معارج المداد

معارج المداد


09-30-2016, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1475240794&rn=25


Post: #1
Title: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-30-2016, 02:06 PM
Parent: #0

01:06 PM September, 30 2016

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

(1)

اللحظة تفتتح حضورها فوق عشب الوقت بموسقى لا يراها الظل
لكنه يستأنس بطعمها القادم من لدن الإشتهاء، بنكهة الشوق النديم
تتبرج اللحظة فتتربص الأعياد بها لترتكب جريرة الفرح
تهز اليها جذوع الحنين فيتساقط ثمر اللقيا جنيا على جسمها المملوء بالإغنيات الملونة
ذات الألوان التى ارتداها قوس قزح فى آخر زيارة لمقام المحبة
ونسيها حين سمع أجراس الغمام تعلن بداية قداس المطر وساعة الهطول

تزينت اللحظة وانشدت فى سرها

يا ايها النهارالمبلل بالهديل
يا ايها التعب الذى
يختصر أشواق الفصول
ويسلب من قوافلنا الدليل
ارفع نواياك عن طريقنا
لتخضر الخطى
وبالأحضان تأخذنا
موانئ الوصول

اللحظة الآن تمام الشغف إلا قليلا

Post: #2
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-30-2016, 02:49 PM
Parent: #1

(2)

ممتلئا بفراغ الكون
يتحد شروق الحاضر مع غروب الفائت فى مخيلة اللحظة، والشمس محض نكاية لأحلام الجليد
والصحراء متاهة منحوتة على وجه اللغة
من لنا بأبجدية تهب اقدام الحبر مفتاح الطريق، واللغة انثى ضنينة تراود الحكاية عن بدايتها
تبطئ الفصول فتتراكم احلام الأوطان فوق ترابها الكسول
يسرع المطر فتستحى الحقول من يباس احاسيسها الذابلة
ينتشى النهر فتزين الضفاف شفاهها بخضرة نسيتها حورية ليلة زفافها لمزارع يمتهن الصبر و يعتنق الإخضرار
يغضب القمر فتبيت الحمى فى اوصال الأحاجى
يحزن الشاعر فتتيبس الأغنيات و يعلن العشق موسم الجفاف

ممتلئا بفراغ الكون
أترى موتك آت من حياتك أم أن الحياة لا تأبه بوجل وانتظار الأحياء ؟
ينحنى قوس الصبر لا ليقبل قدمى ابتداءه بل ليكمل دائرة الإنتظار، لا ليبارك سفر السهم فى هواء التمنى، بل ليغرى الفضاء بالصمت والهدف بنهاية بدايته
والدرب مستقيم يبدأ ولا ينتهى
قم لقيامتك ايها الحى و اقم صلاة خلودك القصير














وحين تلامس جبهة الإبتهال صعيد الرغبة القديم، يتجدد الدعاء و يأخذ هيئة توسل خائب
يا إلهنا
يا خالق الأسماء
هب لنا من لدنك إسما لا تغار منه أبجدية النداء
إسم يلتصق بصلصال التعب و ويمتزج بدم العنت
فالراحة إسم لا يستطيع أن يتهجأ حروفه لسان الأسى
ممتلئا بسنابل الألوان
و قوس قزح صديق عاق باع ضحكات النهار و ذنوب الليل الى قطاع طرق الغيم
أغثنا أيها الأزرق الرفيق أو احلنا الى بياض التلاشى، فدمنا قد انحاز الى خضرة النبض ذلك الذى اوهن من خيط الأمنيات فى قلب مقوب

























ممتلئا بإيقاع غريب
إيقاع ضل السبيل فى السعى الى فؤاد درويش عاشق
فألفى صوته غارقا فى حلقة نار تعانق برد الشيخ و تحتضن سلام المجاذيب
فاسمح لنا أيها التراب النبيل أن نغبر دمنا بهمهمات الحالمين عسى أن تستحى خيباتنا العتيقة
وتزهر عظام ترانيمنا لتطرح عطرا و ثمرا و بعض غبطة

ممتلئا بوقت قديم
الليل لحاف العاشقين و النهار غطاء القانعين

حقيقة الرمل دثار التائهين
وخيال النهر مأوى الغرقى



Post: #3
Title: Re: معارج المداد
Author: محمد على طه الملك
Date: 09-30-2016, 03:26 PM
Parent: #2


Post: #4
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-30-2016, 04:23 PM
Parent: #3

فى حضرة الملوك
تسمو الأشياء وتبلغ علياء الذرى

فالملوك ان اهدوك سعدت
وان زاروك علوت

شكرا يا ملك
للنغم الفخيم و المنح العميم

المقطوعة الأولى ساحرة فعلا وبديعة
عشان كده الرحبانية صاغو عليها واحدة من اجمل اغنيات فيروز

