البيدوفيليا هي مرض عقلي والبيدوفايل هو مجرم جنس ....

07:43 AM February, 20 2017

سودانيز اون لاين
بابكر قدور-
مكتبتى
رابط مختصر

حادثة الإعتداء على الطفلة "أمنية" في مدينة كوستي هي حادثة مروعة ومنكرة ومؤلمة للغاية. أي إنسان عندما ينظر إلى الجريمة المرتكبة أياً كانت تلك الجريمة
خاصة الجرائم البشعة إن صح الوصف مثل جريمة الإعتداء على الطفلة أمنية تتغلب عليه العاطفة .. فتنحاز عاطفته نحو الضحية .. وبالتالي ينصب كل حنقه نحو
مرتكب الجريمة .. وحادثة الطفلة سبب هذا البوست لا تخرج عن هذا الإطار... لست بصدد الدفاع عن هذا المجرم أو التعاطف معه كما توحي هذه الجزئية المقدمة
البسيطة ولكن لأعمم النظرة إلى هذه الجريمة التي كثرت وانتشرت في الوطن في الآونة الأخيرة والتي لم تكن بحال من الأحوال بهذا الكم. قبل عشرين سنة....

في صيف عام 2000 كنت بمدينة شيفيلد البريطانية وحضرت وقوع جريمة مماثلة مشهورة هي جريمة الإعتداء على الطفلة "سارة بين" .. وتتمثل وقائع تلك
الجريمة أن الطفلة سارة وهي دون السادسة من عمرها خرجت من بيت والديها لبيت جدها ويفصل بين البيتين شارع فقط أي أن البيتين في قبالة بعضهما
البعض. في هذه المسافة القصيرة جداً إختفت سارة .. وبدأ البحث عنها .. وانتشر الخبر في أرجاء بريطانيا كلها .. تعاطفت بريطانيا كلها مع سارة .. رجالها
ونسائها .. كبارها وصغارها .. إعلامها بتلفزيوناته وصحفه وإذاعاته الكبرى مثل البي بي سي والصغرى مثل إذاعات المدن المختلفة .. لم يتوقف البحث
عن سارة مدة شهر كامل حتى تم العثور على جثتها وهي ملقية في ركن في أرض حديقة ومغطاة "بالقش" بعد أن تم الإعتداء عليها جنسياً وببشاعة تامة ..
دفنت سارة والأمر الملفت هو الكم الهائل من الزهور التي وضعت على المكان الذي وجدت فيه وعلى قبرها مما يشير إلى تعاطف المجتمع مع قضيتها ..
لم ينته الأمر عند هذا الحد .. بل بدأت مرحلة أخرى بحملة شرسة قادها والدي سارة على جهاز الشرطة والقوانين التي يعمل بموجبها .. وعلى مجالس
البلديات والقوانين التي يعملون بموجبها .. وعلى العموم ودون الخوض في التفاصيل انتهت الحملة بتعديل كثير من القوانين في بريطانيا .. أوردت هذه
الحادثة لأترك للقارئ فرصة المقارنة بين المعالجة التي تمت لكلا الحادثتين في السودان وفي بريطانيا ....

هذه الجريمة تشكل ظاهرة ذات جوانب طبية, إجتماعية وقانونية .. إذ أنها مرض عقلي يصيب الإنسان رجلاً كان أو إمرأة وإن كان في الرجال أكثر منها في النساء ..
وهي ظاهرة كثرت وانتشرت في العشرين سنة الأخيرة .. هي كانت موجودة من قبل في السودان .. ولكن لم تكن بهذه الكثرة .. فقبل هذه الفترة ولمدة أربعين سنة
للوراء سمعت بمثل هذه الجريمة مرة واحدة خلالها .. وهذه الجريمة منتشرة في بعض الدول العربية من قبل هذا الزمن .. والأمر المؤسف حقاً ضعف جهاز الشرطة
السودانية وضعف المعرفة لدى القائمين عليه .. فعلى الأقل كما عرفت من بوست مجاور أن حاكم الولاية قد عقد مؤتمراً صحفياً مع قادة الشرطة ولم يقدم هذا المؤتمر
شيئاً ذو فائدة .... ولا أظن أن في استطاعتهم تقديم تنوير أو شرح أو تبريرللمجتمع عن هذا النوع من الجرائم وما الذي تقوم به الشرطة لمنع او التقليل او الحد من هذه
الجريمة إلى آخر ذلك بل سارعت الأجهزة كما عودتنا دائماً لتمجيد دورهم البطولي في القبض على مرتكب الجريمة .. واكتشافهم للدافع وراء إرتكاب الجريمة .. مما
يجعل الأمر برمته وكأنه مسرحية بعيدة عن الواقع ..

