الاستاذ العظيم +-الرحمة للمفكر محمود محمد طه

الاستاذ العظيم +-الرحمة للمفكر محمود محمد طه


01-19-2017, 05:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1484845045&rn=0


Post: #1
Title: الاستاذ العظيم +-الرحمة للمفكر محمود محمد طه
Author: زهير عثمان حمد
Date: 01-19-2017, 05:57 PM

04:57 PM January, 19 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


نحتفل اليوم الاربعاء 18 يناير 2017 بالذكرى ال 32 لإستشهاد الاستاذ العظيم في يوم الجمعة 18 يناير 1985 .




كثيرة هي الدروس والعبر التي يمكن ان نتدبرها من هذه الملحمة الحلاجية . ولكن نكتفي بالإشارة ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، لسبعة من هذه العبر :



اولاً :



في كل الاديان السماوية والوضعية ، وكذلك في الميثاق العالمي لحقوق الانسان ، الطريق إلى حظيرة الدين ، أي دين ، طريق ذو اتجاهين … إلى ومن . إلا الدين الاسلامي فيزعم بعض اتباعه ، بان الطريق إلى حظيرة الاسلام طريق لاتجاه واحد ، وهو الطريق الذي يقود إلى الحظيرة ، ولا يوجد طريق للخروج من الحظيرة بعد دخولها . يتقولون بذلك رغم ان الآية المحكمة رقم 29 في سورة الكهف تقول بصراحة :



( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) .



ويتكرر نفس المعنى في عدة آيات محكمات .



ورغم ذلك إتهم السفاح نميري الاستاذ العظيم ، جوراً وبهتاناً ، بمحاولة الخروج من حظيرة الاسلام بالنط فوق الحيطة ، لأنه لا يوجد طريق للخروج .



ولان الاستاذ العظيم حاول الخروج من الحظيرة ، حسب اتهام السفاح نميري الباطل له ، وهو أمر محرم بحسب السفاح ، شنق السفاح الاستاذ العظيم حتى الموت .



المحنة … وهي محنة بجلاجل ان الاستاذ العظيم لم يفكر ، حتى مجرد تفكير ، في الخروج من حظيرة الإسلام … وهو المفكر الاسلامي الاصيل والمجدد بإمتياز .



المفكر العظيم الذي ابتدع ( الفكرة ) ، والرسالة الثانية للاسلام .



ويمكن إختزال ( الفكرة ) في تدبر قطعيات الوحي ، وصحيح السنة بعقلية القرن العشرين ، تأسيساً على التراكمات المعرفية ل 14 قرن مما تعدون .



تستنبط ( الفكرة ) الجديد الذي يزواج بين الاصل والعصر ، ويزاوج بين الواجب والواقع ، ويتأسس على الآية المحكمة رقم 13 في سورة الاحقاف :



( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .



قالوا ربنا الله = العبادات .



ثم إستقاموا = المعاملات .



نقطة على السطر . صفحة جديدة .



قال يسوع عليه السلام :



من ثمارها تعرفونها .



ثمار ( الفكرة ) هم تلاميذ ومريدو الاستاذ العظيم ، وقيادات وكوادر وقواعد الحزب الحمهوري . هؤلاء وهؤلاء ملائكة يدبون على الأرض ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ، ( يحبهم ويحبونه … يجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .



قال :



لم أتشرف بمقابلة الرسل والانبياء ، ولكن سعيد الطيب شايب قد أغناني عن هذا الشرف الباذخ .

وسعيد لمن لم يسعد بمعرفته هو احد قادة الحزب الجمهوري .



في المحصلة انت تحرص على حقك في حرية التعبير عن افكارك ، وحقك في حرية المعتقد ، وحقك في حرية إختيار الحزب السياسي الذي تنوي الانضمام اليه … فلماذا تنكر هذه الحقوق على الآخر ؟



ثانياً :



حاول كثير من قادة الدول العظمى ، ومنهم الرئيس الامريكي ريقان ، والصغرى التدخل لدى الرئيس نميري ومراجعته في امر الحكم باعدام الاستاذ العظيم . كما حاولت منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية إثناء الرئيس نميري عن إغتيال الاستاذ العظيم لفكره .



ولكن دون جدوى .



لماذا ؟



لان الرئيس نميري ديكتاتور لا يؤمن بالراي الآخر ، ولا يقبل المراجعة والتراجع عن قرار ظالم اتخذه ، لانه لا يُري قومه إلا ما يرى . بل صار قوم نميري يصرخون في وجه الطفل الذي قال بعفوية :



الفرعون عريان يا ابوي .



يؤكد إغتيال الاستاذ العظيم ، لفكره ، أهمية النظام الديمقراطي ، الذي يضمن الشورى ، وتبادل الاراء ، وإحترام الرأي الآخر ، والأهم : إستقلال القضاء .



لو كنا ننعم بنظام ديمقراطي في يوم الجمعة 18 يناير 1985 ، لما إغتال الديكتاتور نميري الأستاذ العظيم .



ومن ثم واجب كل مواطن ان يجاهد في سبيل إسترداد الديمقراطية ، حتى لا تتكرر مأساة الاستاذ العظيم ، في إغتيال المفكرين والرواد لآرائهم وافكارهم ، في دولة ديكتاتورية .



نلاحظ ان بعض قادة الاحزاب السياسية السودانية يرفعون ( السيف ) في وجه من يخالفهم الرأي ، ويعتبرون رأيهم من كرامتهم الشخصية ، غير مسموح المساس بها وبه .



