الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!

الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!


10-01-2016, 08:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1475349998&rn=4


Post: #1
Title: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-01-2016, 08:26 PM
Parent: #0

07:26 PM October, 01 2016

سودانيز اون لاين
محمد قسم الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر

وكأنّما يصحو من نومة طالتْ واستطالتْ هاهو الدكتور النور حمد بعد صمت طويل جداً وفي خريف العمر يشرع في تشريح بنية العقل الرعوي..
بما يشبه السفسطة يتحدث الدكتور من وراء حجاب عن مآل الحال محاولاً تمرير إسقاطات تاريخانية وفلسفية ربما هي وجهة نظره الشخصية يربطها بالواقع اليوم غير أنه يُجانف المباشرَة فيتناول في تشريحه للعقل الرعوي السعودية وبعض مظاهرها وحتى أمريكا نفسها..
لا أدري لماذا لا يكون الدكتور أكثر مباشرةً وصراحة في نقد التاريخ ؟؟
والسؤال .. لماذا يتحدث الآن والآن فقط بعد صمته الطويل وكأنّه اكتشف هذا العقل الرعوي لتوِّه.

Post: #2
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-01-2016, 08:37 PM
Parent: #1

ومثله يفعل الأستاذ عثمان النصيري من مكان إقامته في لندن..
نقد التاريخ..
متأخراً جداً جداً يفعلون ذلك..
بعد أن ركبوا قطار الصمت غير النبيل فتأزّم الواقع على مرأى ومسمع من المثقفين دون أن يجروء أحدهم على الحديث في المسكوت عنه..
وتواروا خلف المحيطات ..
لا أتحدث عن الواقع الاقتصادي ولا السياسي الراهن بل عن متلازمات أرهقتْ الشخصية السودانية وأرهقتْ مكونات البناء المجتمعي بالتالي وما تمخض عنه من أفعال وأقوال منذ فجر العهد الوطني..
كان سيكون هذا الحديث في المسكوت عنه في الحياة السودانية مستساغاً بل مطلوباً بشدة من الجيل الجديد الذي سئم متلازمات الفشل المزمن وتضخييم الذات الذي لم يورثنا غير المزيد من الفشل..
لكن أن يأتي ذلك من الصامتين عبر السنين ففي الأمر تساؤل يدعو لعقد محاكمة إيجازية في الهواء الطلق فقد كان بالإمكان أفضل مما كان لو أنهم تكلموا في الستينات بدلاً عن الهروب خلف المحيطات..
لكنها سلبية المثقفين الذين شاركوا من حيث لا يدرون في صناعة زاقعنا المأزوم اليوم في كافة مجالات الحياة السودانية.

Post: #3
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-01-2016, 08:43 PM
Parent: #2

مقالات د. النور حمد في صفحات التيار وفي المواقع الالكترونية للمتابعة..

Post: #4
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: osama elkhawad
Date: 10-02-2016, 06:38 AM
Parent: #3

شكراً أستاذ محمد على تعريفنا بمقالات د. النور حمد.

قلت سيدي:
Quote: بما يشبه السفسطة يتحدث الدكتور من وراء حجاب عن مآل الحال محاولاً تمرير إسقاطات تاريخانية وفلسفية

لماذا نعت مقالاته ب"مايشبه السفسطة؟

ولماذا استخدمت "تاريخانية"، بدلاً عن "تاريخية"؟؟

مع خالص التقدير.

Post: #5
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-04-2016, 08:52 PM

اخي أسامة .. مرحباً بك..
أقول بما يشبه السفسطة عن مقالات الدكتور النور حمد في رأيي الشخصي لأنه يُسرف في الكلام بمقالاته الطويلة واستخدام التعابير الغامضة التي (تدخلك بي حمد وتمرقك بي خوجلي).. تماماً كما كان يفعل السفسطائيون عند الأغاريق قديماً ومع ذلك فالسفسطة ليستْ (منابيز)..
أما التاريخانية بدلاً عن التاريخية فأحيلك إلى العم قوقل قدس الله سره فالتاريخانية مدرسة ومفهوم ومنهج وليس محض وقائع تجريدية كما يشير معنى تاريخ وهو ما عنيته من زاوية نظري لمنهجية د. النور حمد خصوصاً في أفكاره عن تشريح بنية العقل الرعوي وصويحباتها من مقالاته المكتنزة بالإيغال في التسربُل بالأكاديميات ومصطلحاتها..
مع تقديري لك.

Post: #6
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2016, 06:17 AM
Parent: #5

شكرا استاذ محمد على الشرح الوافي.

قلت سيدي:
عن تشريح بنية العقل الرعوي وصويحباتها من مقالاته المكتنزة بالإيغال في التسربُل بالأكاديميات ومصطلحاتها..

وماهي المشكلة في "الإيغال في التسربل بالأكاديميات ومصطلحاتها؟؟ فالنور أكاديمي وكاتب مجيد!!

مع تقديري

Post: #7
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: النذير حجازي
Date: 10-08-2016, 03:58 AM
Parent: #6

Quote:
النور حمد: نطاح الحداثة والرعوية .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
التفاصيل C نشر بتاريخ: 15 أيلول/سبتمبر 2016 < الزيارات: 373