البيدوفيليا Pedophilia هي المرض والبيدوفايل Pedophile هو المصاب بالمرض وبالتالي هو مرتكب الجريمة وهو كما أبان الأطباء النفسانيون وتبنى
ذلك القانونيون حيث أن تعريف البيدوفايل في المعجم القانوني هو: الشخص المصاب باطراب عقلي وهي حالة عقلية غير طبيعية تعرف بالبيدوفيليا وهي إنحراف
جنسي يجعل لدى المصاب الرغبة في ممارسة الجنس مع الأطفال.
وقد علق أحد قضاة المحاكم العليا الأمريكية شارحاً للبيدوفيليا في إحدى القضايا المنظورة أمامه أن من يرتكب جريمة البيدوفيليا يجب أن يتوفر فيه أمران:
الأمر الأول: هو تصور إثارة جنسية مكثفة ومتكررة, تدفعه جنسياً, لنشاط جنسي مع طفل أو أطفال دون سن البلوغ (عموماً سن 13 سنة أو أقل).
الأمر الثاني: يتطلب أن يكون الشخص قد تصرف وفقاً لذلك الدافع الجنسي أو يلاحظ أنه قد تأثر بذلك الدافع الجنسي.
والبيدوفيليا تشمل أي مزج بين الأمرين. وأكثر من ذلك يتم تشخيص الحالة وفق المواصفات التالية:
1- ما إذا كان الشخص يميل إلى الأطفال الذكور أو الأطفال الإناث أو كليهما معاً.
2- ما إذا كان سلوك الشخص محدوداً في وطئ المحارم.
3- ما إذا كان الشخص يميل مطلقاً نحو الأطفال أو للأطفال والبالغين على السواء.
وإذا كان المكون أو السلوك للأمر الأول مع المرتكب من مكون الأمر الثاني فهنا يمكن تشخيص أن الشخص مصاب بالبيدوفيليا ببساطة على أساس السلوك
الجنسي مع طفل بغياب خاصية في حالته العقلية.

وعلى الرغم من وجود هذه الظاهرة وتشخيصها على هذا الوجه من الدقة إلا أن أسباب الشعور بالبيدوفيليا مازال مجهولاً تماماً لدي الأطباء ورجال القانون
وعلماء الإجتماع وكل المهتمين بهذا الأمر .. ووجود هذه الظاهرة في السودان في هذا الزمان أيضاً مجهولة الأسباب إلا أن الخطورة تتمثل في أنها في إزدياد
دون إدراكها كظاهرة وبالتالي عدم اتخاذ أي خطوات في سبيل الحد منها على الأقل .. وإذا ظلت الأجهزة الأمنية تعلق الأمر في (شماعة) المخدرات وتعاطي
الخمور ووو ..إلخ فعلى الدنيا السلام .. وتعاطي المخدرات وإن بدا ذلك على مرتكب الجريمة فهي لا تصلح مبرراً لارتكاب مثل هذه الجريمة لأنها ببساطة ..
أي تعاطي المخدرات .. ليس عاملاً مشتركاً بين مرتكبي هذه الجريمة ..
هذه مجرد إشارات قصدت منها إلقاء الضوء على البيدوفيليا والموضوع يحتاج إلى البحث بعمق في كل جوانبه الطبية والقانونية والاجتماعية ....

شكرا بابكر على هذه السياحة التثقيفية .

لك التحية اخي الحبيب قدور .. والتحية موصلوة الي
موالانا الملك .

ولك وافر الشكر علي التنوير لمثل هذه الحالات وايصال
شرحها .

ولكن اخي قدور اذا فرضنا انه مرض عقلي فبتاكيد لايخفي
عن احد لانه الامراض الزي دي بتكون امراض لا ارادية
ودائمة اي ملامحها واضحة في الانسان بمعني ممكن تحس
بالانسان ما طبيعي ! لكن الحاصل في وطنا المنكوب الان
من اغتصابات وكل ماهو غير مألوف بالنسبة لعاداتنا الجميلة
بدل علي تعاطي مخدرات او الكبت والضغوط . بمعني عدم
الامكانيات للزواج في سن مناسبة . والدليل هذه الاسباب
الاوفر في السودان لو كانت مخدرات ولا تأخير زواج . ولكن
الحالة التي ذكرتها يجب علينا اخذها في الاعتبار .

ولك وافر الشكر ,,

أستاذنا الملك
لك ودي ومحبتي يادفعة
حضورك شرفني كثيراً وجعلني أسرح
مع ذكريات حبيبة إلى النفس .... لك
شكري وتقديري ومودتي ....

