تقرير اللجنة الاهلية المكونة لفض النزاع والسلم والمصالحات(الدمازين - الرصيرص)

09:09 PM October, 05 2016

سودانيز اون لاين
الامين موسى البشاري- المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان اللجنة المكونة لفض النزاع والسلم والمصالحات قال تعالى (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) سورة النساء الآية (114) السيد/ رئيس المجلس الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومتعكم الله بالصحة والعافية الموضوع: تقرير عن رحلة الوفد إلى ولاية النيل الأزرق ـ الدمازين ـ الرصيرص لرأب الفرقاء الفلاتة والعرب الرفاعة جراء الفتنة التي بينهم بعد أحداث أدت إلى قتل أحد أبناء الفلاتة في مزرعته تلتها أخرى بقتل عربي في مشاجرة من قبل الفلاتة. في إطار أهدافه الدؤبة في حلحلة النزاعات والإصلاح ودمج القبائل للتعايش السلمي فيما بينهم في الوطن الواحد وبعد الإخطار والإلمام بأطراف المشكلة التي أرقت مضجع أمن سكان منطقتي الدومة التي يسكنها الفلاتة وجرف رفاعة الحوتي التي يسكنها العرب الرفاعة شرقي محلية الرصيرص من ولاية النيل الأزرق ـ هي المشكلة التي وقعت أحداثها بين الفلاتة والعرب الرفاعة نسبة لعدم تنظيم الرعي والزراعة مما يحدث مثل هكذا أحداث في المنطقة. وفي هذا الإطار كون المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان لجنة رفيعة المستوى من عدد ستة قبائل للجلوس مع الفرقاء والمتخاصمين لتقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين بعد أن إستعصت القضية في الحلول التي تقدمت بها جهات سابقة هناك في داخل المنطقة. الوفد المكون هم: 1. عيسى إدريس يوسف ـ وكيل ناظر الفلاتة رئيساً للوفد 2. العمدة/ علي أده محمد جابر ـ وكيل ناظر الهبانية بالخرطوم مقرراً 3. العمدة/ الضو عبد الله الضو ـ عمدة قبيلة الجوامعة عضواً 4. العمدة/ مدو إبراهيم سليمان ـ عمدة بني هلبة عضواً 5. العمدة/ محمود إبراهيم أبو حيل ـ عمدة قبيلة الإشراق عضواً 6. العمدة/ جبريل حسن آدم ـ عمدة قبيلة السلامات عضواً بهذا التكوين تحرك الوفد نحو ولاية النيل الأزرق في يوم 25/9/2016م من الخرطوم عبر مدني وسنار وإستوقف الوفد فيها عند سلطان مايرنو الذي ثمن وباك الهدف من الزيارة وأشاد بهذا العمل الطيب ثم توجه الوفد نحو سنجة فوجد المرابطين نحو سنجة في إستقباله حتى منتصف الليل بطعامهم على رأسهم الرجل الهمام الطاهر ضو البيت والشاب النعمان أحمد الناير وأخرون وقدموا الأصول السودانية للوفد والدعاء له بالتوفيق. وبعد راحة قليلة توجه الوفد ليلاً نحو حاضرة النيل الأزرق الدمازين حتى وصلها في الواحد والنصف من صباح اليوم التالي. وهناك أعد إستقبال الفاتحين للوفد من قيادات المنطقة وتم النزل بفندق قصر السلام الأنيق. في الصباح الباكر توافدت الجهات الرسمية والشعبية الأهلية والأعيان في زيارة وإلتقاء الوفد وشرح لهم الغرض من الزيارة وقد بادر بالحضور من الجانب الرسمي كل من: 1. عميد شرطة/ آدم محمد الأمين ـ وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة. 2. الدكتور/ عبد الرحمن بالعبد ـ وزير الصحة نائب الوالي. 