كتب الدكتور النور حمد مقالة بعنوان " التغيير وقيد العقل الرعوي" (جريدة التيار، منبر سودانفورأول) في تشخيص أزمتنا السياسية التاريخية بما يشبه نظرية ابن خلدون في التعاقب الدوري. فمن رأيه أن كل طائف من الحداثة هَلّ علينا أطاحت به هبة رعوية. فالحداثة التي جاءت بها التركية اقتلعتها الهبة المهدوية الرعوية. ولما جاء الإنجليز بالحداثة من جديد في 1898، و"بأفق أعلى"، زلزلتها هبة رعوية جديدة هي الحركة الوطنية بالاستقلال. وتمحورت هبة الاستقلال الرعوية حول الدعوة إلى الدستور الإسلامي وتجسدت بصورة بليغة في قوانين الرئيس نميري الإسلامية في سبتمبر 1983. ثم كانت الطامة الرعوية الشاملة التي دولة الإنقاذ. وعاد النور في آخر مقاله ليكشف أن دراما نور الحداثة وظلام الرعوية قديمة فينا. فأصلها في تدفق الرعاة العرب منذ القرن الثامن الميلادي إلى السودان وتحويله من بيئته الحضرية إلى بيئة رعوية. وتجسدت هذه الطامة الرعوية خاصة في تحالف الفونج والعبدلاب-القواسمة الذي هدم الممالك المسيحية المتحضرة.
يعيب أطروحة النور أنه لم يستأن لتعريف الرعوية. فلا يعرف المرء من توظيف النور للمصطلح الرعوي إن كان قصد به وصف المظاهر التي انطبق عليها وصفاً محيطاً دقيقاً أم أنه عبارة استهجن بها النور ما تأذت نفسه به من سياسية السودان وساسته. والدليل على قلقلة المصطلح أن الرعوية لا تقتصر عند النور على "البدو" إذا تتعداهم إلى قوى حضرية. فتجده أطلق المصطلح على بدو أقحاح هم جماعات العرب التي هدمت بيئة السودان المسيحية الحضرية ببينة الخبر الذي ذاع عن ابن خلدون وتناوشته المطاعن مصداقيته مؤخراً كما بينت في ورقتي "ابن خلدون في خطاب الهوية السودانية". وقد نتجاوز عن توصيف النور لدولة الفونج والمهدية بالهبات الرعوية لشبهة الحضور البدوي فيها ولكن سيصعب بالطبع إدخال كامل الحركة الوطنية التي أجلت الإنجليز عن البلاد في عداد الرعويات. فواحدة من نواقص هذه الحركة أنها لم تجد سبيلاً إلى غمار الناس من الرعاة، بل لم تحالو ذلك. من جهة أخرى يكاد النور فرغ من مطابقة الرعوية بالدين في مثل اقتلاع المهدية للتركية. ولكنه سرعان ما يقول إن العلمانية ذاتها قد تكون رعوية إذا اقتصرت همتها على اسقاط حكومة قائمة كالإنقاذ ولم تنفذ إلى بنياتها المؤثلة في الثقافة والمجتمع. فالرعوية كما هي عند النور حالة "لبس تكسب" أكثر منها مصطلحاً منضبط سائغ.
وبدا لي من شمول النور قوى البندر السياسية في الرعوية أنه مال إلى مذهب "العقل الرعوي" الذي تجده في كتابات كمال الجزولي ومصطفى البطل ومنى ابوزيد ومنصور خالد وغيرهما. وهو عند هؤلاء النفر عقل متبق في صفوة البندر من أصول ثقافة الأجداد الرعوية لم يقض عليه التعليم الحداثي الذي نالوه في مدارس الغرب. وقد كتبت مراراً عن فساد فكرة القائلين بإن مرد محنة السودان العاولة هذه إلى العقل البدوي الناشب في الصفوة لاتكاد تخطو خطوة واحدة في طريق الحداثة حتى ترجع القهقري خطوتين. وقلت إن هذه حيلة بائخة تنملص بها البرجوازية الصغيرة من جريرة خرابها للوطن لترميها على عقل بدوي مزعوم. وسبق لي القول إن هذه البرجوازية الصغيرة لو عرفت عن البداوة ما عرف الأنثروبولجيون ممن درسوها عن كثب مثل طلال أسد (الكبابيش) لعرفوا زينة العقل البدوي. فقد بين طلال أسد كيف يستثمر البدوي في أرض بلقع ضحضح فينتج محصولاً من السعية يراكم للدولة عملة صعبة يتصرف فيها العقل البرجوازي الصغير في الدولة بسفه معروف. ومن فساد فكرة العقل البدوي المزعوم له أنه في أصل محنتنا السياسة التاريخية أن الشيخ حسن الترابي، الذي نسبه النور إلى الهبات الرعوية، قال مرة إن مصيبتنا الحق هي في عقلنا الرعوي. وهو عنده عقل رعوي صرف لم تطلفه الزراعة. فنحن عنده "ولا مزارعين". ومتى تعذر شيخ "رعوي" ب"الرعوية" انفضح الأمر.
وساق اضطراب المصطلح النور إلى تناقضات لا تصح متى كان استحكم من زمامه. فقال عن دولة الإنقاذ إنها هبة رعوية شاملة. وهذا مفهوم ومقبول في سياق أطروحة النور. ولكنه عاد ونسبها إلى حالة من التحضر دنت نهايتها مثل ما وقع للدولة الرومانية. ووجه الشبه أن كليهما استنفد عمره الافتراضي. فبلغا من الظلم و"الراحات" مبلغاً لم يعد لمواطنيهما أدنى الرغبة في الدفاع عنهما. وأضطرهم ذلك لإستئجار الأجانب والمرتزقة للعمل في جيوشهما. وهذا باب كبير في الرعوية بالطبع. وواضح أن واقعة استئجار الإنقاذ لقوى الدعم السريع وغيرها ساقت النور للمماثلة بين امبراطورية روما والإنقاذ. ولكنه نسي في الأثناء أن الإنقاذ عنده رعوية أصلاً استعانت بالمرتزقة أو لم تستعن. بينما بدأت روما متحضرة وساقتها علل الاستبداد وفساد مترفيها إلى الاستعانة بالأجانب المرتزقة. وهكذا نرى أن الإنقاذ استحقت التحضر جزافاً.
بدت الحداثة والرعوية عند النور فضاءين منقطعين واحدهما عن الآخر يدور بينهما صراع أزلى شبه وصف الفقية الفارسي مان لصراع الخير والشر في الدنيا. وهو الصراع المعروف بالدراما المانوية التي ذكرها المتنبى في بيت له. ولما لم يكن بين هذين الفضاءين جامع أو رابط سيصعب فهم تولد واحدهما عن الآخر، أو جدلهما. فقال النور مثلاً إن الرئيس نميري كان هبة رعوية علماً بأنه اتبع خطة الحداثة أكثر عصره ثم ارتد إلى الرعوية، في وصف النور، في مغرب أيامه. وغير خاف أن بين الفضاءين كما في تجربة نميري واشجة واشجة يلج بها الفضاء الفضاء الآخر بصورة لا تجد لها تفسيراً في مفهوم النور.

أكثر ما حزّ في نفسي أن النور لم يرع للوطنية ولا ثقافتنا حرمة في تعلقه بالوارد الحداثي والحضاري. فقال صادر مشروعية الثورة عن المهدية ضد نظام، التركية، وصفه هو نفسه ب"الغاشم الباطش" طالما كان ينشر الحداثة في ربوعنا. ولم يذكر النور للمهدية هذه المرة ما ذكرها لها في مقاله "الستينات والسبعينات: ازدهار خارج السياق". فقد نسب لها تحولات فكرية اقتلعت، ضمن ما اقتلعت، "الفقهَ المدرسيَّ الرسميَّ الذي استجلبته الخديوية معها لتستخدمَه ذراعًا لتثبيتِ سلطانها". أما الحركة الوطنية عند النور فأضل سبيلا. فقد اقتلعت نظاماً سعيداً للاستعمار انتقل بنا إلى مراق أعلى في الحداثة مما فعلت التركية. فكان على السودانيين، في ما يقول النور صراحة، أن يكفوا عن طلب الحرية الوطنية لأن الله ولى من يصلحهم ويحدثهم. ولم يرع النور لثقافة بعضنا في السودان حرمة. فالإسلام عنده، وفي كل صوره، من لدن وفوده لبلدنا وهدمه للدول المسيحية إلى دولة الأنقاذ الحاضرة، لم يسفر إلا عن رعوية ضارة بالحداثة. والذي أسقمني من النور أنه من انتمى إلى حركة لها أخذ عجيب للوطنية والإسلام معاً. فقد انشق زعيمها الأستاذ محمود محمد طه عن حركة مؤتمر الخريجين لأنها "عديمة منهجية" تتطنع بلغو الغرب. وافترع مختاراً طريقاً إلى "الرعوية". فدخل "خلوة" كما فعل صوفيو السودان الرعويون أبدا. وخرج من الخلوة بجلوة مستفتحاً طريقاً إسلامياً مخاطراً إلى الحداثة. وتأسست له من وطنيته في طلب الحرية الندية التي أصلى بها الحداثة الاستعمارية ناراً بقيادته ثورة رفاعة في 1946 ضد "حداثة" متأمِّرة أحسن وصفها بابكر بدري حين قال عن برامبل مفتش مدينة أم درمان إنه "صَلّح البلد وخصى الرجال". وقد وجدت نفسي أكتب مقالاً نشر بالإنجليزية (يُعّرب حالياً) عن ثورة رفاعة تلك أدفع عن الأستاذ من استنكروا منه هذه "الهبة الرعوية" في وجه حداثة الإنجليز من مثل الدكتور خالد المبارك والدكتور محمد محمود. وكانوا ثَمَّنوا "تطفل" الإنجليز على ثقافتنا بإرادتهم الخير لنا بصون جسد المرأة من شغب مشارط "التقاليد".
ينتظر النور في مقاله استفاقة حضارة كوش الشهيدة لإستنقاذ السودان من براثن دراما نور التحضر والحداثة وظلام هبوب الرعويات. ومن فرط استخدام كوش في دوائر معارضي "الإسلاموعربية" صارت عندي محض استنكار لوفود لعروبة والإسلام أصلاً للسودان. فلم يصمد الترويج الحماسي للكوشية في جنوب السودان. فما أن استقل حتى أزال كل إشارة لكوش في مسودة نشيده الوطني. فالكوشية بالطبع مفردة من مفردات التنوع التاريخي للسودان في وصف حون قرنق. ولكن تعويل النور على فض نطاح الحداثة والرعوية على استرجاع كوش التاريخية مما لم يقع لي.


