فلماذا نرتضي ان نكون ..... محض حزب وقبيلة ؟؟؟؟

04:50 PM February, 03 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله محمد احمد بلة-كوستي
مكتبتى
رابط مختصر

سعيده شرف
اغانى الصحراء....رقصات الغابه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدخل:
عندما اهدى بعض تلاميذ الشيخ الصوفى في الأردن تذاكر حفلة نانسى عجرم له ما تخيلوا انه سيكون جلوسا هناك .. وفى غمرة الاحتفال وانشغال الشباب بنانسى كان الشيخ يرفع يديه ((اللهم كما افرحتهم في الدنيا افرحهم في الاخرة))
الفرق بين ان تنظر الى فعل العباد في ملك الله وبين ان تنظر الى فعل الله في ملكه
..............
الموسيقى تصدح في الخلف والمغنى يدخل الى المسرح عن يمينه سعيده شرف سلطانة الغناء الامازيغى وعن يساره مغنية أخرى
((وياي ياي.... ياى ياى ياى
اشهد الا اله الا الله... محمد يارسول الله))
بلهجة الشمال الافريقى واللغة الامازيغية مدحة للنبى ومناجاة لله تعالى
راقصات يتحزمن من الوسط والارداف تهتز
وسعيده شرف ترتدى اسكيرت وبلوزه و ((ثوبها)) لا استطيع ان أقول ثوبنا فهو ذات ما ارتدته (معلومه منت الميداح) وماترتديه نساء الصحراء في المغرب وموريتانيا وماترتديه السودانيات
سعيده شرف هركولة ممتلئة القوام ساطعة الجمال كأنما عناها حسان بن ثابت حين قال:
بنيت على قطن اجم كأنه.... فضلا اذا قعدت مداك رخام
تشابه تماما فتياتنا الحسانيات في النيل الأبيض جمالها وملامحها حتى اغانى صحراء شمال افريقيا يسمى بالغناء ((الحسانى))
هل هي مصادفات؟؟ ام هناك ارتباط موضوعى اضعناه في التاريخ وادعائنا بالانتماء الى عوالم أخرى؟
وبنات الكورس فرنسيات الملامح والملابس ((دون اكمام))
((ايه سبحان الله ... سبحان الله العظيم))
ويرددن العبارات بالامازيغية ... وشيئ فيك يهتز
شيئ يتجاوز ماتراه وما تسمعه.. شيئ في مشاش الروح وعمق النفس
((يا الهى ياغفار ...اجرنى من حر النار)) وسعيده شرف ترددها بلطافة صوتها وعذوبته
حينما تنهمر عيناك وتضيق نفسك من اوزارها
المشهد ضاج جدا بالموسيقى..او ضاج جدا بالمعانى والعرفان
ان كنت في الأعلى ستنظر الى المعانى وترى مهرجانا وفرحا من التسبيح لله تعالى وحضور الله تعالى يطغى على مكان ما ظننت ان يتجلى فيه حضوره
وان كنت في الأدنى ستنظر الى الأجساد واثارة الرقص
وان كنت في الوسط ستنظر الى هذا وذاك اما سموت بالتسبيح او ترديت ((بالهجيج))
القضايا ليست في ما تشاهد وانما فيك انت .. في طبيعة روحك وزاوية النظر الى الفضاء المتسع والواقع والاشياء
نسجن انفسنا في اضيق الأركان ... في التنظيمات السياسية والايديولوجية والجهات والقبيلة والعرق واللون وتفسير المعانى
في الهوية الأحادية وفى اقفاصنا واسوارنا التي نخلقها حول انفسنا .. في تمركز الذات وإلغاء الاخر وفضائه الذى هو جزء من فضائنا يلاقيه ويكتمل به
لماذا توبنا هو توب موريتانيا ولماذا سروال ادروب وتوبه هو ما ارتداه غاندى ويلبسه الهنود ولماذا تربط نسائنا التوب من الوسط تماما كالسارى الهندى.. واغانى الصيادين ((السماكه)) من حلايب الى مصوع هي ذات اغانى السماكه في سلطنة عمان
قبائلنا في دارفور هي ذاتها في تشاد وافريقا الوسطى.. وفى الشرق نفسها في اثيوبيا واريتريا
والدينكا والمسيرية خؤولات وعمومه.. نحن عوالم متسعه وفضاءات كبرى قادره على استيعاب الاخرين ولكنا نضيق بأنفسنا
كلنا يظن انه الصواب المطلق
اسلامى يلغى يسارى ويسارى يلغى اسلامى واسلامى يكفر اخر ويتمنى ان يراه في قعر جهنم
وقبيلة تلغى قبيله واثنية تضطهد أخرى
ماذا اذا تعايشنا وسمعنا بعضنا بعضا وفهمنا ما يقوله الاخر
الاخر ليس عدوى وانما انا ولكن من زاوية أخرى
ليس صوته الا صوتى وتمام رأيى واستقامة طريقى
بعضك بعضى لغة وملمحا وهوية وثقافة
بعضى بعضك شكلا ومضمونا وروحا ومزاج
نحن اكبر من اثنية ومن شعب وامه... نحن عالم في هذا السودان
عالم ينفتح على الجميع ويخاطبه موسيقى وفقها وفكرا ولغات
نمتد من الصحراء الى الغابة ومن البحر حتى البحر
نحن اريتريو اريتريا واثيوبيو اثيوبيا وتشاديو تشاد وموريتانيو موريتانيا وعرب الجزيرة العربية وقلب افريقيا ونبضها
فلماذا نرتضى ان نكون .. محض حزب وقبيله؟؟؟