لبيروت من قلبى سلام

بنفس اللحن و التوزيع

وهم عباقرة فى استلاف الألحان العالمية وصياغة اغانى عليها
زى ما عملو مع سيمفونية موزارت رقم 40 وعملو عليها اغنية فيروز

عرفو انك حبيبى

البتقول
يا انا يا انا
انا و اياك

ياخى ليك كل ما فى التحية من عطر
وكل ما فى الامتنان من عبير

Post: #5
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-30-2016, 04:36 PM
Parent: #1

أول السفر
نقر على باب الروح
رائحة تمد وجهها
تشى بطعم الغياب
إمرأة تجول فى الخاطر
لا تهتم لرأى المرايا فيها
أغنية تراوغ الوقت
وتحتال على حراس العذاب
لتهرب من قبضة الضجر
وتشرين يفتح منافذ الشتاء
يخبرنى بأن فى تلك الحكاية
ما يستحق السهر

أول السفر
ذكرى تنام بكامل تعبها
شمس تراسل الليل خلسة
وتخبئ سرها فى قلب غيمة
كيلا يراه القمر
حلم يجلس على عتبات النهار
يعاقر قهوة الظلال
ويكتب اغنيات الشجر

أول السفر
الى مدينة
لا تسأل الغرباء
عن تواريخ احزانهم
لا تطلب من الشعراء
تصاريح خيباتهم
مدينة خرقاء
لا تهمها اسماء الفصول
ومواعيد المطر

أول السفر
جرح فى هيئة نهر
ينبع من يمين القلب
يصب فى شمال الروح
يحفظ موج الأسى
فى عمق ذاكرة التراب
يبادل صوت الماء
بصمت الحجر أول السفر

Post: #6
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-01-2016, 07:53 AM
Parent: #1

يا سرها
يا لونها

كيف احتمالك للعبير؟
جلست على رخام أغنية
تنساب جذلى
من مسام سرها
من هديل لونها
فزملنى الحرير

Post: #7
Title: Re: معارج المداد
Author: Abdalla Gaafar
Date: 10-01-2016, 06:31 PM
Parent: #6

العزيز أبوذر
تحيات

أول السفر
ولم أكن قد قرأت كتابي بعد ... بدت كل السبل كشبابيك تذاكر .... ولم أكن وحدي... صفوف ضمت الفقراء من ابناء السبيل والغارمين والهاربين من قاع كل شيء الي ضوء يلوح في آخر دهليز الغياب
تذكرة ونساء رقيّات ... تعويذة ضد فقدان الذاكرة والنسيان ....
.......
نقر علي باب الرجوع المستحيل
ماعدت اذكر اي يوم
كان فيه الوقت أحضان لأنثي
أو لأرضٍ كان حلمي أن اراقصها علي صدر النهار
ماعدت أذكر من تفاصيل المسافة
غير صوت الريح ما بيني
وما بين احتمالات البقاء علي رصيف الانتظار
نقر علي باب الرجوع المستحيل
فليت تلك الأرض
تجتاز المسافة بين قلبي والمطارات القفار

مودتي وتقديري
عبد الله جعفر

Post: #8
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-02-2016, 07:22 AM
Parent: #7

العزيز عبد الله

والمسافة تمارس قهرها المستمر لمحطات العمر
تقتات على شغف الخطوات وتستقى من عرق الحنين
ونحن اشجار خائفة
تتقى حر الانتظار بانسام الوعود
وتستجير من برد اللهفة بدفء الأغنيات

وتتواصل معزوفة الشوق على إيقاع الأمنيات الوجلة

ترقص الغيمات ويترنم النهر

و يبكى العاشق

Post: #9
Title: Re: معارج المداد
Author: بابكر قدور
Date: 10-02-2016, 12:04 PM
Parent: #8

أخي العزيز أبوذر
لك الود والتحايا الطيبات
حقاً إنها سيمفونيات ممتعة .... بالأمس كنا في "لمة" حلوة جداً
كان الباشمهندس حسن من بين الحضور .. إحتلت سيرتك فيها
مساحة واسعة .. لك ودي وتحياتي وتحيات الباشمهندس ....