-1

Post: #8
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: النذير حجازي
Date: 10-08-2016, 04:07 AM
Parent: #7

Quote:


رعوية النور حمد تدهش عبد الله علي إبراهيم




خالد بابكر أبوعاقلة

خالد بابكر أبوعاقلة


10-03-2016

image

في هذا المقال التوضيحي , والذي لم يخرج نهائيا عن خطة المقال السابق , فضح الكاتب نفسه بصورة أوضح من ذي قبل , لأن النقد والنقاد لمصطلحه ( الرعوية ) مهدوا له سبيل العمل وجهزوا له اتجاهاته فكان في موقف المدافع والمكرر لما سبق.
مازال الكاتب يقع في نفس أخطاء المقال الأول , فهو هنا كما كان في مقاله السابق يتجه لفظيا وليس تخطيطا ويتجه إلى السرد التاريخي وليس إلى الوصف , وصف مصطلحه وعمله وتأثيراته في المجتمع والسياسة والتاريخ .
مشكلة مصطلحه الأساسية أنه يقحمه في ما يحلو له , وهذا ما نبهه إليه من قرؤوا مقاله السابق , والمشكلة كذلك ليس في تطبيقات المصطلح بوجه عام , وإن كانت هناك إشكالية كبيرة نبهه إليها عبد الله علي إبراهيم في اتجاه المصطلح لتشخيص andquot; أزمتنا بما يشبه نظرية ابن خلدون في التعاقب الدوري andquot; , وإنما كذلك في لفظ رعوي الذي يستخدمه كدليل على التخلف والعنف أو كعبارة andquot; استهجان andquot; واستقباح لما يرفضه من سياسات حكومية ومواقف تاريخية كما يقول عبد الله علي إبراهيم مترددا في فهمه بين وصف مظاهر أو توظيف لعنات وسباب لما يعتبره انحرافا تاريخيا أو حضاريا ,فهو يستقي رعوي من الرعاة وهم بحسب الدراسات الكثيرة andquot; طلال الأسد ( الكبابيش ) andquot; كما أورد عنهم عبد الله من أكثر البشر مسالمة وإنتاجا واستصلاحا للأرض andquot; الضحضح andquot;وقبولا للنظام والقانون لو حُدثت بيئتهم وعملهم وأدواتهم كما سنورد لاحقا .
المصطلح مقحم في ما لا ضرورة له وليس تفسيريا تفسر به الظواهر على اختلاف فتراتها التاريخية وشخوصها مما يمكن من إضاءة الحلقات المفقودة وكشف المعلومات المختبئة وراء الدراسات والتسجيلات وهو المعادل لكلمة تخلف بما يشبه السباب أو andquot; الاستهجان andquot; كما لاحظ عبدالله وليست له القدرة في المساعدة على التحليل العقلي فلا يستطيع الكاتب بالتالي إلا أن يستبدله بسرد تاريخي لأحداث معروفة بحثت ودرست أسبابها تاريخيا وأنثربولوجيا كما يفعل النور حمد بجدارة يحسد عليها .
مازال الكاتب مصرا على إسباغ كلمة أو ( مصطلح ) رعوي على كثير من الظواهر والسلوكيات بل ويجعل مصطلحه يحل محل تعريفات مستقرة ذات تصورات ذهنية محددة , فتراه يعرف الرعوية مرة بأنها andquot; المسلك المناهض أو المعاكس للحداثة وقيمها ولاحترام القوانين والنظام andquot; وتحت هذا المعنى يمكن لك أن تدخل الكثير من الظواهر التي لا تختلف عنها ويمكن لك أن تصف ما بعد الحداثة بأنها أيضا ( رعوية ) ويمكن لك أن تصف الذين يثورون على القوانين الجائرة التي تعدل في مكان ووسط عنصر ما وتظلم في مكان آخر بأنهم أيضا رعويون وكل ثورة هي رعوية حتى الثورة الفرنسية التي جعلت روبسبير ( الرعوي ) يقود أنصاره ورفاقه إلى المقصلة وكذلك الثورة الروسية التي قادها فلاديمير لينين أيضا رعوية أطاحت بمجتمع مستقر آمن وتسببت في قتل القيصر نيقولا الثاني وأسرته وأزهقت الملايين من الأرواح البريئة في حروبا ( ولما انهار الاتحاد السوفيتي وجد الرعوية والقبلية في مكانها فكانت سببا في تمزيقه ) كما يقول الكاتب . أما منشأ هذا المسلك المناهض للحداثة فهو كما يقول andquot; حالة البداوة , وبنية المجتمعات التي تشكلت حول نشاط رعوي . ويثور السؤال ما هي هذه المجتمعات التي لا يحددها النور حمد بأوصاف قاطعة مانعة ( وهي قطعا في السودان ) ؟ وما هي بنيتها الهيكلية الاجتماعية وبنية الوعي فيها وأوصاف سلوكها وكيف صارت بهذه الحالة العصية على التطور سببا لمناهضة الحداثة ؟ ولكنك لن تجد إجابة لأن الكاتب مشغول برؤيته الدورية المتعاقبة بين حداثة تركية وهبة رعوية مهدوية مثلا كما فعل ابن خلدون . ولأنه كما لاحظ عبد الله علي إبراهيم في مقاله andquot; النور حمد : نطاح الحداثة والرعوية andquot; يضع صراعه بين الرعوية والحداثة في andquot; فضاءين منقطعين andquot; ليس بينهما جامع أو رابط يجعلهما في جدل مستمر وفي تولد تاريخي أحدهما من الآخر . ولذلك عجز عن رؤية التداخل بينهما فلا تجد تفسيرا لما يدور في المراحل التاريخية المتناقضة بل لم يستطع تتبع أنواع وأشكال التداخلات بين الرعوي والحداثي في الفترة التاريخية الواحدة على إختلاف الأزمنة فالتجاور بين الرعوي والحديث كان من آخر التيمات التي تثير اهتمامه وتلفت انتباهه .
مرة أخري يعاجلنا الكاتب بقوله إن الرعوية هي andquot; المسلك المعادي للتغيير , وللانسجام مع مؤسسة الدولة andquot; . ونحن رأينا في تاريخ السودان كيف أن العمد كانوا على وفاق مع كل حكومة , وكانوا يعاونونها على استتباب الأمن وتحقيق السلام المجتمعي , وكانت القبائل على وفاق تام مع ضرورات الحكومات فكانت أحيانا تحارب في صفها كما حدث في الثورة المهدية وكما حدث في غزو كتشنر الذي تابعته فصائل من قبائل سودانية , ثم وكيف نعادي التغيير ونحن قد خرجنا من اقتصاد القطاع العام إلى القطاع الخاص ؟ ومن اقتصاد اشتراكي يقوم على الدعم بلا حدود إلى اقتصاد السوق الحر والاستثمارات والمبادرة الفردية ؟ الانتفاضات التي تحدث هنا وهناك بسبب السدود والأراضي هي انتفاضات طبيعية تقوم على مطالب نفعية أكثر من كونها هبات رعوية تريد أن تفتك بالحداثة بل في الحقيقة تريد الاستفادة القصوى منها بكل ما تيسر . ففي كل مجتمع يوجد قطاع مندفع مع الحداثة وقطاع آخر أبطأ وهذه كلها مكنيزمات اجتماعية لحماية النسيج الاجتماعي وتمميز الغث من السمين أثناء التطور والتقدم والتغيرات المتسارعة .
