حكايات من هنا

07:01 AM September, 26 2016

سودانيز اون لاين
فرح الطاهر ابو روضة-...................
مكتبتى
رابط مختصر

مشينا على السجلات لإستلام شهادة مولود بعد انتظار للشبكة
جات وما جات
ولمدة يومين
وصلت شهادة الميلاد وللأسف
فيه خطأ في الاسم ويحتاج للمعالجة
وعلينا الذهاب والحضور مرة أخرى
الغريبة
هناك مواطن أتى لاستلام كان قد سلمها للسلام بغرض التعديل
وهو من نبهنا لضرورة مراجعة الشهادة قبل الرجوع للمنزل
قائلا
ديل شغالين وانساب وفيس وجرائد عشان كده انتبهوا
فشكرا لهذا المواطن
خلصنا من شهادة الميلاد كان على إستخراج بطاقة وطنية لأحد قريباتنا عن طريق الوالدة
برضه كانت الهيصة
وصف لا يستهان به
مع أنه في كراسي والناس قاعدة مرتاحة
رغم السخانة والكتمة لكن برضه أفضل من الوقوف
ذهبت لتناول كوب من الشاي مع قريب قريبتنا
وبعد رجعونا وجدنا الزولة تحركت من موقعها التفتنا يمين وشمال
فإذا بها واقفة مع أحد العساكر
الذي قام باستلام الأوراق منها وصلنا اليهم سلمنا عليه
وسلناه
خاطبنا بأدب جم
الوالدة دي كبيرة في السن ما ممكن تنتظر انا حاشيل الورق ده ويخلص ليها الإجراءات
شكرناهو على هذا التعامل الإنساني المطلوب لدى رجال الشرطة
وفعلا قام باللازم واحضر لنا الورق موقعا فقط يحتاج تسديد الرسوم
ذهبنا لشباك الرسوم قمنا بسداد المبلغ المطلوب مقابل إيصال مالي إلكتروني
برضه بعد عك ومدافرة الايصال طلع
البسمة علت وجه الموظفة وكأنها تستقبل مولود جديد وليس إيصالي مالي
استلمت الايصال وقلت للزول البعدي
غايتو الله بعينك وقول يارب شبكة
رجعت الايصال للعسكري الهميم وبدوره قام بتسليمي صورة من الايصال
قائلا الاستلام بعد العيد
شكرته وانصرفت
ونحن نخرج من المكان قال لي قريبي
العسكري ده بتعرفوا
قلت ليه لا والله
التفت الي خالته
إنتي بتعرفي
ردت لا والله يا ولدي بعرفوا من وين انا عاد
التفت ناحيتي قائلا في استنكار
ياخ ليه ما أخدت رقم العسكري الطيب ده
قلت له والله الزول ده ود حلال بس ليه نأخد رقمه .
خدمنا وشكرناهو
قال لي
ياخ كان أن شاء الله ندية حق الفطور
قلت لقريبي لا أعتقد بأن مثل هذا العسكري الطيب قام بهذه الخدمة لمقابل ما
لأنه استلم الاوراق من الزولة دي ونحن غير موجوديين
ولو كان يهدف لعايد لما اختار خالتك
قال لي والله كلامك صاح بس برضه الرقم مهم
ممكن نحتاج ليه تاني ما كان بضرنا بي شي
صمت ولم أرد على كلامه
كنت أفكر في الي مدى قطع المواطن السوداني العشم في خدمة مدنية او عسكرية
نظيفة شريفة تهتم بالمواطن أولا وأخيرا
حتى إذا ما وجدنا أحد من هذا الكم الماهل من الفساد والانحطاط
يا استنزفناهو لآخر رمق
أو اغويناهو بمحاولات تقديم الرشوة وباي صورة كانت
كسرة
غايتو البلد دي ما محتاجة لثورة تزيل الإنقاذ وسنين الإنقاذ ومخلفات الانقاذ وبس
المواطن نفسه
يحتاج للكثير من الترميم لعودة لانسان السودان الطيب ومسالم
المهم
اني كلفت من قبل قريبي لإستلام البطاقة
وانتظرت اليوم الموعود