Post: #10
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-02-2016, 04:32 PM
Parent: #9

العزيز بابكر

سلام عميم وتقدير تميم و ود مفيم

كيف الحال وعساك طيب و شديد و سعيد

وكل الشوق العظيم للعزيز الباشمهندس حسن الحميم
وليه التحية و المعزة بلا حد ولا انتهاء

Post: #11
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-02-2016, 04:36 PM
Parent: #1

(5)

قال اليباس للحقل
إن هبت الريح من علِ
أين ستخبئ السنابل
أطفال أمنياتها ؟
وإن جاء طيف الخوف منجلِ
كيف ستوقد الأرض
فوانيس شجاعتها ؟

قال اليباس للحقل
إن هبت الريح من علِ
أين ستخبئ السنابل
أطفال أمنياتها؟
وإن جاء طيف الخوف منجلِ
كيف ستوقد الأرض
فوانيس شجاعتها؟

هزى إليكِ بجسد المسافة
تتساقط الأشواق
ونلتقيكِ عند مغرب الصبر
قريبة مثل النبض
عالية كما الأحلام
بعيدة مثل مقاعد السماء
دانية مثل لحاء الأرض
هزى إليكِ دمى
فالأيام عتمة
وأنتِ مصباح العمر



Post: #12
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-04-2016, 11:38 AM
Parent: #1

(6)
ذات شوق
كنا ثلاثة
انا و طيفها
وثالثنا الوجد

ذات مساء
كنا ثلاثة
انا و وجهها
وثالثنا السهد

ذات تمنى
كنا ثلاثة
انا و اللقيا
وثالثنا الوعد

ثم
ذات لقاء
كنا ثلاثة

انا وطعم حديثها
وثالثنا الشهد

Post: #13
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-05-2016, 04:46 PM
Parent: #12

الأيام بين خيال الوقت و حقيقة المكان

ماضية، دون أيما إلتفاتة، فى مسيرها، فى دورانها السرمدى

ونحن

مع كثرة الإلتفات، نحو كل الجهات، الجلوس على حواف الوقت أحيانا، والركض على هواء الأسئلة أحيانا أخرى، غير عابئين بذلك الدوران الغريب

الأيام

وكأنها أقلام الحياة، تسطر كتب الأعمار، وتكتب شهادات هذا النزف اليومى، الدائر أيضا فى فلك الأسئلة

والأسئلة، هى المداخل العتيقة الى كنه الشئ وروحه، تارة تقود الى إجابات هائجة لا وجه لها ولا جسد، وتارات كثر تفضى الى المبهم، وتوالد المزيد من الأسئلة

ومن قبل، قال التجانى

من لهذا الأنام يحميه عنى -- قلمى صارمى وطرسى مجنى
نهلت من دمى الحوادث واستروى -- يراعى مما يدفع دنى
ويل هذا الأنام من قلبى الباكى -- وويحى مما يجر التجنى
حشدت جندها الحياة وزجت -- فيه من مفزع القوى كل قرن
إنها ثورة الحياة فمن للكون -- يحميه من قذائف رعن

الأسئلة، الأسئلة

مدارات من الخيال والحقيقة، ثقوب سوداء غائرة فى سماء الأيام

أينما أدرت الروح، تتراءى أخيلة بلا أسماء، وكيفما نبشت فى خزانة الأسماء، واجد أنت زيف المعنى ورمادية اليقين

من اناشيد سند المضيئة

فخل الشمس ترحل
خل اشرعة الوضوح تذوب عبر
مدارج الرؤيا ةتحتدم الظلام
انا ذلك المرصود للشجن العقيم
وللكابة والضلال
يسعون بى للقاع ينتظرون رائحتى
تشق حوائط الامواج
تنبت فوق ارصفة المحال
ما قلت
صار فجيعتى الكبرى
فليت العمر مر بلا قواف او حروف
او ليت شعرى كان فى عرس الهوى
نزق الكمنجة والمزاهر والدفوف

الأيام
وكأنها لم تكتف بعد بكل ومن كل ما اقترفته اياديها الممسكة بأكاليل الشوك والشوق معا، تضعها على رؤوس اللحظات، تتويجا لرفعة الألم ومقام المعاناة


ألا ترى أن العود إنما صفا صوته لما خلا جوفه


لا أحب الحياة إلا من أجل آخرين، فهى عندى لا تعنى شيئا طالما يعوزنى الإختيار فى إطالة أمدها، ولا أخاف الموت إلا من أجل آخرين ايضا، فهو لا يعنى لى شيئا طالما أنى لا أستطيع تأجيله

لكن يظل الموت يشكل ويرسم مغامرة تستحق الخوض، بغموضه وعوالمه التى لم يخبر عنها من ذهبوا إليها، ولكن


رضينا من زماننا بقليل القليل، ولم يرض زماننا منا إلا بالكثير من الهم والمرض والعلة

تهويمة

غنى كرومة من نظم عبيد عبد الرحمن

زاد أذاى يا صاحِ
واعترانى نحول
طرفى دامع وصاحى
وبالسهاد مكحول

والعلى ما بزول

الى ان يقول

ونومى فى عيون زول

Post: #14
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-05-2016, 06:59 PM
Parent: #1

