عوض الله دبورة .. المراسل الصحفى الاول فى السودان ..

عوض الله دبورة .. المراسل الصحفى الاول فى السودان ..


01-21-2017, 12:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1484998164&rn=0


Post: #1
Title: عوض الله دبورة .. المراسل الصحفى الاول فى السودان ..
Author: د. هشام عباس
Date: 01-21-2017, 12:29 PM

11:29 AM January, 21 2017

سودانيز اون لاين
د. هشام عباس-
مكتبتى
رابط مختصر

عوض الله دبورة .. المراسل الصحفى الاول فى السودان ..
لم تجف دموع المقل الحزينة فى عطبره من وداع الفنان حسن خليفة العطبرواى حتى فجعت المدينة برحيل الاستاذ عوض الله دبورة أول مراسل صحفى سودانى خارج العاصمة .. و يكون بذلك عام 2007م هو عام الرحيل لاسماء اقترنت بعطبره.. و دبورة هو صاحب اشهر مكتبة فى المدينة و يتمتع بحس صحفى عالى جعله يتعامل مع الكتب و المجلات و الصحف بطريقة غير تلك التى تشعر انك تتعامل مع بائع.. فهو يشارك فى المضمون الصحفى وبنقل الاحداث و لعل جيل الاربعينات و الخمسينات والستينات من القرن الماضى يذكرون كيف ان عوض الله دبورة نجح بهمنيته العالية بنقل اخبار الحركة الوطنية و العمالية عبر الصحف فى ذلكم الوقت .
ولد الاستاذ عوض الله دبورة فى قرية كنور شمال مدينة عطبره فى العام 1924م و درس فى ذات المدرسة التى انتمى اليها صديقه العطبراوى و هى مدرسة عطبره الشرقية.. ونشأ مع والده بمدينة عطبره و اصحب من رواد سوقها بحكم عمل والده فى تجارة العطاره .. وقد ذكر لى الراحل دبورة فى حوار اذاعى باذاعة عطبره انه و حتى منتصف الثلاينات كانت لا توجد مكتبات بالمعنى و الشكل المتعراف عليه حالياً .. و قال انه كان يشترى المجلات من حلاق معروف بالسوق هو الطاهر محمد حامد حيث كان يعرض الكتب و المجلات والصحف فى منضدة بجانب عمله في مهنة الحلاقة.. و من خلال علاقته بهذا الحلاق برزت فكرة تأسيس مكتبة دبورة و كان ذلك فى عام 1948م .
دبورة و الرأى العام و اسماعيل العتبانى :
كان العام 1945م بداية جديدة فى عالم الصحافة السودانية حيث ظهرت صحيفة الرأى العام كأول صحيفة سودانية مستقلة و كان مؤسسها الاستاذ اسماعيل العتبانى صاحب مدرسة صحفية تدعو الى التوازن و الصدق و التحقق من الاخبار بعيدا عن الاثارة.. و لم اراد العتبانى نقل اخبار الحركة العمالية فى عطبرة اتصل بصديقه المرحوم / الفاتح البدوى والد البروفسور سعاد الفاتح وقد كان من كبار الادرايين بالمنطقة الشمالية و طلب منه ان يختار احد المراقبين ليكون مراسل لرأى العام من عطبره.. و قد ذكر لى المرحوم دبورة ان المرحوم الفاتح البدوى اتصل تلفونياً من مكتبة بالاستاذ/ اسماعيل العتبانى و جعلنى اتحدث معه عبر الهاتف و كانت هذه صلتى الاولى بالرأى العام.. و فى حوارى الموثق مع المرحوم دبورة اثنى على مدرسة العتبانى الصحفية و قال انه شخصية غير عادية وتحدث على تفوق الاستاذ/ اسماعيل العتبانى فى مجال الادارة الصحفية فى زمن ما كانت فيه الامكانيات الصحفية متوفرة بالشكل الذى نجده الان و يذكر دبورة ان أول اسلوب فى تسويق صحيفة الرأى العام بصورة غير معهودة جاء به اسماعيل العتبانى حيث طلب منى إن أبيع النسخ مباشرة من المكتبة وكان السائد انا توزع عن طريق الاشتراك فى الدواوين الحكومية و تذكر دبوره كيف انه كان يستعين بقوات البواليس لتنظيم صفوف مجموعات المحتشدين المطالبين بجريدة الرأي العام.. و هنا يروى المرحوم/دبوره ابزر قصص مدرسة العتبانى الصحفية فى التحقق من صدق الخبر حيث صدمت عربة احد المفتشين الانجليز احد المواطنين بعطبره فشاهده دبوره هذا الحدث و نقله عبر الهاتف الى صحيفة الرأى العام وتم نشره و نسبة الى ان المدينة كانت تموج بالغضب من المحتل حيث كان ذلك فى العام 1949م تطور الامر فاخذ بعداً سياسياً .. و كتب دبوره خبراً فى اليوم التالى مفادره ان الرجل المصدوم قد توفى و تفاجأ دبوره بهاتف من اسماعيل العتبانى يدعو دبوره للتاكد من هذا الخبر و الذهاب لمنزل العزاء و عندما ذهب دبوره الى المستشفى وجد الرجل على قيد الحياة.. و ان هنالك رواه اوصلوا له الخبر فى خضم احداث سياسية ووطنية تحارب المحتل بكل الصور وذكر دبوره بان هذا السلوك المهنى كان الدرس الاول الذى تعلمه والذى استمر معه مراسلاً تاميم الصحافة السودانية فى العام 1970م
ان المرحوم دبورة يعتبر حلقة من حلقات دخول الصحافة العربية وبخاصة المصرية الى السودان حيث منحته دار الهلال المصرية حق التوزيع انتاجها فى السودان فى العام 1952م واصبحت مكتبات العاصمة ووسط السودان تجد حظها من هذه المنتجات من مكتبة دبورة.. وفى منتصف الخمسنيات اصبح دبورة لدار الحلبى والتوفقية فى بيروت..
عرف الراحل دبورة بدعمه للزعيم اسماعيل الازهرى وكانت داره ومكتبته مقترحة للاتحاديين مناصراً لهم فى كافة قضاياهم لكنه كان يؤدى مهنة الصحافة فى حياديه اكسبتع احترام الجميع .. وقد تم تكريم الاستاذ / دبورة فى محاغل كثيره الا انه حدثنى عن تكريم مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية له وقال لى ابن الاستاذ/ على شمو رئيس المجلس صديقى وهو يعرف قدر الرجال ..
رحل دبورة فى ليلة حزينة حيث كان فى وداعه الاخير اهل عطبرة يتقدمهم الاستاذ/ غلام الدين عثمان والى نهر النيل وتحدث انابة عن اهله واصدقائه الاستاذ/ حسن احمد الشيخ الناشط الاجتماعى المعروف بالمدينة.. رحل دبورة بعد ان خلد تراثاً من الذكريات الجميلة عن الاستقلال والحركة الوطنية والعملية فى فترة مناهضة المحتل.