انتهى العيد بكل ما فيه من زحمة مواصلات
غلاء خراف
أزمة خبز
استغلال السوق للمواطن بحجة موسم العيد
حتى الطماطم والتبش والبصل هذه السلع وجدت حظها من الدلال
من قبل الخضرجية والتعالي على المواطن
اما سوق الملابس والحلويات فقد عانى كساد حقيقي
فلا صوت يعلو فوق صوت الخروف
حتى ولو بالتقسيط
وللبلح أيضا بعض حظ لما فيه من مأرب أخرى
المهم انتهى العيد وأول مهمة بعد إجازة العيد استلام البطاقة الوطنية لي قريبتنا
أخذت صورة الإيصال المالي وذهبت مباشرة للإستلام فكان على ارسالها بأسرع وقت لصاحبتها للأهمية
وقفت في الشباك منتظرا حتى وقفت أمام العسكري وجها لوجه
سلمت عليه رد التحية
ثم سلمته الإيصال دقق في صورة الإيصال
ثم قال
بتبقى ليك شنو الزولة دي
قلت حبوبتي عمة الوالدة
قال عندك ما يثبت
قلت ما يثبت شنو
انو الزولة دي عمة الوالدة
قال لا ما يثبت شخصيتك انت
قلت له لا ولما قدمنا للبطاقة قيل لنا الاستلام بصورة الإيصال المالي قال لا يمكن تسلميك هذه البطاقة إلا بابراز هويتك
استلمت منه الإيصال المالي بعد أن أبدأ عدم رغبته في كثير نقاش
اتصلت تلفون على قريبي المنتظر للبطاقة
وابلغته بالحاصل
قال لي طيب ما نمشي للعسكري صاحبنا زول طيب وود حلال
قلت له
مافي داعي نشغله بموضوع بسيط انت في مشكلة لو انا استلمت البطاقة دي بكرة
قال لا مافي مشكلة
قلت له خلاص بكرة بإذن الله انا يستلم البطاقة
قال تمام

الصديق الصدوق .. ابا روضة ..

سرم بنكهة الشوق ,,

فعلآ دا الحاصل !
ديل شغالين وانساب وفيس وجرائد عشان كده انتبهوا
وعندي قصص كتيرة من جنس النوع دا بالتحديد
كدي لما اجيك بي مهل !!!!

عشان من هنا لو في مسؤول اكتر من مسؤلي الدولة ينتبه للظاهرة دي !

ولي عودة بالمزيد البشيب الرأس !

ولك الود ,,,

البوست ده بدل فاقد؟



جننتونا!!

أبو الريش سلام
انا ما عندي كونك تشتغل باحث في شؤن أرشيف المنبر
أشد من عزيمتك منعا لحالات الجنون
بشرط
انك
تقرأ الفرق بين بوست انا هنا
وحكايات من هنا
أعتقد المتابعين لي أنا هنا يعرفون اهداف وظروف البوست
هذا البوست للحكايات أكثر من كونه إثبات مكان إقامة
بالمناسبة
فكرة جيدة لو عملت إدارة المنبر ختم للبوستات بدل الفاقد
ونتابع

مرحب الكنداكة منى عمسيب
البوست
يمين هولك متى ما جيتي
حبابك الف

صباح الخير على دفع الله يا صديقي
ياخ غالي والطلب رخيص
بعدين انت فاكر انا بمسح مداخلات نيس الفيس لأنه بكتب كلام أبو روضة ما عايز الآخرين يطلعوا عليه
لا لا على الطلاق
نيس الفيس ما قاعد يجيب حاجة من عنده
كل ما يجود به هنا
سبقوه عليه ساقطين أخريين
وذهبوا هم وبقي أبو روضة
كل مافي الأمر
هذا التيس انا في رأيي عار على اذا تواجد في بوستاتي
يا حبيب
وحاتك الزول ده ماشي امفكو
وعشان خاطرك حنسيبه يبرطع
وحتما سنواصل
ولك التحية
نسيت اقول ليك اليوم انا آخر انسداحة في الخرتوم
هههه

صباح الخير على دفع الله يا صديقي
ياخ غالي والطلب رخيص
بعدين انت فاكر انا بمسح مداخلات نيس الفيس لأنه بكتب كلام أبو روضة ما عايز الآخرين يطلعوا عليه
لا لا على الطلاق
نيس الفيس ما قاعد يجيب حاجة من عنده
كل ما يجود به هنا
سبقوه عليه ساقطين أخريين
وذهبوا هم وبقي أبو روضة
كل مافي الأمر
هذا التيس انا في رأيي عار على اذا تواجد في بوستاتي
يا حبيب
وحاتك الزول ده ماشي امفكو
وعشان خاطرك حنسيبه يبرطع
وحتما سنواصل
ولك التحية
نسيت اقول ليك اليوم انا آخر انسداحة في الخرتوم
هههه

قرد واحد كفاية يا الفحل ..
-------
انت يا الفحل لما كنت صغير بتلعب بالتراب ..وماما لبستك الجزمة والشراب .. وبتفشقك وبتقول ليك اءءءءح ..

