ما الوطن بدون حرية؟

ما الوطن بدون حرية؟


12-11-2016, 04:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1481426339&rn=0


Post: #1
Title: ما الوطن بدون حرية؟
Author: فضيلي جماع
Date: 12-11-2016, 04:18 AM

03:18 AM December, 11 2016 سودانيز اون لاين
فضيلي جماع-لندن/مسقط
مكتبتى
رابط مختصرما الوطن بدون حرية!؟يقول شاعر المقاومة الفرنسية ضد النازية لويس أراغون:ليست الحرية الا حياتي ، أو موتيلأنها حياة وطني المسلوب ، أو موته!تتشابه ثورات الشعوب في كل مكان وزمان، بحسبان أن التعريف البسيط للثورة يعني مواجهة الظلم أيا كان. لذا فإن عبقرية ثورة الشعوب فعل إنساني متشابه غايته اقتلاع الظلم وبناء عالم تسوده العدالة والمساواة. وعلى الصعيد الآخر فإن الطغاة في أيّ عصر وفي كلِّ مكانٍ متشابهون: تجمعهم الغطرسة والأنانية المفرطة في حبِّ الذات إلى درجة نفي الآخر حتى لو كان شعباً كاملاً. فقاموس معظم طغاة التاريخ يخلو من مفردات الرحمة. الطغاة منذ جنكيز خان في التاريخ القديم مرورا بموسيليني وهتلر وبينوشيه دكتاتور تشيلي وانتهاء بطغاة القارة التي ننتمي إليها ومنهم عمر البشير لا يهمهم أن ينام نصف شعبهم على الطوى ، أو أن تحصد الحروب مئات الآلاف ، ما دام هناك من المبررات الواهية ما يجعل الطاغية يقبض كرسيَّ الحكم بيد ، ويده الأخرى على الزناد ! الحرية عند الطغاة ترف ، والرأي الآخر في مخيلة كل دكتاتور تحريض للآخرين عليه! وكاتب هذه السطور لا يعرف معنى للحياة بدون حرية وطنه. ولأنه يمارس الكتابة كفعل حضاري لصناعة الوعي والتحريض على الاستبداد فإن حريته الشخصية لا معنى لها إذ تسجل الحرية غياباً كاملاً عن تراب وطنه لسبع وعشرين سنة ، يقوى خلالها زند المستبد كل يوم. تحرسه الكلاب الآدمية ، وتأكل من فتات مائدته البراغيث ومصاصو الدماء ممن تتقيأهم سلطات الإستبداد في كل زمان. حريتي وحرية كل أبناء وبنات وطننا اليوم لا معنى لها إن لم تشرق في بلادنا شمس الحرية في كل قرية ومدينة. لذا تطربني عبر الحدود واللغات أبيات شاعر المقاومة الفرنسية ضد النازية – لويس أراغون: ليْستِ الحُرِّيةُ إلّا حياتي ، أو موتي لأنّها حياةُ وطني المسلوبِ ، أو موْتهِ!وفي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا فإنّ المعركة ترفض القسمة على غير إثنين: نحن شعب السودان مجتمعا بكل ألوان قوس القزح الجميلة عبر تاريخ بلادنا الحديث من جانب ، والذين سرقوا السلطة تحت فوهة البندقية ذات يوم مشئوم من الجانب الآخر. 27 سنة ذاق فيها شعبنا ألوان التنكيل: الحروب التي لم يتوقف دولاب الدم فيها إلا ليبدأ من جديد. والجوع لبلدٍ توسم فيه غيرنا ذات يوم أن يكون سلة غذاء العالم. والفقر وصنوه المرض ! وفوق هذا كله حرمان شعب محب للحرية من أن يقول (تلت التلاتة كم) !! فما من شبر في بلادنا لم تسل فيه الدماء حين يقابل فيه محتجون سلميون رصاص الزنادقة الملتحين بصدورهم العارية ، كان ذلك في مذبحة معسكر العيلفون أو مذبحة بورتسودان أو كجبار أو شبابنا في انتفاضة سبتمبر 2013م وفي الجامعات أو جلد الحرائر على مرأي من العامة في عاصمة البلاد لأتفه الأسباب، مضافاً إلى ذلك فظائع حرب الإبادة وسلاح الإغتصاب في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. وشعبنا ما فتيء يقاوم الطغيان بكل عنفوانه. ففي دار فور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق كسروا سطوة الذراع العسكرية لنظام الإبادة حتى أجبروه أن يلجأ للمليشيات والمرتزقة قبل أن ينهار. والمليشيات لا تحمي نظاماً من الإنهيار.واليوم نقول إن الذين كانوا أطفالاً ساعة مجيء سلطة (الإنقاذ) هم من راهن عليهم نظام الإخوان المسلمين وخسر الرهان. الشباب الذين خسرهم نظام البطش اليوم هم نصف الحاضر وكل المستقبل. هؤلاء هم الذين يرسمون خطة مواجهة النظام اليوم بأرقى سلاح عرفه العصر ، وأكثره سلمية: سلاح العصيان المدني! فهل من خسارةٍ لنظام أكبر من أن يراهن على المستقبل ويخسره قبل بداية المعركة الفاصلة؟ نحن نعرف أنّ مصير أنظمة الإستبداد أن تودع مزبلة التاريخ..ونظام القتلة واللصوص في السودان اليوم ليس استثناءأً. قد يطول نزال شعبنا ضد الإنقاذ أو يقصر، بالعصيان وبغيره. لكننا نعرف أن معركة يقودها الشباب ستكون هي الرابحة ، فالتاريخ يحدثنا أن المستقبل لم يخسر لحساب الماضي أو الحاضر. وسيكسب شعبنا المعركة عاجلا أو أجلا ، فالتاريخ يحدثنا أيضاً أنّ جميع الطغاة خسروا الجولة الفاصلة ضد شعوبهم!مرة أخرى تطربني أبيات شاعر المقاومة الفرنسية ضد النازية – لويس أراغون:ليْستِ الحُرِّيةُ إلّا حياتي ، أو موتيلأنّها حياةُ وطني المسلوبِ ، أو موْتهِ! فضيلي جماع

