ثلاثية الطبيب.... المريض .... الحكومة

06:01 AM October, 01 2016

سودانيز اون لاين
عثمان الأمام-
مكتبتى
رابط مختصر

(1)

الأطباء هم الوسيلة الأخيرة والخطيرة لحدوث عصيان مدني وسقوط حكومة الإنقاذ لذلك تخشى منها الحكومة وجهاز الأمن , وسعت الحكومة وتسعى كل يوم لزيادة الفجوة بين المرضى ( الشعب) والأطباء تارة بخلق المشاكل بالتجاهل التام لتحسين بيئة العمل وتارة بعدم التدخل لحلحلة الأشكاليات والقيام بتأجيجها لخلق رأي عام سلبي عن الأطباء وبالتالي صنع حاجز بين الفئتين لتجنب أي تلاحم قد يؤدي إلى ما لا يشتهون.

(2)

ومنذ قيام الإنقاذ نجحت بنسبة كبيرة في تفكيك كل النقابات العمالية والمهنية ورغم المحاولات المستميتة لإختراق كيان الأطباء لم تنجح رغم إلغائها نقابة الأطباء الشرعية وإتجاهها إلى قيام إتحاد الأطباء بالتعيين لكنه لم يجد الا التجاهل من الأطباء وكانت تجمعاتهم باسم النقابة الشرعية ولجنة الأطباء ومختلف المسميات حاضرة في كل مطالبات الأطباء وغياب تام لدور الأتحاد الذي لا يعلم بشأنه إلا من هم على رأسه وبعض الموالين.

(3)

ومن أقوى الأضرابات التى حدثت عهد الإنقاذ الأول أيام القبضة الأمنية الشديدة كان إضراب الأطباء بقيادة آخر نقابة شرعية ولم تجد الأجهزة الأمنية حينذاك غير العنف والتصفيات الجسدية فكان إستشهاد الدكتور على فضل علي يد الأمن نتيجة للتعذيب وللأسف بعلم ومساعدة بعض منسوبي الأنقاذ من الأطباء والإعتقالات الكثيفة وسط أعضاء النقابة وتطور الأمر إلى الحكم بالأعدام على رئيس النقابة د. مأمون محمد حسين وبعض القياديين وكان التنفيذ على وشك لولا تدخل بعض المنظمات العالمية ومجلس الأمن.

(4)

طبيعة عمل الأطباء كان لها الدور الكبير في فشل الأنقاذ في تشتيت شملهم على عكس المهن الأخرى , فالأطباء تجمعهم المستشفيات المنتشرة فى كل مدن السودان والروابط المهنية تجعل تنظيم التجمعات سهلا" وروح التضامن موجودة بين الأطباء فلو أندلع إعتصام مدني في أى مستشفى تتبعه موجة من الإعتصامات في بقية المستشفيات ولا يخفى الدور الريادي للاطباء في المجتمع وتأثيرهم على الميديا وصعوبة تلفيق تهمة التخريب بهذه الفئة كما يحدث في بقية الإضطرابات والفرية التي ظلت موجودة على طول إحتجاجات الأطباء لم تتعدى نشر الأشاعات عن القيادات والاتهامات بالعمالة والشيوعية!

(5)


الأمر الثاني هو انه في كل الإحتجاجات والمطالبات للأطباء تحسين بيئة العمل والإهتمام بالمستشفيات والمرضى و توفير العلاج المجاني وتأهيل الكوادر تاتى في مقدمة المطالبات فالأولوية دائما" للمريض أما تحسين أوضاع الأطباء يأتى في ذيلية المطالبات كجزء من تحسين بيئة العمل فلو درى المرضى وذويهم مطالبات الأطباء لكانوا في مقدمة الحشود .

(6)

مهما تحدث المرضى أو المواطنين عن تردي الأوضاع في المستشفيات لن يكون أكثر إلماما" بالموضوع من الأطباء أنفسهم فهذه المأساة يعيشونها يوميا" ليس إبتداءا" بالتخطيط المعوج والفوضى التي تضرب المؤسسات الصحية وليس إنتهاءا" بمعاناة المريض منذ دخولة عتبة المستشفى وعدم توفر حتى المتطلبات الأساسية للفحص والاسعافات الأولية وحتى الموجود غير متاح بدون مقابل! والعمل في أكبر المستشفيات الحكومية أشبه بالعمل في مناطق العمليات والحروب ( الجود بالموجود) ويعمل الأطباءعلى التغاضي عن كثير من الإجراءات والإحتياطات الطبية من أجل التسهيل للمريض وإن كانت لا توافق مع ما تعلمه أو مع المقاييس العالمية مما يعرضهم للمساءلات والشكاوي الكثيرة.

(7)

ما يجهله الكثير من المرضى والمرافقين أن تقديم الخدمة الطبية والعلاجية يعتمد إعتمادا" كبيرا" على الأجهزة الطبية في التشخيص السليم والتحاليل المختبرية
وما يمارس حاليا" في السودان يعتمد إعتمادا" كليا" على مهارات الطبيب التشخيصية وهي أضعف حلقة فيما يعرف بالطب المبني على البراهين ويقوم الطبيب بتخطي الكثير من الفحوصات والخطوات المهمة في التشخيص السليم لعدم توفرها ويقع اللوم في الغالب على الطبيب وليس على المستشفى أو الوزارة أو الحكومة عموما".

(8)


خذ مثالا" المملكة العربية السعودية بإعتبارها أقرب للسودان من ناحية التعداد والكثير من السودانيين مقيمين فيها ويعلموا أنه لا تخلو مستشفى أو مركز طبي من طبيب سوداني ميزانية الصحة للعام 2015 كانت أكثر من 600 مليار ريال سعودي رغم الإنخفاض في الميزانية العامة!! وقارن بين ميزانية الصحة في السودان في نفس العام لم تتعدى 780 مليون جنيه سوداني أي لا تتعدى 195 مليون ريال سعودي!! وبحسبة بسيطة تجد أن الإنفاق على الصحة يفوق السودان بما يقارب 300 ضعف!!! فقل لي بربك كيف يمكن المقارنة في الخدمة المقدمة ناهيك عن الدول العظمى!!

تحياتي عثمان
واظن ظناً لدرجة اليقين
ان تفكيك وترحيل المستشفيات لأنها اماكن تجمع وسط الخرطوم

هلا أبوسن

سؤ الوضع الصحي في السودان وحده كافي للثورة ضد هذه الحكومة
وما يحدث في القطاع الصحي من تهجير وتجفيف المستشفيات لا شك
هو عمل أمني قبل أن يكون مهني..

بل أغلب مكاتب الموظفين ومكاتب الحرس تعج بأفراد الأمن
وتذمر المواطنين والعنف الحاصل ده نوع من الرفض ربما كان ضد
الأطباء ولكن بعد شوية حيتحول ضد مكاتب الأدارة وحيتوجه نحو الفيل
لا ظله.


تحياتي

ها قد بدأت الشرارة


والمواجهة مستمرة