليلاً
لِنجمتينِ تحرُسانَ الغيمَ
الذي انبرى من شواطِئِهِ
نحو خصرِها الطّويلِ..!!

10
اِرتطمتِ الجِراحُ بِخاطِرِكَ
لما اِستبدلتَ بيتَ التّربِيتِ على أدقِّ اِرتِعاشٍ
بِبابِ البُهرجِ المُخلَّعِ
وأهتدِيتَ لِلشَّجرِ المخدُوشِ
بِاِنصِرافِ الماءِ
لِترتبِطَ رجفتُكَ التَّالِيةُ بِالغِبارِ..!!

11
تلويحاتُ الحنِينِ
إلى: محمد زين الشفيع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"... ليس ثمة من بُعدٍ، سوى ذاكَ الذي لا تملِكُ الرُّوحُ أن تقطعَهُ؟ وعندما تقطعُ الرُّوحَ تلك المسافةَ، تصبِحُ هذه المسافةُ نغماً في الرُّوحِ"
جبران خليل جبران - حديقة النبي
كما ترى يا أنا
ويواصِلُ جُبرانُ: المسافةُ تكُونُ في النِّسيانِ.
"انتهى قوله"
وبالطبعِ فإننا لا ننسى من نُحِبُ، ولا نبكي أو نفتقِدُ الرُّوحَ ﻷنها تبقى بقاءَ الكونِ والنّسلِ.
"انتهى قولي"

12
الكونُ في مكانٍ آخرٍ
مُجدداً إلى: محمد زين الشفيع

غَفلتُ مُجدداً إلى هلعيّ من اللُّغةِ
والرُّؤى كثيفةٌ يا أنا
لا تهدأُ
تتهاطلُ عني
بين رؤىً ورؤىً
فاقترحتُ ونفذتُ
الإغفالَ والتّبديدَ
فإذا بهما جِناحانِ
لوأدِ الرُّؤى بالسّهوِ
والرُّؤى يا أنا
حصادُ القلقِ الكونيِّ
وليس بي إلا الكونَ
يحكُّ قلبيّ بالأحزانِ
ليس بي إلا الكونَ...

13
واتّخذنيّ لعبةً يلهُو بها
فقلبيّ صلصالُ اِبتِسامتِهِ ويديهِ، ولدي...
27/2/2016م