تلوث غير مدرك وقاتل

09:23 PM November, 17 2016

سودانيز اون لاين
الشيخ محمد ودالكباشي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لا أريد ان أتحدث عن تلوث مياه الصرف الصحي بالمستشفيات، أو التلوث البيئي، او إدارة مخلفات مستشفيات، إنما أريد أن الفت أنظار المهتمين بالأخطار الصحية المتعلقة بكيفية مكافحة التلوث الناتج من سحب الدم بمستشفياتنا، ولا اقصد الأجسام الحادة المحاقن والإبر والمشارط والشفرات التي تُستعمل مرة واحدة، وغيرها.
اقصد بخطر التلوث في مستشفياتنا التلوث الذي يقوم به فنيـو المخـتبرات وهم يمارسون عملهـم في المختبرات الذين يرتدون الغفازات، والذين يعتقدون ان سحب الدم واعطاء نتيجة الفحص كما هو مشاع بين الناس هي مهمتهم، بل تتمثل مهمتهم في حماية المرضى من الأخطار الناتجة من عملية سحب الدم والتي ربما تحتوي على أمراض خطيرة تعرضهم للخطر والعدوى، حيث ان هناك العديد من فنيي المختبرات تعرضوا للعدوى والإصابة بالأمراض جراء سحب تلك العينات، ولم يلتفت إليهم احد، الخطأ الآخر الذي قام به أحد الأطباء بمستشفى عريق بالخرطوم بحري ثقب يده بأحد الأجسام الحادة وهو يجري بعملية لمريض وقد كان المريض مصاب بالتهاب الكبد الوبائي (نقل للعدوى نقلا مباشر)..كما هو معلوم ان غرفة العملية تحتوي على الإبرة والأدوات الحادّة ومنها الإبر والمشارط وغيرها.....
الخطأ الآخر الذي قام به (مصاص الدماء) اليوم وشاهده يسحب عينة الدم من احد المرضى والغفازات التي يرتديها ملوثة بالدماء وهم يأخذون العينات من مرضى بالصفوف وإعادة إدخل الإبرة في الوريد بعد إخراجها... وهو ما دفعني لكتابة هذه المسودة..
وهذا من الأخطاء الخطيرة جدا جدا ومتواجده بكثرة اذ كان لابد من التخلص من الغفاز الملون باللون الأحمر قبل أن يستلم الإبرة التي تم بها وخز المريض الثاني، وما اعنيه هنا هو استبدال الغفازات الملوثة حين يتم اخذ عينة من مريض الى مريض آخر، لأن الغفاز ملوث ومشبع بدم المريض السابق.
المشكلة هي ان آخذ العينة أصبح أكبر ناقل للأمراض، وعندما سألت موظف الإحصاء عن متوسط المرضي في اليوم لهذه المستشفى كان (300) مريض في اليوم الواحد، تخيل انه قد يكون هنالك مصاب واااحد بمرض فيروسي فما هو عدد المصابين بالعدوى الناتجة من هذا الجهل (الغفازات الملوثة) للكادر الذي يسحب العينة (هذا ما شاهدته ودققت فيه بام عيني) فكم عدد المصابين سيكون نتيجة للتخلف والجهل الصحي، وهل السبب يعود الى قلة الثقافة الى هذه الكادر الطبي، أم ان هذا الكادر الطبي حصل على شهادة مضروبة (والله قصة عجيبة)، من أين تخرج هذا الكادر؟؟؟ أم السبب هو عدم تطبيق مبادئي الجودة التي أصبحت في كل الصناعة الطبية وخدماتها.
ونجد الفهم السائد لكوادر المختبرات وارتدائهم للغفازات عند سحب العينات هو حمايتهم فقط، ومن أجل الحفاظ على سلامتهم الصحية والوقاية من ان يتعرضوا للإصابة.
في اعتقادي السبب هو سؤ إدارة هذا المرفق لأنه ليس هناك آلية معينة متبعه لأخذي العينات وفنيي المختبرات يتم إتباعها لتجنب انتقال العدوى من المريض إلى مريض آخر في سحب الدم منها استخدام القفازات الطبية أثناء عملية سحب الدم وارتداء الكمامة، واستبدال الغفازات لكل مريض ولا توجد متابعة من قبل أخصائي السلامة لتوجيه العاملين بالمختبرات للحفاظ على سلامتهم وسلام المرضى، وإجراءات سحب العينة من المريض في المختبر.
ولا توجد هناك أساسيات وقائية يجب أن يأخذ بها اخصائي المختبر أو الفني في حالة سحب الدم من المريض، بالإضافة إلى إتباع المعايير العالمية التي تلزم الطبيب الفني بحماية المواطن, وكان الله في عون المرضى اذا يذهبون للمستشفيات رجاء في تماثل الشفاء من أمراض ويأتون بأخطر منها (الموت) نتيجة جهل كادر طبي غير مثقف وجاهل.

سلام يا الشيخ الكباشي و شكرًا على المقال المهم.
كل ما ذكرت صحيح و لكني أودّ ان أشير آلو انه بدلا من لوم الفنيين و إلقاء المسؤولية
على عواتقهم بشكل فردي يجب ان تكون هنالك سياسة متبعة يلتزم بها الجميع و تشرف
عليها جهة مسؤولة ، مثلا يجب تفعيل دور لجان السيطرة على العدوى infection control committees
و جعل المسؤولية مسؤولية جماعية يشارك الجميع في تحملها وفق سياسة محددة و لوائح
تشتمل على عقوبات و حوافز.
مثلا ماذا يفعل فني المختبر اذا لم توفر له إدارة المستشفى العدد الكافي من الجوانتيات؟
هل يمتنع عن سحب الدم؟
هل يستطيع الامتناع أصلا؟
هل يطلب من المريض احضار الجوانتيات؟
لابد من سياسة متكاملة و إصلاح شامل للخدمات الصحية.

الاخ سيف النصر
اشكرك على المداخلة الرائعة
لكن:
مثلا ماذا يفعل فني المختبر اذا لم توفر له إدارة المستشفى العدد الكافي من الجوانتيات؟

اذا افترضنا عدم توفرها ... هل من الصائب المغامرة بارواح المرضى؟؟؟

هنالك عوامل كثيرة لجعل فني المختبر يقوم بذلك....
لكن
انا اتحدث من منظور وفرتها ومشاهدتي لوفرتها...