مولانا بابكر وضيوفك الأفاضل .. تحياتي،

شكراً لطرح هذا الموضوع الهام...
ويقيني بأن الكل يؤمن على خطورة هذه القضية في ظل تزايد وقوع الجرائم في الفترة الأخيرة
فهي ينبغي أن تصبح قضية رأي عام بجدارة..
تحتاج إلى إجراء بحوث ودراسات لتسليط الضوء عليها ومناقشتها مناقشة جادة من قبل الجميع والمختصين بالدرجة الأولى..
وظني أن مجرد صب اللعنات على (الجناة) وتشديد العقوبات عليهم ... لا يعالج تلك المشكلة..
وواضح جداً - وكما توصل الكثيرون - أن هناك علاقة كبيرة بين تنامي تلك الجرائم واتساع دائرة تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة ..
ومن المؤسف جداً أن أجهزتنا الإعلامية وبخاصة القنوات الفضائية تخلو تماماً من تخصيص برامج لمناقشة مثل تلك القضايا الهامة..
التي من شأنها الضغط على السلطات المختصة لاتخاذ مزيداً من التدابير والمعالجات لمحاربة المخدرات وتجفيف منابعها ..
وأيضاً تقديم النصائح والإرشادات التوعوية لأفراد المجتمع.........

أخيتي الفاضلة منى عمسيب
لك الود والتحايا الطيبات
ولك الشكر الجزل على الحضور الذي شرفني كثيراً ولك الشكر أيضاً على تعليقك
القيم على الموضوع. بالنسبة للجزئية الأولى من تعليقك حول المرض العقلي وأنه
لا يخفى وملامحه واضحة .... فكنت أتمنى وجود أحد الأطباء المتخصصين في الطب
النفسي معنا هنا في المنبر ليحدثنا عن الجانب الطبي في المرض .... ولكن حسب
علمي الشخصي أن المريض يبدو عليه أنه إنسان طبيعي جداً .. حتى تنفيذه لجريمته
يكون في خفاء تام .... أم الجزئية الثانية من تعليقك المتعلقة بالكبت فرأيي الشخصي
يتفق معك تماماً وكنت أعتقد أن الكبت الجنسي هو سبب مباشر وراء تلك الجرائم
ولكن هذا الرأي يهتز عندي عندما أقارن وضعنا في هذه الحالة مع المجتمع الأوروبي
حيث الإباحية التامة ووجود نفس الظاهرة .... عموماً الكبت في مجتمعنا وأعني بالكبت
هنا المعنى الواسع له قد أدى لتعاطي المخدرات وانتشار الجريمة وتنوعها وأدى إلى
انحسار ملحوظ في التمسك بتقاليدنا وأعرافنا التي بنيت عبر آلاف السنين.
لك كل الود والتحايا منى عمسيب ....

أخي العزيز نصر الدين
لك الود والتحايا الطيبات
وأيضاً لك الشكر والتقدير على الحضور والمشاركة بالرأي الذي وقفت عنده كثيراً
وقرأته أكثر من مرة لما يثير من قضايا متعددة على رأسها وجوب أن تكون الحادثة
قضية رأي عام بجدارة تستحق الدراسة من كل الجوانب من قبل المختصين في الجوانب
المتعددة لمثل هذا الفعل المؤلم .... إعلامنا ضعيف .... وكان يعول عليه في قيادة حملة
شرسة ضد هذا الفعل وإثارتها على كافة المستويات .. ولكنه إعلام في دولة ثالثة منشغل
بتوافه الأمور ...من ناحية ثانية أن مجرد صب اللعنات على الجناة وتشديد العقوبات عليهم
لا يعالج تلك المشكلة .... أتفق معك تماماً ولعل الكثيرين يتفقوا معك في هذا الرأي ....
وهذه الجزئية من تعليقك دفعتني للتفكير وتقليب الأمور في جدوى عقوبة الإعدام .... أيضاً
مسألة انتشار المخدرات كماً ونوعاً في مجتمعنا فهي ظاهرة جديدة تم ربطها بكثير مما
يرتكب من جرائم .... وفي النهاية كما تفضلت فإن التعويل على الإعلام والضغط على السلطة
لاتخاذ التدابير اللازمة في حالة الإنفلات التي نعيشها الآن .... شكراً أخي نصر الدين
على التعليق القيم وتحياتي للزملاء والإخوان بمكتبكم العامر ولكم جميعاً ودي ومحبتي .....

