العودة للقاهرة والحنين لديار عازه!#

02:44 PM January, 16 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

أن مأزق التشرد في الدنيا سفرا وترحال لأي فرد منا مهما كانت الاسباب منطقية أو عبثية تجد النفس الانسانية تظل معلقة بالوطن هو مجسد فينا صورة وجدانية ذات هيمنة متفردة علي كل الجوارح والاحاسيس وهوالحضن الدافئ بل الاكثر رحمة من كل الاحضان الدافئة يظل الوطن أقدس بقعة تحت السماء تهزمك الاشواق وتكون منكسر من شدة الاشتياق وأنت تكابر وتبكي وحيد ولا تريد أحد أن يري دموعك وهل الدمع يردك غربتك أو يغير الاحوال أو يشفيك من لوعة الحنين الجارف لأرض الاهل والاحباب وهي كما قال شاعرنا (جنة رضوان) بحق تنعم فيها بطعم الحياة و أواصر الود وسماحة الخلق والكرم المبذل بلاحدود والابتسام الذي يعلن لك حسن الطوية لهؤلاء السمر الميامين
ويظل النيل العظيم وضوء القمر يسطع علي سطحه يقطع كبدك ألتياع وفي الاماسي وانت ممد علي عنقريب و فوقك كل النجوم منشورة في السماء الصافية والاصوات ذات الايقاع الحنون هنا وهناك تنادي والسلام بالاحضان والدعاء المستمر من أمهاتنا الطيبات لك بالصحة والفلاح من منا لايذكر شاي الصباح باللبن ولي يقين أن شربة من مياه النيل لو الابيض أو الازرق هي شفاء وبحق هي الشفاء بينكم أهلي وأغلب الظن أننا نكابر ولا نعرف قيمة هذه السمراء البتول ذات الخير العميم
عدت الي القاهرة علها تكون مدنية الملاذ من هواجس البعاد والحنين الجارف للوطن ومتي نكون بها نشتم رائحة الوطن أن في ملابس قادم أو حتي أبتسامة حسناء سمراء أو رائحة بخور عروس قادمة من تخوم شرقنا الحبيبة غارقة في عطرنا المحبب الذي يبهج العريس ويحعلها مني الفحول من شبابنا وتهيج فينا كوامن التماهي مع سودانويتنا البديع فرحا وتاكيد لأمتدادنا عبر الزمن أهل وأمة مجيدة
عدت للقاهرة وخوفي أن تكون قبري وهل نهاية المطاف حسرة مفارقة الاهل والاحباب وأفقد نصيبي بمن أعشق حتي أكون تحت الثري بها وعلي راسي شاهد يقول هذا فلان أبن فلان عاش ومات هنا وكل من أهل هذه الارض الصابرين
يا وجعي وخوفي من كواسر الموت التي بلا ميعاد (أمتي أرجع لأمدر وأزور وأشوف نعيم دنياتي وسرورا )
ربي رد غربتي وبلغني وطني فأنا عبدك الفقير البحث عن الخير لا أريد غير قبر في عازة العزيزة ويصلي علي هؤلاء السمر الاخيار
أنك سميع مجيب

[/B

الأخ زهير ‏
تحية مسائية طازجة الدفء
و أنت تتقلب بين الرغبة في السفر و الحنين للعودة للوطن لم يسعفنا الفهم و لا ‏الكلمات لأن نفهم من وراء الكلمات:
فيما إذا كان هذا السفر القاصد أم إجبارياً، للعمل أم ‏للسياحة محددة المعالم و التوقيت أم مفتوحة..‏
إن الكلمات تواري حنينا خاصة للسفر و لزيارة عاصمة النشاط الثقافي و الفني المؤمّنة.
‏بالتالي لم نفهم هل هي سياحة ام عمل ام مجاملة ام استكشاف.‏
بعيدا عن الفضول القاتل سنترك التساؤلات الملحة الممقوتة جانباً...‏
‏......و نتمنى لك رحلة موفقة و عودا حميداً ..سالماً آمناً غانماً.‏
و استمتع بالرحلة يا صديقي بعيدا عن هواجس الميتافيزيقية الغائمة
و اتمنى لك في هدأة هذا الليل ( أو صخبه ،لا أدري)احلاما سعيدا