3. السيد/ معتمد محلية الرصيرص. 4. المستشار/ عبد الغني دقيس خليفة ـ رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة الأنقسنا وبادر بالحضور من الجانب الشعبي والإداري: 1. المك/ يوسف حسين المك حميدة، مك مملكة فازغلي التأريخية. 2. المانجل/ سيف الدولة إبراهيم أدهم ـ ناظر المنطقة الغربية. 3. العمدة/ الأمين الكردي هلال ـ عمدة الهج غرب. 4. العمدة/ خالد الرشيد أبو شتوال ـ عمدة الهج شرق. 5. العمدة/ (الشاعر) أحمد سليم أحمد ـ عمدة العرب الرفاعة. 6. العمدة/ حسب دوكة حسين ـ عمدة الكماتير. 7. عمر الطيب أبو روف ـ وكيل ناظر الرفاعة. 8. السيد/ أمير إمارة الفلاتة. 9. السيد/ نائب أمير الفلاتة هذا وقد بادر أيضاً عدد من العمد والأمراء والأعيان باللزيارة. ومن ثم عقد الوفد في اليوم الثاني إجتماع جامع لكل تنظيمات ومكونات الإدارة بالولاية بقاعة دار الإدارة الأهلية الأنيقة في الصالة المجهزة ومعدة لمثل هكذا إجتماعات وتم شرح أهداف المجلس الأعلى للإدارة الأهلية والغرض من الوفد الزائر للولاية والإستماع لقضايا المجتمع وحل توعية ما أمكن ذلك. بدأ الإجتماع برئاسة مك فازغلي التأريخية المك/ يوسف والسيد/ رئيس الوفد ومقرره ووكيل ناظر رفاعة. تحدث في الإجتماع رئيس وأعضاء الوفد ثم أعقبهم المك والمانجل ووكيل ناظر الرفاعة متمنين الدور الذي تلعبه الإدارة الأهلية في المجتمع إدارياً. إبتدر المك الحديث ثم المانجل ثم وكيل ناظر رفاعة وعدد من العمد والمشايخ ثم رئيس وأعضاء الوفد. وخرج الإجتماع بأن يجلس الوفد مع كل الأطراف في مناطقهم يتم فيه عزاء أهل الدم ومواساة أهل الجاني على محنتهم كل على حدة ـ الفلاتة في قرية الدومة والعرب في جرف رفاعة الحواطي وهم شرقي محلية الرصيرص على ضفة النيل الأزرق الشرقية ذات الطريق الوعر. وفي اليوم الثالث عبر الوفد شرقاً عبر كبري الرصيرص متوجهاً إلى منطقتي الدومة الفلاتة وجرف رفاعة الحوتي للعرب. رافق الوفد في هذه الرحلة السيد المك/ يوسف والمانجل/ سيف الدولة بإعتبارهما أصحاب الأرض، وعند وصولنا إجتمعنا مع الفلاتة في بهو مسجد القرية وأتونا كأنهم مجبرون على ذلك لولا القبول الذي يتمتع به الناظر عيسى إدريس وتقديرهم له كأحد قياداتهم. وسمع الوفد لكل صغيرة وكبيرة من مرارات حدثت لهم من قبل جيرانهم العرب الذين يتفاخرون ويتعالون عليهم دائماً وشرحوا كيفية القتل المتربص عليهم من قبل الجاني الذي كانت له سوابق وتوعدات بأنه يفعل كذا وكذا وبشهود أعيان مما إطرهم للتمسك بالقصاص لأن بالأمر عنت وتربص بعكس ما إذا كان الأمر قضاء وقدر. عندها لعب الأخ رئيس الوفد دوراً هاماً مع بني جلدته مما إطره أن يستأذن المجلس ويدخل معهم حتى بيوتهم لإقناعهم وإبداء التنازلات وفاوضهم كأخ وبإعتباره ناظر للقبيلة وعقد عدة إجتماعات أسرية وجانبية مع أولياء الدم الخاصة حتى أن جعل بعضهم ليتنازل كثيراً عما كانوا عليه ـ وقد صبر أعضاء الوفد والسادة المرافقين له التفاوض