أرملةٌ في قصرٍ مسحُورٍ

07:22 AM February, 07 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

*******************

1
نصفُ الحقيقةِ كلها
ـــــــــــــــــــــــــــ
عينٌ واحِدةٌ تكفي لكونٍ أعمى
تكفي لأرى من كُلِّ شيءٍ نصفَهُ
الشّارِعُ، القميصُ، الضحكةُ...
نصفُ البصرِ للملمُوسِ
والآخرُ أودّ لو يرتدّ للبصِيرةِ فتتقِدُ
الكونُ بحاجةٍ ماسةٍ لبصائرَ وقّادةٍ
لا حاجةَ بهِ لمن يأخذونَ أكثرَ مما يستحِقونَ
في الفِتنة.
أحسُّ بأنفاسي اللاهِثةِ بنصفِ رغبةٍ في اللِّحاقِ بسحابةٍ
بنصفِ اِبتِسامةٍ تتمشى في المقهى المُجاوِرِ
بنصفِ كتابةٍ عن الحبيبةِ
أمي أرضعتنيّ شجراً
على إن ذا كان ابتداءُ النّهرِ
إذ كيف تدفّقُ من الرُّوحِ اللُّحُون؟
جدولٌ إثر نبعٍ
تبعثُ في القلوبِ اللّهب
ليس في اللّهبِ نِصف!
ما أقولُ لامرأةٍ تنهضُ من أخيلتي
تربيُّ قلبي الطِفلَ
تعلّمهُ المعاني، أعني بريقُ دقتِها...
لا شأن لي في معزُوفةِ الرُّوحِ والجسد!

2
على سطحِ الماءِ
أقِفُ ولا ابتلُّ
هكذا تدفقَ اليابِسُ من الماءِ..

3
قريباً من البابِ
خطوةٌ متشبثةٌ بالبلاط
ظِلُّ ابتسامةٍ خاليةً من الرّمل
أسىً يقطرُ لحونَ نايٍّ مكسورٍ
صوتٌ مشرُوخٌ يدمدمُ.
قريباً من المخرجِ المُفضيّ إلى النّسيانِ
سأخُذُ إلى امرأةِ الغيمِ الهارِبِ
أُغنياتيَّ المُوشاةَ بغِبارِ خطوِها المُعلّقِ
بظِلِّ الرّملِ والأسى
سأدعُها ترنمَها بصوتِها البِلُّوريّ
وأرقصُ على حافةِ الغيم.

4
الشّارِعُ وهو يتشبّثُ بأهدابِ الضّوءِ
ما فسرَ بوضُوحٍ للعابِرينَ
بهجتَهُ بانتِباهِهم لتفاصيلِهِ المموّهةِ..!!

5
الشّارِعُ بصوتِهِ اﻷجشِّ
يتودّدُ ﻷُغنيةٍ فارِقةٍ فارِعةٍ
فتخبِّئُ زينتَها في زهرِ الكلِماتِ..!!

6
والشّارِعُ لاحَ لي
كما لُحتُ لهُ:
عينانِ تُشِعّانِ بالنّزقِ والنّوايا
وقلبٍ ثقبتهُ المسافاتُ والغوايةُ..!!

7
وسال الشّارِعُ قمراً
للوحاتِ اللّيلِ المُختبِئةِ
فحسِبتهُ شمساً
وطارتْ لعِناقِهِ..!!

8
الشّارِعُ بقدمِهِ الأسفلتيةِ الواحِدةُ
يوزِعُنا كلاعِبِ اِرتِكازٍ مُخضرمٍ
على جميعِ الجِهاتِ
لكِنا لا نحرِزُ لهُ البتّةَ هدفاً..!!

9
الشّارِعُ ورأسي
أيهما يدُورُ بي..!!
(قال الوجعُ)

10
يتوضّأُ بأرواحِنا اللّيلُ
ليقِمَ صلواتَهُ
وأنا سأدعُها لهُ
وأخلدُ للنُّومِ..!!

11
هارِبةٌ من مِرآةٍ سلبتْها نِصفَ وجهِها
مِرآةٌ مسحُورةٌ قاتِلةٌ
هارِبةٌ لا تلوّي على شيءٍ
على أمشاطِها هارِبةٍ عسى أن تُحلِّقَ من قُدامِ المِرآةِ
امرأةٌ كانت حالِمةٌ
حتى لاك النّاسُ سِيرتَها
سمُّوها -فيما أذكُرُ-:
ساحِرةً
مغوّيةً
شيطانةً
.... ضعْ ما يعِنَّ لكَ مما يلوكَهُ الخلقُ بأرملةٍ في قصرٍ مسحُورٍ!
7/2/2016م