قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي معاصر

قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي معاصر


09-29-2016, 05:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1475124292&rn=0


Post: #1
Title: قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي معاصر
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2016, 05:44 AM

05:44 AM September, 29 2016

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي معاصر
بالصدفة تعرفت إسفيريا على كاتب يبدو أن تخصصه الفلسفة أسمه د.عبدالسلام حيدر
و عرفت أنه كان يدرّس في كلية بروكسل. و قد عثرت عليه صدفة إذ وجدت له موضوع عن الفلسفة الألمانية
فوجدت له حقيقة آراء قيّمة في الفلسفة.
ثم بحثت عنه لأتعرف عليه فوجدت له موضوع قديم لكن تناوله بمنظور معاصر حيث لا زال القتل المستند على الدين مستمر
و هي نقطة تستحق الوقوف عندها ألا و هي حادثة مقتل عثمان بن عفلان و دلالاتها.
فإالى المقال فهو يستحق القراءة:

Post: #2
Title: Re: قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2016, 06:03 AM
Parent: #1

مقال د.عبدالسلام حيدر : زمان عندما كنت أدرس التاريخ الإسلامي تأثرت جدا بطريقة موت عثمان بن عفان (رض).
وما زلت أتذكر أنني بكيت وأنا أقرأ نصوص الطبري حول الحادثة. ومنذ هذه الفترة المبكرة وأنا أتأمل موضوع قتل عثمان (رض)
حتى أفهم موقفه وسبب تأثيره القوي والمستمر. وهذا الموقف تحديدا هو ما جعلني أرى فكرة السلمية متأصلة في الإسلام،
ولك أن تختارها أو تدعها. عثمان كمثال اختارها وله أسبابه الوجيهة جدا. الرجل تيقن أنه مقتول، ونظر حوله فوجد من يدافعون عنه
من الصحابة وأبنائهم. ورأى أنهم لن يستطيعوا إنقاذه فأمرهم بالإنصراف، لأنهم لو بقوا سيقاتلون، ولو قاتلوا سيُقتلون ثم لا ينقذونه،
وسيفنى بالتالي هذا الجيل من الصحابة. لذا أخذ قراره بعدم المقاومة وقال لمن حوله كما جاء في "العقد الفريد": "أعزم على
كل من رأى أن لي عليه سمعاً وطاعة إلا كف يده وسلاحه، فإن أفضلكم عني غناء من كف يده وسلاحه". واستسلم لقدره.
ولبس سرولا للمرة الأولى في حياته حتى لا تظهر عورته عندما يُقتل، وفتح المصحف وظل يقرأ فيه حتى دخلوا عليه وقتلوه.
وهذا الموقف الذي تقشعر له الأبدان هو ولا ريب أحد أعجب المواقف في تاريخ الإسلام المبكر. ولا ريب أن عثمان (رض)
تأثر فيه بموقف ابن أدم المقتول واقتدى به. ففي سورة المائدة عندما أراد ابن أدم أن يقتل أخاه، قال المقتول للقاتل:
"لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك
فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين". ويبدو أن هذا المعني التسليمي لقدر الله كان منتشرا في البصرة
حتى القرن الهجري الثاني، لذا كان محمد بن علي العباسي، وهو يخطط للإنقلاب على الأمويين، يتجنب البصرة ويقول
أنها "عثمانية تدين بالكف، وتقول: كن عبدالله المقتول ولا تكن عبدالله القاتل". ومنذ هذا الوقت فإن أكثر فكرة تعجبني في الإسلام
- بعد فكرة التوحيد بالطبع - هي فكرة الكف أو السلمية بمصطلحاتنا الحديثة. وهذا الاتجاه السلمي في الإسلام تكرر الاقتداء به
في مواقف أخرى، ولكن لا أحد يذكره مع أنه يمكن أن يفيد دعاة السلمية كأحد المواقف المبهرة في مقاومة العنف بالسلم. وظني
أن أحدا لا يذكره لأنه مخالف لما اعتدنا عليه في قراءة التاريخ الإسلامي، ولأنه يحمل درجة غير متصورة من الرقي الإنساني
النادر المثال. وبالتأكيد أي مجتمع مريض بالعنف والفتونة والعنصرية لن يفهم مثل هذا الموقف لأنه أرقى من سقف تصوراته
بمراحل. فهذا الموقف كما ترى وجد وسيوجد دائماً وإن بشكل فردي. #والله_أعلم

Post: #3
Title: Re: قتل الإنسان: حادثة مقتل عثمان بن عفان : رأي
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2016, 06:41 AM
Parent: #2

و للكاتب رأي آخر يتعلق برؤية الإسلاميين فيما يخص العنف:
رأيي أن جوهر ما ينبغي على الإسلاميين الوصول إليه في موضوع العنف: ألا ينفذوا عقوبة بأيدهم مع وجود سلطة
حتى لو كانت فاسدة مجرمة. وإذا تهور بعض المجانين ونفذوا القتل ألا يعلن الإسلاميون عن غبطتهم وفرحهم
بهذا كما فعل الرجل الذي يدعى محمد إلهامي وواحد آخر اسمه محمد جلال القصاص. أنا على سبيل المثال
كنت احترم نتاج الشيخ محمد الغزالي حتى وجدته يؤيد قتل فرج فودة، بل وانتقل من التأييد للفعل
بأن ذهب إلى المحكمة وأفتى بأسوء فتوى نطق بها في حياته! بأن القتلة لم يخطأوا بتنفيذ الحد
ولكن بالإفتئات على السلطة القائمة. ورأيي أن هذه الذهنية أو العقلية التي انتجت مثل
هذه الفتوى الكارثية هي المسيطرة على جموع الإسلاميين. ولا أدري هل يستطيعوا تجاوز هذه العتبة الفكرية – السياسية أم لا؟
لننتظر ونرى. ولكني لا أخفي سعادتي بالمصطلحات التي يستخدمها أحمد عبدالفتاح هنا مثل قوله
بأن "كل مجتمع بيشرع" لنفسه وأرجو ألا يتراجع عن هذا، واستخدامه لعبارة "الآليات السلمية الطبيعية".
استخدام هذه المصطلحات مطمئن جدا، لأن تنظيم استخدام العنف في أي مجتمع مهما كان فاسدا أمرا ضروريا لاستمراره.