ولمعرفته والشئ الذي أذهل الحضور الذي جاء من كل أرجاء القرية الخضراء التي تحتضن النيل الأزرق من الجانب الشرقي ومن ثم تم الإتفاق على تكوين لجنة من الفلاتة للتفاوض وهي المنوط لها بحضور الإجتماع وقد وافق الجميع على ذلك وسمو اللجنة ورفعت الجلسة وختمت أعمالها. من جهة ثانية توجه الوفد بكامل هيئته ومرافقيه من مك وفانجل وعمد وشيخ إلى منطقة جرف رفاعة الحوتي وهي على بعد كيلو مترات من الدومة شمالاً. وصلنا إليها عند صلاة المغرب تحديداً ووجدنا حضور مقدر من عرب الرفاعة وبعد الترحيب بدأ الإجتماع بنفس الأجندة السابقة إلا أنه يختلف بعض الشئ لأنهم أهل الجاني ولذلك إختلفت مخاطبتهم ثم الإستماع لكل أطرافهم ومن بعد خاطبهم رئيس وأعضاء الوفد والمانجل ثم ختم المك الذي قال كلمة مقتضبة جداً تحمل بداخلها نصح المك للرعية وزاد من نصح أعضاء الوفد لهم كعرب تحت إستضافتهم من قبل الرعيل الأول للملوك منذ العام 1936م وكيف أن الناس كانوا على قلب رجل واحد شاركو في بناء السودان، وقد تقبل العرب كل هذا اللوم والنصح بصدر رحب في سبيل قصورهم نحو إخوانهم المسلمين وجيرانهم ثم أعلمهم إنكم كعرب أو فلاتة وغيرهم في هذه المنطقة تحت إمرة المك وإدارته وإدارتكم تابعة لإدارته ونصحهم بأن لولا تجاوزكم المفرط ما كان للذي حدث أن يحدث. من ثم تحدث عمد وأعيان العرب وقدموا الإعتذار للمك والأخوان الفلاتة مثمنين دور الوفد ـ تحدثوا عن المآثر للأسلاف والإحسان الذي كان في الزمن الجميل في التعايش والإخاء. بعدها تم تكوين وفد مفاوض من جرف رفاعة الحوتي. وبهذين الإجتماعين بدأت تباشر إزالة نسبة عالية وكبيرة من الضغائن مما سهل التفاوض وتقصير وجهات النظر. في اليوم الرابع عقد الوفد إجتماعيين مختلفين كل على حده حسب الإتفاق المبرم من ذي قبل بين الوفد ولجنتي القبيلتين. الجلسة الأولى كانت مع لجنة الفلاتة وهم أهل الدم وفيها فاوض كل من: 1. النور بلة محمد علي 2. عباس محمد أبوبكر 3. بكري محمد هارون 4. بشير محمد أحمد أبكر 5. علي عز الدين إبراهيم (الشاب) 6. بابكر إبراهيم أبو دقن 7. جعفر موسى جبريل تم فيها نقاش مستفيض من قبل اللجنة المختارة والوفد المفاوض وتفنيد ما جاء من كلمات إشارت عن التنازلات مشروطة للعرب إتفق عليها الطرفان وختمت الجلسة. الجلسة الثانية مع أهل الجانب وهم العرب وقد مثلهم في الجلسة: 1. الإمام منهل رئيس إتحاد الرعاة 2. إدريس محمد أحمد دفع الله 3. الشيخ رحمة حمد أحمد ود الحوتي 4. البشير علي الكردك ود النيل 5. محمد الحسن آدم دار محارب 6. الشيخ داؤود 7. العوض عبد القادر حامد 8. الأستاذ/ التاج الحسن الشكري. وعندها تحدث كل من أعضاء اللجنة المختارة متقبلين اللوم الذي قيل في حقهم منذ الأمس واليوم وإتفقوا كلهم على تقديم الإعتذار الشديد للأهل والجيران الفلاتة وإعتبروا كل الذي حصل هو من أنواع البلم وعدم الإهتمام والإلتفات لصغائر الأمور وخمد الفتنة في مهدها. وأشاروا على أنهم لا يهمهم حل قضيتنا بقدر ما نسعى إلى التعايش السلمي ونتطلع جميعاً إلى حياة أفضل وتعايش سلمي