يعود الكاتب المضطرب في فهمه للرعوية ليقول لنا أنها هي andquot; القبلية andquot; ثم يقول لنا إن يوغسلافيا حينما تفككت عادت إليها فوجدتها في حالتها الخام دون أن يتجرأ ليقول إن الرعوية / القبلية كانت السبب في تفكيك يوغسلافيا أو الاتحاد السوفيتي فيما بعد فالرعوية عنده شيء ساكن خامد لا حول له ولا قوة لا يحرك ولا يؤثر ولا يصنع التبدلات الأممية الكبرى ومع ذلك يعتبره مصطلحا قابلا للتنوير وandquot; تشخيص أزمتنا , ولكنه لا يعدم منطقا حينما يقول إنها السبب في عدم احترام القوانين والنظام كمظهر حداثي عصري . فالرعوية / القبلية ظهرت في يوغسلافيا ولم تكن بالطبع رعوية بتعريفاته السابقة الافتراضية المجانبة للبحث والأخذ من موضوعات ومادة محددتين ثم وهو يواصل اضطرابه فالرعوية هنا هي أيضا andquot; العنصرية والعقيدة الدينية andquot; التي تفرقت على أساسها يوغسلافيا وكذلك الاتحاد السوفيتي بعد انتهاء لوثته الشيوعية . ثم في منحن آخر نجد أن الاضطراب الذهني وصل مداه حينما يقول لنا الكاتب أن الرعوية هيandquot; بنى تاريخية قديمة andquot; دون أن يضع أصبعه في هياكل هذه البنى , وإنما فقط ليؤسس مسلكه في انتقاء الأحداث التاريخية التي يحاول أن يعزز بها فرضياته فإننا نفترض أيضا معه ونقول إن الفراعنه بناة الأهرامات الذين كانوا يضحون بالبشر من أجل فيضان النيل هم رعويون أيضا والإغريق بحروبهم في إسبارطا وأثينا وطروادة والجزر المجاورة لهم وهم بناة المعابد والمسارح هم أيضا رعويون وليس ذلك بحسبان حروبهم الإمبراطورية والمحلية ولكن تبعا لبناهم التاريخية القديمة والسياسية .
من ناحية أخرى يعتقد الكاتب وبجرأة لا تليق بالباحثين الأمينين وبتجشم لا يليق بالبحث المتأني المتشكك وهذا أيضا ما لاحظه عبد الله علي إبراهيم حينما قال andquot; لم يستأن لتعريف الرعوية andquot; يعتقد أنه وسع من مصطلحه وأدخل فيه بعضا من التجليات الحضرية والحديثة عندما يتحدث عن النازية والفاشية اللتين هما من أبعد التكوينات عن القبلية والرعوية وكانت هذه الهبات المنعزلة نتيجة لظروف عالمية أحدثت حربا كونية شاملة وهزيمة شنيعة لبعض الأطراف واقتطاع أراض شاسعة وفرض غرامات حربية استدعت دولا مثل فرنسا أن تفكك المصانع في بعض المقاطعات الألمانية نظير أموالها التي صرفتها في الحرب . ويندهش عبد الله علي إبراهيم ويفغر فمه كما في صورته في سودانايل عندما يقول النور حمد الذي لا يخاف في الله لومة لائم إن (( العلمانية )) ذاتها قد تكون (( رعوية )) ثم يخصص المعنى بحياء متردد بقصره على محاولة andquot; إسقاط الإنقاذ andquot; وهنا يكتشف عبد الله علي إبراهيم زئبقية مصطلح النور الذي يشبه سهم الرمي في لوحة غائمة الرسوم فيصيح قائلا : andquot; الرعوية كما هي عند النور حمد حالة ( لبس تكسب ) اكثر منها مصطلحا منضبط سائغ andquot; ولكن النور لا يرعوي لمثل هذه الآراء وقد نضجت انفعالاته ونجحت تعسفاته في ما مضى فيواصل معتقدا أن العنصرية التي كانت ملمحا نازيا هي أيضا ملمحا رعويا مع أن الرعاة حسب تعريفه ( للكاوبوي ) من أكثر الناس تقربا لبعضهم البعض على اختلاف عناصرهم وسحناتهم لهجراتهم الطويلة واحتياجهم في البقاء لبعضهم البعض ولتعرفهم في تلك الرحلات على التنوع الذي يفيدهم في معاشهم وتبادل بضائعهم وهم من أكثر الناس كرما فعندما يمر البقارة أو الأبالة ( مثل أولاد راشد ) في الغرب السوداني ببعض المناطق الزراعية فإنهم يمنحونهم الألبان مجانا خاصة في فصل الخريف وتصل رحلاتهم إلى تشاد وإلى منطقة أبكر وبيضة وارارا وخوربرنقا في حدود السودان وتشاد . وأحيانا تصل بهم الرحلات الطويلة إلى جنوب كردفان . فكيف يكون هذا ( الكاوبوي ) الكريم الشهم عنصريا وهو يتجول في أراضي مختلف القبائل بحرية تامة وبأمان تام وكيف يختلق النور حمد صفة رعوية من عنده ويملأها بكل غث وخبيث ومرفوض دون بحث مدقق حتى يلصقها بعنصرية النازية والفاشية ذات الأسباب التاريخية و الظرفية ؟
القضية كما نرى وكما رأى عبد الله علي إبراهيم ليس في عدم اتساق المصطلح أو تضاربه وإن كان هذا الأمر شنيعا ولا علميا وإنما في سذاجته التي تصل به إلى حد لبس تكسب السطحية المنافية للعلمية والقصد والنية . فالكاتب لا يفرق بين الرعوية كعلة والرعوية كمظهر ولا يفرق بينها كلفظ وكمصطلح , فيخلق مفهوما لا يتجاوز معناه لفظه حيث يأخذ كل معنى ممكن ويحركه في تفكيره وإسقاطاته التاريخية واستعمالاته في المراحل الممكنة في كل اتجاه فكلما وجد خرقا لنظام أو قانون أو دولة أو ثورة فهذا نذير رعوية . والمصطلح ليس مصطلحا تفسيريا أو منهاج دراسة أو نظرية قابلة للتطبيق وإنما هو إسقاط شيء بدائي غير واضح نبت في ذهن الكاتب من تراكمات تاريخية وشخصية بل ومحلية و قام بإسقاطه على كل شيء يعتقد أنه غير عقلاني وغير حديث و andquot; استهجاني andquot; .
ومن هذه المنطلق يرمي سهمه فيقول andquot; العنصرية النازية ليست سوى حالة قبلية andquot; وهنا يخرج عن معنى القبيلة كلفظ وكمصطلح , معنى القبيلة المتعارف عليه في المعنى العامي وفي المعنى التخصصي فتبدو عبارته كعبارة أدبية محملة بالتداعيات والإسقاطات , فالقبيلة لا تعرف الآن في ألمانيا , كما عرفت ولاحظها الكاتب في يوغسلافيا , ولا توجد صفات محددة للقبائل الألمانية إذا وجدت في عالم اليوم , فمن أين وصف العنصرية النازية بأنها قبلية , وأي قبيلة يقصد ؟ هل يقصد القبائل السودانية التي تسرح شمالا وجنوبا بابقارها وبهائمها ؟ العالم المدقق لابد أن يعرف ما يدور في ذهنه أولا وأن يقوم بتوضيحه ومعرفة معالمه وعوالمه قبل أن يستعمله وهذا ما يفرط فيه النور حمد وهو يحاول أن يمد مصطلحه إلى النازية والفاشية .
ثم نجد تعريفا جديدا قد لا يخرج عن التعريفات السابقة ولكنه يطبقه في مجال آخر , وهو السعودية ودول الخليج , التي تعيش قبائلها في الصحراء أو في السهول , ويقول إن الرعوية هي النظام القبلي الرعوي أو العقلية التي لا تحب التقيد بالنظم وتقوم على عقلية الوهابية ........... الرعوية . ومن ناحية أخرى نعرف جميعنا أن القبائل الصحراوية ( الرعوية ) هي التي حاربت مع آل سعود وأعادت سلطتهم على كل نجد ثم مدتها إلى الحجاز وأنها تخضع الآن للقوانين السعودية حتى آخر رمق وتؤيد التحديث في الطرق والمستشفيات والصناعة والبني التحتية والتنظيم القانوني وحفظ الأمن , وأن الذين يحكمون الدولة السعودية هم أبناء تجار أو رعاة ولا يوجد أمير واحد لا يمتلك مجموعة من الإبل والحيوانات وبرغم رعويته هذه يذهب ليصيف في جنوب فرنسا وهو يلبس (المايوه ) .