درس من دروس ملحمة إغتيال الاستاذ العظيم هو التوكيد على إن واجب كل مواطن شريف ان ينزع البرقع من وجه أي سياسي يحمل ( السيف ) في وجه معارضيه في الرأي ، ويعريه دولياً ، وإقليمياً ، ومحلياً ، حتى يعرفه الناس على حقيقته ، وينبذونه لنفاقه ووقاحته .



ثالثاً :



في يوم الجمعة 18 يناير 1985 ، إغتال السفاح نميري الاستاذ العظيم .



وبعد 87 يوم على يوم الإغتيال ، إنتفض الشعب السوداني في يوم السبت 6 ابريل 1985 ضد السفاح نميري ، واطاح به وبنظامه الاستبدادي .



صار الاستاذ العظيم قرباناً تأكله النار للانتفاضة ، والقداحة التي أشعلت النار في وجدان الشعب السوداني ، فدفعته للانتفاض ضد من إغتال الاستاذ العظيم ، وضد من إغتال أمال الشعب في حياة كريمة .



في هذا السياق ، نذكر بواقعة ذات صلة ، حتى لا نبخس الناس اشياءهم ، ولاننا نعرف إن آفة حارتنا النسيان .



في يوم الجمعة 5 ابريل 1985 ، وفي خطبة الجمعة في مسجد السيد عبدالرحمن في ودنوباوي ، القى السيد الامام كلمة مؤثرة طالب فيها الجيش السوداني بأن ينضم لمسيرة الإنتفاضة ، مسيرة الديمقراطية ، مسيرة الحق ، وأن لا يقف مع الجبت والطاغوت ضد إرادة الشعب . ثم عقد السيد الامام اجتماعات مع بعض قادة الجيش في نفس يوم الجمعة ، وكان أن اعلن الجيش في يوم السبت 6 ابريل 1985 ، انضمامه للإنتفاضة ، التي كتب السيد الامام ميثاقها .



رابعاً :



لم يطو التاريخ صفحة الاستاذ العظيم ، بإنصرافه الجسدي في يوم الجمعة 18 يناير 1985 ، فقد ظل موجوداً بوجود واستمرار ونماء ( الفكرة ) .



قال :



قدر الناس كما اراد لهم رب الناس ، وغاية كل إنسان هي ان ( يكون حيّا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله ) .



خامساً :



رفض الرئيس البشير تسجيل الحزب الجمهوري في مدابرة وإنتهاك صارخ لحق اساسي من حقوق الانسان ، الذي يكفل حرية التعبير والتجمع وتكوين الاحزاب السياسية .



كما تواصلت ، خلال الاسبوع السابق لذكرى إستشهاد الاستاذ العظيم ، استدعاءات النظام لمنسوبي الحزب بقصد الارهاب والترهيب ، فطالت الاستدعاءات :



+ البروفسور حيدر الصافي ، الامين السياسي للحزب .



+ الاستاذ عصام الدين خضر ، نائب الأمين العام للحزب .



+ الاستاذ ابراهيم بركات ، عضو اللجنة التنفيذية للحزب .



واعضاء الحزب الآتية اسماؤهم :



+ الدكتورة فاطمة جمال .



+ الاستاذ اسامة نصر الدين .



+ والدكتورة هدى ابراهيم كمبال .



وأكد الحزب الجمهوري ان هذه الاستدعاءات لن تزيدهم في الحزب الا اصراراً علي المضي قدماً ، لإنتزاع حقهم الدستوري في التنظيم والتعبير سلميا، ولن يثنيهم وعد او وعيد .



سادساً :



تدور هذه الأيام بعض الورجغات في البلاد العربية والاسلامية حول التطبيع مع اسرائيل .



في هذا السياق ، وفي ستينات القرن المنصرم ، وفى قمة فوران المد القومى العربى الذى قاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، دعا الاستاذ العظيم الى الصلح مع اسرائيل على أساس الاعتراف المتبادل ، وحل قضية فلسطين عبر التفاوض ! مذكراً العرب بأن قضيتهم ليست اسرائيل ، وانما هى اقامتهم على قشور من الدين ، وقشور من حضارة الغرب ، مما جلب عليهم الخسران المبين.



وقتها ، كان هذا الرأى غريباً على كل العرب!



ولكنها نبؤة قد انبنت على قراءة دقيقة للتاريخ ، وبصيرةٍ ثاقبة بالمستقبل ، جعلت الاستاذ العظيم وكأنه آت للعرب من مستقبلهم الذى هم عن رؤيته قاصرون .



ايدت الأحداث صدق رأي الاستاذ العظيم ، وأبانت صدق بصيرته لكل من يرى ، أو يلقي السمع وهو رشيد !



هناك نبوءة ثانية للأستاذ العظيم لم تتحقق بعد !



قال :



( من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى ! وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية ! إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة ! وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصادياً ، حتى لو بالوسائل العسكرية ، وسوف تزيق الشعب الأمرين ! وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلى ليل ! وسوف تنتهى بهم فيما بينهم ! وسوف يقتلعون من أرض السودان إقتلاعا ) !



انتهى الإقتباس !



قال الأستاذ العظيم هذا الكلام عام 1977 … قبل 40 عاماً ! بقي أن ننتظر اقتلاعهم من أرض السودان ، لتكتمل فصول النبوءة ؟



طوبى للاستاذ العظيم ، وهو في جنات ونعيم ، بين الشهداء والقديسين ، وحسن اولئك رفيقاً .

ثروت قاسم

Email:

[email protected]