متلاحم وجميل ونعل الشيطان الذي نزغ في قلوبنا. ثم توعدوا على إنهم على إستعداد لحل كل المشاكل ونوعد إخواننا الفلاتة بالأنصهار والتجانس في كل الأحوال في تداخل القريتين. من جهيته كلف الوفد المفاوض الإدارة الأهلية واللجتين لتكملت ما تبقى من الناحية الإدارية والتقيمية للقضية بعد أن توصل الحل إلى 80% منها وإبداء الرضا فيه. وأوعد ثلاثتهم بالنفيذ العاجل والفوري. اليوم الخامس كفل المجلس الرجوع إلى الخرطوم بعد مقابلة المك وبعض قيادات القبيلتين الفلاتة الذين أحاطوا الوفد بالكرم الحاتمي وإدارتهم الحرافية لعمل المؤتمرات كالعمدة موسى والعمدة الرائد م يوسف عبد القادر وأبوبكر وداؤود وجعفر وغيرهم ونشكر لهم ملازمتهم وسهرهم وعدم مبارحة الفندق طيلة الخمسة أيام لتسهيل وتقديم الواجب، كما نشكر الإخوة العرب لتجاوبهم وقبولهم لكل أنواع اللوم وأيضاً نشيد بتقديمهم للإعتذار والإعتراف بالخطأ وعدم التعرض لمثل هكذا أحداث وشكرنا الكبير جداً لإدارات ولاية النيل الأزرق المك يوسف والمانجل سبف الدولة وعمدهم بالإهتمام بالوفد ومشاق السفر معه عبر شعاب النيل الأزرق ومنحياتها الوعرة. التوصيات: خلاصة مخرجات الرحلة ومطالبة عمل ما أمكن علمه من الآتي: 1. عمل وثيقة تعايش جامعة لكل مكونات القبائل بولاية النيل الأزرق. 2. العمل على لائحة تنظيم عمل الزراعة وخاصة ما يعرف بالطليق الذي يمنع منعاً باتاً في دارفور مثلاً حتى 15 مارس في كل عام وهو دائماً ما يكون خميرة المشكلات. 3. العمل على تنظيم المراحيل وعمل الصواني التي تلزم المزارع أن يزرع في مساحات محددة مما يتيح للراعي فرصة الرعي بحرية، الشئ الذي يقلل من الإحتكاك ودرءاً للمشكلات. 4. الإعتراف بمكونات القبائل من عمد وأعيان دون تميز وخاصة من الجهات الرسمية. 5. المطالبة بتكوين مكتب فرعي ولائي للمجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان وتنظم أعمال الإدارة الأهلية بالولاية. وختاماً وبعد صلاة الجمعة في المسجد الكبير لبى الوفد الدعوة التي قدمت له من قبل الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية وإلتقاه في مقرها العامر في مدخل المدينة وعندها شكر الأستاذ التاج الحسن الشكري الوفد وثمن دوره وأوضح مثل هذا العمل الإصلاحي الجميل يصب في معين المنظمة ويسهل كثيراً من مهامها وأنهم ممتينين للمجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان أن له رجال كهؤلاء لحلحلة القضايا القبلية والإجتماعية. وتحرك الوفد مودعاً حتى إعترض طريقنا في مدينة ود النيل التي توقفنا فيها لأخذ قسط من الراحة الشاب الشهم عوض الجن البديري الدهمشي من قنتي، وأقسم على تناول وجبة الغداء وكان قد تعرف على الوفد ومهمته فور وصول السيارات ووقوفها في محطة ود النيل دون سابق وعد مما أثار إندهاشنا لشهامة الرجل السوداني الأصيل وهكذا هو السودان. كل أجزاءه لنا وطن .. إذ نباهي به ونفتخر وجزاكم الله خير عيسى إدريس يوسف وكيل ناظر الفلاتة بالخرطوم رئيس الوفد علي أده محمد جابر وكيل ناظر الهبانة بالخرطوم مقرر الوفد