ابو روضة انا في حل من خصيمي ليك بالغالية امك روضة الله يرحمها فاذا شايف انو مسح مداخلات الفحل بتمليها خارطة طريق البوست سر ورب المجرات عونك ..وبالمرة امسح مداخلتي الاخيرة دي ..حتى لا تعمل تشويش في سرد خواطرك الواقعية في بلاد السودان الطلعو زيتو الكيزان .
واصل يا اخي

المهم يا صديقي على دفع الله
حنواصل
رجعت وفي بالي امشي عزاء في إحدى القرى المجاورة
ايوه عندنا قريبنا اتوفى في حادث حركة أليم قبل العيد بيومين
قلت خلاص أمر البيت بالمرة اشيل معاي الجواز والجنسية القديمة والرقم الوطني
وكافة ما يثبت هويتي المجهولة فعلا لرجل الشرطة الهميم
والصباح بدري وانا راجع أمر اخد البطاقة الوطنية حقت حبوبتنا
وفعلا ده الحصل
وصلت العزاء
وبعد الفاتحة وتقديم واجب العزاء
بدأ السؤال عن الحادث
وكيف الحافلة اتخطت الطوف أكثر من أربعة مرات ودي شهادة رجل المرور
والطوف للناس الما بتعرفوا
ناس المرور بعملوا تجمع بتاع عربات ايام العيد وبمشوا في موكب تتقدمه
سيارات المرور السريع
قالوا حفاظاً على سلامة الركاب وتجنبا لازدحام الشوارع ايام العيد
ولكم أن تتخيلوا
الحكومة غير قادرة حتى على إنجاح تسيير موكب باصات وعربات
ورجل مرور مسؤل مسؤولية مباشرة من الطوف المعني
بقدم إفادة بأنه الحافلة تجاوزت أكثر من أربعة مرات
دون الاهتمام حتى بتنبيه السائق أو إيقافه من متابعة السير لو أصر على التجاوز
المهم انتهى العيد وكانت نتائج طوف موكب السيارات كارثية
حافلة أخدت خمسة من الأرواح
باص بخط الغرب عدد القتلى فيه 40 شخص
وأكثر ما يجودنه ليس قرارات بتحسبن الشوارع أو إعادة النظر في نوعية المركبات المرخصة لنقل الركاب
أو حتى تعويضات مالية
تسهم في تأهيل المعاقين بفعل هذه الحوادث أو إعانة أسر المتوفيين
بل أنا لله وانا اليه راجعون
حاصل الحاصل والمتحصل
امضيت ليلة مليئة بالحزن والأسى مع أسرة المغفور له
وفي أول حافلة متحركة من القرية كنت بين ركابها قاصدا مدينتي النائية
ونواصل

المشاهد في انتظارك تواصل ...

