Post: #1
Title: الآن يذهب الرجل القامة محمد ميرغني للقاء رب رحيم في نعي فقيد المنبر
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-16-2016, 01:23 PM
*عبد الرحمن بن إبراهيم سالم الطقي* *(رئيس جمعية القرآن الكريم – الدوحة)*
(و بشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون) سورة البقرة
إنا لله و إنا إليه راجعون !
الآن نحو الساعة الخامسة والنصف من مساء السبت 14 من شهر الله المحرم 1438 هـ الموافق له 15 من أكتوبر 2016 م ، يلاقي الرجل القامة ، حمامة المساجد ، مرتاد حلق الذكر ، المحب للخير، و خدمة الناس ، لا سيما أهل القرآن و الدعوة ، عضد جمعية القرآ ن الكريم للجالية السودانية بدولة قطر ، و أحد سواعدي القوية في تعليم القرآن و الدعوة ، المصمم لأكثر لوحاتنا الإعلانية و خلفيات المحاضرات، و مطبوعاتنا الدينية ، مجانا و احتسابا ، الأخ الكريم ، و الجار العزيز لقرابة ثماني سنوات في معيذر بالدوحة ، الصديق الصدوق ، البشوش ، الجواد ، المهندس/ *محمد ميرغني حسين* الأمين الأسبق للجالية السودانية لدورة 2009/2011م و التي عملت معه فيها بمكتبها التنفيذي، وفي دورة سابقة ،
فاضت روحه إلى بارئها البر الرحيم نحو الساعة الثانية والنصف من مساء اليوم ، و الآن تتدافع الجموع في مقابر الصحافة بالخرطوم للصلاة عليه ، و مواراته الثرى ، مترحمة عليه ، داعية المولى الرؤوف الرحيم ، أن يغفر له و يرحمه ، و يثبته عند سؤال الملكين ، و يلقنه حجته ، و يجعل قبره روضة من رياض الجنة ، *و نحن و أهل بيتي ،* *و رجال و نساء و طلاب جمعية القرآن الكريم،* ندعو معهم بقلوب متفطرة ، و عيون دامعة ، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا – رغم أنا لفراقه لمحزونون - ،ندعو بنفس الدعوات ، و نضرع إلى الله تعالى السميع القريب المجيب أن يتغمده بواسع رحمته ، و يسكنه فسيح جنته ، و يجعل البركة في أهله و ذريته ، عاصم و أختيه ، و يلهم والديه و زوجه ، وأولاده الصبر و حسن العزاء ، نخص ابنته الصغرى (مزن) صديقة ابنتي آية اللتين كانتا تصطحبان سنين عددا في سيارتي للمدرسة السودانية مع ثالثتهما رامة بنت صديقنا و جارنا عادل موسى .
*أخي و صديقي محمد* *ميرغني ،* لم يكن فقدك لأسرتك الصغيرة و الكبيرة في مدني و تنقسي والخرطوم خاصة ، و لا للجالية السودانية فقط ، و التي خدمتها عشرين سنة ، وودعتك وزميليك المستشار الشاذلي حامد المادح ، و العقيد عيساوي قيدوم موسى من السفارة السودانية ، في 11 أغسطس 1016 م ، و قد مضى من عمرك القصير ثلاثة و خمسون عاما ، و الطويل بالعمل الدؤوب الذي لم يكن لأسرتك فيه إلا معشار العشر، العمل العام المتصل ، بهمتك التي لا تفتر، و عزيمتك التي لا تني ، تضرب في كل عمل بسهم ، متفننا في التصميم و الإعلان والأفلام التوثيقية ، و الحاسوب و نظم المعلومات ، و الأعمال الإدارية ، و وضع الأنظمة الأساسية و اللوائح للروابط و الجمعيات و الجالية والمركز الثقافي السوداني ، و السفارة ، والمدارس السودانية ، و معينا لكل الوفود القادمة للدوحة من السودان ، وفود الجهات الرسمية و الشعبية ، و المؤسسات التعليمية ،
حاضرا بقوة في كل المرافق و أعمال الخير ، في *جمعية القرآن الكريم ،* و لك مواقفك المشهودة معنا في حمل همها ، غير متدثر بعباءة حزبية ، و لا بنعرة عنصرية ، و حاضرا في النفير الاجتماعي السوداني ، و كافة الروابط المهنية والجغرافية،
عدا حضورك في مجال عملك بوزارة التربية و التعليم ، تزين وسائلك التعليمية جدران قاعات الدرس ، و في مجالات هواياتك الأخرى من خلال جمعية هواة الحمام الزاجل وغيرها.