المشكلة الرئيسية التي يقع فيها النور حمد أنه يصر على كلمة صغيرة ليس لها أي مضمون ذهني أو تصوري أو نظري فيلصقها كما يحب ويشاء بأي حادثة تاريخية في مجرى التطور التاريخي العام مرت به ,فالنازيون استطاعوا بأحدث الطائرات في الحرب العالمية الثانية أن يقصفوا لندن فهل استطاع ذلك الإغريق الرعويون أو القبائل السودانية التي ترعى في السهول ؟ فكيف ينتقي النور حمد كلمة عنصرية بهذه الجرأة ليحدثنا عن رعوية النازيين ويقفل عن صناعة الطائرات في عهدهم وإنشاء مصنع سيارت الفولكس فاجن ومد خطوط السكك الحديدية والمصانع الجديدة التي مكنتهم من مكافحة العطالة ؟ فالرعوية لو دقق الكاتب قليلا في ما يستقيه من معلومات ليست جوهرا في ظاهرة النازية وذلك لهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتنازل غليوم الثاني عن الحكم وانتشار البطالة وانهيار العملة والعقوبات الناتجة عن الهزيمة ولذلك تشجع النازيون في بعث الروح الوطنية الاشتراكية التي قادتهم إلى الحروب وبعث الروح القومية لأمة مهزومة كانوا يحاولون بشتى السبل ومنها السبل العنصرية بأن يقولوا لها andquot; أنتِ خير أمة أخرجت للناس andquot; فلذلك العنصرية لم تكن إلا وسيلة نفسية للخروج من وطأة نتائج الحرب العالمية الأولى الكارثية على روح الشعب الألماني . فهي كانت افتعالا مرحليا قاد إلى حرب أخرى أكثر تدميرا . ولكن النور كما ألمعنا في البداية لا يرى أن الحالة التي يتأملها قد تكون حسب مصطلحه رعوية من جانب وحديثة أيضا من جانب آخر وذلك لفصله بين فضاءين مختلفين لا يعتقد بتداخلهما وتأثيرهما على بعضهما البعض . بل وكما سنورد لاحقا لا يرى أن تعاقب الدورات ليس منتظما .
مصطلح الرعوية يخلو من أي صورة ذهنية ويركز فقط على الدلالة اللفظية وهذا ما دعا النور حمد إلى ( تلصيقه ) بأي حدث تاريخي يخطر له , ولذلك رأى في حملة المرشح ترمب ظاهرة رعوية , فخطابه العنصري كما يقول andquot; أيقظ العقل الرعوي في الحياة الأمريكية – أو الكاوبوي كما يقول , وهنا نتعرف على معنى جديد لا سابقة له في تعريفات الرعوية الكثيرة التي تكاد تبلغ الستة فالرعوية هنا هي andquot; معاداة الأقليات والمهاجرين andquot; مع أن هذه المعاداة قديمة قدم الجنس البشري وأن هناك أسبابا حديثة وسياسية أتت بها العولمة جعلت من قضية الهجرة أم القضايا العالمية بعد هجرة رأس المال والخبرات التي قادتها الشركات العابرة للقارات والجنسيات , فالنور حمد يرى الظاهرة ولا يتعمق أسبابها ولا يربطها بما حولها من مستجدات أو ضرورات فيطلق عليها على الفور رعوية مستفيدا من فراغ المصطلح المضموني , وبذلك سينهار التاريخ السياسي تحت سنابك الرعوية و ستجد بعض أو كل تصرفات جورج بوش الابن رعوية وبعض أو كل تصرفات وسلوكيات أوباما رعوية وهكذا جورج بوش الأب وبيل كلينتون صاحب مونيكا لوينسكي وجونسون وستصبح الرعوية موضة دون النظر في جذور الآراء والتفاصيل المختفية وراء ظواهر الأشياء , ولذلك ظن النور حمد برؤيته الإطلاقية ذات الفضاءات المنفصلة أن الرعوية تخرج من الحداثة في دورة منتظمة محددة كدورة القمر حول الأرض ولم يستطع وهي يجري وراء مصطلحه المجافي للمنطق التاريخي والمصطلحي أن الحداثة إنما تخرج من الحداثة ولو بأشكال مختلفة يرفضها بعضنا الآخر ويقبلها بعضنا الآخر .
ثم نأتي لتفصيلة أخرى اختلفت عن كل هفواته السابقة عندما أبلغنا بأن بنية العقل الرعوي - الذي يرفضه عبد الله علي إبراهيم تماما بوصفه حيلة البرجوازية الصغيرة لتتملص به من الخراب الذي أحدثته في الوطن برغم كثرة المنادين به من أمثال كمال الجزولي ومنصور خالد ومنى أبو زيد - تجعلنا نكره الحداثة وذلك حينما يقول النور حمد andquot; السودان يكره الحداثة لأنه يقعد على بنية عقل رعوي فنرى الاستهزاء بالقانون والنظم والتمدن andquot; أي لا نناهضها أو نعاكسها كما زعم في بداية مقاله , وهنا يفتح لنا باب علم النفس , وعلم الكراهية والضغينة , والعقل الباطن الطفولي الذي تحدث عنه فرويد , ولكن هل رأينا في السودان من يرفض المستشفيات الحديثة المجهزة بكل الأجهزة الضرورية لإنقاذ المرضى ؟ وهل رأينا من يرفض أن يسكن في بيت ذي طوابق مجهز بكل أدوات الراحة والإنسانية ؟ وهل رأينا من يرفض أن يرسل أولاده للمدارس المتخصصة ذات الطراز الحديث في التعليم والتأثيث ؟ وهل رأينا الناس تضرب عن الذهاب إلى المحاكم لحل قضاياها ؟ كيف نكره الحداثة ونحن نلهث خلفها ونلهج بذكرها ليل نهار ؟ ولكن ليعلمنا أولا بمعنى الحداثة التي يقصدها إن كانت تختلف عما سبق وأوردته , ليعلمنا بها كما أعلمنا عن معانى الرعوية المتعددة كالصورة داخل المرآة التي تنعكس عليها مرآة أخرى فترى الصور بلا نهاية . هل الحداثة هي كتب ميشل فوكو أو كتب فرانسوا ليوتار أو جيل دولوز .....؟