وعليكِ المودة والسلام

عشقئذِ، كانت خاتمة الرسائل تضمر وجل المسافة العصية، وتبوح بأسى الوقت الضنين
كنت خارجا من غار صبواتى الحزينة التمس ضوء فرح يتسلل الى عتمة الفراق علنى رى الدرب، ذلك الذى يصعد بأقدام القصائد صوب باحات النور الذى يتدفق من علياء عرشك القصى
واعرف الآن، وحين يدق حامل الشوق على بابك الشمسى، سوف تستجمع الحروف قوى زرقتها الواهنة، ستستجير بدم الأغنيات الصديقة كيما تمد كتاب شوقى بيمين خوفها، ولتمد اوراق ليلى المعطون فى دمع النجمات وزفرات القمر

أما بعد

دوما كان هناك درب قصير العمر، طويل المدى يحاول أن يوصلني اليكِ، ودوما كان هناك عنوان مكتوب على نوافذ المنى يجعل جسد اللقيا يتأرجح بين مالات الشوق واحتمالات الموت، الشوق لعوالم عينيك المحتشدة بالهتاف والموت قريبا منها للفوز باحدى الحسنيين، اما بياضا يكرس صفاء السنين أو سوادا يختصر تواريخ الحنين

فلعينيكِ
كنت دوما على وعد مع الخريف
كى يعد لكِ الندى عطرا
فوجهكِ مسكن سر الأشعار
وإتكاءة النهر على ضفاير الضفاف

أودعت النهار سرنا العظيم
وأوعدنى
أن يحدث عنكِ فراشات الصباح
ويشهد أن عشقكِ فاتحةُ البداية
وآخر المطاف
أن يزينُ ساحات الأرواح
يلون الآفاق والدروب بالضياء
لترتوى الأرجاء بالعبق

والآن ها أنذا
أمد العمر قصيدة و جسرا
فلتعبرى
بين هتاف البوح الحافى
على رملٍ من حزن مكتوب
فغمام الشدو الذى
فى البعد ينادم المنافى
منذ مولدِ الأسى
قد أدمن الهزائم الطوال
يسابق الغياب و الخطوب
يصادق الحنين والقوافى
مكبل بقيد صبوتى
تاه فى مفاوز الخيال
واحترق

حدثى الأيام عنه، عنى
عن المواجع الثقال
حدثى الطريق عنا
فعلّه مع ابتداءة المواسم المحال
يوقدُ الشموس فى عيونه
وفى عروقِ شوقه
ينتشى الخريف ويرقص السحاب
علّه يهزم البعاد ولهفة السؤال
وأن يؤوب من بلاقع السرابْ
من غياهب الأرق


الآن اسائل روحى عنك

وفى هيئة هواجس تقترح الحلم وتناوش الواقع، كيف لا استطيع ن اكتبك ؟
أن أجعل الكلمات تنحاز الى معانيك التى لا تشبه سواك ؟
كيف تباعدت أوقات صلوات الجهات وكيف هرب من مآذنها نداء اللقاء ؟
كيف اجهشت عصافير الرغبة بصمتها ؟
وما عادت تسامر أشجار التمنى وتعاقرها أنس الفصول ؟

كيف اضحى الفراق شريعة تحكم أكوان العاشقين ورهقا يهد أمنيات البائسين ؟

كيف أجدنى أختبئ فيكِ، ابحث عنى لديكِ، فلا أجدنى ؟

ربما لأنى لم أجدكِ

Post: #15
Title: Re: معارج المداد
Author: عبد العزيز محمد عمر
Date: 10-06-2016, 06:29 AM
Parent: #14


ولمثل هذا تسرج الخيول يا أباذر ..


.

Post: #16
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-06-2016, 04:29 PM
Parent: #15

العزيز عبد العزيز

و لمثلك تبسط الحشايا و المطارف
او كما قال ابو الطيب

ولمثلك تبذل المعزة
فيضا مدرارا
ويوهب الود كاملا

تحياتى رفقة المحبة

Post: #17
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-06-2016, 04:33 PM
Parent: #1

