ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد قادر على إيقاف سقوطه.

ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد قادر على إيقاف سقوطه.


02-24-2017, 06:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1487914115&rn=0


Post: #1
Title: ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد قادر على إيقاف سقوطه.
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-24-2017, 06:28 AM

05:28 AM February, 24 2017

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصر

- البلد دخلت منذ ثلاثين عاماً في ثلاجة الموت البطيء.
- (البلد) في قبضة أنصاف المتعلمين، وأنصاف الكفاءات، وأنصاف الفاسدين، وأنصاف المستنيرين، وأنصاف السياسيين، وأنصاف الدعاة، طبقة الأنصاف تحكم.

............................
كلمات بارزة و مباشرة و زاعقة .تخرج من أعماق شخص يحب بلده بل و يعشقه في صمت و لكن الصمت في النهاية لا يجدي

Post: #2
Title: Re: ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-24-2017, 06:34 AM
Parent: #1


ترى إلى أي حد تتناسب هذه التعبيرات أو الهواء الساخن مع ما تود أن تقوله؟
أم إلى أي حد تتناقض هذه الكلمات مع وجهة نظرك حول النظام؟
هو ليس استفتاء و لكنه مجرد تساؤل.

Post: #3
Title: Re: ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-24-2017, 06:42 AM
Parent: #2

ترى إلى أي حد يستطيع الأدب أو الرواية تحديد حمل الدلالات و الاسقاطات التي تدل على التدهور و تحكي عن الإحساس الداخلي بالإحباط و الصدمة جراء أنظمة الحكم؟
هذه أسئلة طرحها كاتبها المدون و هو يطرح وجهة نظرها العامة عن كاتب مصري كتب رواية تتضمنت تلخيصه لفترة حكم استمرت عقود تميزت بالفساد و السفالة.
الرواية اسمها(السيدة القوقازية).
ما كتبته هو بعض العبارات التي وردت في الرواية و هي قد تشابه إلى حد بعيد وجهة نظر كثير من المعاصرين للحكم الحالي في السودان.
لا أريد أنأطيل.
فسأعرض عليكم رأي الكاتب في مدونته و هو يقدم رأيا خاصا حول الرواية.
حقيقة أعجبني وصفه و تقديمهفرأيت أن أنشرها هنا:

Post: #4
Title: Re: ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-24-2017, 07:04 AM
Parent: #3

(صباح جديد يولد في نافذتي)
شفتوا العبارة أو العنوان جذاب لأي مدى ؟
كم هو رومانسي! كم يجمل من توقعات و تأويلات!
وجدت العنوان مبهرا كأنه يناديني و أنا في صبيحة جمعة هائة مباركة أمنّي النفس يصباح هاديء و أجواء ناعمة ملساء رخوة.
و أدخل للمدونة التي كتبها صحفي مصري اسمه محمد موسى. و لكني وجدت نفسي بدلا من أن أنعم بصباح و يوم هاديء أنسى فيه أوجاع السياسة و ظلم السياسيين
أجد نفسي أواجه الواقع الذي أهرب منه.
فالكتب يقدم رواية (السيدة القوقازية) بشكل جميل و معبّر و مشوّق لدرجة أن لو كان لدي الإمكانات( ليست المادية) لاقتنيت الرواية في الحال.

اعتقد أني أوضحت المقصود بما يكفي و حتى لا أفسد المعنى فلأترككم تقرأو عرض الرواية:

Post: #5
Title: Re: ألا تشم رائحة عفنهم، النظام يسقط، لا أحد �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 02-24-2017, 07:06 AM
Parent: #4

في هدأة الفجر المهيبة يبدأ كل شيء، لكن في الضباب الذي يأكل الحاضر والمستقبل معاً يضيع كل شيء. كلهم عبروا من هنا: المناضل وتاجر الفراخ الفاسدة، اليساريون وأهل الله من الإخوان والجماعات الإسلامية، بجانب الرئيس المؤمن آخر الفراعين العظام، ثم الحرامي الذي اعتقل مصر ثلاثين عاماً، وتركها جسداً مستباحاً للفساد.