في رد النور حمد على عبد الله علي إبراهيم تحدث أولا عن عدم رغبته في السجال معه فحمدنا الله على نعمة العافية ولكنه تراجع سريعا إلى الوراء وعاد كأنما اجتاحته وسوسة ما ليتحدث عن عدم استساغة عبد الله علي إبراهيم لرعويته ولأفكاره حولها والتقط أول ملمح طبع حياة عبد الله السياسية فعلل ذلك لانغماس عبد الله في تربة التحليل الماركسي المعتمد على الديلاكتيك في الجدل وأن الوعي انعكاس للمادة وقال كلاما كثيرا استعراضيا أكثر منه متفقا مع طبيعة الحال والنقاش ثم التفت إليه مهددا عندما قال : andquot; التحليل الماركسي لم يعد صالحا ( تماما ) فقد انقصم عظمه منذ وقت طويل andquot; . وكل من قرأ رد عبد الله علي إبراهيم سيلاحظ انه كان أبعد ما يكون عن الماركسية وتحليلاتها لأن رعوية النور حمد كانت من البساطة المخلة والتعسف المختلق وعدم التعمق في الحياة الاجتماعية بحيث لا يحتاج الرد عليها أي نوع من المادية العلمية أو احتذاء مراكس أو إنجلز أو بليخانوف أو اللجوء إلى المذاهب الفلسفية من اجل الاستنارة بها استقواء عليه بل كان الرجل في إيهاب المفكر الحر الذي يلبس لكل حالة لبوسها والأنثربولوجي المدعم بالدراسات العلمية والملاحظات الأكاديمية والاقتباسات مذكورة المصدر والصفحة والسطر بل ربما كان هيغليا أكثر من كونه ماركسيا في حديثه عن الثنائية التي تجعل الحداثة تتعايش جنبا إلى جنب مع سلبياتها وتجعل الرعاة الأفظاظ يتعايشون في بيئة تقبل القانون والفوضى معا .
لم يحاول النور حمد وهو يحاول أن يفرض على المشهد السياسي السوداني والفكري أن يفسر برعويته البسيطة كيف ولماذا تتعدد السلوكيات القديمة بعد أزمان طويلة من نشوئها ولم يحاول بأدنى مجهود توظيف المصطلح ( إن كان مصطلحا بحق ) في المعرفة التاريخية ولا في أي تشريح بنيوي اجتماعي وسياسي و قبلي ولا في الحفر في الظواهر السياسية التي عطلت النمو الاجتماعي والسياسي في بلد كالسودان وإضاءة ظواهر التطرف والاستبداد .
لأول مرة أجد أحدا من المحسوبين على التفكير والعقل يستمد مفهوما من لفظة وحيدة ثم لا يستطيع برغم تأهيله العلمي أن يتجاوز مفهوم اللفظ القاموسي نفسه فيكون المعنى المصطلحي واللفظي شيئا واحدا فإذا فهمت اللفظ فهمت المصطلح والعكس صحيح , فالصلاة تعني الدعاء ولكن الصلاة المعروفة كمفهوم تحتوي على صورة ذهنية متكاملة من وضوء وحركات وقراءة ... إلخ تمكننا من جعلها مصطلحا وغالبا ما يعبر المفكرون عن مصطلحاتهم بلفظ أو أكثر ولكنك إذا أردت فهمها فلابد أن ترجع إلى قواميس المصطلحات الفنية أو العلمية ولا تكتفي بمدلولات الألفاظ الظاهرة والمعتادة , فمصطلح النشوء والارتقاء مثلا هو صورة ذهنية متكاملة لها نتائجها وتعريفها الواضح الذي يتجاوز الكلمتين ولها قدرتها التفسيرية التي توضح لنا ما نراه الآن بأعيننا بعد أن مرت عليه آلاف الأعوام بل يمكن لهذا المصطلح أن يطبق في علوم أخرى كعلم النفس وبقاء الأفكار .. .. ونستطيع أن نفسر به حدوث الشيء الآن أو في الماضي أو نعرف طريقة عمله أو كيفية سلوكه فهي ترينا كيف حدث التطور ولا تشرح لنا الظاهرة بطريقة فوقيه بعد أن حدثت كما يفعل النور حمد بمصطلح الرعوية الذي كان لفظه ومصطلحه متطابقان لا يختلفان في شيء بتاتا .
كيف تخرج البداوة و الرعوية من الحداثة ؟ التفسير في التاريخ الظرفي نفسه وليس في رعوية بلا معايير ولا مفهومات ولا قوة في الإضاءة والتنوير . بل كيف خرج الإسلام من النظام الرعوي القبلي حسب أحد تعريفات النور حمد ؟ وكيف حمل هؤلاء الرعويون رسالة إلى كل الأمم من حولهم ؟ وهل يمكن أن تخرج الحداثة من الرعاة ( الكاوبوي ) وأيضا حسب فهم النور حمد ؟ من الرعوية العربية ( الجاهلية ) خرجت الثقافة الإسلامية بقرآنها وحديثها وتعاليمها . ولكن النور حمد صاحب النظرية لا يعرف ولا يقول لنا كيف حدث ذلك . النظرة الاطلاقية للحداثة وليس النظرة النسبية هي التي تسول للنور حمد تلك الثنائية المفتعلة بين حداثة وعنصرية وحداثة وكراهية أقليات ولا تدعه يرى الظروف والأسباب التاريخية التي تجعل من الحداثة غير ما يريد ويظن .
الرعوية مصطلح نفسي توهمي أو تراكمي استقاه النور حمد من استعمالات البيئة المحلية التي جاء منها كأحاسيس مختلطة غير واضحة المعالم عن شيء اسمه الرعوية مثلما نقول إن هذه العقلية عقلية ( خلاء ) أو ( عربوتي ) ولا نجد كلمة تتطابق مع فهم النور حمد للرعوية سوى كلمة إقليمي فهل هذا هو ما يقصده ؟
في المقالة الثانية التي بحثنا فيها عن سوء فهمنا له , وجدنا أنه لم يستطع تعميقها برغم من أن النقد طرح أسئلة , ووضع عقبات , ولم يستطع جعلها أكثر تجريدا بحكم تعامله مع مصطلح جعله نورا يمشي على هديه , ويبحث به عن طريقه بين الأبنية الاجتماعية والتاريخية المعقدة , ولم يستطع إيجاد روابط جديدة على كثرتها في هذه المباحث التاريخية أو حلقات مفقودة أو ثغرات معلوماتية , يمكن أن تنعش خياله الإبداعي في رؤية البدائل الفكرية والتفسيرية والرؤيوية وبالتالي إيجاد مداخل جديدة تقوى مزاعمه .
كان النور حمد في المقال الأخير كما في المقال الأول أيضا عاجزا تماما عن رؤية الكل , مما سبب له اضطرابا قاده بين تفاصيل متناقضة يختارها من فترات مختلفة وبيئات لا رابط لها ويحاول المقاربة بينها بتعريفات من عنده يفترضها فرضا لكلمة رعوية ( مثل عنصرية – فرد العضلات – الكاوبوي ... ) التي لا تأخذ معنى محددا أو مضمونا ثابتا من البداية ولذلك لم يستطع على كثرة الأمثلة التي ضربها أن يخلق ترابطات منطقية بين التقليدي / الحداثي / ما بعد حداثي لأن كل تفصيلة لم تكن جزءا حقيقيا من الكل . بحسبان أن التفكير شيء مائع وهلامي وهي الصفة التي استفاد منها كثيرا إلا أنه مازال مثل ما فعل في مقالته الأولى يركز على العمل الذهني الاعتسافي دون الاكتشافات التاريخية فكان الربط بين رعوي وما يسرده من حوادث مختلقا ومصطنعا . وخير دليل على ذلك وفي مقالتيه معا أنه لم يحاول كعادة الباحثين في محاولاتهم الإقناع بأطروحات جديدة لم يحاول أن يطرح أسئلة ولم يحاول العثور على إجابات وهذا ما يقدح في علمية تناوله لمعنى الرعوية وتأثيرها . كثيرا ما يربط الرعوية بالمعاني السلبية فلذلك يقترب بها من معنى اللاأخلاقية التي لا يعرفها الرعاة السذج المؤمنون بكل خرافات الدين وبتفاسيره وتصوراته القرووسطية . ومن جهة أخرى وفي عالم يفسر فيه كل شيء نسبيا ومن زوايا متعددة فإنه ينظر إلى الحداثة ( كمطلق ) لا شائبة فيه فيتجنى عليها بإخراج سلبياتها ورعونتها وعنفها وعنصريتها .
وأقول للكاتب في الختام مثل ما قلت له سابقا أن مقالته هشة وتبسيطية ومليئة بالخداع اللفظي وليست علمية وتنكر الثنائية الباعثة على التطور والتخلق من جديد.


