الجُثّثُ المُتفحِّمةُ

09:23 AM February, 04 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

*************
1
ليس من أثرٍ لقدمينِ في الرّملِ
اتبعُ الرِّيحَ لقبضةٍ من عدمٍ.

2
قالتْ:
حزينةٌ من خَدشٍ طَفيفٍ جرى
على موسيقاي..
لما رفعَ ساحِرٌ في القاعةِ يديهُ
وصفقَ لقلبي المُمزقِ
وهو يوزِعُ أشجانَهُ
على الموتى..!!

3
ترجُفُ غُربتي تحت ملاءتِها..
وأنا مثل نملٍ حنونٍ
أنقلُ على ظهري لنهمِها:
اﻷيامَ القادِمةَ..!!

4
من أيِّ جُبٍّ يخرجُ علينا العالمُ،
ويشربنا..!!

5
لكنكَ واقِفاً على أصبعيّ
أيها العالمُ
ألا تدّعَني أكدُّ في التّعثُّرِ؟

6
ضعْ جُثتَكَ المُتفحِّمةَ على كتِفي
لنُنظِفَ بتؤدةٍ أدمُعٍ يابسةً
بعينيِّ الكرةِ اﻷرضيّةِ البائِسةَ..
فلربما اِستيقظتْ روحُ العالمِ
وهرعتْ نحو أنحائِها
لتلتمَ بإنسانِيتِها الضّائعةِ..
أو ضعَها بجيبي المُكتظِّ بأرقي
قد ننسى معاً:
التّعوِيلَ وإن لوهلةٍ
على أُممٍ خائرةٍ..
ض
ع
ه
ا
ولا تلتفِتَ
فإنكَ لن تهرُبَ من جبروتِ
اﻷوجاعِ الضّارِيةُ..
أو تسدّدَ لكمةً بكماءَ
حين يستأنِفُكَ اﻷملُ
لصدغِ حقيقتِنا التّائهةْ..!!

7
سيأخذُني إلى بيتِهِ:
الزّمنُ..
وأنا الغريبُ
لا يديّ دقائقهُ
ولا نبضيّ الوطنُ..
أبقى مُعلقاً كفرعِ شجرةٍ
تتناهبنيّ اﻷورادُ
يمتصُّني الشّجنُ..

8
قال وهو يضربُ كفًّا بكفٍّ:
لو إن يديّ معي
كُنتُ رميتُ دانةً بقلبِ الوقتِ
حتى يكونَ في حِلٍّ من
النّهارِ واللّيلِ..!!

9
سأسألُ النّجمَ ثانيةً
حين ينتصِفُ النّهارُ:
عن أيِّ حياةٍ تحدِّثُني
وأنتَ ستنطفئُ بعد قليل..!!

10
ولقد بعثتُ لكُلِّ جبلٍ
التقيتهُ على طولِ الطريق.
كي يترامى بيني وبينهُ
كُلُّ وثنٍ، أو وهجٍ، أو بريق.
3/2/2016م