حين تزمع الخروج من نية غيمتها ومن موئل سكنها الأول، تلتفت أولا إلى اليمين ثم تدير وجهها، ذلك المملوء بكل أسماء الندى، ناحية الشمال
حين ذاك الخروج، لا تنظر إلى الأسفل أبدا، بل تحدق فى أعالى المدى صوب السماء التى تلى بيتها، تتأبط رذاذها وتمضى، دون أدنى مسئولية تتركها معلقة على مشجب الفضاء ، تخرج لتبدأ مسيرة الهطول وملحمة العروج، هكذا هى قطرات المطر، فى قطرة ألف رسالة إلى التراب، فى كل رسالة ألف حياة مما تعدون، وفى كل حياة ملخص جميل لتاريخ التراب.
تصعد القطرات إلى اسفل رغباتها وتحلق فى فضاء محتشد بالدعوات، تلك الأتية على عجل من صدور العالمين، فضاء مملوء برغبات التعساء الملعونة وآهات العاشقين الخائبة، وببعض أغنيات ضلت طريقها من أصوات المنشدين ولم تصل بعد إلى مسامع الآلهة، تفج تلاطم موجاته وتواصل السفر
يَا حقول الوجودِ اليابسة
يا تراب الوجوه العابسة
إبشر بطول عطش إن أنت اسلمت مقادير ملامحك لمرآة الإنتظار، وتيقن من فقدان لونك الذى لا يأبه بتبرج اقواس قزح فى رابعة الأفق الوهيط، إغمس امنياتك فى ماء الوقت، فالشمس لا تهتم بعتمة الأشياء فيك، خذ صباحك بقوة وتوكل على صرير أبواب الحدائق حين يفض سكونها هواء الضجيج وأصابع الباحثين عن الإخضرار فى مكامن اليباس.
يا تراب الوجوه العابسة
هل أتاك نداء الضحكات، تلك المنشورة على أغصان الفجيعة القديمة، سيرة هابيل الأولى وحسرة قابيل الأخيرة، هل أتاك أنين العيون، عيون لا ترى سوى فراغ يستعمر أركان الوقت، وما أدراك ما قَارِعة الفراغ
كيف ستمشى على صراط الليل وأنت تجهل مسالك البصيرة الوعرة، وكيف ستمضى فى تيهك الجديد وأنت لا تتقن أبجدية الصحراء ولا تفهم لغة النجوم الشامتة وهى تتجاذب أطراف ضوئها الشحيح
حتما ستنشغل الصحراء عنك بإحصاء حبات رملها الجديد فى حضور طائر وحيد يتقن الشوق ويمتهن الحنين، يجلس قرب باب البكاء ليسجل تواريخ ميلاد اللعنات وقيام العطش فى لهات الدروب الوحيدة
يا حقول الوجود اليابسة
كان فى قديم الأغنيات، صوت معلق على سارية الفرح، يدعو العابرين الى محطة تستوطن طرب الليل وتشارك النهار اخضرار الظلال فيه وعربدة النشوة فى وجوه النوافذ الصديقة
كان فى سالف الأمنيات، طيور تحلق بلا اجنحة صوب مآذن النداء تخبر الناس عن مواعيد ابتداء الأعياد ومواسم أعراس الأشجار، تلك الطيور بألوان اجنحتها الزرقاء ربما استعارتها من خدود السماء، وبقية الوانها البهيجة التى يغار منها برتقال القصائد وتحسدها وجوه الحدائق وتشتهى فى سرها أن تحلق مثلها، لتقبل وجنات السماء وتأخذ قليلا من إكسير البقاء
كان يا ما كان فى سالف الأشواق
نهر يسرج صهوات الجهات ويسعى فى مناكب الظمأ يحمل بشارات الإرتواء وأناشيد خضراء الطعم تسر الشاربين، فى النهار تكون الضفتان قصيدتين من بحر الأمل، وفى الليل تصبحان عالمين لا يقوى القمر على تفسير ألاء الخصب فيهما، ولا تطيق العتمة عندهما ممارسة نزقها القديم واختلاس الضوء من مشارق العيون

Post: #18
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-08-2016, 04:20 PM
Parent: #1

سعيد البقدر يهبش
طرف الغنية
الفى منديلك
وسعيد الولد
الخت حمالة الحظ الميّل
خت حمالتو
علي عينيكى وقيّل
فى ضل المنية
تحت شمس الالام
مستنى ضليلك

يبدأ اللحن القادم من لدن حضورها مسيره رويدا وهو فى كامل طربه ليمنح العالمين صكوك سعادتهم وغفران حنينهم، فيلبوا نداء الحبور وهم خاشعين
ثم يهدأ قليلا من الركض فوق حواشى الحكاية ويعلن شروق سيدة الإخضرار

كانت الأماكن تتلفت فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى "البت السيسبانة" وسيحتدم العناق الأزلى بين اللون والطعم، بين العشب وفراشات النهار الصبية وبين الهواء ووجهها الذى احتكرته ورود الجنة واقامت عليه سرادق كرنفالها، وجهها الذى استعمرته الآلهة لتمارس عذوبة الصلوات وتزرع فيه يقين العطر وحكايات الألق

يهدأ اللحن قليلا

يتلون وجه الوقت وهو يتلو تفاصيل نضار أشعة الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على أحلام الأرض، تتزين العروس كل صباح بماء النهر، بالأشواق والعقوق، بالقصائد

ترتدى "البت السيسبانة" دعوات الأمهات، أخيلة "صبيان الحلة" خيول أناشيد العاشقين وأوراد العابدين وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ اللحن فى إرتداء وشاحه المطعم بالورد، وتنزاح أستار الأمنية عليها وعلينا

ثم تضرب الشمس موعدا جديدا

غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض ومعها جحافل العاشقين الخائبين الخائفين