خالد بابكر أبوعاقلة
[email protected]



Post: #9
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: النذير حجازي
Date: 10-08-2016, 04:31 AM
Parent: #8

Quote:


العقل الرعوي: تحرير المصطلح




عبد الله علي إبراهيم

عبد الله علي إبراهيم


10-07-2016


لابد من أزجاء عرفاني للأستاذ النور حمد على رده المهذب على نقدي له على مقولته عن andquot;العقل الرعويandquot; المنشورة في الأسافير. فقد ضمنها دوسيه مقالاته بجريدة التيار التي نشر فيها نظراته عن ذلك العقل أول مرة. ثم أنتهز السانحة ليتوسع في مقاصده من المفهوم لا لجاج الخصومة. وسبق له نشر كلمته الأولى من هذا الباب. وبدا لي أن أنتظر ليكمل قوله ثم أعقب. ولكن لما بدا لي من اهتمام زملاء لنا في الشغل لأكاديمي بالمسألة التي أثارها النور (وكانت مما لاكته ألسن بعض صفوتنا عفواً) وتناولهم لها هنا وهناك، رأيت أن أسارع بتوضيح قصير لخطر المصطلح في النقاش العلمي خاصة (وكل نقاش آخر) خلافاً لمطلب النور بتجاوز المصطلح إلى الظواهر.

طلب النور مني أن أعني في نظري لشغله بالظواهر لا بالمصطلح. وهو مطلب لا مكان له في إعراب البحث. لأن في تحرير المصطلح لجم للظواهر فما وافق منه المصطلح دخل الحظيرة وما فارقه إنتبذناه. فالمصلح بمثابة الولد في فقه الميراث الإسلامي andquot;يسد الزريبةandquot; كما يقال. ووجدت خلال حضوري مؤتمر الجيش في السياسة العربية بدوحة قطر مثلاً ساطعاً في وجوب تحرير المصطلح حتى لا يغرقنا طوفان الظواهر. فقال محاضر منا إن تعريف الثورة إشكالي وغير متفق عليه. فبحسب عالم ذكر اسمه قال إنه أحصى الثورات في العالم فقال إنه وقع منها فوق الألف ثورة. ولكن بحسب عالم آخر قال إنه لم تقع سوى أربع ثورات. وليس اياً منهما على خطأ. فقد جرى حسابهما على ضوء تعريف لمصطلح andquot;ثورةandquot;. فأتاحا لغيرهما الخوض في سداده أو خطله. وهذه سيرورة العلم. فترك أمر المصطلح على الغارب جريرة فكرية اردت للنور أن يطهر لسانه منه.

تكتنف دراسة andquot;العقلandquot; وandquot;العقليةandquot; مطاعن في جدواها في البحث الأكاديمي. وهذه الشبهات هي ما أضطرت محمد عابد الجابري باكراً في أول العقد الثامن من القرن المنصرم، وفي كتابه andquot;تكوين العقل العربيandquot;، إلى تسبيب استخدامه لمصطلح andquot;العقل العربيandquot; لغرضه. فقال: andquot;وإذن فنحن عندما نستعمل عبارة andquot;العقل العربيandquot; فإنما نستعملها من منظور علمي نتبني فيه النظرة العلمية المعاصرة للعقل، وليس أي نظرة أخرى كتلك التي تصدر عن مفهوم andquot;العقليةandquot; التي تعني حالة ذهنية فطرية وطبيعية وقارة تحكم نظرة الفرد والجماعة كما تحكم العوامل البيولوجية المورثة سلوكهما وتصرفاتهما. إننا أبعد ما نكون عن هذا التصور الذي لا يقوم على أي أساس علميandquot;. ويبدو أن النور اختار andquot;العقليةandquot; على andquot;عقلandquot; الجابري لأنه عقله البدوي هو بالتحديد andquot;حالة ذهنية فطرية وطبيعية وقارة تحكم نظرة الفرد والجماعة كما تحكم العوامل البيولوجية الموروثة سلوكهما وتصرفاتهماandquot;. لا فكاك.