Post: #2
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: فضيلي جماع
Date: 12-11-2016, 12:04 PM
Parent: #1




*

Post: #3
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: معاوية المدير
Date: 12-11-2016, 12:25 PM
Parent: #2

Quote: واليوم نقول إن الذين كانوا أطفالاً ساعة مجيء سلطة (الإنقاذ) هم من راهن عليهم
نظام الإخوان المسلمين وخسر الرهان. الشباب الذين خسرهم نظام البطش اليوم هم نصف الحاضر
وكل المستقبل. هؤلاء هم الذين يرسمون خطة مواجهة النظام اليوم بأرقى سلاح عرفه العصر ،
وأكثره سلمية: سلاح العصيان المدني! فهل من خسارةٍ لنظام أكبر من أن يراهن على المستقبل
ويخسره قبل بداية المعركة الفاصلة؟


أُستاذنا فضيلي جماع،
لك التحايا النواضر.
قد خاب من راهن علي المستقبل وخسره، وقد أفلح من كنت له أنت وأمثالك
أُستاذ فضيلي عوناً وسندا. القوما ليك وأنت تُنافح وتُكافح ضد سُلطة البطش
والجبروت، وتجعل قلمك رهن إشارة الضحايا الكادحون.
لله درّك،
والقوما ليّك...





Post: #4
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: نصر الدين عثمان
Date: 12-11-2016, 01:32 PM
Parent: #3

أديبنا الرائع فضيلي ... حياك الله



والتحية لشباب السودان الرئعين..


فالوطن بدون حرية إذلال وامتهان...


Post: #6
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: فضيلي جماع
Date: 12-11-2016, 02:16 PM
Parent: #4


تسلم استاذ نصر الدين عثمان ..بل الوطن بدون حرية سجن كبير.

Post: #5
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: فضيلي جماع
Date: 12-11-2016, 01:55 PM
Parent: #3


لك التحية وخالص الود اخي الأستاذ معاوية المدير
وشكرا لك على كل كلمة طيبة وعلى شد الحيل في زمن الإنبطاح.

Post: #7
Title: Re: ما الوطن بدون حرية؟
Author: احمد حمودى
Date: 12-11-2016, 02:47 PM
Parent: #5

UP