Post: #1
Title: مدائنُ تجرِفُ الظِلَّ..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-21-2017, 08:57 AM
08:57 AM January, 21 2017 سودانيز اون لاين بله محمد الفاضل-جدة مكتبتى رابط مختصر ***************** 1 الدّمُ الزّاحِفُ... -------------- أصرخُ في الهلعِ: ميّزَ ملامِحيّ بسِماتِكَ البلهاءِ أنا الوجهُ المنسيُّ لدوّامةِ الدّمِ تتسلّقُني من كُلِّ الجِهاتِ تفترِسُني ضعْ صرختَكَ بين شفتيّ القانِيتينِ عسى أن يهرعَ إلي مركِبِ العدمِ الشّحيحِ يجرُّني إلى حيث لا شيءُ لا كونُ، لا أحاسِيسُ، أو أحلامَ تلتفُّ على حامِلِها كمِشنقةٍ لا خيرُ لا شرُّ إليّ أيها الهلعُ الكفيفُ.
2 يتحلّقونَ حولَ الشجرةِ المُحرمةِ* ودون أن ترفَّ أجفانُهمُ يقطِفونَ ثِمارَها وينتشِرونَ ليعبُّوا من أقداحِ الغطرسةِ الجوفاءِ. * الشجرةُ المُحرمةُ هُنا هي السُّودانُ.
3 سأجلِسُ إلى الصّمتِ هذا المساءَ علّه يعيدُ إليّ ما استرقّهُ الكلامُ.
4 أناشيدُ للرّفيقِ..) 8) يتذّكرُني الصّمتُ فيلكزُني يتذّكرُني البردُ فيشحذُني مثل النبأِ العاجِلِ عن موتِ امرأةٍ جراء الجوع.. يتذّكرُني الجسدُ فيضيقُ عليّ يتذّكرُني السهوُ فيمحوني يتذّكرُني الوردُ فيرسمُني في قارورةِ عِطرٍ فارِغة...... تتذّكرُني اﻷشياءُ وأنا لا يَشغلُني إلا كفَ رفيقي.
5 الرّجُلُ الذي تلقّفتَهُ المتاهةُ ثبّتَ قُبالتَهُ سِلمَ الرِّيح نذرَ ندوبَهُ للغدرِ والخساسةِ ويظنُّ أنهُ المسرى الصّحيحُ آنما لقيتهُ تبسمَ خُبثُهُ وانبرى يسرُدُ عن ذبيح فالنفسُ ضعضعتَها الضِّعةُ وهدّ أركانَها الزّللُ الكسيح
6 متى ما دوّنَ غنائمَ أخيلتِهِ رعاهُ الظنُّ أنها ستقرُصُ اﻷبجديّةَ في ........ فتهشُّ بدهشةٍ لتُراقِصَ رؤاهُ..!!
7 ببقيةٍ من شجنٍ كتبتِ الضّحكةُ في صدرِ اللّيلِ: عُنفوانَها وانصرفتْ إلى حُشُودِ اﻷسى في الرُّوح. الضّحكةُ سِّرٌّ جهيرٌ يتأبطُ في فزعٍ علبةِ ألوانِهِ كي يُخربشَ مع الدَّمِ: لوحةِ الحياة. ما لم أُقدِمُ للشّجوِ قرابينَ مثل: إيقاعٍ صاخِبٍ موسيقى مجنُونةٍ لحنٍ لم يشربَ من جرةِ اليبابِ خُفُوتاً ومنديلٍ مرّرتْ عليهِ الحبيبةُ قُبلتَها التجريبيةَ . . . فلن يستعيدَ فمي ضحكتَهُ التي ضلّتْ طريقَ اﻹيابِ منذ ما يربو على عُمرِ الكُون..!!
8 مدائنُ تجرِفُ الظِلَّ.. ---/---/---/---/--- خبأتْ في الخريفِ نارِها وقدمتْ للوقتِ البهار.. من أغلقَ راحَهُ عن روحِها، زينتْ كتفيه بالغِبار.. هيأتها اﻷوتارُ للالتئامِ، بأيِّ وِردٍ في سِفرِ اﻹزهار.. من كُلِّ عهدٍ وِسع اﻹبصارِ، أو يتوارى قيدَ التشيؤ والانتظار.. مدائنُ تجرِفُ الظِلَّ، كلما برونقِها الفتانِ احتمى، فيبقى الأصلُ المانحُ لبهرتِها الرُّوحَ في أوجِ الانكسار..!!
9 أنتِ تقترحينَ على أصابِعيّ أن تأخُذَ من الهواءِ طبعَهُ لففتُ جسديّ بشاطئينِ نادمتنيّ حديقةُ سأمي فتحنا الجِراحَ على أبوابِ الصّمتِ انتهينا إلى مأدُبةِ اللّعناتِ . . . أُراهِنُ أن أصابِعيّ حين حلّتْ إزارَ صبرَكِ الفائتِ عليّ كانت تشوّفُ لطرديّ إلى أقصى الماءِ كانت لتظلَّ ترقُصُ دوني معكِ لكن الهواء هوَى.
10 انحنى اللّحنُ، على طريقةِ المايسترو للموسيقى التي حملتهُ إلى سمواتٍ تاسِعةٍ بالِغُ النّشوةِ أن ترفرفَ عالياً فارِداً جناحيكَ لاقصاهما هكذا هتفَ اللّحنُ.
11 تُحلِّقُ نعوشُ الأنبياءُ كالطيفِ، أو كالطيرِ حتى ينزلونَ إلى اللّحودِ خِفافاً لا يتخطفهم نصبٌ كيفما عمروا الأكوانَ بظِلِّهم يمرّونَ إلى الفناءِ ويبقى الدّفءُ محلهم. 21/1/2016م
|
|