يهدأ اللحن قليلا

لكنه حتما لا يغفو وينام، فقد تواعد مع شغف البدايات الرحيبة، شرب من عذوبة التمنى، فما ارتوت فيه أوردة الظمأ المقيم

صُبى لنا
قليلا من رحيق كوثر اللحظات
أو من إبريق الإبتسامات

هبى بصحن الصباح المملوء بأعراس الشتلات الندية، بندى الأعياد وقصص الأطفال التى قضت ليلها تحت وسائد الأحلام الخضراء

عليكى الريد
لمى أعياد البلد
واغزلى الفرح الرحيب

عليكى الريد
زحى أحزان الولد
عينيك وطن
وأنا فيك غريب

إنا قد اشهدنا الشمس والغيم عليكِ، وها نهرنا الصديق يكتب بمداد موجه الخجول، أن مصيره معلق فى نبع عينيك، تلك الواسعة مثل أمنيات الوطن التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر

اخبرنا من لا نشك فى صدق موتهم، أنه لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين
لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى وجع سرمدى فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح

أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد التمنى، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول

نادينا أولا
يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع
يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف
على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها

ثم نادينا ثانيا
أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل
وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود

فلنحدثك الآن
ليس فى هذه التباريح سوى محض عذاب

ولا نزال نحاور اليقين تارة
يجادل الشك يقيننا الواهن أصلا، فيجبرنا على ألا نبارح ساحة موتنا، ويدفعنا صوب هاوية التخيل لنمارس موتنا الصديق، لنحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
نراود النوايا كى تخبرنا عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد
فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر

أيهما أقسى على القلب
الموت أم الهجر ؟

وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا

Post: #19
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-09-2016, 06:20 PM
Parent: #1

قران اللون و الحرف
--------------------

الأحرف الممهورة بالضوء
وكأنها أحاديث يكتمل فيها القمر ويعلن مهرجان النور
ويفتح أبواب اللون المقدس والأناشيد الباذخة، المملوءة بترانيم الفصول الجميلة

أحرف، وكأنها بيارق الروح ،، عالية تخفق بأطرافها لتداعب طرب وانتشاء السماء

أحرف، وكأنها شبابيك النجوي
بياض السلام واحمرار النداء ، زرقة النوايا وإخضرار الأحلام

حضور يجهش بالألق ويضمر وهجا راسخا فى مسام الحلم

واللون الموعود
والفرح المنشود
وهاهى غيوم الكتابة الآن
مملؤة بريح الحروف وبطقوسها الملائكية العاتية

مكسوة كل الاجابات بدثار الاسئلة
ومكتملة تفاصيل النشيد

ولسان حال اللحظة، وهى عز رونقها، يقول
واللون اذا انهمل
والندي اذا تقّطر شهدا
ماادراك مالحرف المغرق في زرقة الغيم
الحرف القادم من عمق دواة الجمال
الحرف اللاهث
الحرف الليلك
الحرف ال...

الحرف الذى يهطل، ماشاء له/لنا المطر

Post: #20
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-11-2016, 07:00 AM
Parent: #1

تهويم

واقف على درب الغيوم
مستنى مرسال البروق
كايس بشارات النجوم
تعلن صباحك و الشروق

Post: #21
Title: Re: معارج المداد
Author: الطيب بشير
Date: 10-12-2016, 05:46 AM
Parent: #20

.
فليت العمر مر بلا قواف او حروف او ليت شعرى كان فى عرس الهوى نزق الكمنجة والمزاهر والدفوف

ياااااااااا مطر

رحماك ياخ

تذكرت نزار العرب حين قال:

(حين كنا في الكتاتيب صغارا
حقنونا بسخيف القول ليلاً و نهارا)

و أنت أتيتنا بثالثكما متجدداً في كل إطلالة

الله ينور عليك

.

Post: #22
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-13-2016, 06:15 AM
Parent: #21

بشارات الطيب
وعبق الحرف يعم أرجاء الدواة
لينتشى المداد ويعلن تفتح الفرح

حياك الخالق يا صاحبى
وإبقاك دوما طيبا

أيها الطيب

Post: #23
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-13-2016, 11:49 AM
Parent: #1

الكتابة فى أقصى كينونتها، هى سليلة غيم الحنين، هى ضجيج الروح سراً جهورا، أو علانية واجفة، طلبا لراحة لا تنال، يسمونها اللقيا، وهى فى أقصى تمردهما على أراضين الجسد وسماوات الروح، إعلان بصوت الدم عن مطلق العشق، عشق من نحب وما نحب إعلان لا يعلن عن ذاته، لكنه وهو فى كامل وعيه المضنى، ولا تسمعه سوى آذان القصيدة
القصيدة صباح العشق، ومساء الأشواق
هل نحن إلا العشق؟