شكرا الاخ بابكر قدور
موضوع مهم. استفدته منه كثيرا لقلة معرفتي بهذا الجانب. و فعلا تكاثر حدوث هذه الظاهرة بشكل مقلق و الأسباب قد تكون كثيرة .
و قد يكون علم النفس و الاجتماع هما المفسران لهذا الموضوع. الهجرة الداخلية في اعتقادي أدت إلى حدوث خلخلة في قيم المجتمع بشكل كبير
كما يحدث في كل الهجرات الداخلية في العالم.
وشوشةخاصة كما تقول الصديقة بت عمسيب: ىصورتك في البروفايل دي جميييلة. و بالمناسبة هل أنت من عائلة قدور من الدامر.
أخيرا لك الحب و المودة

شكرا يا اخ بابكر على البوست المهم.
إشارتك للتركيز على البيدوفيليا كحالة يمكن التعرف على المصابين
بها مبكرا و بالتالي وضع التدابير التي تخفف من احتمالية اعتداءهم
على الأطفال مستقبلا و ترك التركيز على الأمور الثانوية فيما يتعلق
بهذه القضية مثل الكلام عن انتشار المخدرات و غيرها، إشارة نابهة
و في محلها و وقتها تماما.
معظم المتهمين في القضايا الاخيرة كانت لهم سوابق في التحرش بأطفال
و يبدو انها مرت مرور الكرام الى ان تورطوا في جرائم اكبر مصحوبة
بالقتل او العنف تدافع الجميع لأبدأ الاندهاش من هذا الذي اصاب مجتمعنا
وو للحديث عن المخدرات و غيرها.

شكرا على البوست المهم
وفعلا نحتاج الى دراسة وتشخيص لهذه الحالات بالسودان ونستفيد من الدراسات والبيانات لتجربة الدول الاخرى
احترمت جدا بعض الصحفيات اللاتي قمن باجراء مقابلات مع مدانين بالسجون في جرائم اغتصاب اطفال
وياريت لو يتم اخضاعهم لدراسات نفسية واجتماعية وجمع المعلومات عنهم قبل تنفيذ عقوبات الاعدام
الدراسة مهمة لمعرفة الدوافع والمسببات تصلح كقاعدة لمشروع وقاية من الجرائم المماثلة

لكم التحايا اخوتي ..


وهنا يا استاذ قدور تتلخص الماسأة !
عموماً الكبت في مجتمعنا وأعني بالكبت هنا المعنى الواسع
له قد أدى لتعاطي المخدرات وانتشار الجريمة وتنوعها وأدى إلى
انحسار ملحوظ في التمسك بتقاليدنا وأعرافنا التي بنيت عبر آلاف
السنين. المصدر :

ولكم جميعآ وافر الشكر ,,,

أخي العزيز محمد عبدالله الحسين
لك الود والتحايا الطيبات
ولك الشكر العميق على الحضور والتعليق بالرأي الثاقب .. ففعلاً أخي
قد تكون الأسباب كثيرة ومتعددة والحل يكمن في الدراسة من قبل أهل
علمي النفس والإجتماع مع مشاطرة أهل القانون واتفق معك تماماً في
الجزئية الهامة التي أشرت إليها وهي جزئية الهجرة الداخلية التي تحدث
عادة خلخلة كبيرة في قيم المجتمع والتي حدثت وبصورة واضحة في
المجتمع السوداني خلال الثلاثين سنة الأخيرة.
أما الوشوشة الخاصة التي نحتفظ بكافة الحقوق فيها لبت عمسيب فإسم
قدور تشترك فيه عوائل كثيرة من بينها نحن وآل أسرة السر قدور وبهذا
السبب نشأت بيننا وبينهم من خلال الأستاذ السر قدور معرفة دون أن تكون
هناك رابطة القربى وقبل فترة طويلة من الزمان إبان وجود الأستاذ السر
قدور في القاهرة سألناه عن أصل هذا الإسم فأجاب بأنه قد بحث وراءه
كثيراً ورجح لديه أن الإسم قدم إلى السودان من المغرب.
لك تحياتي ومحبتي أستاذنا محمد عبدالله الحسين ....

أخي دكتور سيف النصر
لك الود والتحايا الطيبات
بل الشكر لك على هذه الطلة التي شرفت البوست وشرفتني .... وتحليلك صائب
فالواقع أنه في الدول الأوربية يتم حصر المصابين بهذا المرض وهم معروفون
للسلطات القائمة على الأمن ويخضعون لمراقبة دقيقة مما قلل كثيراً من حدوث
تلك الجرائم العنيفة .... أتمنى أن نرى ذلك في السودان .... فلدينا العقول في
مختلف المجالات المتعلقة بهذا الموضوع .... شكري لك مرة أخرى دكتور سيف.

أخي حاتم الهواري
لك الود والتحايا الطيبات
ولك الشكر أيضاً على الحضور الباهي .... وفعلاً التركيز على الدراسة
أمر في غاية الأهمية فلو وضعنا أيدينا على المسببات والدوافع فمن السهولة
بمكان وضع الحلول ولوضعنا قاعدة متينة للوقاية من تكرر حدوث تلك الجريمة
البشعة كما تفضلت وأشرت إلى ذلك. شكري لك مرة أخرى أخي هواري.

حباب بت عمسيب
ولك الشكر على الحضور مرة أخرى .... والتأكيد على التعليق
الشكر مني أصالة ومن الإخوة المتداخلين إنابة ....