عذابي ومتشرد وشبه مجنون ليلا

03:30 PM September, 25 2016 سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر### لما الدنيا الكبيرة دي تبقي زي قد أبرة ولا تعرف فيها غير ممارسات الجاهلية وطقوس الانسان المتحضر أقصد تكون عامل فيها زي أولاد جون وكمان الامركان ما الانجليز كمان يا خ قوم لف كدا أنت جربان ومن أفريقيا ومن مجاهل أفريقيا كمان ولما الدنيا الواسعة تضيق بيك وما تكون عارف فيها غير تصحي وتنوم وتأكل وتشرب يعني حيوان مستهلك وكمان أستهلاك ما أستهلاك أنساني معقول فيهو الافراط مرات وفيها العدم في كل الاحوال والبؤس مش البؤس العابر دا حق الفلس لكين دا البؤس المقيم أقامة قورادة في جلد كلب عديل كدا وبعدين تكون محروم من كل شي محتاج لزوجة وعايز كمان تحلق وتدخل السينما وتمشي لأ صحابك تجامل في المناسبا ت الاجتماعية وتعقد صدر مجلس وتقول كلام يعجب ناس المناسبة وتبقي زول واناس عندك معلومات أخطر من الواتساب دا كلوا كوم لكين لما تمرق من بلدك كوم تاني لا تلقي معز السفيه ولا ود السما وحيدر البرشوتي ود المصطفي المجنون ولا حتي خرطوم الانسانة التي تسوق العرقي عبر الموبيل لكين ما عندها أنتاج رهيب ولا تلقي حتي زول من ناسك يبل شوقك ولا حتي الهوا فيه غبار ولا كتاحة تملا خشمك تراب عشان تضوق طعم البلد غصب كدا ما هي عارفة البلد أنك من تراب يعني التراب شنو لة داخل خمشك ونخرتك وحتي عيونك كمان أصلو الغبش كان أصدقاء مخلصين للكتاحة منذ فجر التاريخ وبعدين لما يتعلم ويبقي مثقف وطني يقول يا خي البلد واسخة والتراب حقها عمنا سيبك منهم ديل تقليد من أصليين زي ود أبوسن وعملاقة كسر المعاناة بالتعايش السلمي مع الاوضاع في تخوم السودان العظيم يا حليلك يا بلد أنت أروع مكان في الدنيا لو ما بشه وجماعتو بس تعرفوا أنا من أمس الاوضة والشارع حق الشقة وكل أثاث الشقة قاعد يرقص قادم عيوني قلت يا ود دي النهاية الحقيقة لمتشرد وفاقد حنان ومجنون ليلي وحاجات كدا المهم مشيت أكلت قلت أمكن الجوع بزغلل العيون برضو ما في فايدة مشيت ناس عماد قالوا دي أعرض سكرة قوية زعلت منهم لانو أنا ذاتي ما بشرب الا نادر وكمان خليت العراقي بقت بتاع فودكا معقول الفودكا تعمل كدا ديل وهم هم ذاتم ما بسكروا لحدي يحبوا سيبك منهم عالم مهوسة بالكلام أنا محتاج هدوء وكمان أسمع نانسي عجاج عشان التمزق العاطفي الحاصل لي دا يخف شوية يا خ برضو الان أكتر من عشرة ساعات والدنيا أخر رقيص من أمس الساعة 12 الي الان لكين ما مشكلة بس عندي كلام عايز أقولا قبل من صاحب الامانة يخد أمانتو صدقني اخي االعذابي اختي العذابية ، الاطفال في زمننا نعمة بالرغم من غلاء البامبرز واللبن ، لكين كيف نعمل أولاد بدون زواج وحتي لوكانت البت بتك أو ولدك يشبه الخنفوسانة قالوا الناس اللي عايشين بدون عايلة وحييدين مرهفون جدا يعني ممكن تتكلم معهو عن الوحدة يقوم يبكي في قصة للكاتب الروسي "دوستويفسكي" ان رجلا وحيدابلا عائلة او اصدقاء اعتاد ان يذهب وقت الغروب الى ضفة نهر صغير دأب المخذولون والمحبطون على ارتياده. وكان هذا الرجل ينطلق الى الموقع مشيا على الاقدام, وعبر شارع واحد صار مألوفا بالنسبة له, حتى انه اطلق اسماء معينة على المباني التي تقع في ذلك الشارع: هذا مبنى من طابقين وحاجة مفرحة/اسمو "سوزان". وهذا مستشفى ولادة اسمو كوراكه. وهذا مركز امني اسمهو"خليل". وهذا قصر/اسمو "عبدالمعطي", مع ملاحظة ان المالك لم يكتب عبارة "هذا من فضل ربي" على الواجهة والجير ما أبيض يا حلليك يازهير ما طحسط !#
يعني عمك عامل شغل لنفسو عشان ما يضيع وسط تفاصيل المعاناة والوحدة يا خي ما ألعن وحدة ووحدة الغربة بالتحديد لا أغنية تسالي ولا زول يتصل ولا التلفزيون فيهو غرايب تلفزيونات الخرطوم اللي ماتت من زمان يعني حسي أسوي شنو تعرفوا قصة أنك تكون صديق للاطفال في مجتمعات غير مجتمعنا فيها خطورة والاتهام بالتحرش بيهم وراد لأنك عبد أسود انت ما عندك حق غير بس تعاين والسلام يا عبد السوؤ أها حسي أقوم أشغل محطات الاطفال في التلفزيون وأشوف توم وجيري أحساس مختلف بالحياة وعودة قسرية للطفولة وهو كان نحن عندنا طفولة ولا في أطفال ربك ما كريم سخر لينا أولاد جون عشان يعملوا الكرتون تعزية لينا ولطفولتنا الراحت ساي لا لعب ولا كرتون وحتي كمان ملاهي تعلب فيها وتتمرجح وتركب عربات بالكهرباء والله ظلم لكين الفقر ما راجل ضكر المهم بعد توم جيري وكباية جبنه ولا حياة لمن تنادي الدنيا لسه ترقص وأخوك عايش خزعبلات وزهلله عجيبة يا جماعه يكون الحاصل شنو أنا كبرت وبقيت مسكون بالشيطان أمكن في زمن البلوتث دا ما في حاجة بعيدة يا الصالحين في بلاد الكادحين ألحقوا زولا ضاقت بيهو وهوغريب طيبان وعذابي ومتشرد وشبه مجنون ليلا كمان !###