هل ثمة فرق بين ما تنحته المفردة على لوح النداء، وما يسيل من رحيق الروح فوق أرض الأمنيات؟
كلاهما يكتبان إسم العشق ويكرسان معنى الإنسان

العشق أرض
والحرف مسافة
العشق دم
والحرف شريان
العشق درب
والحرف خطوة

خطوة لا تنتهى، بل تمارس السجود على أرض المنى، تقبل وجه المسافة، فينحاز الغناء لها يروى ظمأ المسير نحو ذرى لا تطالها العيون، ولا تلامسها الأقدام

والحرف فى أقصى قسوته
ليس سوى العودة الى عمق المكان، حين يفاجئك المكان بأنه قد باع مقعدك الوحيد للفراغ ووضع مكانه مسافة من شوق أو شوك من إشتهاء أو إبتغاء مقيم

الحرف سيد الحلم
فحين ينفض سامر الصحو لا يبق سوى قمر يدخن لفافات السهر وهو متكئ على بقية أمنية رحلت دون وعد بالفرح

والحرف سليل الشمس، لذا فهو ضوء لا ينتهى


وحين يتفتق الحرف يعلن ميلاد تلك المفردة السرمدية 

تجلس الأيام لتخلع سنينها وتنبرى، تنصب مهرجانا خارج الوقت، زلفى لعيون الكلام
تجلس لتهز اليها بجزع عشقها العصى فيتساقط الوعد قصائدا
رأيت 

حين يتفتق الحرف ليمد بيديه سناء تلك المفردة
تتفتح مسامات المساءات الصديقة تنضم لضفائر شدوها المملوءة بالحكايات الملونة بالدفء وهديل البنفسج، وكل النوافذ ترخى سدول رموشها الضوئية لتنام قريرة الروح، ثم لتصحو صباحا، تتسابق هى والفجر وبعض فراشات، نحو حديقة الكلام، وتزف للعالمين خبر تفتحها

فليورق الحرف وينمو، ولتضاء الأكوان بأبجدية ملونة الحواشى والدواخل

لنحيا

Post: #24
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-16-2016, 10:03 AM
Parent: #1

هى شمس
وقليل من الشوق يكفى
كى أراها فى دمى
ترتاح فى كف الغناء
قليل من ضوئها يكفى
كى اشعل حلمى
قليل من الظل يكفى
ليستحى هجير الشوق
يفارق اليباب فمى
فاهرب من عنائى

Post: #25
Title: Re: معارج المداد
Author: يوسف الولى
Date: 10-16-2016, 01:43 PM
Parent: #24

(( اللحظة تفتتح حضورها فوق عشب الوقت بموسقى لا يراها الظل
لكنه يستأنس بطعمها القادم من لدن الإشتهاء، بنكهة الشوق النديم
تتبرج اللحظة فتتربص الأعياد بها لترتكب جريرة الفرح
تهز اليها جذوع الحنين فيتساقط ثمر اللقيا جنيا على جسمها المملوء بالإغنيات الملونة
ذات الألوان التى ارتداها قوس قزح فى آخر زيارة لمقام المحبة
ونسيها حين سمع أجراس الغمام تعلن بداية قداس المطر وساعة الهطول ))
----------------------------------------------------------------
اصابنا العمى .. فلانرى سوى الظلام
كل الاغنيات عندنا زات طعم ولون واحد
فاصبحت تلك اللحظات زكريات .. فقط محض زكريات لا تغنى ولا تشبع
جوعنا الابدى
لنا الله
لنا الله ...

Post: #26
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-17-2016, 05:23 PM

الولى

يا يوسف

لا تبنئس يا صاحبى

الق قميصك على وجه العتمة
يرتد اليك و الينا و اليهم البصر

و حتما

كل اول ليهو آخر

مقولة صادقة على لسان اهلنا

حباك الخالق و اسعدك

Post: #27
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-26-2016, 06:59 AM
Parent: #1

غطت الشمس وجهها بخمار غيمى الملمس
فتلتفت السنبلة نحو جارتها وتهمس ببضع كلمات خضراء
و يمد النهر كفه ليربت على كتف الضفة

ونحن جلوسا على صدر النهار، يلفنا وجل الانتظار وترقب تفتح ورد الاغنيات فى حديقة العشق
والعصافير تمارس قيلولة الغناء لتطرب الظلال وينتشى الوقت

ما يزال الحلم باسط اخيلته الواهنة على وصيد التمنى
فبعد حين تبدل الشمس مقعدها فى براح السماء، وتبدل الأرواح وسائدها النهارية وتستعيض عنها بخيبات وثيرة، على وعد بعناق احلام اشد خيبة

خذ نهارك ايها الخائف
خذ ضياءك وتوكل على بصيرة الواقع

فما عاد فى كنانة الليل سهام تخاطر بالسفر عبر هواء الواقع

Post: #28
Title: Re: معارج المداد
Author: الفاتح ميرغني
Date: 12-26-2016, 01:45 PM
Parent: #27

Quote: أحرف، وكأنها بيارق الروح ،، عالية تخفق بأطرافها لتداعب طرب وانتشاء السماء

شكراً يا اباذر،
كل عام وأحرفك أكثر ألقا وابداعاً.