اختار النور andquot;العقل البدويandquot; لتفسير ظاهرة النازية في ألمانيا. ولم يتوقف النور عند صراع المفاهيم الطويل حول منشأ النازية ليوطن مفهومه المبتكر لها في لجاج ذلك النزاع الأكاديمي. وأطلق مفهومه برئياً من وعثائه مما لا يجوز في باب العلم وإن جاز في باب العرفان. وسأتجاوز التفسيرات الطبقية والقومية، وحتى التي تعلقت ب andquot;العقلية الألمانيةandquot; في علم النفس الأمريكي، لأقارب المسألة من النقاش الذي تفجر بعد نشر الأكاديمي الأمريكي من أصل يهودي دانييل قولدهاقن كتابه andquot;من نفذوا إرادة هتلر طوعاًandquot; (1996) الذي تقلد أوسمة سباق التأليف كلها. وقال فيه إن في قرارة المان عداء للسامية قومي فطري ( eliminational) اشتبك بثقافتهم حتى وهي تترعرع من من الدينية إلى العلمانية. وأراد قولدهاقن بذلك دفع قول من يريدون تبرئة الألمان من دم اليهود وتحميله لفئة باغية منهم. وكان من أوسع أبواب نقد كتاب قولدهاقن أنه صادر عن عنصرية رمت العقل الألماني بحضانته لجرثومة كامنة من القرون الوسطي تنتظر يوم تخرج أثقالها في النازية ويقول الإنسان مالها.
وربما صحت هنا الأشارة لإدورد سعيد في كتابه andquot;تغطية العالم الإسلامي إعلامياًandquot; الذي قال فيه إنه لم يعد لائقاً في العلم وصف أمة ما ب andquot;عقليةandquot; ساكنة بها سوى العرب أو المسلمين.
هذا ما لزم لتوطين مسألة العقل الرعوي في نهج العلم حتى نُقيم نظرات النور منصفين ومدققين. ولا بد أن أكرر شكري له لإستثارة هذه المسألة والقائه لها حجراً في بحر العلم اللجاج وقد كانت ممضوغاً سياسياً دارجاً وعذراً طارئاً لتنكبنا سكة الهداية والرشد.
[email protected]



Post: #10
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: النذير حجازي
Date: 10-08-2016, 07:05 PM
Parent: #9

حبيبنا أسامة الخواض،

عايزين نسمع رأيك في إنتقاد الكُتاب أعلاه لمقالة النور حمد.

مودتي التي لا تعرف

Post: #11
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: طلعت الطيب
Date: 10-08-2016, 08:11 PM
Parent: #10

سلام يا محمد قسم الله
النور حمد كاتب مسؤول ومتعمق فيما يكتب
النقد الذى تم لما خطه كيبورده فى هذا الموضوع المهم للغايه
غير منصف
بجيك راجع ان شاء الله

Post: #12
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-09-2016, 06:36 PM
Parent: #11

أخي النذير حجازي..
أشكرك جداً جداً جداً على إضافتك الثرة..
تحياتي لك..
...
أخي أسامة..
الدكتور النور حمد أكاديمي متميز ما في ذلك شك..
وليس هذا موضوعنا..
ومع ذلك كونه أكاديمياً صرفاً لا يُسوِّغ له ذلك التقعُّر والتسربُل بالتعابير الأكاديمية الغامضة فهو لا يكتب في مجلة علمية بحتة لكنه ينشر رأيه في (الجرايد) كما يفعل في التيار وهي للغاشي والماشي تقتضي الكتابة بلغة مفهومة..
وذلك ليس موضوعنا كذلك..
تحياتي..
......

Post: #13
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: النذير حجازي
Date: 10-23-2016, 08:36 PM
Parent: #12

https://www.0zz0.com

Post: #14
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: elhilayla
Date: 10-23-2016, 09:52 PM
Parent: #13

سلام يا محمد قسم الله
النور حمد كاتب مسؤول ومتعمق فيما يكتب
النقد الذى تم لما خطه كيبورده فى هذا الموضوع المهم للغايه غير منصف

Post: #15
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: محمد قسم الله محمد
Date: 10-25-2016, 09:37 PM
Parent: #14

لا نزال نستمتع بمتابعة مقالات الدكتور النور حمد عن تشريح بنية العقل الرعوي..
المقالات تجذب بعضها بعضاً ..
يرد الدكتور كل الصراعات الداخلية في الدولة السنارية والمهدية إلى سيطرة العقل الرعوي على الشخصية السودانية عبر الأزمان..
من وجهة نظري المقال الأول لم يكن بالوضوح الكافي مثل آخر مقال نشرته التيار للكاتب عن الرعوية والقبلية عند السودانيين فالدكتور حمد بدأ يكتب بصورة أكثر وضوحاً ومباشرة بلا مواربة كما كان يفعل في مستهل الحلقات..
كأنما اكتسب (حساسية المباريات التنافسية) بلغة (ناس الكورة) ولذلك تسلسلتْ مقالاته على النحو المنشور ولعلها لم تكن مدروسة ومرتبة لهذا التسلسل كما أشار هو نفسه.
على أية حال أرجو - كمتابع للحلقات- أن يدلف الدكتور حمد بجرأة أكبر للمسكوت عنه في التاريخ السياسي والاجتماعي للسودانيين عبر السنين لخيرنا ولخير المدينة كما يقول سقراط في مقاصد النقد..
ومع ذلك لا يزال سؤالي الإبتدائي قائماً.. لماذا فقط الآن والآن فقط يكتب الدكتور حمد ومثله من المثقفين ويخرجون من كهوفهم وراء المحيطات لتشريح الأزمة وفق زاوية نظر حبسوها في صدورهم طويلاً طويلاً.

Post: #16
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: الصادق اسماعيل
Date: 10-25-2016, 11:41 PM
Parent: #15

استاذ محمد قسم السيد
سلام
أعتقد أن النور حمد لم يتأخر في الكتابة، لسبب بسيط النور حمد يتبع الفكر الجمهوري
وما خطه الأستاذ محمود محمد طه، وهذا الإتباع لفكرة محددة يجعلك في غنى عن الكتابة طالما وجدت فيها تفسيراً لكل ما تقوله.
والنور حمد يبدو أنه رأي أن تحليل أعمق لما تقول به الفكرة الجمهورية قد آن آوانه فلذلك بدأ بكاتباته هذه
أنا لست متابع جيد للنور حمد ولكن قرأت له الكثير من الكتابات في موقع (سودانفوراول) الذي نتشارك العضوية فيه.
لذلك اتهامه بتأخير كتابة لا أعتقد انه اتخام منصف، فالفكرة الجمهورية كانت جريئة في انتقاد التاريخ والتفكير ويبدو أن النور
كان مشغول بتوضيحها اكثر من ملاحاظته والتي نضجت وأن آوان نشرها للناس

Post: #17
Title: Re: الدكتور النور حمد يخرج من الكهف!!
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-27-2016, 06:43 AM
Parent: #16

تحية طيبة
الدكتور النور محمد حمد كتب منذ بداية التسعينات في الصحف العربية اللندنية، وفي منتصف التسعينات كان من المؤسسين والمشاركين بالكتابة في صحيفة الرأي الآخر من امريكا. ومنذ انتشار الصحف والمنابر الالكترونية شارك بالكتابة فيها، ولديه مكتبة هنا في سودانيز اونلاين التي اشترك فيها منذ العام ٢٠٠٣ تقريبا.
http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi؟board=91

واشترك بالكتابة في الصحف السودانية منذ ان كان ذلك ممكنا لمثله وذلك بعد اتفاقية السلام في ٢٠٠٥.