يا الصالحين في بلاد الكادحين ألحقوا زولا ضاقت بيهو وهوغريب طيبان وعذابي ومتشرد وشبه مجنون ليلا كمان !###

.....
لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..
وأنا لله وأنا اليه راجعون..

الله يفرج كربتك يا ابو الزهور ويلمك في بت الحلال التهدي سرك زي ما بيقول أهلنا .

حكايتك دي ذكرتني قصة قديمة لإحسان عبد القدوس لا أذكر أسمها ..أحكيها عشان تخوفك شوية ..

لكن فكرتها أنه واحد عازب لقى له في مزاد معدات عسكرية معروضة ..أشترى منها منظار حربي قوي يجيب لمسافات بعيدة ..

جاء طلع الشقة وثبته خلف شيش الشباك .ز

وبقى عنده برنامج ثابت كل يوم في المساء يعطي العمارات والشقق التي حوله مسحة مثل مدمن التلفزيون .. نسى أصحابه وقاطعهم حتى نسوه

و لقى نفسه غرق في أسرار الناس وأدمنها

وفي الصباح يقابل زبائنه في الشوراع ويضحك عليهم هذا الرجل الأنيق ذو البدلة الفاخرة .. شاهده أمس زوجته تهزئ فيه وهو يغسل في العدة ..

وذاك وذاك وذاك ..

سرقه الزمن

يوم ما واقف أمام المرآة اكتشف أن رأسه علاه الشيب

وهو لم ينتبه الى أنه ليس له أسرة حتى الآن ..

ثار ومسك المنظار وضرب به الأرض .. ودمره ..

ليدرك ما فاته من حياته