سلام جادات وتسلم على المرور
لا يوفقنا من المرور إلا مزاحمة الحياة
المهم
صباحية بدري ركبت الحافلة متوجه لمدينة ربك
حافلات الحلة دائما ما تتأخر لانها تمر على عدد من القرى قبل التوجه للطريق الرئيس
وبها الكثير من الحركة
طلوع ونزول ببعض الحلال
وفي هذه الحركة الصاعدة هابطة
أطل علينا وجه ابونسي من جنوب السودان ترافقه سيدة طاعنة في السن
فيما يبدو بأنها والدته
ركبوا الاثنين معا بمحازاتي تماما برفقتهم عدد لا يستهان به من العفش الأمر الذي قاد الحافلة الي بعض تأخير
وما أن تحركت الحافلة
حتى سأل أحد الركاب
الأخ الجنوبي
من وين جيت وين ماشي
لم يجيب الأخ على سؤال وفيما يبدو بأنه تظاهر بعدم فهم السؤال
لم يصمت الرجل
فوجه السؤال للسيدة الطاعنة في السؤال التي أجابت بحركة رأسية دون أن تجيب
تملل الرجل لهذا التجاهل التام وفيما يبدو بأنه أراد أن يغطي على تدخله فيما لا يعنيه
بشي من تبني المواقفة
فالتفت على شخصي قائلا
والله فاهمين السؤال لكن ديل ناس فيهم غتاتة
ما قالوا عايزين بلدم وعايزين يعيشوا براهم هسي الجابم لينا شنو
قلت ليه
ياخ انت ما تريح الناس مالك ومال خلق الله
وانت اصلا ليه اهتميت بالشخصيين ديل فقط الحافلة دي فيها كم راكب
طلع ونزل مالك ما سالتهم
بدأ يتحدث عن معاناة الشماليين بالجنوب وعن موالاة الجنوب لإسرائيل وغيرها من خرق وبأن الجنوب بقى مقبرة للشمالين على امتداد التاريخ
قلت له
ما عرفه جل الشماليين ليهم أسر عاشت بجنوب السودان
واستثمرت بجنوب السودان
ولم نسمع منهم إلا كل خير عن الجنوبيين
والجنوب بقى مقبرة للشمالين لما حرصت حكومتك على قتل انسان الجنوب واستصاله
وبأن هذا الوطن وطن للجنوبيين قبلك وهو الآن يستضيف الهندي والبنقالي والحبشي والسوري وهؤلاء الناس
أحق بهذا الوطن
وانقسمت الحافلة مع وضد الي ان وصلنا مدينة ربك
ما استغرب له صبر هذا الشعب الاينوسي الرائع واحجامه عن المشاركة في النقاش على امتداد الرحلة
رغم تهجم صاحبنا عليه واشاراته له بين الحين والآخر
وصلنا الموقف
فتطوعت بمساعدة الجنوبي والكمساري في إنزال عفشه واتينا بعربة كارو
حلمنا عليها كل أغراضه
ولأول مرة تحدث الشاب الصابر شكرني والكمساري
واضح بأنه كان في عمل بإحدى المزارع بعد أن اتففوا مع صاحب المزرعة على عملية زراعة
وحش الزرع وكافة العمليات الزراعية
والآن متوجهين الي المعسكرات قرب الجبليين
وحبعودوا مرة أخرى لحصاد المحصول
ودعته ووالدته متوجها لإستلام البطاقة الوطنية بتاعت قريبتنا
وانا العن إعلام السلطة
وهذا الحاجز والهوة التي وضعته الإنقاذ بالنسيج الاجتماعي السوداني
ليس بين الشمال والجنوب فقط بل بكل القبائل السودانية
جنوبها
وشرقها
غربها وشرقها ووسطها
وأحسب الفترة التي سيحتاجها انسان السودان للملمة لحمته الاجتماعية
وأنصهار في دولة المجتمع الواحد
ونواصل

وصلت إلي السجل المدني
وانا أتحسس جيوبي اطمئنان على أوراقي الثوبتية التي أمر العسكري بإحضارها
لاستلام ما يعرف بالبطاقة الوطنية الخاصة بقريبتي
بطاقة وطنية
في زمن غياب تام لكل ما يشعرك بالانتماء للوطن
ملامحه الجميلة
قسمات انسانه التي ذهبت بها المعاناة
المدن المستفة بالتفايات فضلا عن برك الأمطار
وشبكة المياه
وأمام شباك الاستلام كان الصف طويلا
وثلاثة من العساكر يقومون بفرز البطاقات
لتسليمها
بين الونسات والمكالمات الخاصة والواتساب والفرز
إنتهت الفترة الصباحية هكذا أعلن أحدهم بأنهم سيواصلون العمل
ويقومون بالتسليم بعد الفطور
ثم قام بإغلاق الشباك وخرج ثلاثتهم
تقدمت الي أحدهم وهو يقوم بإغلاق الباب استعداد للانصراف مع البقية
سلمت عليه
رد التحية بلهجة صارمة
قلت له
الفطور كم ساعة أن شاء الله
قال لي ما حيكون اكثر من نص ساعة
وأشار للبوفية الملتخق بالمبنى قائلا احنا بنفطر هنا
قلت له
وانا أنظر الي ساعة الموبايل
خير ان شاء الله
ومضى
جلس الثلاثة على طاولة
بعدها بلحظات أتى أحدهم ناحيتي
وقف أمامي
ثم خاطبني انت عايز بطاقة منو يا اخينا
قلت له
فلانة بنت فلان الفلاني
فتح باب الغرفة وأخذ يقلب في البطاقات
ثم أتى يحمل البطاقة
سلمني البطاقة وهو يدعونني لتناول الفطور معهم
دون أن يسألني من ورقة ثبوتية
أو حتى صورة الإيصال المالي التي يتم بموجبها التسليم
شكرته ثم انصرفت
وانا أستجير بالله من صفوف يصنعها العساكر
والمنتظرين على صفوف العساكر
وحتى من خوف وجبن وشجاعة العساكر اذا وجدت في هذا
البلد المنكوب من مجاميعه
فرح أبو روضة