والدُّنيا...

والدُّنيا...


12-10-2016, 10:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1481360980&rn=1


Post: #1
Title: والدُّنيا...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-10-2016, 10:09 AM
Parent: #0

09:09 AM December, 10 2016

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

ــــــــــــــ
وقد تفاقم اضطرابُ الرُّوحِ،
مُكرّسةً للتعاطي مع وهداتِ الدُّنيا،
تأخذُ من حرِّها الضياءَ والسكونَ بيد زمهريرها،
إنما يتبدى النوالُ إن ترامى مطمحٌ للأصابِعِ،
قبضته بشكيمتها الباهرة،
حورته إلى عطايا تُبذل
فلا مرام ينجعُ في إسكاتِ أي اضطرابٍ
إن لم تمس الرُّوح أثره بسواها...
أشبه ما نكون..
سُعاةٌ يحسنون تلوين أيامهم بما يعتمل بذواتهم،
بمجابهتهم الزمهرير والحر،
كيف يستجيبون لهما،
ينقلون تفاصيلهما إلى مركز الرؤى،
فإن احتوتها الرُّوح/الوجدان وابرزت لها "أي للتفاصيل" ما يكافئها رداً..
سيتجاذبُ القصورُ لا محالة ذلك..
إننا أشبه ما نكون بسُعاةٍ فيما بيننا، وفيما بين العقل والوجدان بذواتنا،
ومن الصعوبة بمكان ألا نظل سُعاة...
ما هي ظلال الذكريات التي تجوب بين جاهزيتنا للمقابلة واجتراح معطيات منتزعة من عدو الدُّنيا بأنهارنا الجارفة منها والجافة،
ما يعيننا على رفع الفارغ مما به جابهنا فراغات الأحزان والغبطة،
ما يعنينا من تراكمٍ لا يفتح المغاليق،
يشتد أواره وينبجس ببروزه عن محطاتٍ لا يغادرها ركبنا إلى جهة؟؟
ما أحد شفرة اليقظة إذن،
تجوبُ مثيلاتها بجسدِ النفسِ، جِلدُ النفسِ وميضٌ يلوحُ ويضمحل،
تقرأه المرايا القريبة وتتجاوزه التي لا تمنحه خلا جانبها المعتم،
ما بالنا إذن لا نبذل من جراح النفس براحات حنوٍ يدفع الخيالُ بذبذباتها عن المرايا المتجاوزة،
إنما الجراح تستقطبُ الجراح...
تقشرُ بلا ملل ذواتنا،
تضعنا الدُّنيا أمام موكبها الجرار وتقبل،
من يحسن الركض دونما توقف/التفات ظفر، ومن استكان داسته جحافلها..
إنها الدُّنيا،
تحمل عليك فتلهث أنت كذا إن دعتك،
تغردُ بصوتك وتصرخُ بصمتك،
إنها موكبٌ لا يفرغ من بعثِ ملامحه ذاتها على الناس والأشياء،
لكأنها اللقطاتُ التي تُبث على حالٍ واحد،
لكأنها الغابة التي تحمص الوحوش الضارية أرجائها بأصواتها المفزعة،
يقطفُ أعلاها قوة ما يليه،
يقطفُ دقات نبضه الشائكة ومن بين أسنانه يبرزُ الدّم والابتسام،
دنيا ترتكز على السعة،
سعة الحيلة، الشكيمة، الصبر، ...الخ،
دنيا تجتذبُ إلى براحاتها رغباتَ قضمِ تفاحتها المزيفة،
حالما يحسُّ الكائنُ بوهمِ اللذةِ يخطفُ نسرٌ عابِرٌ وهمه ويحلق عالياً،
وتستمرُ الدنيا المقضومة من مكان واحد لا سواه في العدو فيما تلاحق الكائنات ما قُضم،
ذا يخطف من ذاك وهكذا دواليك،
فيما لا يلتفت أحدهم إلى سعة..
إنها الدُّنيا أيها الغارق في خضمها،
الغارف من تيهها وهم غبطة،
حسبك البذل،
حسبك البذل،
فالدنيا تكمن لذتها القصوى في البذل، فكن حكيماً ولا تأخذ أبداً،
فالخداع ما تنال...
13/8/2012م


Post: #2
Title: Re: والدُّنيا...
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 12-12-2016, 09:06 AM

Up

سلام يا صحبي نص محوري لدنيانا ودنياواتنا كثر.


،،،،أبوقصي،،،،

Post: #3
Title: Re: والدُّنيا...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-12-2016, 03:20 PM
Parent: #2

(إنها الدُّنيا،
تحمل عليك فتلهث أنت كذا إن دعتك)

سلام يا صاحب
وشكراً جدًّا على تنصيب النص كمحوري للحياة
أتمنى أن يبلغ هذا المقام البعيد

تحايا ومحبات