كسبت ثقة السوادانيين و القطريين ، ابتليت في رزقك ،و في جسدك ،و في نفسك وعيالك، فصبرت ، ونحسبك احتسبت ، ما غيرك فقر و لا غني ، و خاصمك من خاصمك في الفكر والعمل العام ، فصابرت و صفحت و عفوت .
أتتك المناصب العليا بقرار من رئاسة الجمهورية، فآثرت البقاء هنا تكابد معنا ، و تقاسمنا المرة والحلوة ، اتفقنا كثيرا ، و اختلفنا قليلا في عمل الجمعية و الجالية ، و كان طلب الحق هو رائدك ، وإن اختلفنا في تقديره ،
و آخر ذلك مواقفنا المتباينة حول قرار أخيك الدكتور (عمار ميرغني) وزير الإرشاد و التوجيه ، ذلكم القرار الشهير بمنع الوعظ في الأماكن العامة ، وكانت لك رؤيتك من خلال تجارب عشتها وافقتك جزئيا عليها ، تراسلنا في الواتساب كثيرا ، و اتفقنا على التعافي و التصافي ، و احترام وجهات نظر بعضنا ،
و كان آخر موقف لك مناصرا للقرآن و جمعية القرآن عن ظهر الغيب موصيا بنا خيرا إدارة المركز الثقافي الجديدة ، و نرجو أن يكون كل ذلك مما يثقل الله به موازينك .
غادرتنا في منتصف أغسطس 2016م ، و توادعنا بالدموع - كما أودعك الآن – و كنا بحضرة والدك الطيب ذي الخلق الرفيع ، و التدين الفطري ، و قد أحبني و أحببته ، في منزل أخيك المهذب المحسن في صمت الطبيب الدكتور (حسين) ،
فارقتنا لتتسلم عملك مديرا لإدارة نظم المعلومات بجهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج ، حيث ظللت تعطي بنفس الهمة خلال هذه الأشهر القلائل ، حتى أتاك أمر الله ، و لم تمهلك الملاريا التي عطلت عمل كليتيك ، و لم تمتعنا – بقضاء الله - بك طويلا ،
*فغادرت دنيانا الفانية ،* كما غادر قبلك على عجل من كان في منصة تكريمكم غير المسبوق الذي شاركت فيه السفارة و الجالية و قرابة أربعين رابطة وجمعية القرآن الكريم ، ذلكم الرجل القامة الأخرى الذي كان يقدمكم للمنصة الملحق الإعلامي بالسفارة *الأستاذ الدكتور هاشم الجاز* عليه رحمة الله ، و قد كانت وفاته في مطار الدوحة الدولة بعد أن كتب رثاء شقيقته – رحمهما الله – كانت عبرة لعلنا نعتبر ، تقدمك الجاز ، و لحقته سريعا ، و نحن على الأثر، في صف الانتظار واقفون ، لا ندري أيكون دورنا اليوم أو غدا أو أقرب أو أبعد !! ، نسأل الله حسن العمل و حسن الخاتمة و حسن المنقلب .
*رحمك الله فقيد السودان أبا عاصم !* و أسكنك جنة الفردوس بغير حساب و لا سابقة عذاب ، و جمعنا بكم فيها نحن و من خدم القرآن و السنة ، و سار على درب الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ، إخوانا على سرر متقابلين .
*المكلوم الصابر المحتسب/* *عبد الرحمن الطقي الهواري*
الدوحة – 14/1/1438هـ - 15/10/2016م
|
|