محبتي

Post: #29
Title: Re: معارج المداد
Author: باسط المكي
Date: 12-26-2016, 01:49 PM
Parent: #28

ا ايها النهارالمبلل بالهديل
يا ايها التعب الذى
يختصر أشواق الفصول
ويسلب من قوافلنا الدليل
ارفع نواياك عن طريقنا
لتخضر الخطى
وبالأحضان تأخذنا
موانئ الوصول
جميل ياخ ماكتبته بوست اريحي

Post: #31
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-28-2016, 04:21 AM
Parent: #29

جميل ما بسطته

حضورك المكى الأنيق
وتشريفنا به

Post: #30
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-27-2016, 06:45 AM
Parent: #28

الفاتح

يا البيك نور اقليمك

كل لحظة وانت اطيب واسعد

وأمنياتك ملء روحك

Post: #32
Title: Re: معارج المداد
Author: أبوذر بابكر
Date: 01-24-2017, 09:52 AM
Parent: #1

وجه الشتاء

قال النهر
اكتمل الآن ثبوت الرؤية
غدا يخضر نهار العيد
والقلب تدلّى
مشى فى أفق التوق
قد هل هديلُك مكتحلا
والعشق تجلّى
اكتمل الآن ثبات الرؤيا
فاخضر لون النشيد
جاء سناؤُك مكتملا
يضئُ غيهب الدرب
فهتفنا
ذهب الوجل وابتلت الروح

تفتح اللحظة
موسم عيدنا الخصيب
فهزى إليك جذوع ذلك المساء
يتساقط الشفق
مدى الينا مواعين الغناء
لينام الأرق
ويغادرنا النحيب

هل هديلُك مكتملا
فمن سماء وجهك
ينبع رونق السناء
وفى وحشة وجهى
يرقد الرهق
يستيقظ حلمى الغريب
بدأتُ أنشدُ
يا ايها الليل المبلل بالهديل
يا ايها التعب الذى
يستعمر حسد الشتاء
من ذا الذى رفع النوايا
دسّ فيها ثم فينا
أسماء الرغبة
أجساد الرزايا

وجه الربيع

تلك هى غبطة الرمل
شجرٌ يهيئُ فرحَ الطرقات
يعلقُ لافتات الصحو
يرتبُ مقدم الخريف
يرفعُ أنخاب الفرحة عاليا
مثل أمنياتنا
تلك هى صبوة العشاق
مبتدأُ النزيف
تلك هى عيناك
تنبع من لدن سوادها
نشوة المساء
ومن البياض
يسيل حليب الليل
تلك هى الرموش
حيث ترقد آلهة البهاء
على أرائك ظلِها الوريف
هلّ هديلُك مكتملا
ينير بضوءه النبيل
إنى غنيتُك
قمرا يختال
بين أعراس المجرات
إنى ندهتُك
شربةَ عشق
لا أظمأ بعدها
إنى أسميتُك
ندى الأيام
كوثر الغنوات
آهٍ يا حلمى الطويل

وجه الخريف

حين تكتنز الحروف
ب "خُمرة" الألق الفسيح
ب "خَمرة" الوجع العتيد
حين يخرق العشق
نواميسَ البقاء
يخلُد وسطَ زهو الوله
فوق عشب الرغبة
حين تمتلئ الأرواح
برحيق النبوءات من ورد النشيد
تمشى على سراط وجدها المريح
ترسم النخلات رسائلا للنهر
إبريزا من نضار التوهم
يزين شدوها
يكتب هطول غيمها الجريح
حينها
أكتب احتمال أن ألقاك
خارجة من طين البداية
احتمال أن ألقانى
مصلوبا على تيه النهاية
يمجدُنى الحزن
يكتبُنى فوق احتمالات الغواية
من ذا الذى يقايض حسرتى
من يشترى قيد لسانىّ الكسيح

وجه الصيف

دانيةٌ قطوف الهمِ
قصيةٌ قطوف النجمِ

قلت
علمينى قافيةَ الحلمِ
أعلمُك اسماء الهيامِ

أنظرينى
آتيكِ ممتطيا
صهوة أمنيتى
ركاب الشجن
سطوة الأيام
وركام أغنيتى

دثرينى
بما تبقى من رجاء
الشوق شتاء الروح
يستبيح جهات الزمن

دانيةٌ مواقد الهجر
قصية حدائق العمر