اعلان الجبهة الثورية الجديد ...طعنة في خاصرة ندا السودان

07:11 PM January, 24 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

تحليل : لؤي عبدالرحمن
فاجات الحركة الشعبية الاوساط السياسية باعلان هيكلة جديدة للجبهة الثورية واحيائها من جديد ليعد الاعلان الذي خلا من حركات دارفور بمثابة صفعة قوية لتحالف نداء السودان الذي يضم الحركات مجتمعة مع حزب الامة والذي اختتم اجتماعاته قبل يومين بالعاصمة الفرنسية ، وجعلت الخطوة الكثيرين يتساءلون عن دواعيها في هذا التوقيت بالذات سيما وان المعارضة تدبج بياناتها هذه الايام بضرورة الوحدة والتنسيق المشترك وصولا لهدف التغيير
:: الاجتماع الاستثنائي ::
الجبهة الثورية جناح عقار قالت ان مجلسها القيادي عقد إجتماعا إستثنائيا في باريس 19 يناير 2017م تناول تطورات الوضع السياسي في البلاد وأكد علي تمسك الجبهة بخيارها الرئيسي وهو إسقاط نظام المؤتمر الوطني وإقامة دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية وفقا لما جاء في بيانها الذي اعلنت فيه الهيكلة والذي حثت فيه علي ضرورة تعميق التواصل مع القوى السياسية وقوى نداء السودان بغرض الوصول الي مركز موحد للمعارضة
:: الهيكلة ::
البيان قال ان الهيكلة الجديدة اتت متمثلة في اختيار مالك عقار رئيس الحركة الشعبية شمال رئيسا للجبهة الثورية السودانية ورئيسا للمجلس القيادي ونصر الدين الهادي المهدي القيادي بحزب الامة نائبا للرئيس فيما جاءت الدكتورة زينب كباشي عيسى أميناً عام للجبهة وأسامة سعيد ناطق رسمي بإسما علي أن يتم تسمية أمناء الأمانات في وقت لاحق لتصبح الهيكلة الجديدة بمثابة تاكيد لانقسام الجبهة الثورية الام بان اصبحت حركات درافور جسما اخر وجناحا بخلاف جناح عقار
:: مؤشر اخلاف ::
اعلان جناح الجبهة الثورية بقيادة مالك عقار يعتبر فصلا عمليا وتخليا عن خدمات حركات دارفور السياسية والعسكرية والتى نجحت الحركة الشعبية لاستدراجها لجنوب كردفان واشراكها في العمليات العسكرية خاصة في ابوكرشولة وام روابة ، وقد يكون ماجرى مؤشرا على اختلاف وجهات النظر حتى في مجمل العملية السياسية التى توقفت قبل اسابيع بسبب خلاف بين الحركة الشعبية والحكومة حول قضية توصيل الاغاثات الى المنطقتين ، اختلاف جعل حركات دارفور رهينة لموقف الحركة بقيادة عقار في الجلوس للتفاوض مع النظام
:: تمهيد الطريق للمفاوضات ::
فصل الحركة الشعبية شمال عن حركات دار فور ربما يمهد الطريق امام مفاوضات منفصلة للطرفين مع الحكومة ، ويدعم هذا الاتجاه التمهيد لذلك من القطريين الذين توسطوا بين الحركات وحكومة السودان وماقام به الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي من تحرك لاجلاس نظام الخرطوم مع الحركة الشعبية ، وهو امر من المتوقع ان يسرع عملية الوصول الى اتفاقات ثناية والاتجاه نحو الحوار الشامل ، كما انه من المستبعد ان يكون ذلك بغرض التقوي عسكريا للضغط الدولي على الاطراف بالتوجه نحو السلام
:: عدم جدوى النداء ::
احياء الجبهة الثورية التي تتزعمها الحركة الشعبية يعني عمليا موت تحالف نداء السودان وفشله وعدم رضاء الحركة وتنظيم الشرق المتحالف معها عن الهيكلة الخاصة به ،كما انه اشارة واضحة للاخرين الذين يودون الانضمام للنداء بعدم جدواه كجسم يجمع المعارضة والا لما استقلت هذه التنظيمات ، وتعتبر العملية شكل واضخ لخلافات المعارضين وفي اوضح صوره لانها اتت بعد ايام قليلة من اجتماعات متواصلة جمعت القوى المنضوية تحت لواء نداء السودان بباريس
:: البحث عن تسوية ::
هيكلة الحركة الشعبية شمال في الجبهة وبعدها عن الحركات الدارفورية وحزب الامة يشير بوضوح الى ان الاجواء السياسية في البلاد قد تغيرت بشكل كبير وان المواقف ايضا قد تتغير نتيجة لفك الارتباط بين تنظيمات المعارضة ، وقد يفسر الامر بان الحركة تبحث عن تسوية خاصة بها بعيدا عن الحركات لانها تعتقد ان قواتها الاقوي بين المجموعات المسلحة ولها ميدان كبير يجعلها تحوز على مكاسب اكثر من حركات دارفور التي فقدت ميدانها واعادت غالبية قواتها للداخل في تسويات مع السلطات ، والامر ذاته يمكن ان ينطبق على الحركات الدرافورية التي ترى انها امامها فرصة في السلطة لكبر حجم قضيتها في اذهان المجتمع الدولي بجانب ميزات الوساطة القطرية التى تفسر ماديا وكضمانة اقليمية مقدرة لايمكن التهاون بها من قبل المؤتمر الوطني

آمنت بالله....