المنصورة مسرح الرواية من الثمانينات، منذ وصول الأب عثمان النبرواي إلى المدينة حافياً، حتى دخول الأولاد والأحفاد في رحاب الشتات المصري الكبير. إنها رواية "السيدة القوقازية" التي صدرت مؤخراً للأديب الطبيب عامر سنبل. التقيته شاباً وأنا في عامي الجامعي الأولي، في قاهرة الثمانينات، للمرة الأولى والأخيرة.

عن أيامنا وما جرى لمصر فيها يكتب عامر، عن سنوات الهبوط الرأسي من دولة كبيرة إلى شبه دولة. من مجتمع يصنع الأحلام إلى كُتلة تنقسم على نفسها مثل الأميبا، وتتكاثر بالحقد والجهل والمرض. عن أولاد وبنات مثل الورد، ينبتون في طمي الدلتا الخصب، ثم تتخطفهم الطير والطرقات، وتلتهم أعمارهم الأفكار والأحلام.

سناء بنت الحلم الإخواني تدخل التجربة من كتاب زينب الغزالي، وفي سجن القناطر تكتمل التجربة مع ورد، التي تعرَّفت عليها على الإنترنت، لأنها مهتمة بدراسة اللغة العربية وأصول الدين. في السجن تعلَّمتْ أن تصحو بين الفجر والصبح، تصلى وتتلو الأذكار، فتتسلل إلى روحها بهجة غامضة، رغم ضياع الوطن والحبيب.

أوليفيا بنت الحلم اليساري، تغنَّت للثورة مع أحد الشعراء المناضلين. تابعتْ معه معارك الطبقة العاملة ضد انفتاح السادات، كان العمال أول شهداء الرأسمالية المتوحشة في السبعينات. مؤتمرات حزب التجمع بالمنصورة كانت مزيج السياسة والفن، ولقاء الرفاق والأحبة. إلى المدينة حضر الشيخ إمام ونجم في ذكرى انتفاضة يناير القديمة، وهنا ناضل الشرفاء ضد قانون الإصلاح الزراعي الجديد، الذي صدر بضغوط صندوق النقد، وهنا فقدت أوليفيا قلبها البريء.

انهزم الحلمان، اليساري والإسلامي، في غياهب دولة مبارك المجرمة، ولم تشهد مصر من قبل هذا الاستعراض المخزي للثروات، والأعداد المتنامية للرازحين تحت خط الفقر أيضاً. تموج القاهرة بمظاهرات ضد الطاغية في سنواته الأخيرة، ويدور الحوار:

- البلد دخلت منذ ثلاثين عاماً في ثلاجة الموت البطيء.
- مصر في قبضة أنصاف المتعلمين، وأنصاف الكفاءات، وأنصاف الفاسدين، وأنصاف المستنيرين، وأنصاف السياسيين، وأنصاف الدعاة، طبقة الأنصاف تحكم.

(صباح جديد يولد في نافذتي)
محمد موسى - صحفي مصري
هكذا تُقدم "السيدة القوقازية" شهادةً نوعيةً بتوقيع عامر سنبل، عن مصر في نصف قرن. الروائي يتنقل بين الشخصيات ببراعة روائي خبير.

يتلاعب بالزمن، تدخل الشخصية إلى الأحداث بلا هوية، ثم تنهمر الحقائق، فيعود الزمن إلى الماضي، أو يندفع إلى المستقبل، لتكتمل الملامح، وتتشكل المصائر.

ولأن أولى علامات نهاية الحياة هي محبة الموت، فإن هذه الرؤية الملحمية ترفض الاستسلام لكابوس الانهيار المصري الكبير، على يد سلسلة من الفراعين وأشباه الفراعين. الحياة مستمرة لترفض الموت وتهزمه. إنه صباح جديد يولد في نافذتي كما كانت سناء تقول بعد صلاة الفجر: "من بطن الألم والوحل والقذارة يولد الأمل، من منشية المصطفى تولد مصر الجديدة، وفي جحيم الأحياء الشعبية يولد الشعراء"، كما تقرر الرواية فيما يشبه الرؤيا.

نقرأ الرواية، فنعرف أن مصر وحشتنا، لأن "أقسى ما يتذكر المرء بعد الفراق هو كم كانت حبيبته جميلة"، كما قالها عامر سنبل.